السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرحهم والعن اعدائهم
نعزي صاحب العصر والزمان (عجل الله له الفرج) كما ونعزي الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) في الذكرى الاليمة ذكرى
وفاة سبطه وحبيب قلبه سيد شباب الجنة
الامام الحسن ابن علي عليه السلام
محطات خالدة في حياة السبط المجتبى (عليه السلام)
عديدة هي الآيات القرآنية الكريمة التي دعت إلى قراءة التاريخ وسبر أغواره بالوقوف عند آثار الأقوام والعهود الغابرة والحقب الزمنية القديمة.
فكما في قراءة التاريخ الدروس والعبر، فإن لها معطيات تغني الفكر الإنساني بالتجارب والمواعظ لتكون الزاد النافع والحقيقي لاجتياز الحاضر بأقل الخسائر وعلى أكبر درجة من الأمان والثبات، لصناعة مستقبل زاهر.
ولعل من أهم المحطات في سفر التاريخ الإنساني هي أبطالها، إذ يجب أن نتوقف عندها ونغوص في أعماق أشخاصها والظروف المختلفة المحيطة بها ونوع العلاقة بين الأشخاص والأحداث التي وقعت في زمنهم، ومقدمات تلك الأحداث وماهية نتائجها، والابتعاد عن التعصب والانحسار بالرؤية الذي يضفي تشويشاً على التفسير المنطقي لما فعلوا؟ ولماذا فعلوا؟ وكيف فعلوا؟
فإذا ما ابتعد الإنسان عن ذلك المنهج في قراءة التاريخ، فإنه لابد أن تكون قراءته خاطئة وبعيدة عن الحقيقة، مما يجعل الإنسان في موقع الظالم ومن جانبين، الأول، قد ظلم في حكمه على الأحداث وأبطالها، وثانياً: لأنه سيتخذ نتائج قراءته الخاطئة منهجاً وسلوكاً.
ومن هنا، فقد وقع الظلم على الإمام الحسن (عليه السلام) وأيضاً من جانبين، مرة من أعداءه لأنهم لم يرعوا له حرمة ولا قرابته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو سبطه، والمرة الثانية من بعض شيعته، الذين لم يتفحصوا ويمعنوا في النظر في حياة هذا الإمام العظيم (عليه السلام).
فمن الأمور الواضحة للعيان والتي لا يختلف عليها إثنان أن الدور الرسالي للإمام الحسن (عليه السلام) مطابق ومكمل لدور أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما أن دور الإمام الحسين (عليه السلام) مطابق ومكمل لدور الإمام الحسن (عليه السلام)، والأئمة يقومون(عليهم السلام) جميعاً بأدوار مختلفة ومتتابعة، وتجتمع تلك الأدوار على هدف واحد هو تحقيق حاكمية الإسلام على الأرض.
كيف قتل الإمام الحسن عليه السلام
تؤكد الروايات أن الإمام الحسن عليه السلام توفي مسموماً، سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس بإغراء من معاوية بن أبي سفيان، وبعد أن وعدها بتزويجها بولده يزيد، وبأن يدفع لها مائة ألف درهم، ولكن معاوية بعد تنفيذ هذه الخطة أعطاها المال، ولم يف لها بتزويجها بولده، قائلاً: إنا نحب حياة يزيد، ولولا ذلك لوفينا لك بتزويجه.
وقد قال الإمام الصادق كما رواه الكليني في الكافي:
(إن الأشعث بن قيس شرك في دم أمير المؤمنين، وابنته جعدة سمت الحسن، وابنه محمد شريك في دم الحسين.
