بقلمي : مكانة أصحاب الكساء (ع) في ذكرى يومي 24 و 25 من شهر ذي الحجة

خاص لكتابات الأعضاء الكرام يحوي كل كتاباتهم في جميع المجالات
أضف رد جديد
أم سيد يوسف
عضو جديد
مشاركات: 937
اشترك في: الجمعة مارس 13, 2009 12:31 pm

بقلمي : مكانة أصحاب الكساء (ع) في ذكرى يومي 24 و 25 من شهر ذي الحجة

مشاركة بواسطة أم سيد يوسف »

مكانة أصحاب الكساء (عليهم السلام)
في ذكرى يومي الرابع والعشرين والخامس والعشرين من شهر ذي الحجة

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب ، آية رقم 33 بسم الله الرحمن الرحيم " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " .. صدق الله العلي العظيم . نستنتج من هذه الآية الشريفة بأن الله قد خصّ فئة من الناس بطهارة منه جل وعلا ممن أراد لهم أن يكونوا خلفائه في أرضه .. إنهم أصحاب الكساء وهم فاطمة الزهراء (عليها السلام) وأبوها محمد المصطفى (صلى الله عليهم وآله وسلم) وبعلها الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وبنوها الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) .. ومن ذرية الإمام الحسين (عليه السلام) تتفرع العترة الطاهرة بتسعة أقمار مضيئة .

فهؤلاء الخمسة أراد الله أن يبين مكانتهم للناس في صورة واقعية تجلت في يوم الرابع والعشرين من ذي الحجة من العام العاشر للهجرة النبوية الشريفة عندما كتب النبي (صلى الله عليهم وآله وسلم) إلى ملوك العالم يدعوهم للدخول في الإسلام ومن بينهم "نصارى نجران" الذين قدموا للمدينة المنورة للتفاوض معه . ولكن النبي (صلى الله عليهم وآله وسلم) بأمر من الله اقترح عليهم المباهلة (أي اجتماع القوم عندما يختلفون على أمر ما فيقول كل واحد منهم لعنة الله على الظالم منا) ، ولكنهم عندما شاهدوا خروج النبي (صلى الله عليهم وآله وسلم) مع أهل بيته بأنوارهم المباركة دون غيرهم من الزوجات والأصحاب امتنعوا عن المباهلة ورفضوا الدخول في الإسلام ولكنهم اكتفوا بدفع الجزية لبيت مال المسلمين .. عندها نزل قوله تعالى في سورة آل عمران ، آية رقم 61 .. بسم الله الرحمن الرحيم " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " .. صدق الله العلي العظيم .

ولنا ذكرى خالدة تتجدد سنويا في نفس هذا اليوم ألا وهي تصدق أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو قائم يصلي في المسجد راكعا بين يدي الله بخاتمه الشريف على سائل دون أن يردّ حاجته دون عطاء ، وهذا ما دفع بعض اليهود أن يعلنوا اسلامهم من بعد ما عرفوا حقيقة ومكانة الإمام علي (عليه السلام) عندما سألوا النبي (صلى الله عليهم وآله وسلم) مـَـن خليفتك من بعدك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية المباركة بسم الله الرحمن الرحيم " إنما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " صدق الله العلي العظيم .. سورة المائدة ، آية رقم 55 " .

وفي حق الإمام علي (عليه السلام) أنشد دعبل الخزاعي
( شاعر أهل البيت في عهد الإمام الرضا - عليه السلام) قائلا :

نطق القرآن بفضل آل محمّد ** وولاية لعليّهم لم تجحدِ

بولاية المختار من خير الورى ** بعد النبي الصادق المتودّدِ

إذ جاءه المسكين حال صلاته ** فامتد طوعاً بالذراع وباليدِ

فتناول المسكين منه خاتماً ** هبة الكريم الأجود بن الأجودِ

فاختصّه الرحمن في تنزيله ** من حاز مثل فخاره فليعددِ

وإذا أراد الفرد منا التزود والمعرفة بمكانة وفضل أصحاب الكساء (عليهم السلام) فلا بد أن يـُعـّرج على حادثة إطعام المسكين واليتيم والأسير ، وكما تشير المصادر المؤكدة بأن الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) قد مرضا ونذر كلٍ من الإمام علي (عليه السلام) وفاطمة الزهراء (عليها السلام) ومساعدتهم في شئون البيت فضة أن يصوموا نذرا لله لطلب الشفاء لهما .. وقد عكفت الزهراء (عليها السلام) على خبز خمسة أقراص لوقت الإفطار ولكنهم آثروا البقاء على الصيام لمدة ثلاثة أيام واكتفوا بشرب الماء فقط عندما حلّ المسكين واليتيم والأسير ضيوفا عليهم في دارهم ، فأنــزل الله تعالى في يوم الخامس والعشرين من ذي الحجة في سورة الإنسان ، آية رقم 8 بسم الله الرحمن الرحيم " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " .. صدق الله العلي العظيم .

وختاما يجب علينا أن نعرف بأن إحياءنا لهذه المناسبات إنما هو تسليم الأمور لله تبارك وتعالى ، فهو القادر على اختيار خلفائه في الأرض وبمقاييس إلهية ودلالة واضحة بأن أهل البيت (عليهم السلام) لهم الخصوصية والمكانة الرفيعة عند الله لحملهم عبء الرسالة المحمدية الخالدة دون كلل واستعدادهم للتضحية في سبيل إعلاء راية الإسلام . وأن اتباعهم هو طاعة لله في كل ما أمر به ونهى عنه لتحيا البشرية حياة كريمة .. ولكن فئة من الناس رفضت ( ولا يزال البعض يرفض ) هذا الاختيار الرباني ويتبع هواه ! ليأتيهم الجواب بقوله تعالى في سورة التوبة ، آية رقم 32 " يريدون أن يـُطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يـُتم نوره ولو كره الكافرون " ..
صدق الله العلي العظيم .

بقلم : أم سيد يوسف
بربغي
مشاركات: 4173
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am

مشاركة بواسطة بربغي »

موضوع جميل جدا ومفيد

الله يعطيك العافية ووفقك الله لمرضاته

شكرا جزيلا لك اختي ام سيد يوسف
أضف رد جديد

العودة إلى ”ركن اقلام الاعضاء“

الموجودون الآن

المتصفحون للمنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد