خطـب المعصـومين
-
- مشاركات: 4173
- اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am
خطبة الإمام الحسن ( عليه السلام ) في التوحيد
أمر الإمام علي ( عليه السلام ) ولده الإمام الحسن ( عليه السلام ) ليخطب الناس في مسجد الكوفة ، فصعد المنبر ، وقال : ( الحمد لله الواحد بغير تشبيه ، والدائم بغير تكوين ، القائم بغير كلفة ، الخالق بغير منصبة ، والموصوف بغير غاية ، المعروف بغير محدود ، العزيز ، لم يزل قديماً في القدم ، ردعت القلوب لهيبته ، وذهلت العقول لعزّته ، وخضعت الرقاب لقدرته ، فليس يخطر على قلب بشر مبلغ جبروته ، ولا يبلغ الناس كنه جلاله ، ولا يفصح الواصفون منهم لكُنه عظمته ، ولا تبلغه العلماء بألبابها ، ولا أهل التفكّر بتدابير أُمورها ، أعلم خلقه به الذي بالحدّ لا يصفه ، يُدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ... ) .
وجاء اليه رجل فقال له : يابن رسول الله ! صف لي ربّك كأنّي أنظر إليه ؟
فأطرق الإمام الحسن ( عليه السلام ) مليّاً ، ثمّ رفع رأسه فأجابه : ( الحمد لله الذي لم يكن له أوّل معلوم ، ولا آخر متناه ، ولا قبل مدرك ، ولا بعد محدود ، ولا أمد بحتّى ، ولا شخص فيتجزّأ ، ولا اختلاف صفة فيتناهى ، فلا تدرك العقول وأوهامها ، ولا الفكر وخطراتها ، ولا الألباب وأذهانها صفته ، فيقول : متى ، ولا بدئ ممّا ، ولا ظاهر على ما ، ولا باطن فيما ، ولا تارك فهلاّ ، خلق الخلق فكان بديئاً بديعاً ، ابتدأ ما ابتدع ، وابتدع ما ابتدأ ، وفعل ما أراد ، وأراد ما استزاد ) .
نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
أمر الإمام علي ( عليه السلام ) ولده الإمام الحسن ( عليه السلام ) ليخطب الناس في مسجد الكوفة ، فصعد المنبر ، وقال : ( الحمد لله الواحد بغير تشبيه ، والدائم بغير تكوين ، القائم بغير كلفة ، الخالق بغير منصبة ، والموصوف بغير غاية ، المعروف بغير محدود ، العزيز ، لم يزل قديماً في القدم ، ردعت القلوب لهيبته ، وذهلت العقول لعزّته ، وخضعت الرقاب لقدرته ، فليس يخطر على قلب بشر مبلغ جبروته ، ولا يبلغ الناس كنه جلاله ، ولا يفصح الواصفون منهم لكُنه عظمته ، ولا تبلغه العلماء بألبابها ، ولا أهل التفكّر بتدابير أُمورها ، أعلم خلقه به الذي بالحدّ لا يصفه ، يُدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ... ) .
وجاء اليه رجل فقال له : يابن رسول الله ! صف لي ربّك كأنّي أنظر إليه ؟
فأطرق الإمام الحسن ( عليه السلام ) مليّاً ، ثمّ رفع رأسه فأجابه : ( الحمد لله الذي لم يكن له أوّل معلوم ، ولا آخر متناه ، ولا قبل مدرك ، ولا بعد محدود ، ولا أمد بحتّى ، ولا شخص فيتجزّأ ، ولا اختلاف صفة فيتناهى ، فلا تدرك العقول وأوهامها ، ولا الفكر وخطراتها ، ولا الألباب وأذهانها صفته ، فيقول : متى ، ولا بدئ ممّا ، ولا ظاهر على ما ، ولا باطن فيما ، ولا تارك فهلاّ ، خلق الخلق فكان بديئاً بديعاً ، ابتدأ ما ابتدع ، وابتدع ما ابتدأ ، وفعل ما أراد ، وأراد ما استزاد ) .
نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
-
- مشاركات: 4173
- اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am
خطبة الإمام الحسن ( عليه السلام ) في الكوفة يحث فيها على الجهاد
قال ( عليه السلام ) : ( الحمد لله العزيز الجبّار ، الواحد القهّار ، الكبير المتعال ، سواء منكم من أسرّ القول ومن جهر به ، ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ، أحمده على حسن البلاء ، وتظاهر النعماء ، وعلى ما أحببنا ، وكرهنا من شدّة ورخاء ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، أمتن علينا بنبوّته ، واختصّه برسالته ، وأنزل عليه وحيه ، واصطفاه على جميع خلقه ، وأرسله إلى الإنس والجن حين عبدت الأوثان ، وأطيع الشيطان ، وجحد الرحمان ، فصلّى الله عليه وآله ، وجزاه أفضل ما جزى المرسلين .
أمّا بعد : فإنّي لا أقول لكم إلاّ ما تعرفون : إنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أرشد الله أمره ، وأعزّه ونصره ، بعثني إليكم يدعوكم إلى الصواب ، والعمل بالكتاب ، والجهاد في سبيل الله ، وإن كان في عاجل ذلك ما تكرهون ، فإن في آجله ما تحبّون إن شاء الله .
ولقد علمتم أنّ علياً صلّى مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وحده ، وإنّه يوم صدّق به لفي عاشرة من سنّه ، ثمّ شهد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جميع مشاهده ، وكان من اجتهاده في مرضاة الله وطاعة رسوله ، وآثاره الحسنة في الإسلام ما قد بلغكم .
ولم يزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) راضياً عنه حتّى غمّضه بيده ، وغسّله وحده ، والملائكة أعوانه ، والفضل ابن عمّه ينقل إليه الماء ، ثمّ أدخله حفرته ، وأوصاه بقضاء دينه ، وعداته ، وغير ذلك من أموره ، كل ذلك مَن الله عليه ، ثمّ والله ما دعا إلى نفسه ، ولقد تداكّ الناس عليه تداكّ الإبل الهيم عند ورودها ، فبايعوه طائعين .