وجعدة هذه عريقة بالخيانة، ويكفي أن يكون أبوها الأشعث بن قيس أحد أبطال المؤامرة لاغتيال أمير المؤمنين علي (عليه السلام). وقد كان مداهناً مع معاوية يوم صفين، فهو الذي أصر على وقف القتال عند رفع المصاحف يوم صفين، ولولاه لما كان يوم التحكيم، ولا كان أبو موسى الأشعري حكماً عن العراق. بل كل فسادٍ كان في خلافة علي وكل اضطراب حدث فأصله الأشعث. ويكفي دلالة على ذلك أنه كان إحدى الثلاثة اللاتي تمنى الخليفة أبو بكر عند احتضاره أن يكون قد فعلهن حيث قال: فوددت أني يوم أتيت بالأشعث أضرب عنقه، فإنه يخيل إليّ أنه لا يرى شراً إلا أعان عليه.
وكان الأشعث قد ارتد عن الإسلام، وأُسر بعد ذلك، ولكن أبا بكر عفا عنه، وزوجَّه أخته أم فروة.
وقد اعتل الإمام الحسن (عليه السلام) بعد أن سقته جعدة بنت الأشعث أكثر من شهر وكان خلال هذه الفترة لا يكف عن أداء رسالته فكان (عليه السلام) يجمع أصحابه ويوصيهم ويعلمهم بالرغم من أن السم أخذ يمزق أحشاءه.
وقال (عليه السلام): (سقيت السم مرتين وهذه الثالثة) وفي رواية عبد الله البخاري أن الإمام الحسن (عليه السلام) قال (يا أخي إني مفارقك ولا حق بربي وقد سقيت السم ورميت بكبدي في الطشت وأنني لعارف بمن سقاني ومن أين دهيت وأنا أخاصمه إلى الله عز وجل.
فقال له الإمام الحسين (عليه السلام) : ومن سقاكه.
قال (عليه السلام): وما تريد به، أتريد أن تقتله. إن يكن هو فالله أشد نقمة منك وإن لم يكن هو فما أحب أن يؤخذ بي بريء).
وبعد أن أوصى أخوته وأبناءه وأهله وصحبه ولم يترك شاردة ولا واردة إلا وذكرها لهم وذكَّرهم بها. وبعد أن أوصى لأخيه الإمام الحسين (عليه السلام) من بعده وسلَّمه وصيته وسلاحه وكتابه كما أوصاه أبوه أمير المؤمنين (عليه السلام) من قبل.
مكان الدفن
توفي الإمام الحسن (عليه السلام)مسموماً بالمدينة في شهر صفر سنة 50 للهجرة ودفن بالبقيع المقبرة العامة بعد أن كان أوصى أخاه الإمام الحسين (عليه السلام) بأن يدفنه إلى جنب جده النبي (صلى الله عليه وآله)، وإن حيل بينه وبين ذلك فيدفنه بالبقيع، وأن لا يريق في أمره دماً. وعندما أراد الإمام الحسين (عليه السلام) دفنه بجنب جده (صلى الله عليه وآله)، تجمع بنو أمية وأنصارهم وعلى رأسهم مروان بن الحكم، ومنعوه من ذلك، وكادت الفتنة أن تقع بينهم وبين بني هاشم الذين أصروا على دفنه مع جده، وشهر الفريقان السلاح، وأخذ مروان يثير الفتنة ويقول متمثلاً: (يا رب هيجا هي خير من دعة).
أي أيدفن عثمان في أقصى المدينة، ويدفن الإمام الحسن (عليه السلام) مع النبي (صلى الله عليه وآله) لا يكون ذلك أبداً، وأنا احمل السيف.
ولكن الإمام الحسين (عليه السلام) قطع النزاع وقضى على الفتنة، ونفذ وصية أخيه ودفنه بالبقيع.
وكان عمره يوم وفاته ثمان وأربعين سنة وقيل ست وأربعين سنة.
