الادلة العلمية لمرجعية السيد الصرخي الحسني انار الله حجته

[أبو هاني البدري]

سماحته والمناظرة
اذن بعد ان عرفنا طرفا من اخبار المناظرة اهميتها وفاعليتها ودورها في اثبات الحق والحقيقة ان لنا ان نتعرف الان عن الاساليب التي انتهجها سماحة السيد الحسني ايده الله تعالى لتحقيق المناظرة العلمية وقبلها علينا ان نعرف ان هناك عدة اهداف وغايات للمناظرة منها ماهو محرم ومنها ماهو مباح ان لم نقل انه واجب
فالمحرم والممنوع هو ان تكون المناظرة لاجل الرياء وابراز الانسان نفسه دون الوصول الى نتيجة أي ليقال ان فلان كان طرفا في مناظرة مع الطرف الاخر ونحو ذلك
اما المباحة فهي التي تحقق في من هو الافقه الاعلم الاجدر الاصلح وهكذا لكنها تكون واجبة حينما يتوقف امر القيادة الدينية واشتباه المواقف على وجود المناظرة ومن هنا كانت هناك الكثقير من المواقف التي تنقل عن علمائنا في تاريخنا الامكامي ما ينطبق على ما طرحناه فهذا الشيخ محسن خنفر العفكي قدس الله نفسه يناقش ويباحث صاحب الجواهر ويستشهد بها الكثير من العلماء للدقة والشجاعة في طرح الاراء وغير ذلك الكثير
وبالامس القريب كان الشهيد الصدر يدعوا للمناظرة ويقول انا مستعد لها مادمت حيا ([1])
اذن فدعوة السيد محمود الحسني لم تكن دعوة غريبة او جديدة حينما طالب بايجاد المناظرة بين المرجعيات الدينية وباي مستوى لائق يختارونه لايسبب الوهن او اسقاط الهيبة كما حاول البعض منهم تبرير رفضه لهذا الطلب .
بل لعل الطريق الوحيد في حينها لاثبات مرجعيته بالطرق المتعارفة هو المطالبة بالمناظرة اذ ان الادلة والطرق العلمية المسنونة لم تكن موصلة كما هو ديدن الكثير منها لم تكن موصلة الى اثبات الحق والحقيقة .اما طرق المناظرة التي سلكها سماحته فهي كثيرة ومتنوعة
المناظرة المباشرة
وهي مناظرة تم الاتفاق عليها وتحديد موعدها مع الشيخ جواد المهدوي لكن الشيخ لم يحضر وحصلت احداث منعت اتمامها بعد ان انتشر خبرها وذاع في الحوزة العلمية ان هناك مناظرة في جامع السيد السبزواري قدس سره
المناظرات الكتابية
وهي المؤلفات التي ناقش فيها الماضين والمعاصرين وطالبهم بالرد والدفاع عن انفسهم وعن اساتذتهم ولم يتحصل لحد الان أي رد ومن هذه الكتب
نجاسة الخمر مناقشة فقهية لاراء السيد الخوئي رحمه الله
الفكر المتين ج1ج2:مناقشة لاراء الشيخ الفياض والسيد محمود الهاشمي ادام الله ظلهما وكان المفروض ان يدافعا عن ارئهما
الفكر المتين ج3 :مناقشة لاراء الصدر الثاني قدس الله روحة والمفروض ان طلبته ومن يمثله اولى بالدفاع عنه ([2])
الفكر المتين ج4:مناقشة لاراء السيد الحائري الاصولية
الفصل في القول الفصل: مناقشة لاراء الشيخ اليعقوبي حول مسالة الخل
ثلاث كتب حول الفريضة المعطلة ايضا نقاش للشيخ محمد اليعقوبي

[1] - الوثيقة رقم 3 استفتاء حول المناظرة للشهيد الصدر رحمه الله

[2] - لاحظ ان تقييمات الفقهاء من المراجع ومن اهل الخبرة التقييمات المباشرة وغير المباشرة كانت على كتاب الفكر المتين الجزء الثالث

[أبو هاني البدري]