ثمّ نكث منهم ناكثون بلا حدث أحدثه ، ولا خلاف أتاه ، حسداً له وبغياً عليه ، فعليكم عباد الله بتقوى الله وطاعته ، والجد والصبر ، والاستعانة بالله ، والخفوف إلى ما دعاكم إليه أمير المؤمنين ، عصمنا الله وإيّاكم بما عصم به أولياءه وأهل طاعته ، وألهمنا وإيّاكم تقواه ، وأعاننا وإيّاكم على جهاد أعدائه ؛ واستغفر الله العظيم لي ولكم ) .
نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
قال ( عليه السلام ) : ( الحمد لله العزيز الجبّار ، الواحد القهّار ، الكبير المتعال ، سواء منكم من أسرّ القول ومن جهر به ، ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ، أحمده على حسن البلاء ، وتظاهر النعماء ، وعلى ما أحببنا ، وكرهنا من شدّة ورخاء ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، أمتن علينا بنبوّته ، واختصّه برسالته ، وأنزل عليه وحيه ، واصطفاه على جميع خلقه ، وأرسله إلى الإنس والجن حين عبدت الأوثان ، وأطيع الشيطان ، وجحد الرحمان ، فصلّى الله عليه وآله ، وجزاه أفضل ما جزى المرسلين .
أمّا بعد : فإنّي لا أقول لكم إلاّ ما تعرفون : إنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أرشد الله أمره ، وأعزّه ونصره ، بعثني إليكم يدعوكم إلى الصواب ، والعمل بالكتاب ، والجهاد في سبيل الله ، وإن كان في عاجل ذلك ما تكرهون ، فإن في آجله ما تحبّون إن شاء الله .
ولقد علمتم أنّ علياً صلّى مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وحده ، وإنّه يوم صدّق به لفي عاشرة من سنّه ، ثمّ شهد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جميع مشاهده ، وكان من اجتهاده في مرضاة الله وطاعة رسوله ، وآثاره الحسنة في الإسلام ما قد بلغكم .
ولم يزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) راضياً عنه حتّى غمّضه بيده ، وغسّله وحده ، والملائكة أعوانه ، والفضل ابن عمّه ينقل إليه الماء ، ثمّ أدخله حفرته ، وأوصاه بقضاء دينه ، وعداته ، وغير ذلك من أموره ، كل ذلك مَن الله عليه ، ثمّ والله ما دعا إلى نفسه ، ولقد تداكّ الناس عليه تداكّ الإبل الهيم عند ورودها ، فبايعوه طائعين .
ثمّ نكث منهم ناكثون بلا حدث أحدثه ، ولا خلاف أتاه ، حسداً له وبغياً عليه ، فعليكم عباد الله بتقوى الله وطاعته ، والجد والصبر ، والاستعانة بالله ، والخفوف إلى ما دعاكم إليه أمير المؤمنين ، عصمنا الله وإيّاكم بما عصم به أولياءه وأهل طاعته ، وألهمنا وإيّاكم تقواه ، وأعاننا وإيّاكم على جهاد أعدائه ؛ واستغفر الله العظيم لي ولكم ) .
نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
-
- مشاركات: 4173
- اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am
خطبة الإمام الحسين ( عليه السلام ) الأولى يوم عاشوراء
بعد أن صفّ ابن سعد جيشه للحرب ، دعا الإمام الحسين ( عليه السلام ) براحلته فركبها ، ونادى بصوت عال يسمعه جلّهم :
( أيّها الناس اسمعوا قولي ، ولا تعجلوا حتّى أعظكم بما هو حق لكم عليَّ ، وحتّى أعتذر إليكم من مقدمي عليكم ، فإن قبلتهم عذري ، وصدّقتم قولي ، وأعطيتموني النصف من أنفسكم ، كنتم بذلك أسعد ، ولم يكن لكم عليّ سبيل ، وإن لم تقبلوا منّي العذر ، ولم تعطوني النصف من أنفسكم ، فاجمعوا أمركم وشركاءكم ، ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة ، ثم اقضوا إليّ ولا تنظرون ، إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولّى الصالحين ) .
فلمّا سمعت النساء هذا منه صحن وبكين ، وارتفعت أصواتهن ، فأرسل إليهن أخاه العباس ، وابنه علياً الأكبر ، وقال لهما : ( سكتاهن ، فلعمري ليكثر بكاؤهن ) .
ولمّا سكتن ، حمد الله وأثنى عليه ، وصلى على محمّد وعلى الملائكة والأنبياء ، وقال في ذلك ما لا يحصى ذكره ، ولم يسمع متكلم قبله ولا بعده أبلغ منه في منطقه ، ثمّ قال :
( الحمد لله الذي خلق الدنيا ، فجعلها دار فناء وزوال ، متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال ، فالمغرور من غرته ، والشقي من فتنته ، فلا تغرنّكم هذه الدنيا ، فإنّها تقطع رجاء من ركن إليها ، وتخيب طمع من طمع فيها ، وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم ، وأعرض بوجهه الكريم عنكم ، وأحلّ بكم نقمته ، وجنبكم رحمته ، فنعم الرب ربّنا ، وبئس العبيد أنتم .
أقررتم بالطاعة ، وآمنتم بالرسول محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ إنّكم زحفتم إلى ذرّيته وعترته تريدون قتلهم ، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم ، فتباً لكم ولما تريدون ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم ، فبعداً للقوم الظالمين .
أيها الناس : انسبوني من أنا ، ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها ، وانظروا هل يحل لكم قتلي ، وانتهاك حرمتي ، ألست ابن بنت نبيكم ، وابن وصيه وابن عمّه ، وأوّل المؤمنين بالله ، والمصدّق لرسوله بما جاء من عند ربّه ؟
أو ليس حمزة سيّد الشهداء عم أبي؟ أو ليس جعفر الطيار عمّي ؟
أو لم يبلغكم قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لي ولأخي : ( هذان سيّدا شباب أهل الجنّة ) ، فإن صدّقتموني بما أقول وهو الحق ، والله ما تعمّدت الكذب منذ علمت ، أنّ الله يمقت عليه أهله ، ويضرّ به من اختلقه ، وإن كذّبتموني ، فإنّ فيكم من أن سألتموه عن ذلك أخبركم ، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري ، وأبا سعيد الخدري ، وسهل بن سعد الساعدي ، وزيد بن أرقم ، وأنس بن مالك ، يخبرونكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لي ولأخي ، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي ؟ ) .
فقال الشمر : هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما يقول .
فقال له حبيب بن مظاهر : والله إنّي أراك تعبد الله على سبعين حرفاً ، وأنا أشهد أنّك صادق ما تدري ما يقول ، قد طبع الله على قلبك .
ثمّ قال الحسين ( عليه السلام ) : ( إن كنتم في شك من هذا القول ، أفتشكّون فيّ أنّي ابن بنت نبيكم ؟ فو الله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ، ولا في غيركم ، ويحكم أتطلبوني بقتيل منكم قتلته ؟ أو مال لكم استهلكته ؟ أو بقصاص جراحة ؟ ) .
فأخذوا لا يكلّمونه ، فنادى ( عليه السلام ) : ( يا شبث بن ربعي ، ويا حجار بن أبجر ، ويا قيس بن الأشعث ، ويا زيد بن الحارث ، ألم تكتبوا إليّ أن أقدم ، قد أينعت الثمار ، واخضرّ الجناب ، وإنّما تقدم على جند لك مجنّدة ؟ ) .
فقالوا : لم نفعل .
فقال ( عليه السلام ) : ( سبحان الله ، بلى والله لقد فعلتم ) .
ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( أيها الناس : إذا كرهتموني فدعوني انصرف عنكم إلى مأمن من الأرض ) .
فقال له قيس بن الأشعث : أو لا تنزل على حكم بني عمّك ؟ فإنّهم لن يروك إلاّ ما تحب ، ولن يصل إليك منهم مكروه ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( أنت أخو أخيك ، أتريد أن يطلبك بنو هاشم أكثر من دم مسلم بن عقيل ، لا والله ، لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أفرّ فرار العبيد ، عباد الله إني عذت بربّي وبربّكم إن ترجمون ، أعوذ بربّي وربّكم من كل متكبّر لا يؤمن بيوم الحساب ) .
نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
بعد أن صفّ ابن سعد جيشه للحرب ، دعا الإمام الحسين ( عليه السلام ) براحلته فركبها ، ونادى بصوت عال يسمعه جلّهم :
( أيّها الناس اسمعوا قولي ، ولا تعجلوا حتّى أعظكم بما هو حق لكم عليَّ ، وحتّى أعتذر إليكم من مقدمي عليكم ، فإن قبلتهم عذري ، وصدّقتم قولي ، وأعطيتموني النصف من أنفسكم ، كنتم بذلك أسعد ، ولم يكن لكم عليّ سبيل ، وإن لم تقبلوا منّي العذر ، ولم تعطوني النصف من أنفسكم ، فاجمعوا أمركم وشركاءكم ، ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة ، ثم اقضوا إليّ ولا تنظرون ، إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولّى الصالحين ) .
فلمّا سمعت النساء هذا منه صحن وبكين ، وارتفعت أصواتهن ، فأرسل إليهن أخاه العباس ، وابنه علياً الأكبر ، وقال لهما : ( سكتاهن ، فلعمري ليكثر بكاؤهن ) .
ولمّا سكتن ، حمد الله وأثنى عليه ، وصلى على محمّد وعلى الملائكة والأنبياء ، وقال في ذلك ما لا يحصى ذكره ، ولم يسمع متكلم قبله ولا بعده أبلغ منه في منطقه ، ثمّ قال :
( الحمد لله الذي خلق الدنيا ، فجعلها دار فناء وزوال ، متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال ، فالمغرور من غرته ، والشقي من فتنته ، فلا تغرنّكم هذه الدنيا ، فإنّها تقطع رجاء من ركن إليها ، وتخيب طمع من طمع فيها ، وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم ، وأعرض بوجهه الكريم عنكم ، وأحلّ بكم نقمته ، وجنبكم رحمته ، فنعم الرب ربّنا ، وبئس العبيد أنتم .
أقررتم بالطاعة ، وآمنتم بالرسول محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ إنّكم زحفتم إلى ذرّيته وعترته تريدون قتلهم ، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم ، فتباً لكم ولما تريدون ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم ، فبعداً للقوم الظالمين .
أيها الناس : انسبوني من أنا ، ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها ، وانظروا هل يحل لكم قتلي ، وانتهاك حرمتي ، ألست ابن بنت نبيكم ، وابن وصيه وابن عمّه ، وأوّل المؤمنين بالله ، والمصدّق لرسوله بما جاء من عند ربّه ؟
أو ليس حمزة سيّد الشهداء عم أبي؟ أو ليس جعفر الطيار عمّي ؟
أو لم يبلغكم قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لي ولأخي : ( هذان سيّدا شباب أهل الجنّة ) ، فإن صدّقتموني بما أقول وهو الحق ، والله ما تعمّدت الكذب منذ علمت ، أنّ الله يمقت عليه أهله ، ويضرّ به من اختلقه ، وإن كذّبتموني ، فإنّ فيكم من أن سألتموه عن ذلك أخبركم ، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري ، وأبا سعيد الخدري ، وسهل بن سعد الساعدي ، وزيد بن أرقم ، وأنس بن مالك ، يخبرونكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لي ولأخي ، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي ؟ ) .
فقال الشمر : هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما يقول .
فقال له حبيب بن مظاهر : والله إنّي أراك تعبد الله على سبعين حرفاً ، وأنا أشهد أنّك صادق ما تدري ما يقول ، قد طبع الله على قلبك .
ثمّ قال الحسين ( عليه السلام ) : ( إن كنتم في شك من هذا القول ، أفتشكّون فيّ أنّي ابن بنت نبيكم ؟ فو الله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ، ولا في غيركم ، ويحكم أتطلبوني بقتيل منكم قتلته ؟ أو مال لكم استهلكته ؟ أو بقصاص جراحة ؟ ) .
فأخذوا لا يكلّمونه ، فنادى ( عليه السلام ) : ( يا شبث بن ربعي ، ويا حجار بن أبجر ، ويا قيس بن الأشعث ، ويا زيد بن الحارث ، ألم تكتبوا إليّ أن أقدم ، قد أينعت الثمار ، واخضرّ الجناب ، وإنّما تقدم على جند لك مجنّدة ؟ ) .
