صفحة 2 من 2

مرسل: السبت نوفمبر 03, 2007 7:10 pm
بواسطة ...|زمردة|...
السلام على الحسين وعلى العباس وعلى زينب الكبرى وعلى اهل بيتهم الاطهار
السلام على النفوس الزاكيه
السلام على الاجساد الطاهره
السلام على رموز الايمان ورحمة الله وبركاته
عظم الله اجورنا بمصابهم ورزقنا شفاعتهم

ياأطفال كربلاء إن حياة الإمام الحسين "عليه السلام" لاتقرأ قرآة بل هي تحتاج لتعمق ودراسة من أجل أهل البيت"عليه السلام"لانه هي المُثُل الإنسانية العظمى ماتدعو أهل المعنى والمعرفة والتأمل الطويل فيها فلنحكي ياأطفالي جزء من هذه الحكاية لـــ
وصول الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى كربلاء

في أحدى المحطات التي أصبحت ذكرى لنا بكربلاء مع الأمام قام الإمام الحسين ( عليه السلام ) خطيباً ، موضِّحاً لأصحابه المصير الذي ينتظرهم .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( إنَّه قدْ نَزَل بنا من الأمر ما قد تَرَون ، وإن الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت ، وأدبَر مَعروفُها ، واستمرَّت حدَّاء [ مقطوعة ] ، ولم تبقَ منها إلا صبابة كَصبابة الإناء ، وخَسيس عَيشٍ كالمَرْعى الوَبيل .
ألاَ تَرَون إلى الحقِّ لا يُعمَل به ، وإلى الباطلِ لا يُتناهى عنه ، ليرغب المؤمنُ في لقاء ربِّه مُحقاً ، فإني لا أرى الموت إلا سعادة ، والحياة مع الظالمين إلا بَرَماً [ مللاً ] ) .
وسار الركب نحو كربلاء فهي مدينة اسلامية مشهورة قبل الاسلام بزمن بعيد، وتمتاز بقدسيتها وتأريخها الحافل والحوادث العظام حيث شهدت تربتها حادثة هي من انبل ملاحم الشهادة والفداء. ومنها من أصبحت جزء من الإمام الحسين "عليه السلام"، ولم يقطع مسافة طويلة حتى اعترضه الجيش الأموي ، واضطرَّه للنزول .
فراح الإمام ( عليه السلام ) يسأل وكأنَّه يبحث عن أرض كربلاء ، فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( مَا اسْمُ هَذه الأرض ؟ ) .
فقيل له : أرض الطف .فالطف هو ذلك المكان الموعود من صعيد كربلاء الطيب الذي نزله الامام (ع) ليبقى فيه إلى الابد، حيث وقعت أعظم مأساة وأعظم نهضة على ترابه.
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( هَلْ لَهَا اسمٌ غير هذا ؟ ) .
قيل : اسمُها كربلاء .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( اللَّهُمَّ أعوذُ بك من الكَرْبِ والبَلاء ) .
ثم قال الإمام ( عليه السلام ) : ( هَذا مَوضع كَربٍ وبَلاء ، انزلوا ، هَاهُنا مَحطُّ رِحالِنا ، ومَسفَكُ دِمائِنَا ، وهَاهُنا مَحلُّ قبورِنا ، بِهَذا حدَّثني جَدِّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) .
فنزل الإمام الحسين ( عليه السلام ) في أرض كربلاء ، وضَرَب فِسْطَاطه ، وراحَ يُعدُّ سِلاحه ، ويصلح سَيفه ، مُردِّدا ( عليه السلام ) الأبيات الآتية :



فكان الإمام الحسين ( عليه السلام ) يردد أبيات الشعر وزينب ( عليها السلام ) تنصت إليه ، وتقرأ من خلال الشعر مشاعره وأحاسيسه ، فتندبه وتناديه بصوتٍ يملأه الحنان ، فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( نَعَمْ يا أختَاه ) .
فقالت ( عليها السلام ) : ( وَاثكْلاه ، يَنعي الحُسَين إليَّ نَفسَه ) .



يا للحسين وزينبٌ ومقطوع اليدين...
يا الشبيه بمحمد وحيدر ووالدة السبطين..
يا العريس بخضابه الأحمر من نحره والودجين...
يا الأرامل واليتامى وأياما الحسين..
يا الطفوف وهول ما فيها قُتل الرضيع من الوريدين..
يا النساء الفاقدات الباكيات هجمت عليهن خيول الظلم فأين الغريبين؟؟



تـــابعونــا..