فسلام عليه يوم ولد ويوم عاش من الإسلام وبه وإليه ويوم جاهد وكافح من أجل إعلاء كلمته وبنى صروحه الشامخة عالية ورفع رايته خفاقة مشرقة، ويوم مات شهيداً ويالها من شهادة مشرقة تعطر بها التاريخ واكتسى بها أروع حلله.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرحهم والعن اعدائهم
نعزي صاحب العصر والزمان (عجل الله له الفرج) كما ونعزي الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) في الذكرى الاليمة ذكرى
وفاة سبطه وحبيب قلبه سيد شباب الجنة
الامام الحسن ابن علي عليه السلام
محطات خالدة في حياة السبط المجتبى (عليه السلام)
عديدة هي الآيات القرآنية الكريمة التي دعت إلى قراءة التاريخ وسبر أغواره بالوقوف عند آثار الأقوام والعهود الغابرة والحقب الزمنية القديمة.
فكما في قراءة التاريخ الدروس والعبر، فإن لها معطيات تغني الفكر الإنساني بالتجارب والمواعظ لتكون الزاد النافع والحقيقي لاجتياز الحاضر بأقل الخسائر وعلى أكبر درجة من الأمان والثبات، لصناعة مستقبل زاهر.
ولعل من أهم المحطات في سفر التاريخ الإنساني هي أبطالها، إذ يجب أن نتوقف عندها ونغوص في أعماق أشخاصها والظروف المختلفة المحيطة بها ونوع العلاقة بين الأشخاص والأحداث التي وقعت في زمنهم، ومقدمات تلك الأحداث وماهية نتائجها، والابتعاد عن التعصب والانحسار بالرؤية الذي يضفي تشويشاً على التفسير المنطقي لما فعلوا؟ ولماذا فعلوا؟ وكيف فعلوا؟
فإذا ما ابتعد الإنسان عن ذلك المنهج في قراءة التاريخ، فإنه لابد أن تكون قراءته خاطئة وبعيدة عن الحقيقة، مما يجعل الإنسان في موقع الظالم ومن جانبين، الأول، قد ظلم في حكمه على الأحداث وأبطالها، وثانياً: لأنه سيتخذ نتائج قراءته الخاطئة منهجاً وسلوكاً.
ومن هنا، فقد وقع الظلم على الإمام الحسن (عليه السلام) وأيضاً من جانبين، مرة من أعداءه لأنهم لم يرعوا له حرمة ولا قرابته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو سبطه، والمرة الثانية من بعض شيعته، الذين لم يتفحصوا ويمعنوا في النظر في حياة هذا الإمام العظيم (عليه السلام).
فمن الأمور الواضحة للعيان والتي لا يختلف عليها إثنان أن الدور الرسالي للإمام الحسن (عليه السلام) مطابق ومكمل لدور أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما أن دور الإمام الحسين (عليه السلام) مطابق ومكمل لدور الإمام الحسن (عليه السلام)، والأئمة يقومون(عليهم السلام) جميعاً بأدوار مختلفة ومتتابعة، وتجتمع تلك الأدوار على هدف واحد هو تحقيق حاكمية الإسلام على الأرض.
كيف قتل الإمام الحسن عليه السلام
تؤكد الروايات أن الإمام الحسن عليه السلام توفي مسموماً، سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس بإغراء من معاوية بن أبي سفيان، وبعد أن وعدها بتزويجها بولده يزيد، وبأن يدفع لها مائة ألف درهم، ولكن معاوية بعد تنفيذ هذه الخطة أعطاها المال، ولم يف لها بتزويجها بولده، قائلاً: إنا نحب حياة يزيد، ولولا ذلك لوفينا لك بتزويجه.
وقد قال الإمام الصادق كما رواه الكليني في الكافي:
(إن الأشعث بن قيس شرك في دم أمير المؤمنين، وابنته جعدة سمت الحسن، وابنه محمد شريك في دم الحسين.
