صفحة 1 من 1

من هو المنتظر الحقيقي للأمام المهدي(عليه السلام)

مرسل: الجمعة نوفمبر 27, 2009 9:51 pm
بواسطة الولأئي
بسم الله الرحمن الرحيم
من هو المنتظر حقيقةً ؟؟؟
أنطلق من حديث للإمام الكاظم عليه السلام حيث قال:‏
‏" إن لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة‎ ‎، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء ‏والأئمة عليهم السلام وأما الباطنة فالعقول " الكافي، محمد بن يعقوب الكليني ج1 ص16.‏
إنّ الحجة الباطنة هي المقدَّمة على الحجّة الظاهرة وهي الرابطة بين الإنسان والحجة ‏الظاهرة فهي التي تدلُّه على اللأنبياء والرسل والإمام .فالعقل قبل الدين وبالباطن عرف ‏الظاهر وأن العقل أهم ما في الإنسان ولذلك ورد في الحديث (أن الله خلق العقل فقال له : ‏أقبل فأقبل و قال له : أدبر فأدبر فقال و عزتي و جلالي ما خلقت خلقاً أعظم منك و لا ‏أطوع منك بك أبدأ و بك أُعيد لك الثواب و عليك العقاب )‏
فمن وقف معانداً الحجّة الباطنة فهو بطبيعة الحال سيعاند الحجة الظاهرة ، ومن تلاعب مع ‏الحجّة الباطنة وتعامل معها باللهو لا بالجد فهو كذلك فهو يتلاعب مع الحجة الباطنة ولا ‏ينظر إليها بحزمٍ وجدّ وهذا الأمر لا يختص بهاتين الحجتين بل تشمل سائر الحجج كالقرآن ‏الكريم ، فانظر كيف تتعامل مع القرآن الكريم فتعاملك مع القائم عجل الله تعالى فرجه ‏الشريف يكون كذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم :
(إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن ‏تضلوا بعدي : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن ‏يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما) وعدم الإفتراق يشمل الحجّة ‏الباطنة والحجّة الظاهرة .‏

العدل والظلم:‏
سؤالٌ يطرح نفسه وهو: كيف تتهيأ مقدمات ظهور الحجّة عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، ‏هل مع انتشار الظلم والجور أم ماذا ؟ ‏
البعض ربّما يعتمد على قول النبي صلى الله عليه وآله ( به الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت ‏جوراً وظلماً) فيعتقد بأنّ انتشار الظلم هو مبدأ لتحقق العدل فلا بدّ أولاً أن يخيّم الظلم على ‏كل البسيطة لتتهيأ الأرضية للقسط والعدل .‏
أقول :
وهذا المعتقد غير صحيح ، فليس انتشار الظلم هو الشرط لانتشار العدل بل إنّ الظلم ‏والعدل يسيران على خطّين موازيين لا يلتقيان أبداً ، فهذان الأمران بينهما نزاع مستمر من ‏بدو الخلق فهما كالغيمين أحدهما أعلى من الثاني وكلاهما في حال الإمتلاء حتى يسيطر ‏الأعلى على الأسفل فينفجر ويشقّ أمامه فينزل الغيث ، والصراع بين الحق والباطل لا ‏ينقطع ولكن الزبد يذهب جفاءً وما ينفع الناس فيمكث في الأرض .‏
الظهور حركة مستمر بدأ من بداية الخلق وهو في حال الوصول إلى نهايته وكماله ، ‏فالأنبياء كانوا بصدد يحقق ذلك وبدأوا به (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ‏لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(التوبة/33). فمن تلك اللحظة بدأ العدل في ‏الإمتلاء ودوّت كلمة لا إله إلا الله على الأرض في قبال كلمة الكفر والشرك واستمر بمجيء ‏الأنبياء واحداً تلو الآخر وهذان الأمران كانا يتسايران معاً ، فوزانهما وزان الفطرة والنفس.‏

الفطرة والنفس:‏
الفطرة دائماً تميل إلى العدل والإحسان والخير والصلاح والنفس تميل إلى الظلم والطغيان ‏والشر والفساد ، والإنسان واقع بينهما في حيرة من أمره وله الخيار أياً منهما شاء فالحجّة ‏الباطنة لابدّ من إصلاحها أوّلاً كيف يتهيأ الإنسان للحجّة الظاهرة فيقبلها، ولذلك ترى القرآن ‏الكريم يصرّح (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمْ الْمَلاَئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ ‏يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ‏قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ)(الأنعام/158).
فمن لم يصلح نفسه كيف يمكنه أن يتأقلم مع ‏المصلح ويتجاوب معه . قال تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ ، ‏وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ، وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ ‏مَكَانٍ بَعِيدٍ}(سبأ/51-53). فالحجّة الباطنة هي المكان القريب .‏
وقال تعالى : (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ،إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ ‏إِلَى الأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ، وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ ‏يُبْصِرُونَ ، وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ، إِنَّمَا تُنذِرُ مَنْ اتَّبَعَ الذِّكْرَ ‏وَخَشِيَ الرَّحْمَانَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ}(يس/7-11). كلّ ذلك لأن هناك خللاً في ‏الحجة الباطنة فقد سدّوا على أنفسهم الطريق ولا مرّد .‏

الدليل على الارتباط بالحجة الباطنة :‏
هناك معايير كثيرة أهمّها ما أكّد عليه أئمتنا عليهم السلام في أحاديثهم (صدق الحديث و ‏أداء الأمانة) فعن أحمد بن محمد الهمداني عن أبي جعفر الثاني عن آبائه (عليهم السلام) ‏عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم، وكثرة الحج ‏والمعروف، وطنطنتهم بالليل، ولكن انظروا إلى صدق الحديث، وأداء الأمانة) أمالي الصدوق ‏ص182، بحار الأنوار: ج68 ص9. وعن محمد بن يحيى عن أبي طالب رفعه قال: قال أبو ‏عبد الله (عليه السلام): (لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده، فإن ذلك شيء قد ‏اعتاده، فلو تركه استوحش، ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته) الكافي: ج2 ‏ص105، بحار الأنوار: ج68 ص8.‏
فإذا انتشر أداء الأمانة بين الناس فقد قرب الظهور ، فيجب أن ننظر الناس كيف يتعاملون ‏مع الحجّة الباطنة .‏
تكرار التأريخ :‏
الإنتظار لا يختص بنا نحن بل جميع الأمم التي خسرت أنبيائها جرّاء عدم سماعها لتعاليمهم ‏صارت منتظرة ومترقبة للمصلحين ، فمن أصلح منهم حجته الباطنة تمكّن من قبول ‏المصلحين ومن لم يطع العقل والفطرة خسر ولم يستفد من الحجّة الظاهرة .‏
‏(َإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ ‏التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ ‏مُبِينٌ)الصف/6). فهذا الإنكار للحجّة الظاهرة لم يكن إلا نتيجة طبيعية لعدم تبعيتهم للحجة ‏الباطنة .‏
وقال تعالى : (َلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى ‏الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ)البقرة/89). ‏
‏ (هذه الاية في اليهود والنصارى يقول الله تبارك وتعالى، الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه يعنى ‏رسول الله صلى الله عليه واله كما يعرفون ابنائهم لان الله عزوجل قد انزل عليهم في التوراة ‏والانجيل والزبور صفة محمد صلى الله عليه واله وصفة‎ ‎اصحابه ومبعثه ومهاجرته، وهو قوله ‏تعالى:
محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون‎ ‎فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التورة ومثلهم في ‏الانجيل فهذه صفة رسول‎ ‎الله صلى الله عليه واله في التوراة والانجيل وصفة اصحابه فلما بعثه ‏الله عزوجل عرفه اهل الكتاب كما قال جل‎ ‎جلاله، فلما جاءهم ماعرفوا كفروا به فكانت اليهود ‏يقولون للعرب قبل مجئ النبى صلى‎ ‎الله عليه واله ايها العرب هذا اوان نبى يخرج بمكة ويكون ‏مهاجرته بمدينة وهو اخر الانبياء ..فلما جاءهم ماعرفوا كفروا به )‏
فكما أن الكثير يذهب إلى مسجد الكوفة والسهلة ومسجد جمكران لرؤية الإمام الحجّة عجل ‏الله تعالى فرجه فكذلك أهل الكتاب جاؤوا لرؤية الرسول واستقرّ اليهود في خيبر وهم ‏ينتظرون ولكن حيث أنّهم لم يطيعوا حجتهم الباطنة ، لم يتمكنوا من تسليم أمرهم للحجة ‏الظاهرة وهو الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم فوقع اللعن الإلهي عليهم .‏
فيجب أن نقلل الفواصل الأخلاقية بيننا وبين الحجّة عجل الله تعالى فرجه لا الفواصل ‏المكانية فالمهم إصلاح النفس وتزكيتها والتخلق بالأخلاق الحسنة فالمتخلقون بالأخلاق ‏الحسنة هم القريبون من ولي العصر أرواحنا فداه فالبعيد ربّما يكون هو القريب والقريب ‏هو البعيد ومنتظر أبي صالح لابد من إصلاح نفسه أولاً .‏
والحمد لله ربّ العالمين

رد: من هو المنتظر الحقيقي للأمام المهدي(عليه السلام)

مرسل: الخميس ديسمبر 24, 2009 6:38 pm
بواسطة رافضية وافتخر
شكرا وبارك الله فيكم

رد: من هو المنتظر الحقيقي للأمام المهدي(عليه السلام)

مرسل: السبت ديسمبر 26, 2009 2:53 am
بواسطة خادم الزهراء
اللهم عجل لوليك الفرج الحجه القائم بأمرك
واجعلنا من انصارة واعوانه والمستشهدين بين يديه
بارك الله فيك اخي الكريم


رد: من هو المنتظر الحقيقي للأمام المهدي(عليه السلام)

مرسل: السبت إبريل 17, 2010 11:41 pm
بواسطة بربغي
أخي الولائي

شكرا لك موضوع جميل ومفيد
تحياتي