دور الامامة

[الصابر العراقي]

الحمد لله رب العالمين
دور الأمامة
كلنا نعرف دور النبوة في أرتباط البشر بخالقهم وتطبيق القانون الألهي على أرض الواقع وتربية الناس التربية الألهية التي يتسنى من خلالها نيل السعادة في الدنيا والآخرة .. وقد أتضح هناك بأن هذا الور المهم لا يمكن أن يقوم به الا من أنتخبه الله سبحانه وتعالى لهذه المهمة وأعطاه من الصفات النفسية والفكرية ما تؤهله لذلك من خلال العلم والعصمة وهذا هو النبي الأكرم محمد (ص) ... ولكن أقتضت المشيئة الألهية أن النبي محمد (ص) يكون آخر الأنبياء وخاتم المرسلين وأن ينه خاتم الأديان لجامعيته وقابليته لسد كافة احتياجات البشر الى يوم القيامة فضلاً عن وجود أسباب آخرى لا حاجة لنا في تفصيلها .. وبما أن الدين العظيم قد أظهر في ستوره المقدس عناية فائقه في كل شيء فقد ترك مساحة واسعة للنبي ( ص) ومن يقوم مقامه ـ وهو الأمام ـ في التحرك ضمن دائرة الهداية الألهية .. وهنا نقول فأن دور النبي ( ص) لا يختصر فقط على بيان الأحكام الألهية المستنبطه من القران الكريم أو قيادة المجتمع من الناحية الأجتماعية والأدارية وأنما يتجلى ذلك الدور بشكل أكبر من خلال كون كلامه (ص) هو وحي يوحى وأن لم يكن في القران الكريم وكذلك من خلال ايجاد الرابطة التكوينية بين الله عز وجل وبين خلقه .. وهذا لا يتسنى الا بوجود شخصية أو شخصيات لها ما لنبي (ص) من نفس قدسية وعلم غزير وتسديد الهي مباشر كي ما يتحقق ذلك الهدف على يديه .. وليس هو الا الأمام المعصوم
ومثل هذا الدور الخطير يحتاج الى تأكيد من القران والسنة وأن يكون الأمام معيناً من قبل الله سبحانه وتعالى كما أن النبي كان كذلك .. وفعلاً جاءت النصوص الكثيرة جداً والتاكيدات المستمرة على تعيين شخص الأمام الذي سوف يحمل الركب البشري الى الله سبحانه وتعالى بعد وفاة النبي (ص) وكان ذلك هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) الذي كان شخصية متميزة بكل أبعادها وكل المسلمين يعلم ذلك الى درجة أن النبي (ص) في حجة الوداع التي كانت أخر حجة له (ص) وفي منطقة تسمى { الجحفة } جمع الصحابة الذيت بلغ عددهم ما يقارب ( 120 ) ألف حاج وخطب فيهم على مقربة من غدير يقع في تلك المنطقة ويعرف ب( غدير خم ) وأعلن البيعة لأمير المؤمنين علي (ع) بقوله(ص) { من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعاد من عاداه } ثم أمر المسلمين أن يهنئوه بأمرة المؤمنين وفعلوا ذلك بأجمعهم وهناك العشرات من النصوص المتفقه على روايتها بكتب الفريقين على هذه الحقيقة فضلاً عن تواتر النص في إمامة الأئمة الأثني عشر (ع) وأولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وأخرهم الأمام الحجة بن الحسن المهدي (عج) وأرواحنا لمقدمه الفداء .
نسأل الله تعالى أن يوفقنا في السير والمسير على نهج وخط الأمامة الذي يمثل الصراط المستقيم
والحمد لله رب العالمين