وجعدة هذه عريقة بالخيانة، ويكفي أن يكون أبوها الأشعث بن قيس أحد أبطال المؤامرة لاغتيال أمير المؤمنين علي (عليه السلام). وقد كان مداهناً مع معاوية يوم صفين، فهو الذي أصر على وقف القتال عند رفع المصاحف يوم صفين، ولولاه لما كان يوم التحكيم، ولا كان أبو موسى الأشعري حكماً عن العراق. بل كل فسادٍ كان في خلافة علي وكل اضطراب حدث فأصله الأشعث. ويكفي دلالة على ذلك أنه كان إحدى الثلاثة اللاتي تمنى الخليفة أبو بكر عند احتضاره أن يكون قد فعلهن حيث قال: فوددت أني يوم أتيت بالأشعث أضرب عنقه، فإنه يخيل إليّ أنه لا يرى شراً إلا أعان عليه.
وكان الأشعث قد ارتد عن الإسلام، وأُسر بعد ذلك، ولكن أبا بكر عفا عنه، وزوجَّه أخته أم فروة.
وقد اعتل الإمام الحسن (عليه السلام) بعد أن سقته جعدة بنت الأشعث أكثر من شهر وكان خلال هذه الفترة لا يكف عن أداء رسالته فكان (عليه السلام) يجمع أصحابه ويوصيهم ويعلمهم بالرغم من أن السم أخذ يمزق أحشاءه.
وقال (عليه السلام): (سقيت السم مرتين وهذه الثالثة) وفي رواية عبد الله البخاري أن الإمام الحسن (عليه السلام) قال (يا أخي إني مفارقك ولا حق بربي وقد سقيت السم ورميت بكبدي في الطشت وأنني لعارف بمن سقاني ومن أين دهيت وأنا أخاصمه إلى الله عز وجل.
فقال له الإمام الحسين (عليه السلام) : ومن سقاكه.
قال (عليه السلام): وما تريد به، أتريد أن تقتله. إن يكن هو فالله أشد نقمة منك وإن لم يكن هو فما أحب أن يؤخذ بي بريء).
وبعد أن أوصى أخوته وأبناءه وأهله وصحبه ولم يترك شاردة ولا واردة إلا وذكرها لهم وذكَّرهم بها. وبعد أن أوصى لأخيه الإمام الحسين (عليه السلام) من بعده وسلَّمه وصيته وسلاحه وكتابه كما أوصاه أبوه أمير المؤمنين (عليه السلام) من قبل.
مكان الدفن
توفي الإمام الحسن (عليه السلام)مسموماً بالمدينة في شهر صفر سنة 50 للهجرة ودفن بالبقيع المقبرة العامة بعد أن كان أوصى أخاه الإمام الحسين (عليه السلام) بأن يدفنه إلى جنب جده النبي (صلى الله عليه وآله)، وإن حيل بينه وبين ذلك فيدفنه بالبقيع، وأن لا يريق في أمره دماً. وعندما أراد الإمام الحسين (عليه السلام) دفنه بجنب جده (صلى الله عليه وآله)، تجمع بنو أمية وأنصارهم وعلى رأسهم مروان بن الحكم، ومنعوه من ذلك، وكادت الفتنة أن تقع بينهم وبين بني هاشم الذين أصروا على دفنه مع جده، وشهر الفريقان السلاح، وأخذ مروان يثير الفتنة ويقول متمثلاً: (يا رب هيجا هي خير من دعة).
أي أيدفن عثمان في أقصى المدينة، ويدفن الإمام الحسن (عليه السلام) مع النبي (صلى الله عليه وآله) لا يكون ذلك أبداً، وأنا احمل السيف.
ولكن الإمام الحسين (عليه السلام) قطع النزاع وقضى على الفتنة، ونفذ وصية أخيه ودفنه بالبقيع.
وكان عمره يوم وفاته ثمان وأربعين سنة وقيل ست وأربعين سنة.
فسلام عليه يوم ولد ويوم عاش من الإسلام وبه وإليه ويوم جاهد وكافح من أجل إعلاء كلمته وبنى صروحه الشامخة عالية ورفع رايته خفاقة مشرقة، ويوم مات شهيداً ويالها من شهادة مشرقة تعطر بها التاريخ واكتسى بها أروع حلله.