فقالوا : لم نفعل .
فقال ( عليه السلام ) : ( سبحان الله ، بلى والله لقد فعلتم ) .
ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( أيها الناس : إذا كرهتموني فدعوني انصرف عنكم إلى مأمن من الأرض ) .
فقال له قيس بن الأشعث : أو لا تنزل على حكم بني عمّك ؟ فإنّهم لن يروك إلاّ ما تحب ، ولن يصل إليك منهم مكروه ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( أنت أخو أخيك ، أتريد أن يطلبك بنو هاشم أكثر من دم مسلم بن عقيل ، لا والله ، لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أفرّ فرار العبيد ، عباد الله إني عذت بربّي وبربّكم إن ترجمون ، أعوذ بربّي وربّكم من كل متكبّر لا يؤمن بيوم الحساب ) .
نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
-
- مشاركات: 4173
- اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am
خطبة الإمام الحسين ( عليه السلام ) الثانية يوم عاشوراء
بعد أن خطب الإمام الحسين ( عليه السلام ) خطبته الأولى ، بجيش عمر بن سعد يوم العاشر من المحرّم ، خطب عليهم ثانية لإلقاء الحجّة ، بعدما أخذ مصحفاً ونشره على رأسه ، فقال : ( يا قوم إنّ بيني وبينكم كتاب الله وسنّة جدّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) ، ثمّ استشهدهم عن نفسه المقدّسة ، وما عليه من سيف النبي ودرعه وعمامته ، فأجابوه بالتصديق .
فسألهم عمّا أقدمهم على قتله ؟ قالوا : طاعةً للأمير عبيد الله بن زياد .
فقال ( عليه السلام ) : ( تبّاً لكم أيّتها الجماعة وترحاً ، أحين استصرختمونا والهِين ، فأصرخناكم موجفين ، سَللتم علينا سيفاً لنا في أيمانكم ، وحششتم علينا ناراً اقتدحناها على عدوّنا وعدوّكم ، فأصبحتم إلْباً لأعدائكم على أوليائكم ، بغير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم ، فهلاّ لكم الويلات تركتمونا ، والسيف مشيم ، والجأش طامن ، والرأي لما يستحصف ، ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدَّبا ، وتداعيتم إليها كتهافت الفراش ، ثمّ نقضتموها ، فسُحقاً لكم يا عبيد الأمّة ، وشذاذ الأحزاب ، ونبذة الكتاب ، ومحرّفي الكلم ، وعصبة الإثم ، ونفثة الشيطان ، ومطفئي السنن .
ويحكم أهؤلاء تعضدون ، وعنا تتخاذلون ، أجَلْ والله غدرٌ فيكم قديم ، وشجت عليه أُصولكم ، وتأزرت فروعكم ، فكنتم أخبث ثمر شجٍ للناظر ، وأكلة للغاصب .
ألا وإنّ الدعي بن الدعي ـ يعني ابن زياد ـ قدْ ركز بين اثنتين ، بين السلة والذلّة ، وهيهات منّا الذلّة ، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، وحُجور طابت وحجور طهرت ، وأُنوف حمية ، ونفوس أبية ، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ، ألا وإنّي زاحف بهذه الأسرة على قلّة العدد وخذلان الناصر ) .
نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
بعد أن خطب الإمام الحسين ( عليه السلام ) خطبته الأولى ، بجيش عمر بن سعد يوم العاشر من المحرّم ، خطب عليهم ثانية لإلقاء الحجّة ، بعدما أخذ مصحفاً ونشره على رأسه ، فقال : ( يا قوم إنّ بيني وبينكم كتاب الله وسنّة جدّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) ، ثمّ استشهدهم عن نفسه المقدّسة ، وما عليه من سيف النبي ودرعه وعمامته ، فأجابوه بالتصديق .
فسألهم عمّا أقدمهم على قتله ؟ قالوا : طاعةً للأمير عبيد الله بن زياد .
فقال ( عليه السلام ) : ( تبّاً لكم أيّتها الجماعة وترحاً ، أحين استصرختمونا والهِين ، فأصرخناكم موجفين ، سَللتم علينا سيفاً لنا في أيمانكم ، وحششتم علينا ناراً اقتدحناها على عدوّنا وعدوّكم ، فأصبحتم إلْباً لأعدائكم على أوليائكم ، بغير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم ، فهلاّ لكم الويلات تركتمونا ، والسيف مشيم ، والجأش طامن ، والرأي لما يستحصف ، ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدَّبا ، وتداعيتم إليها كتهافت الفراش ، ثمّ نقضتموها ، فسُحقاً لكم يا عبيد الأمّة ، وشذاذ الأحزاب ، ونبذة الكتاب ، ومحرّفي الكلم ، وعصبة الإثم ، ونفثة الشيطان ، ومطفئي السنن .
ويحكم أهؤلاء تعضدون ، وعنا تتخاذلون ، أجَلْ والله غدرٌ فيكم قديم ، وشجت عليه أُصولكم ، وتأزرت فروعكم ، فكنتم أخبث ثمر شجٍ للناظر ، وأكلة للغاصب .
ألا وإنّ الدعي بن الدعي ـ يعني ابن زياد ـ قدْ ركز بين اثنتين ، بين السلة والذلّة ، وهيهات منّا الذلّة ، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، وحُجور طابت وحجور طهرت ، وأُنوف حمية ، ونفوس أبية ، من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ، ألا وإنّي زاحف بهذه الأسرة على قلّة العدد وخذلان الناصر ) .
نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
-
- مشاركات: 4173
- اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am
خطبة الإمام الحسين ( عليه السلام ) أمام مروان بن الحكم
كتب معاوية إلى مروان بن الحكم ، وهو عامله على المدينة ، أن يخطب ليزيد أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر ، فأتى عبد الله بن جعفر فأخبره بذلك ، فقال عبد الله : إنّ أمرها ليس إليّ إنّما هو إلى سيّدنا الحسين ( عليه السلام ) وهو خالها ، فأخبر الحسين بذلك ، فقال : ( أستخير الله تعالى ، اللّهمّ وفّق لهذه الجارية رضاك من آل محمّد ) .