فائدة مهمة .............
قد يطرح سؤال مهم اننا ذكرنا المناظرة وذكرنا الاثار العلمية وهي لم ترد على السنة الفقهاء المعاصرين كدليل من ادلة المرجعية علما اننا اسهبنا في ذلك واهملنا قول الثقة واهملنا الاختبار
وللجواب على ذلك علينا ان نعرف
اولا : ان الفقهاء ذكروا في كتبهم ومعرض اجاباتهم انه يمكن التوسل الى معرفة الاعلم باي طريق يؤدي الى الاطمئنان فعدو من هذه الطرق ماهو اضعف من المناظرة فقالوا ان ادعاء المجتهد للماعلمية وتصديه للمرجعية ان افاد الاطمئنان كفى بكونه حجة على المطمئن له شرط ان يكون ذلك الاطمئنان مبنيا على اسس عقلائية لا عاطفية ولا غيرها من طرق الوهم والانحراف فكل ما ينتج الاطمئنان يكون حجة بين المكلف وبين ربه وننحن هنا انتخبنا اقوى طريقين يمكن ان يفيدا الاطمئنان
بل اننا يمكن ان نقول وبضرس قاطع ان البحوث الاستدلالية والاصولية يمكن ان تثلم حتى شهادة اهل الخبرة خصوصا في زماننا هذا الذي بينت فيه اجمالا ان الشهادات الخبروية في الحقيقية لا تمتلك لا الخبروية ولا العدالة .
ثانيا : ان المناظرة والاثار العلمية هي طرق عقلية استدلالية للتوصل الى ماهو اهم من مرجع التقليد وهو التوحيد والواحد الاقدس الله جل وعلى فان الاثار دلت على مؤثرها على اختلاف الافهام والفلسفات فانها لا تخرج من هذا الاطار وما احتجاج الانبياء على اقوامهم الا اشارة الى ان الاحتجاج هو اقوى حجة واثبت طريق يمكن ان يوصل لمعرفة صاحب الحق وطريق الحق

[أبو هاني البدري]

ملحق اسئلة واجوبة
السؤال الاول : هل يجب تقليد الاعلم
نعم يجب تقليد الاعلم ولقد ذكر الفقهاء انه يجب تقليد الاعلم مطلقا ومنهم من اشترط في تقليد الاعلم ان يحصل العلم بوجود الاختلاف في الاراء بين الفقهاء ، وهذا الشرط حاصل حقيقة ولا حاجة لاشتراطه الا من باب الافتراض النظري اذن في النتيجة اتفق المشهور المنصور على وجوب تقليد الاعلم

السؤال الثاني : هل يجب تقليد سماحة السيد الحسني دام ظله ..؟
الجواب : مما تقدم مما طرحناه من الادلة والمؤيدات وبالرغم من اننا تركنا النقاش في كثير من جوانب مرجعيته الرسالية السامية الا انه على هذا القدر يتحصل لدى المكلف الباحث عن الحقيقة والمتخلص من قيود الجهل او التعصب او الهوى او الانقياد وراء صفات ومواصفات وشكليات وغيرها من الامور فان ما طرح يكون حجة على كال عاقل منصف فيجب على الجميع تقليده امد الله بنور وجوده المبارك
لانه فعلا هو الاعلم على الاطلاق
سؤال ــــــــــــــــ
اما من يقول ان من المحتمل ان يكون فلان او فلان هو الاعلم لكنه لم يظهر علمه او لا يريد ان يبرز او لا يحب الظهور
قلنا له ان التكليف الشرعي بوجوب انقاذ الامة وتخليصها من الافالفتن التي تمر بها السياسية والاجتماعية والدينية تفرض على كل انسان يرى في نفسيه الاهليه في ان يدفع عن الامة مكروها ان يتصدى وان لا يختبيء خلف شجرة الرياء او الخوف من الظهور ا والانا بل هذا التكليف اهم واوجب اما من يرى في نفسه ان الاعلم وانه الاقدر على رعاية مصالح الامة فيجب عليه التصدي في مثل هذه الظروف لان هذا العصر هو عصر الفتن الذي يجب فيه على العالم ان يظهر علمه والا ...
هذا اولا وثانيا : نحن نتعامل مع الظاهر سماحة السيد الحسني طرح كل ماعنده مما يصلح للاحتجاج واثبات الارجحية العلمية ولم يشكك في طرحه اي احد سوى الاتهامات او الاكاذيب فظاهرا هو الارجح والاعلم ولا يحتج الله علينا بما في الصدور

يتبعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

[أبو هاني البدري]

السؤال الرابع : اليس سماحته يبقول انه لا تقليد في الامور الجزئية وتحديد هوية الموضوعات ..؟
الجواب : ليست كل الموضوعات هي من حق المكلف وحده
بل ان هناك كثير من الموضوعات تشخيصها لا يتعلق بالفرد وحده وانما يتعلق بالافراد الاخرين لعله بالامة بمصيرها بمستقبلها بتاريخها وهذا ما يكون من وظيفة المرجع الرسالي فمثلا تشخيص موارد الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قد تؤدي الى حصول فوضى الى فساد اجتماعي الى استغلال من قبل الفاسدين تحت هذا العنوان
بل قد يكون الخلل عند الصالحين انفسهم حينما لا يستطيعون تشخيص الزمان والمكان المناسبين للامر والنهي بل قد يكون الاشكال في الامر والنهي نفسه فقد يكون فتح اللمجال له يؤدي الى الفوضى العارمة وتلف الاموال والانفس وهكذا فان كثيرا من المواقف العامة لها علاقة بالفرد وانما مورد تشخيصها بالفقيه اي بمرجع التقليد فنحتاج الى الالتزام باقوال المرجع واوامره حتى وان توفرت امور هي اصبحت موضوعا للامر او للنهي فقد يكون الخرق يؤدي الى مفاسد كبيرة لا نحسب نحن حسابها ...

السؤال الخامس: الا يجب علي انم افهم ما اقوم به كثير من الامور اجهل مصالحها او انها لا تحقق الفائدة منها او انها لا ثمرة فيها فهل يجب علي الالتزام بها
الجواب : ذكرت خلال البحث كثير من الامور والتطبيقات حول هذا الموضوع لكن ارتب لك الجواب بالشكل التالي
لقد تعلمنا من خلال دراستنا للحلقة الاولى والثانية من ابحاث سماحته دام ظله على كتاب الحلقات للشهيد الصدرالاول قدس الله روحه ([1]) ان الاحكام الشرعية لها ملاكات أي مصالح تترتب عليه وكل حكم شرعي يامر به صاحب الشريعة لابد ان يكون فيه مصلحة لكن هذه المصلحة لا يشترط فيها ان تكون معلومة لدى المكلف او قد تكون معلومة لكنه معلومة جزئيا لعدة اسباب
السبب الاول : نصوص واحاديث وردت في الاستعانة على قضاء الحوائج بالكتمان فقد جاء مثلا
رسول الله (صلى الله عليه وآله): استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ([2])
الكافي: عن أبي حمزة، عن عليّ بن الحسين(عليه السلام) قال: وددت والله أنّي افتديت خصلتين في شيعة لنا ببعض لحم ساعدي النزَق وقلة الكتمان.و «النزق» يعني الخفة والطيش عند الغضب([3]).
السبب الثاني :دائما العامل الغيبي اكثر دافعية لدى الانسان المؤمن من الدافع المعلوم الحدود والمصالح
السبب الثالث : ان الاعلان عن 3المطلوب من هذا الفعل هذا سيفقده الثمرة لان الاعداء سيتهيئون لافشاله
وغير ذلك من الاسباب التي من الممكن ان يدركها العاقل ولعلي اضرب لك مثالا عرفيا بسيطا فقد تمنع ابنك عن معاشرة صديق اخر وليكن ابن الجار مثلا لكنك لا تستطيع التصريح بالسبب الذي انت مطلع عليه ولم يطلع عليه ابنك والسبب من الممكن انك لو صرحت بالسبب وكان السبب مثلا سوءا اخلاقيا او خللا عرفيا لا يرتضيه العرف فانك ستتعرض الى مشكلة كبيرة تتحمل من ورائها نتائج اذ لا يرى الجار او الصديق ان تتهمه بهكذا تهمة فبدلا من التصريح تكد وتؤكد على ابنك بعدم الذهاب دون ان تصرح له بالسبب ...


[1] - يمكنك مراجعة البيان والتبيين او التبيين في الفكر المتين

[2] -شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1 / 316.

[3] -مستدرك سفينة البحار ج6