مرسل: السبت نوفمبر 03, 2007 7:12 pm
بواسطة ...|زمردة|...
_ تريث قليلاً حتى تأتي الوالدة يا عباس..مالك قد اصبحت لجوجاً عجولاً هكذا؟؟
صاح الشاب حُسيناً بشيء من التوتر والغضب وقد اشتبكت حواجبه ظلاً كثيفاً فوق عيناه...رأته زينب بتلك الحالة فدنت منه.تحدج عباساً بنظرة تدعوه للهدوء فيما يداها تربتاه على كتف أخيها..قالت:

_ هو الشوق يا أخاه لرؤية الجدة فقد أشتقنا لها فالحمد لله الذي غيّر سوء حالها إلى حُسن مايرضاه لها من الصحة...فلا تغضب..

_ لستُ غاضباً عزيزتي ولكني قد كرهت كثرة تحركه من مكانه....
وما إن أتمّ حسيناً كلامه حتى جاءت الوالدة تقود سيارتها ..أوقفتها قبالتهم فأندفعوا نحوها يسوقهم ذلك الشوق وتلك اللهفة الكُبرى لرؤية الجدة...بدا عباس أشدهم شوقاً وهو يجلس بين أخويه بالمقعد الخلفي...يفرك كفيه ببعضهما..يقول وعيناها يرفعهما لوجهي أخويه مبتسماً:

_ غابت عنا الجدة ثلاثة أيامٍ كأنها والله ثلاث سنين أو يزيدون وما كانوا يسمحون لنا بزيارتها.. إن قلبي يرقص فرحاً يشدو طرباً...ألستما تشاطراني فرحتي يا حُسين ويا زينب؟؟

_ وماذا ترى بعينيك هاتين عباس..؟؟ أترانا باكين منتحبين أو عكس ذلك؟؟
توسعت ابتسامة الطفل عباس..يعانق ببريء ما أنطوت عليه سريرته في تلك الفرحة نظرات ألم غريبة في عيون أخيه.. قال :

_ إني أرى ذاتي وعيني في عينيك ضاحكة..وهذا يخبرني بشوق القلب وإن كانت بتلك العين نظرة سارحة...
ضحك حُسيناً مما قاله أخيه..قرص خده وعباس يصيح متألماً..يردد:

_ شقي أنت يا أخي..تقول الشعر أو تُحاول تقليد أحدهم في ذلك..
_ أوجعتني حُسين..ثم إني ما نطقتُ إلا عن إحساس بصدري.....(( وصمت هنيهة يرفع عيناه لأخته الغارقة في سكونها وسكوتها فدنى منها لمس كتفها برفق وقال )) زينب..لما أنتِ صامتة؟؟
_ لا لشيء ..فقط أُفكر...
_ فيما تفكرين أيمكن لنا أن نعرف؟؟
_ لا يشغل تفكيري هذه الأيام سوى أمراً واحداً..بل هي أموراً كثيرة...إنها تلك الملمات والرزايا والخطوب والبلايا....فكلما كُنا على مقربة من تلك الواقعة وكلما تعرفنا على فصل جديد فيها زادت الحيرة والدهشة في قلبي حتى بات الصمت يشملني بكل حين...

تقدمت بجسدها للأمام قليلاً تضمه بذراعيها تُخاطب زوجة أبيها والتي كانت تستمع وعلى ثغرها ابتسامة هادئة ....قالت:

_ أماه..إلى أي مدى هذه العبارة صحيحة...بين غمضة عين واستفاقتها يبدل الله من حالٍ إلى حال..؟؟

_ هي الحقيقة المطلقة بُنيتي..تلك قدرة الله اللامتناهية..إلى المدى الذي يقول فيه الجليل جلا وعلا للشيء كُن فيكون.
وألقت نظرة خاطفة على وجه اليتيمة فوجدتها سارحة قد تقاذفتها أمواج التفكير تتلاطم في عقلها الأفكار..عادت تُركز على القيادة تقول:

_ يبدو لي أن وراء سؤالكِ هذا حيرة كبيرة؟؟
_ هي كذلك والله يا أماه...فالبارحة أطلعتُ على حياة الشهيد الُحر بن يزيد الرياحي في الكتاب الذي أهدتنا إياه الجدة..فوجدتُ العجب..كل العجب..
فبعد أن اعترض هذا الرجل طريق الإمام وتسبب في مضايقته وازعاجه..وإذ به يُصبح من الصدّيقين وحواري الإمام الحُسين!! وينال مرتبة عظيمة بدفاعه عن الإمام؟؟كيف تحول بين غمضة عين من خصيم لناصر؟؟كيف طردته النار بعد أن أوشك على الدخول فيها إلى احتضان الجنة بحورها وخلودها له؟!!