فلمّا اجتمع الناس في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أقبل مروان حتّى جلس إلى الحسين ( عليه السلام ) ، وقال : إنّ أمير المؤمنين أمرني بذلك ، وأن أجعل مهرها حكم أبيها بالغاً ما بلغ ، مع صلح ما بين هذين الحيين ، مع قضاء دينه ، وأعلم أنّ من يغبطكم بيزيد أكثر ممّن يغبطه بكم ، والعجب كيف يستمهر يزيد ؟ وهو كفو من ﻻ كفو له ، وبوجهه يستسقي الغمام ، فردّ خيراً يا أبا عبد الله .
فقال الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ( الحمد لله الذي اختارنا لنفسه ، وارتضانا لدينه ، واصطفانا على خلقه ... يا مروان قد قلت فسمعنا .
أمّا قولك : مهرها حكم أبيها بالغاً ما بلغ ، فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في بناته ونسائه وأهل بيته ، وهو اثنتا عشرة اوقية ، تكون أربعمائة وثمانين درهماً .
وأمّا قولك : مع قضاء دين أبيها ، فمتى كنّ نساؤنا يقضين عنّا ديوننا .
وأمّا صلح ما بين هذين الحيّين ، فإنّا قوم عاديناكم في الله ، ولم نكن نصالحكم للدنيا ، فلعمري فلقد أعيا النسب فكيف السبب .
وأمّا قولك : العجب ليزيد كيف يستمهر ؟ فقد استمهر من هو خير من يزيد ، ومن أب يزيد ، ومن جدّ يزيد .
وأمّا قولك : إنّ يزيد كفو من ﻻ كفو له ، فمن كان كفؤه قبل اليوم ، فهو كفؤه اليوم ، ما زادته إمارته في الكفاءة شيئاً .
وأمّا قولك : بوجهه يستسقي الغمام ، فإنّما كان ذلك بوجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
وأمّا قولك : من يغبطنا به أكثر ممّن يغبطه بنا ، فإنّما يغبطنا به أهل الجهل ، ويغبطه بنا أهل العقل ) .
ثمّ قال بعد كلام : ( فاشهدوا جميعاً ، أنّي قد زوّجت امّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفر من ابن عمّها القاسم بن محمّد بن جعفر على أربعمائة وثمانين درهماً ، وقد نحلتها ضيعتي بالمدينة ـ أو قال : أرضي بالعقيق ـ وإنّ غلّتها بالسنة ثمانية آلاف دينار ، ففيها لهما غنى إن شاء الله ) .
نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
كتب معاوية إلى مروان بن الحكم ، وهو عامله على المدينة ، أن يخطب ليزيد أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر ، فأتى عبد الله بن جعفر فأخبره بذلك ، فقال عبد الله : إنّ أمرها ليس إليّ إنّما هو إلى سيّدنا الحسين ( عليه السلام ) وهو خالها ، فأخبر الحسين بذلك ، فقال : ( أستخير الله تعالى ، اللّهمّ وفّق لهذه الجارية رضاك من آل محمّد ) .
فلمّا اجتمع الناس في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أقبل مروان حتّى جلس إلى الحسين ( عليه السلام ) ، وقال : إنّ أمير المؤمنين أمرني بذلك ، وأن أجعل مهرها حكم أبيها بالغاً ما بلغ ، مع صلح ما بين هذين الحيين ، مع قضاء دينه ، وأعلم أنّ من يغبطكم بيزيد أكثر ممّن يغبطه بكم ، والعجب كيف يستمهر يزيد ؟ وهو كفو من ﻻ كفو له ، وبوجهه يستسقي الغمام ، فردّ خيراً يا أبا عبد الله .
فقال الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ( الحمد لله الذي اختارنا لنفسه ، وارتضانا لدينه ، واصطفانا على خلقه ... يا مروان قد قلت فسمعنا .
أمّا قولك : مهرها حكم أبيها بالغاً ما بلغ ، فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في بناته ونسائه وأهل بيته ، وهو اثنتا عشرة اوقية ، تكون أربعمائة وثمانين درهماً .
وأمّا قولك : مع قضاء دين أبيها ، فمتى كنّ نساؤنا يقضين عنّا ديوننا .
وأمّا صلح ما بين هذين الحيّين ، فإنّا قوم عاديناكم في الله ، ولم نكن نصالحكم للدنيا ، فلعمري فلقد أعيا النسب فكيف السبب .
وأمّا قولك : العجب ليزيد كيف يستمهر ؟ فقد استمهر من هو خير من يزيد ، ومن أب يزيد ، ومن جدّ يزيد .
وأمّا قولك : إنّ يزيد كفو من ﻻ كفو له ، فمن كان كفؤه قبل اليوم ، فهو كفؤه اليوم ، ما زادته إمارته في الكفاءة شيئاً .
وأمّا قولك : بوجهه يستسقي الغمام ، فإنّما كان ذلك بوجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
وأمّا قولك : من يغبطنا به أكثر ممّن يغبطه بنا ، فإنّما يغبطنا به أهل الجهل ، ويغبطه بنا أهل العقل ) .
ثمّ قال بعد كلام : ( فاشهدوا جميعاً ، أنّي قد زوّجت امّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفر من ابن عمّها القاسم بن محمّد بن جعفر على أربعمائة وثمانين درهماً ، وقد نحلتها ضيعتي بالمدينة ـ أو قال : أرضي بالعقيق ـ وإنّ غلّتها بالسنة ثمانية آلاف دينار ، ففيها لهما غنى إن شاء الله ) .
نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
-
- مشاركات: 4173
- اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am
خطبة الإمام الحسين ( عليه السلام ) أمام معاوية في المدينة
قدم معاوية بن أبي سفيان إلى المدينة حاجّاً ، وفيها مهّد لاستخلاف ولده يزيد ، ولكنّ الإمام الحسين ( عليه السلام ) رفض وقام ، فحمد الله وصلّى على الرسول ، ثمّ قال :
( أمّا بعد ، يا معاوية ، فلن يؤدّي القائل ، وإن أطنبَ في صفة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) من جميع جزا ، وقد فهمت ما لبست به الخلف بعد رسول الله ، من إيجاز الصفة والتنكب عن استبلاغ النعت ، وهيهات هيهات يا معاوية ، فضح الصبحُ فحمةَ الدُّجى ، وبهرت الشمسُ أنوار السُرج ، ولقد فضّلتَ حتّى أفرطتَ ، واستأثرت حتّى أجحفتَ ، ومنعتَ حتّى بخلتَ ، وجُرتَ حتّى جاوزتَ ، ما بذلتَ لذي حقّ من أتمّ حقّه بنصيب ، حتّى أخذ الشيطان حظّه الأوفر ، ونصيبه الأكمل .
وفهمتُ ما ذكرته عن يزيد ، مِن اكتماله وسياسته لأمّة محمّد ، تريد أن توهم الناس في يزيد ، كأنّك تصِف محجوباً ، أو تُنعت غائباً ، أو تُخبر عمّا كان ممّا احتويتَهُ بعلم خاصٍّ ، وقد دلّ يزيد من نفسه على موقِع أبيه ، فخذ ليزيد فيما أخذ به من استقرائه الكِلاب المهارشة عند التهارش ، والحمام السبق لأترابهنّ ، والقينات ذوات المعازف ، وضروب الملاهي ، تجده ناصراً ، ودع عنك ما تحاول ، فما أغناك أن تلقى الله بِوزْر هذا الخلق بأكثر ممّا أنت لاقيه ، باطلاً في جَوْر ، وحنقاً في ظلم ، حتّى ملأت الأسقية ، وما بينك وبين الموت إلاّ غمضة ، فتقدمُ على عمل محفوظ في يوم مشهود ، ولاتَ حين مناص .
ورأيتك عرضتَ بنا بعد هذا الأمر ومنعتنا عن آبائنا ، ولقد ـ لعمر الله ـ أورثنا الرسول عليه الصلاة والسلام ولادة ، وجئت لنا بها ما حججتم به القائم عند موت الرسول ، فأذعن للحجّة بذلك ، وردّه الإيمان إلى النصف ، فركبتم الأعاليل ، وفعلتم الأفاعيل ، وقلتم : كان وما يكون ، حتّى أتاك الأمر يا معاوية من طريق كان قصدُها لغيرك ، فهناك فاعتبروا يا أُولي الأبصار .
وذكرتَ قيادةَ الرجل القوم بعهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وتأميرَه له ، وقد كان ذلك ، ولعمرو بن العاص يومئذ فضيلةٌ بصحبة الرسول وبيعته له ، وما صار لعمرو يومئذ حتّى أنف القوم إمْرته ، وكرهوا تقديمَه ، وعدّوا عليه أفعاله ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : لا جرم معشر المهاجرين ، لا يعمل عليكم بعد اليوم غيري ، فكيف يحتجّ بالمنسوخ من فعل الرسول في أوكد الأحوال وأولاها ، بالمجتمع عليه من الصواب ؟
أو كيف صاحبتَ بصاحِب تابع ، وحولك مَن لا يؤمَنُ في صُحبته ؟ ولا يُعتمدُ في دينه وقرابته ؟ وتتخطّاهم إلى مُسرف مفتون ؟ تريد أن تُلبس الناس شبهةً يسعد بها الباقي في دنياه ، وتشقى بها في آخرتك ، إنّ هذا لهو الخسران المبين ، واستغفر الله لي ولكم ) .
نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
قدم معاوية بن أبي سفيان إلى المدينة حاجّاً ، وفيها مهّد لاستخلاف ولده يزيد ، ولكنّ الإمام الحسين ( عليه السلام ) رفض وقام ، فحمد الله وصلّى على الرسول ، ثمّ قال :
( أمّا بعد ، يا معاوية ، فلن يؤدّي القائل ، وإن أطنبَ في صفة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) من جميع جزا ، وقد فهمت ما لبست به الخلف بعد رسول الله ، من إيجاز الصفة والتنكب عن استبلاغ النعت ، وهيهات هيهات يا معاوية ، فضح الصبحُ فحمةَ الدُّجى ، وبهرت الشمسُ أنوار السُرج ، ولقد فضّلتَ حتّى أفرطتَ ، واستأثرت حتّى أجحفتَ ، ومنعتَ حتّى بخلتَ ، وجُرتَ حتّى جاوزتَ ، ما بذلتَ لذي حقّ من أتمّ حقّه بنصيب ، حتّى أخذ الشيطان حظّه الأوفر ، ونصيبه الأكمل .
وفهمتُ ما ذكرته عن يزيد ، مِن اكتماله وسياسته لأمّة محمّد ، تريد أن توهم الناس في يزيد ، كأنّك تصِف محجوباً ، أو تُنعت غائباً ، أو تُخبر عمّا كان ممّا احتويتَهُ بعلم خاصٍّ ، وقد دلّ يزيد من نفسه على موقِع أبيه ، فخذ ليزيد فيما أخذ به من استقرائه الكِلاب المهارشة عند التهارش ، والحمام السبق لأترابهنّ ، والقينات ذوات المعازف ، وضروب الملاهي ، تجده ناصراً ، ودع عنك ما تحاول ، فما أغناك أن تلقى الله بِوزْر هذا الخلق بأكثر ممّا أنت لاقيه ، باطلاً في جَوْر ، وحنقاً في ظلم ، حتّى ملأت الأسقية ، وما بينك وبين الموت إلاّ غمضة ، فتقدمُ على عمل محفوظ في يوم مشهود ، ولاتَ حين مناص .
ورأيتك عرضتَ بنا بعد هذا الأمر ومنعتنا عن آبائنا ، ولقد ـ لعمر الله ـ أورثنا الرسول عليه الصلاة والسلام ولادة ، وجئت لنا بها ما حججتم به القائم عند موت الرسول ، فأذعن للحجّة بذلك ، وردّه الإيمان إلى النصف ، فركبتم الأعاليل ، وفعلتم الأفاعيل ، وقلتم : كان وما يكون ، حتّى أتاك الأمر يا معاوية من طريق كان قصدُها لغيرك ، فهناك فاعتبروا يا أُولي الأبصار .