_ أحقاً ما تقولين يا زينب!! هل يوجد رجلاً كان يريد محاربة الإمام ثم غيّر رأيه فأصبح ناصراً للإمام؟؟

تساءل الطفل عباساً باهتمام كبير..فهزّت زينب رأسها حتى ظهرت اللهفة في عيناه لمعرفة المزيد...بينما غدت الأم تقول:

_ نعم حبيبي...هذا الحُرّ قد ابى إلا أن يكون حُرّا..قد تم تدليس الأمر وتحريف الحقائق عنده فلم يخبروه بواقع عزمهم وحقدهم ولم يُظهروا له حقيقة إجرامهم...لكن الفطرة السليمة والحب السامي الذي مكنه الله من النفس البشرية لهذا الإمام الذي كان هو الحق والقرآن الناطق..كان المشكاة التي اهتدت إليها نفس الحُرّ في ذلك اليوم..جعلته يسابق الموت ويوقع نفسه على الاختيار بين الجنة والنار..وما كانت إلا ساعة واحدة..
ونجنى بالنفس والروح وصار خالد الجسد..

_ عجيب يا أماه...حدثينا بالمزيد عنه...
_ لك ذلك بُني عباس..ولكن سأترك هذه المهمة للجدة...ها قد وصلنا..ألستم مشتاقين لها...

بين ذراعين حنونين ... وعلى صدرٍ تألقت المحبة فيه خالصة... وبشفاه طالما دأبت على ذكر الله تمتزجُ فيها حلاوة الذكر وشوق اللقاء..أخذت الجدة أحفادها تضمهم إليها تُردد اسماءهم وقد بدت بأفضل حالٍ...إذ عادت ألوان الحياة تُشرق في وجهها ..
قبّل الأطفال يديها وجبينها...وهم يرددون:

_ كُنا مشتاقين إليكِ يا جدة...الحمدلله على السلامة...

وبعد أن شملتهم موجة الشوق تلك وجلسوا يطلبون الراحة ملتفين حول الجدة...قال عباس وهو الأقرب إلى صدر العجوز:

_ جدة..هل قال لكِ الطبيب أن الكلام الكثير متعباً للصحة؟؟
_ كلا حبيبي..لما تسأل؟؟
_ حتى إذا طلبتُ منكِ الآن أمراً لا ينهرني أحد ويأتوا بهذه الحجة...
قهقهت الجدة تلثم رأس الصبي..قالت:

_ لا يغلبنك أحد ببديهيتك هذه..حسناً..أرى شوقٌ كبير في عينيك لأحاديثنا..فوالله لا يقل عن شوقي ولهفتي..فقل لي عما تريد أن تسأل؟؟
_ عن الحر..ذلك الذي كما قالت زينب تسبب بالمضايقة للإمام الحسين وبالإزعاج ثم أصبح بعد ذلك من أنصاره وحوارييه....
تنهدت الجدة تزفر الراحة تنظر بعين ثاقبة من باب لذكرى لتلك الأسطورة الخالدة التي سطرها الحُرّ الرياحي...تمتمت:

_ لنعم الحر حر بن رياحي...صبور عند مختلف الرماحي
ونعم الحر إذ فادى حُسينياً....فجاد بنفسه عند الصباح...

كان الحر هذا الناصر والحواري العظيم سيداً في قومه..وسيداً في نفسه ...لقد نال السعادة الأبدية والحياة السرمدية بتوبته وإعلانه الحق مع الحُسين.. وكل ذلك برعاية ربانية لفطرته الأولية...إذ أبت عليه الشيم والأخلاق أن يرفع السيف بوجه الآل لينصر الظلم بذلك...لقد جاء الإمام معتذراً نادماً عازماً على بذل روحه ومهجته دون الإمام الحُسين..

وسكت هنيهة...
تسرح بفكرها حتى أغرورقت عينيها...
لهفي على ذاك المرمل بدمه..
لهفي عليه يصيح هل من ناصراً..
لهفي على من رضت الخيل صدره...
لهفي على من حز أبن الخنى نحره...


وتقبلوا خالص تحياتي لكم بكل ماهو جديد لكم..

نور الهدى

مرسل: الأحد نوفمبر 04, 2007 2:28 am
بواسطة مراقب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


سلام الله عليهم جميعا

وسلام الله عليك اختي نور الهدى على هذا الموضوع القيم



بارك الله فيكِ

مرسل: الأحد نوفمبر 04, 2007 5:19 pm
بواسطة أبوعلي
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
بارك الله بكم شكراً لكم على مجهودكم الطيب

صورة

تقبلوا خالص تحياتي

مرسل: الأربعاء نوفمبر 07, 2007 8:25 pm
بواسطة ...|زمردة|...
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشـــــــــــكورين عالمرور

تحياتي نور الهدى

مرسل: الأربعاء ديسمبر 12, 2007 1:11 am
بواسطة الجارح
مشكوووووووووورين على القصة المعبرة
وعلى الجهود الطيبة