وذكرتَ قيادةَ الرجل القوم بعهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وتأميرَه له ، وقد كان ذلك ، ولعمرو بن العاص يومئذ فضيلةٌ بصحبة الرسول وبيعته له ، وما صار لعمرو يومئذ حتّى أنف القوم إمْرته ، وكرهوا تقديمَه ، وعدّوا عليه أفعاله ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : لا جرم معشر المهاجرين ، لا يعمل عليكم بعد اليوم غيري ، فكيف يحتجّ بالمنسوخ من فعل الرسول في أوكد الأحوال وأولاها ، بالمجتمع عليه من الصواب ؟
أو كيف صاحبتَ بصاحِب تابع ، وحولك مَن لا يؤمَنُ في صُحبته ؟ ولا يُعتمدُ في دينه وقرابته ؟ وتتخطّاهم إلى مُسرف مفتون ؟ تريد أن تُلبس الناس شبهةً يسعد بها الباقي في دنياه ، وتشقى بها في آخرتك ، إنّ هذا لهو الخسران المبين ، واستغفر الله لي ولكم ) .
نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
-
- مشاركات: 4173
- اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am
خطبة الإمام الحسين ( عليه السلام ) في حث الناس على المكارم
قال ( عليه السلام ) : ( أيّها الناس : نافسوا في المكارم ، وسارعوا في المغانم ، ولا تحتسبوا بمعروف لم تعجلوا ، واكسبوا الحمد بالنجح ، ولا تكسبوا بالمَطل ذمّاً ، فمهما يكن لأحد عند أحد صنيعة له رأى أنّه لا يقوم بشكرها فالله له بمكافأته ، فإنّه أجزل عطاء وأعظم أجراً ، واعلموا أنّ حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم ، فلا تملّوا النعم فتحور نقماً .
واعلموا أنّ المعروف مُكسِب حمداً ، ومُعقِب أجراً ، فلو رأيتم المعروف رجلاً رأيتموه حسناً جميلاً يسرّ الناظرين ، ولو رأيتم اللُّؤم رأيتموه سمجاً مشوّهاً ، تنفر منه القلوب ، وتغضّ دونه الأبصار .
أيها الناس : من جاد ساد ، ومن بخل رذل ، وإنّ أجود الناس من أعطى من لا يرجوه ، وإنّ أعفى الناس من عفا عن قدرة ، وإنّ أوصل الناس مَن وَصَل مَن قَطَعه ، والأصول على مغارسها بفروعها تسمُو ، فَمَن تعجّل لأخيه خيراً وجده إذا قدم عليه غداً ، ومن أراد الله تبارك وتعالى بالصنيعة إلى أخيه كافأه الله بها في وقت حاجته وصرَفَ عنه من بلاء الدنيا ما هو أكثر منه ، ومَن نفَّس كُربَة مؤمن فرَّج الله عنه كُرَب الدنيا والآخرة ، ومن أَحسن أحسن الله إليه ، والله يحب المحسنين ) .
نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
قال ( عليه السلام ) : ( أيّها الناس : نافسوا في المكارم ، وسارعوا في المغانم ، ولا تحتسبوا بمعروف لم تعجلوا ، واكسبوا الحمد بالنجح ، ولا تكسبوا بالمَطل ذمّاً ، فمهما يكن لأحد عند أحد صنيعة له رأى أنّه لا يقوم بشكرها فالله له بمكافأته ، فإنّه أجزل عطاء وأعظم أجراً ، واعلموا أنّ حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم ، فلا تملّوا النعم فتحور نقماً .
واعلموا أنّ المعروف مُكسِب حمداً ، ومُعقِب أجراً ، فلو رأيتم المعروف رجلاً رأيتموه حسناً جميلاً يسرّ الناظرين ، ولو رأيتم اللُّؤم رأيتموه سمجاً مشوّهاً ، تنفر منه القلوب ، وتغضّ دونه الأبصار .
أيها الناس : من جاد ساد ، ومن بخل رذل ، وإنّ أجود الناس من أعطى من لا يرجوه ، وإنّ أعفى الناس من عفا عن قدرة ، وإنّ أوصل الناس مَن وَصَل مَن قَطَعه ، والأصول على مغارسها بفروعها تسمُو ، فَمَن تعجّل لأخيه خيراً وجده إذا قدم عليه غداً ، ومن أراد الله تبارك وتعالى بالصنيعة إلى أخيه كافأه الله بها في وقت حاجته وصرَفَ عنه من بلاء الدنيا ما هو أكثر منه ، ومَن نفَّس كُربَة مؤمن فرَّج الله عنه كُرَب الدنيا والآخرة ، ومن أَحسن أحسن الله إليه ، والله يحب المحسنين ) .
نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
-
- مشاركات: 4173
- اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am
خطبة الإمام الحسين ( عليه السلام ) في مجلس معاوية بن أبي سفيان
طلب معاوية بن أبي سفيان من الإمام الحسين ( عليه السلام ) أن يخطب ، فصعد ( عليه السلام ) المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فسمع ( عليه السلام ) رجلاً ، يقول : من هذا الذي يخطب ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( نحن حزب الله الغالبون ، وعترة رسول الله الأقربون ، وأهل بيته الطيبون ، وأحد الثقلين الذين جعلنا رسول الله ثاني كتاب الله تعالى الذي فيه تفصيل كلّ شيء ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والمعوّل علينا في تفسيره ، لا يبطينا تأويله ، بل نتّبع حقائقه .
فأطيعونا فإنّ طاعتنا مفروضة ، أن كانت بطاعة الله مقرونة ، قال الله تعالى : ( أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ ) .
وقال تعالى : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ) .
وأُحذّركم الإصغاء إلى هتوف الشيطان بكم ، فإنّه لكم عدوٌّ مبين ، فتكونوا كأوليائه الذين قال لهم : ( لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ ) .
فتلقون للسيوف ضرباً ، وللرماح ورداً ، وللعمد حطماً ، وللسهام غرضاً ، ثمّ لا يقبل من نفس إيمانها خيراً ) .
فقال معاوية : حسبك يا أبا عبد الله ، قد بلغت .
نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
طلب معاوية بن أبي سفيان من الإمام الحسين ( عليه السلام ) أن يخطب ، فصعد ( عليه السلام ) المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فسمع ( عليه السلام ) رجلاً ، يقول : من هذا الذي يخطب ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( نحن حزب الله الغالبون ، وعترة رسول الله الأقربون ، وأهل بيته الطيبون ، وأحد الثقلين الذين جعلنا رسول الله ثاني كتاب الله تعالى الذي فيه تفصيل كلّ شيء ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والمعوّل علينا في تفسيره ، لا يبطينا تأويله ، بل نتّبع حقائقه .
فأطيعونا فإنّ طاعتنا مفروضة ، أن كانت بطاعة الله مقرونة ، قال الله تعالى : ( أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ ) .
وقال تعالى : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ) .
وأُحذّركم الإصغاء إلى هتوف الشيطان بكم ، فإنّه لكم عدوٌّ مبين ، فتكونوا كأوليائه الذين قال لهم : ( لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ ) .
فتلقون للسيوف ضرباً ، وللرماح ورداً ، وللعمد حطماً ، وللسهام غرضاً ، ثمّ لا يقبل من نفس إيمانها خيراً ) .
فقال معاوية : حسبك يا أبا عبد الله ، قد بلغت .
نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
-
- مشاركات: 4173
- اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am
خطبة الإمام الحسين ( عليه السلام ) في منى
قبل موت معاوية بسنتين حجّ الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، فاجتمع عليه بمنى أكثر من ألف رجل ، فقام الإمام الحسين ( عليه السلام ) فيهم خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال :
( أمّا بعد ، فإنّ الطاغية قد صنع بنا وبشيعتنا ما قد علمتم ، ورأيتم وشهدتم وبلغكم ، وإنّي أريد أن أسألكم عن أشياء فإن صدقت فصدّقوني ، وإن كذبت فكذّبوني ، اسمعوا مقالتي واكتموا قولي ، ثمّ ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم ، من أمنتموه ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون ، فإنّي أخاف أن يندرس هذا الحقّ ويذهب ، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون ) .
فما ترك الإمام الحسين ( عليه السلام ) شيئاً أنزل الله فيهم من القرآن إلاّ قاله وفسّره ، ولا شيئاً قاله الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في أبيه وأمّه وأهل بيته إلاّ رواه ، وكلّ ذلك يقول الصحابة : اللّهمّ نعم ، قد سمعناه وشهدناه ، ويقول التابعون : اللّهمّ قد حدّثنا من نصدّقه ونأتمنه حتّى لم ترك شيئاً إلاّ قاله .
ثمّ قال : ( أنشدكم بالله إلاّ رجعتم وحدّثتم به من تثقون به ) ، ثمّ نزل وتفرّق الناس على ذلك .
نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
قبل موت معاوية بسنتين حجّ الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، فاجتمع عليه بمنى أكثر من ألف رجل ، فقام الإمام الحسين ( عليه السلام ) فيهم خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال :
( أمّا بعد ، فإنّ الطاغية قد صنع بنا وبشيعتنا ما قد علمتم ، ورأيتم وشهدتم وبلغكم ، وإنّي أريد أن أسألكم عن أشياء فإن صدقت فصدّقوني ، وإن كذبت فكذّبوني ، اسمعوا مقالتي واكتموا قولي ، ثمّ ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم ، من أمنتموه ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون ، فإنّي أخاف أن يندرس هذا الحقّ ويذهب ، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون ) .
فما ترك الإمام الحسين ( عليه السلام ) شيئاً أنزل الله فيهم من القرآن إلاّ قاله وفسّره ، ولا شيئاً قاله الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في أبيه وأمّه وأهل بيته إلاّ رواه ، وكلّ ذلك يقول الصحابة : اللّهمّ نعم ، قد سمعناه وشهدناه ، ويقول التابعون : اللّهمّ قد حدّثنا من نصدّقه ونأتمنه حتّى لم ترك شيئاً إلاّ قاله .
ثمّ قال : ( أنشدكم بالله إلاّ رجعتم وحدّثتم به من تثقون به ) ، ثمّ نزل وتفرّق الناس على ذلك .
نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
-
- مشاركات: 4173
- اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am
خطبة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ليلة عاشوراء
روي عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) أنّه قال : جمع الحسين ( عليه السلام ) أصحابه ، بعد ما رجع عمر بن سعد ، وذلك قرب المساء ، فدنوت منه لأسمع ، وأنا مريض ، فسمعت أبي وهو يقول لأصحابه :
( أثني على الله تبارك أحسن الثناء ... أما بعد : فإنّي لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي ، فجزاكم الله عنّي جميعاً خيراً ، ألا وإنّي أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غداً ، ألا وإنّي قد رأيت لكم ، فانطلقوا جميعاً في حلّ ، ليس عليكم منّي ذمام ، هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً ، وليأخذ كلّ رجل بيد رجل من أهل بيتي، ثمّ تفرّقوا في سوادكم ومدائنكم ، حتّى يفرّج الله ، فإنّ القوم إنّما يطلبونني ، ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري ) .
فأبوا ذلك كلّهم .
نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
روي عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) أنّه قال : جمع الحسين ( عليه السلام ) أصحابه ، بعد ما رجع عمر بن سعد ، وذلك قرب المساء ، فدنوت منه لأسمع ، وأنا مريض ، فسمعت أبي وهو يقول لأصحابه :
( أثني على الله تبارك أحسن الثناء ... أما بعد : فإنّي لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي ، فجزاكم الله عنّي جميعاً خيراً ، ألا وإنّي أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غداً ، ألا وإنّي قد رأيت لكم ، فانطلقوا جميعاً في حلّ ، ليس عليكم منّي ذمام ، هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً ، وليأخذ كلّ رجل بيد رجل من أهل بيتي، ثمّ تفرّقوا في سوادكم ومدائنكم ، حتّى يفرّج الله ، فإنّ القوم إنّما يطلبونني ، ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري ) .
فأبوا ذلك كلّهم .
نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
الموجودون الآن
المتصفحون للمنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد