الإمام الحسن بن علي العسكري (ع) من آياته ومعجزاته عليه السلام
مرسل: الاثنين فبراير 22, 2010 3:03 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللُهم صَلَّ ** عَلى مُحمَّد ٍ **وآل ِ مُحمَّد **وعجِّل الفرَج ** بحق مُحمَّد وآل مُحمَّد ** وعجل الفرج **واكشف الغمة ** عن هذه الأمة
الإمام الحسن بن علي العسكري (ع) من آياته ومعجزاته عليه السلام
محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمد ، عن إسحاق بن محمد النخعيّ قال : حدّثني إسماعيل بن محمد بن عليّ بن إسماعيل بن عليّ بن عبدالله بن عبّاس ، قال : قعدت لاَبي محمد على ظهر الطريق ، فلمّا مرّ بي شكوت إليه الحاجة ، وحلفت أن ليس عندي درهم فمافوقه ولا غداء ولا عشاء ، فقال : « تحلف بالله كاذباً وقد دفنت مائتي دينار! وليس قولي هذا دفعاً لك عن العطيّة ، أعطه يا غلام ما معك » فعطاني غلامه مائة دينار .
ثمّ أقبل عليّ فقال لي : « إنّك تُحرم الدنانير التي دفنتها أحوج ما تكون إليها » وصدق عليه السلام ، وذلك أنّي أنفقت ما وصلني به ، واضطررت ضرورة شديدة إلى شيء أنفقه ، وانغلقت عليّ أبواب الرزق ، فنبشت عن الدنانير التي كنت دفنتها فلم أجدها ، فنظرت فإذا ابن لي قد عرف موضعها فأخذها وهرب ، فما قدرت منها على شيء (1) .
وبهذا الاِسناد ، عن إسحاق بن محمد النخعي ، عن عليّ بن زيد بن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال : كان لي فرس ، وكنت به معجباً ، أكثر ذكره في المحافل ، فدخلت على أبي محمد يوماً فقال لي : « ما فعل فرسك ؟ » .
فقلت : هو عندي ، هو ذا هو على بابك ، الآن نزلت عنه .
فقال لي : « استبدل به قبل المساء إن قدرت ، ولا تؤخّر ذلك » ودخل علينا داخل فانقطع الكلام ، فقمت متفكّراً ، ومضيت إلى منزلي فأخبرت أخي فقال : ما أدري ما أقول في هذا . وشححت عليه ، ونفست على الناس ببيعه ، وأمسينا ، فلمّا صلّينا العتمة جاءني السائس فقال : يا مولاي نفق فرسك الساعة ، فاغتممت لذلك وعلمت أنّه عنى هذا بذلك القول .
ثمّ دخلت على أبي محمد عليه السلام بعد أيّام وأنا أقول في نفسي : ليته أخلف عليّ دابّة ، فلمّا جلست قال قبل أن اُحدّث : « نعم ، نخلف عليك ، يا غلام أعطه برذوني الكميت » ثمّ قال : « هذا خير من فرسك وأطأ وأطول عمراً » (2) .
ومما شاهده أبو هاشم ـ رحمه الله ـ من دلائله عليه السلام : ما ذكره أبو عبدالله أحمد بن محمد بن عيّاش قال : حدّثني أبو عليّ أحمد بن محمد ابن يحيى العطّار ، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن مصقلة القمّيّان قالا : حدّثنا سعد بن عبدالله بن أبي خلف قال : حدّثنا داود بن القاسم الجعفريّ ، أبو هاشم ، قال : كنت عند أبي محمد عليه السلام فاستؤذن لرجل من أهل اليمن ، فدخل عليه رجلٌ جميلٌ طويلٌ جسيمٌ ، فسلّم عليه بالولاية فردّ عليه بالقبول ، وأمره بالجلوس فجلس إلى جنبي ، فقلت في نفسي : ليت شعري من هذا ، فقال أبو محمد : « هذا من ولد الاَعرابيّة صاحبة الحصاة التي طبع آبائي فيها » ثمّ قال : « هاتها » .
فأخرج حصاة وفي جانب منها موضع أملس ، فأخذها وأخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع ، وكأنّي أقرأ الخاتم الساعة « الحسن بن عليّ » فقلت لليمانيّ : رأيته قطّ قبل هذا؟
فقال : لا والله ، وإنّي منذ دهر لحريص على رؤيته ، حتّى كان الساعة أتاني شابُّ لست أراه فقال : قم فادخل ، ثمّ نهض وهو يقول : رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ، ذرّيّة بعضها من بعض ، أشهد أنّ حقّك لواجب كوجوب حقّ أمير المؤمنين والاَئمّة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين ، وإليك انتهت الحكمة والاِمامة ، وإنّك وليّ الله الذي لا عذر لاَحد في الجهل به .
فسألت عن اسمه ، فقال : اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن أُمّ غانم ، وهي الاَعرابيّة اليمانيّة صاحبة الحصاة التي ختم فيها أمير المؤمنين عليه السلام (3) .
وقال أبو هاشم الجعفريّ رحمه الله في ذلك :
بدربِ الحصا مولى لنا يختمُ الحـصى * لـه الله أصفــىبالـدليـل وأخلصا
وأعـطاهُ آيـاتِ الاِمـامـةِ كـلّهـا * كـموسىوفـق البحـرِ واليدِ والعصا
ومــاقمّـص الله النبيّيـنَ حـجـّةً * ومعجــزةً إلاّ الوصيّيــن قمّصـا
فـمن كـانَ مـرتاباً بذاكَ فقصـرهُ * من الاَمر أن تتلو الدليل وتفحصا (4)
قال أبو عبدالله بن عيّاش : هذه أُمّ غانم صاحبة الحصاة غير تلك صاحبة الحصاة ، وهي أُمّ الندى حبابة بنت جعفر الوالبيّة الاَسديّة . وهي غير صاحبة الحصاة الاُولى التي طبع فيها رسول الله صلّى لله عليه وآله وسلّم وأمير المؤمنين عليه السلام فإنّها اُمّ سليم ، وكانت وارثة الكتب (5) . فهنّ ثلاثة ولكلّ واحدة منهنّ خبر قد رويته ، ولم أطل الكتاب بذكره .
قال : وحدّثني أحمد بن محمد بن يحيى قال : حدّثنا سعد بن عبدالله وعبدالله بن جعفر قال : حدّثنا أبو هاشم قال : شكوت إلى أبي محمد عليه السلام ضيق الحبس وثقل القيد ، فكتب إليّ : « تصلّي الظهر اليوم في منزلك » .
فأخرجت في وقت الظهر فصلّيت في منزلي كما قال عليه السلام .
قال : وكنت مضيّقاً فأردت أن أطلب منه دنانير في كتابي فاستحييت ، فلمّا صرت إلى منزلي وجّه إليّ بمائة دينار وكتب إليّ : « إذا كانت لك حاجة فلا تستح ولا تحتشم ، واطلبها فإنّك ترى ما تحبّ » (6) .
قال : وكان أبو هاشم حُبس مع أبي محمد عليه السلام ، كان المعتزّ حبسهما مع عدّة من الطالبيّين في سنة ثمان وخمسين ومائتين (7) .
حدثنا أحمد بن زياد الهمدانيّ ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال : حدّثني أبو هاشم داود بن القاسم قال : كنت في الحبس المعروف بحبس صالح بن وصيف الاَحمر ، أنا ، والحسن بن محمد العقيقي ، ومحمد بن إبراهيم العمري ، وفلان وفلان ، إذ دخل علينا أبو محمد الحسن عليه السلام وأخوه جعفر ، فحففنا به ، وكان المتولّي لحبسه صالح بن وصيف ، وكان معنا في الحبس رجل جمحي يقول : أنّه علويّ .
قال : فالتفت أبو محمد عليه السلام فقال : « لولا أنّ فيكم من ليس منكم لاَعلمتكم متى يفرّج عنكم » ، وأومأ إلى الجمحي أن يخرج فخرج ، فقال أبو محمد عليه السلام : « هذا الرجل ليس منكم فاحذروه ، فإنّ في ثيابه قصّة قد كتبها إلى السلطان يخبره بما تقولون فيه » .
فقام بعضهم ففتّش ثيابه فوجد فيها القصّة يذكرنا فيها بكلّ عظيمة .
وكان أبو الحسن عليه السلام يصوم فإذا أفطر أكلنا معه من طعام كان يحمله غلامه إليه في جونة مختومة ، وكنت أصوم معه ، فلمّا كان ذات يوم ضعفت فأفطرت في بيت آخر على كعكة وما شعر بي والله أحد ، ثمّ جئت فجلست معه ، فقال لغلامه : « أطعم أبا هاشم شيئاً فإنّه مفطر » .
فتبسّمت ، فقال : « ما يضحكك يا أبا هاشم؟ إذا أردت القوّة فكل اللحم فإنّ الكعك لا قوّة فيه » .
فقلت : صدق الله ورسوله وأنتم ، فأكلت فقال لي : « أفطر ثلاثاً ، فإنّ المنّة لا ترجع إذا انهكها الصوم في أقلّ من ثلاث » .
فلمّا كان في اليوم الذي أراد الله سبحانه أن يفرّج عنه جاءه الغلام فقال : يا سيّدي أحمل فطورك؟
فقال : « إحمل ، وما أحسبنا نأكل منه » .
فحمل الطعام الظهر ، واُطلق عنه عند العصر وهو صائم ، فقال : « كلوا هنّاكم الله » (8) .
قال : وحدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر قال : حدّثنا أبو هاشم قال : كنت عند أبي محمد عليه السلام فقال : « إذا خرج القائمُ أمر بهدم المنائر والمقاصير التي في المساجد » .
فقلت في نفسي : لاَي معنى هذا؟ فأقبل عليّ وقال : « معنى هذا أنّها محدثة مبتدعة لم يبنها نبيّ ولا حجّة » (9) .
وبهذا الاِسناد ، عن أبي هاشم قال : سأل الفهفكي أبا محمد : ما بال المرأة المسكينة تأخذ سهماً واحداً ويأخذ الرّجل سهمين؟
فقال : « إنّ المرأة ليس عليها جهاد ولا نفقة ولا عليها مَعْقُلة (10) ،
إنّما ذلك على الرجال » .
فقلت في نفسي : قد كان قيل لي إن ابن أبي العوجاء سأل أبا عبدالله عليه السلام عن هذه المسألة فأجابه بمثل هذا الجواب ، فأقبل أبو محمد عليَّ فقال : « نعم هذه مسألة بن أبي العوجاء ، والجواب منّا واحد ، إذا كان معنى المسألة واحداً جرى لاخرنا ما جرى لاَوّلنا ، وأوّلنا وآخرنا في العلم والاَمر سواء ، ولرسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما فضلهما » (11) .
وبهذا الاِسناد ، عن أبي هاشم قال : كتب إليه ـ يعني أبا محمد عليه السلام ـ بعض مواليه يسأله أن يعلمه دعاءً ، فكتب إليه : « ادع بهذا الدعاء : يا أسمع السامعين ، ويا أبصر المبصرين ، ويا أنظر الناظرين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أرحم الراحمين ، ويا أحكم الحاكمين ، صلّ على محمدٍ وآل محمد ، وأوسع لي في رزقي ، ومدّلي في عمري ، وامنن عليّ برحمتك ، واجعلني ممّن تنتصر به لدينك ، ولا تستبدل به غيري » .
قال أبو هاشم فقلت في نفسي : اللهم اجعلني في حزبك وفي زمرتك ، فأقبل عليّ أبو محمد عليه السلام فقال : « أنت في حزبه وفي زمرته إن كنت بالله مؤمناً ولرسوله مصدّقاً ، وبأوليائه عارفاً ، ولهم تابعاً ، فابشر ثمّ أبشر » (12) .
وبهذا الاِسناد ، عن أبي هاشم قال : سمعت أبا محمد عليه السلام يقول : « من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل ليتني لا اُؤاخذ إلاّ بهذا » .
فقلت في نفسي : إنّ هذا لهو الدقيق ، وقد ينبغي للرجل أن يتفقّد من نفسه كلّ شيء .
فأقبل عليّ أبو محمد فقال : « صدقت يا أبا هاشم ، ألزم ما حدّثتك به نفسك ، فإنّ الاِشراك في الناس أخفى من دبيب الذرّ على الصفا في اللّيلة الظلماء ومن دبيب الدرّ على المسح الاَسود » (13) .
وبهذا الاِسناد قال : سمعت أبا محمد عليه السلام يقول : « إنّ في الجنّة باباً يقال له المعروف لا يدخله إلاّ أهل المعروف » فحمدت الله تعالى في نفسي وفرحت ممّا أتكلّفه من حوائج الناس ، فنظر إليّ أبو محمد عليه السلام وقال : « نعم قد علمت ما أنت عليه ، وإنّ أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ، جعلك الله منهم يا أبا هاشم ورحمك » (14) .
وبهذا الاِسناد ، عن أبي هاشم قال : دخلت على أبي محمد وأنا اُريد أن أسأله ما أصوغ به خاتماً أتبرّك به ، فجلست واُنسيت ما جئت له ، فلمّا ودّعته ونهضت رمى إليّ بخاتم فقال : « أردت فضةً فأعطيناك خاتماً وربحت الفصّ والكرى ، هنّاك الله يا أبا هاشم » .
فتعجّبت من ذلك فقلت : يا سيّدي ، إنّك وليّ الله وإمامي الذي أدين الله بفضله وطاعته .
فقال : « غفرالله لك يا أبا هاشم » (15) .
وهذا قليل من كثير ما شاهده أبو هاشم من آياته عليه السلام ودلالاته ، وقد ذكر ذلك أبو هاشم فيما روي لنا عنه بالاِسناد الذي ذكرناه ، قال : ما دخلت على أبي الحسن وأبي محمد عليهما السلام يوماً قطُّ إلاّ رأيت منهما دلالة وبرهاناً (16) .
محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمد ، عن إسحاق بن محمد ، عن محمد بن الحسن بن شمّون ، عن أحمد بن محمد قال : كتبت إلى أبي محمد عليهما السلام حين أخذ المهتدي في قتل الموالي وقلت : يا سيّدي ، الحمدلله الذي شغله عنك ، فقد بلغني أنّه يتهدّدك ويقول : والله لاَجلينّهم عن جديد الاَرض .
فوقّع أبو محمد عليه السلام بخطّه : « ذاك أقصر لعمره ، عدّ من يومك هذا خمسة أيّام ويُقتل في اليوم السادس بعد هوان واستخفاف يمرّ به » .
فكان كما قال عليه السلام (17) .
وبإسناده ، عن أحمد بن محمد الاَقرع قال : حدّثنا أبو حمزة نصير الخادم قال : سمعت أبا محمد عليه السلام غير مّرة يكلّم غلمانه بلغاتهم وفيهم ترك وروم وصقالبة ، فتعجّبت من ذلك وقلت : هذا ولد بالمدينة ولم يظهر لاَحد حتّى مضى أبو الحسن ولا رآه أحدٌ فكيف هذا ؟ ـ اُحدّث نفسي بهذا ـ فاقبل عليّ وقال : « الله تبارك وتعالى بيّن حجّته من سائر خلقه ، وأعطاه معرفة كلّ شيء ، فهو يعرف اللغات والاَنساب والحوادث ، ولولا ذلك لم يكن بين الحجّة والمحجوج فرقٌ » (18) .
وبإسناده ، عن الحسن بن ظريف قال : اختلج في صدري مسألتان أردت الكتاب بهما إلى أبي محمد عليهما السلام ، فكتبت أسأله عن القائم إذا قام بم يقضي؟ وأين مجلسه الذي يقضي فيه بين الناس؟ وأردت أن أكتب أسأله عن شيء لحمّى الربع فأغفلت ذكر الحمّى ، فجاء الجواب : « سألت عن القائم وإذا قام قضى في الناس بعلمه كقضاء داود لا يسأل عن بيّنة ، وكنت أردت أن تسأل عن حمّى الربع فأُنسيت ، فاكتب في ورقة وعلّقها على المحموم( يا نارُ كُوني بَرداً وسَلاماً على إبراهيم) (19) » .
فكتبت ذلك وعلّقته على محموم لنا فأفاق وبرئ (20) .
وأمثال هذه الاَخبار كثرة لا نطوّل الكتاب بذكرها .
(1) الكافي 1 : 426 | 14 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 332 ، الخرائج والجرائح 1 : 427 | 6 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 432 ، ثاقب المناقب : 578 | 527 ، كشف الغمة 2 : 413 ، اثبات الوصية للمسعودي : 214
(2) الكافي 1 : 427 | 15 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 332 ، الخرائج والجرائح 1 : 434 | 12 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 430 ، ثاقب المناقب : 572 | 516 ، كشف الغمة 2 : 413 ، وذكره المسعودي في اثبات الوصية : 215 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 267 | 26 .
(3) الكافي 1 : 281 | 4 ، غيبة الطوسي : 203 | 171 ، الخرائج والجرائح 1 : 428| 7 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 441 ، ثاقب المناقب : 561 | 500 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 302 | 78 .
(4) ثاقب المناقب : 561 | ذيل حديث 500 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 302 | 78 .
(5) نقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 302 | ذيل حديث 78 .
(6) الكافي 1 : 426 | 10 ، ارشاد المفيد 2 : 330 ، اثبات الوصية : 211و 213 ، الخرائج والجرائح 1 : 435 | 13 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 432 و439 ، وثاقب المناقب : 566 | 505و 576 | 525 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 1 : 435 | 13 .
(7) نقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 311 | 10 .
(8) الخرائج والجرائح 2 : 682 | 1 ، 683 | 2 ، وباختصار في : مناقب ابن شهرآشوب 4 :437 و439 ، ودون ذيله في : كشف الغمة 2 : 432 ، ثاقب المناقب : 577 | 526 ، الفصول المهمة : 286 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 254 | 10 .
(9) الغيبة للطوسي : 206 | 175 ، اثبات الوصية للمسعودي : 215 ، الخرائج والجرائح 1 : 453 | 39 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 437 ، كشف الغمة 2 : 418 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 250 | 3 .
(10) المعقلة : الدية . « النهاية 2 : 279 » .
(11) الكافي 7 : 85 | 2 ، التهذيب 9 : 274 | 992 ، الخرائج والجرائح 2 : 685 | 5 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 437 ، كشف الغمة 2 : 420 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 255 | 11 .
(12) مناقب ابن شهرآشوب 4 : 439 ، كشف الغمة 2 : 421 .
(13) الغيبة للطوسي : 206 | 175 ، إثبات الوصية للمسعودي : 212 ، الخرائج والجرائح 2 : 688 | 11 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 439 ، كشف الغمة 2 : 420 ، ثاقب المناقب : 567 | 509 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 250 | 4 .
(14) الخرائج والجرائح 2 : 689 | 12 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 432 ، كشف الغمة 2 : 420 ، ثاقب المناقب : 564 | 501 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 258 | 16 .
(15) الكافي 1 : 429 | 21 ، كشف الغمة 2 : 421 ، ثاقب المناقب : 565 | 503 ، ودون ذيله في : خرائج الجرائح 2 : 684 | 4 ، ومناقب ابن شهرآشوب 4 : 437 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 254 | 8 .
(16) الخرائج والجرائح 2 : 684 | صدر رواية 4 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 254 | صدر رواية 8 .
(17) الكافي 1 : 427 | 16 .
(18) الكافي 1 : 426 | 11 ، وكذا في ارشاد المفيد 2 : 331 ، ومناقب ابن شهرآشوب 4 : 428 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 268 | 28 .
(19) الانبياْ 21 : 69
(20) الكافي 1 : 426 | 13 ، وكذا في ارشاد المفيد 2 : 331 ، ومناقب ابن شهرآشوب 4 : 431 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 264 | 24 .
كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى ، للشيخ الطبرسي ، تحقيق مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث
اللُهم صَلَّ ** عَلى مُحمَّد ٍ **وآل ِ مُحمَّد **وعجِّل الفرَج ** بحق مُحمَّد وآل مُحمَّد ** وعجل الفرج **واكشف الغمة ** عن هذه الأمة
الإمام الحسن بن علي العسكري (ع) من آياته ومعجزاته عليه السلام
محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمد ، عن إسحاق بن محمد النخعيّ قال : حدّثني إسماعيل بن محمد بن عليّ بن إسماعيل بن عليّ بن عبدالله بن عبّاس ، قال : قعدت لاَبي محمد على ظهر الطريق ، فلمّا مرّ بي شكوت إليه الحاجة ، وحلفت أن ليس عندي درهم فمافوقه ولا غداء ولا عشاء ، فقال : « تحلف بالله كاذباً وقد دفنت مائتي دينار! وليس قولي هذا دفعاً لك عن العطيّة ، أعطه يا غلام ما معك » فعطاني غلامه مائة دينار .
ثمّ أقبل عليّ فقال لي : « إنّك تُحرم الدنانير التي دفنتها أحوج ما تكون إليها » وصدق عليه السلام ، وذلك أنّي أنفقت ما وصلني به ، واضطررت ضرورة شديدة إلى شيء أنفقه ، وانغلقت عليّ أبواب الرزق ، فنبشت عن الدنانير التي كنت دفنتها فلم أجدها ، فنظرت فإذا ابن لي قد عرف موضعها فأخذها وهرب ، فما قدرت منها على شيء (1) .
وبهذا الاِسناد ، عن إسحاق بن محمد النخعي ، عن عليّ بن زيد بن عليّ بن الحسين عليهما السلام قال : كان لي فرس ، وكنت به معجباً ، أكثر ذكره في المحافل ، فدخلت على أبي محمد يوماً فقال لي : « ما فعل فرسك ؟ » .
فقلت : هو عندي ، هو ذا هو على بابك ، الآن نزلت عنه .
فقال لي : « استبدل به قبل المساء إن قدرت ، ولا تؤخّر ذلك » ودخل علينا داخل فانقطع الكلام ، فقمت متفكّراً ، ومضيت إلى منزلي فأخبرت أخي فقال : ما أدري ما أقول في هذا . وشححت عليه ، ونفست على الناس ببيعه ، وأمسينا ، فلمّا صلّينا العتمة جاءني السائس فقال : يا مولاي نفق فرسك الساعة ، فاغتممت لذلك وعلمت أنّه عنى هذا بذلك القول .
ثمّ دخلت على أبي محمد عليه السلام بعد أيّام وأنا أقول في نفسي : ليته أخلف عليّ دابّة ، فلمّا جلست قال قبل أن اُحدّث : « نعم ، نخلف عليك ، يا غلام أعطه برذوني الكميت » ثمّ قال : « هذا خير من فرسك وأطأ وأطول عمراً » (2) .
ومما شاهده أبو هاشم ـ رحمه الله ـ من دلائله عليه السلام : ما ذكره أبو عبدالله أحمد بن محمد بن عيّاش قال : حدّثني أبو عليّ أحمد بن محمد ابن يحيى العطّار ، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن مصقلة القمّيّان قالا : حدّثنا سعد بن عبدالله بن أبي خلف قال : حدّثنا داود بن القاسم الجعفريّ ، أبو هاشم ، قال : كنت عند أبي محمد عليه السلام فاستؤذن لرجل من أهل اليمن ، فدخل عليه رجلٌ جميلٌ طويلٌ جسيمٌ ، فسلّم عليه بالولاية فردّ عليه بالقبول ، وأمره بالجلوس فجلس إلى جنبي ، فقلت في نفسي : ليت شعري من هذا ، فقال أبو محمد : « هذا من ولد الاَعرابيّة صاحبة الحصاة التي طبع آبائي فيها » ثمّ قال : « هاتها » .
فأخرج حصاة وفي جانب منها موضع أملس ، فأخذها وأخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع ، وكأنّي أقرأ الخاتم الساعة « الحسن بن عليّ » فقلت لليمانيّ : رأيته قطّ قبل هذا؟
فقال : لا والله ، وإنّي منذ دهر لحريص على رؤيته ، حتّى كان الساعة أتاني شابُّ لست أراه فقال : قم فادخل ، ثمّ نهض وهو يقول : رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ، ذرّيّة بعضها من بعض ، أشهد أنّ حقّك لواجب كوجوب حقّ أمير المؤمنين والاَئمّة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين ، وإليك انتهت الحكمة والاِمامة ، وإنّك وليّ الله الذي لا عذر لاَحد في الجهل به .
فسألت عن اسمه ، فقال : اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن أُمّ غانم ، وهي الاَعرابيّة اليمانيّة صاحبة الحصاة التي ختم فيها أمير المؤمنين عليه السلام (3) .
وقال أبو هاشم الجعفريّ رحمه الله في ذلك :
بدربِ الحصا مولى لنا يختمُ الحـصى * لـه الله أصفــىبالـدليـل وأخلصا
وأعـطاهُ آيـاتِ الاِمـامـةِ كـلّهـا * كـموسىوفـق البحـرِ واليدِ والعصا
ومــاقمّـص الله النبيّيـنَ حـجـّةً * ومعجــزةً إلاّ الوصيّيــن قمّصـا
فـمن كـانَ مـرتاباً بذاكَ فقصـرهُ * من الاَمر أن تتلو الدليل وتفحصا (4)
قال أبو عبدالله بن عيّاش : هذه أُمّ غانم صاحبة الحصاة غير تلك صاحبة الحصاة ، وهي أُمّ الندى حبابة بنت جعفر الوالبيّة الاَسديّة . وهي غير صاحبة الحصاة الاُولى التي طبع فيها رسول الله صلّى لله عليه وآله وسلّم وأمير المؤمنين عليه السلام فإنّها اُمّ سليم ، وكانت وارثة الكتب (5) . فهنّ ثلاثة ولكلّ واحدة منهنّ خبر قد رويته ، ولم أطل الكتاب بذكره .
قال : وحدّثني أحمد بن محمد بن يحيى قال : حدّثنا سعد بن عبدالله وعبدالله بن جعفر قال : حدّثنا أبو هاشم قال : شكوت إلى أبي محمد عليه السلام ضيق الحبس وثقل القيد ، فكتب إليّ : « تصلّي الظهر اليوم في منزلك » .
فأخرجت في وقت الظهر فصلّيت في منزلي كما قال عليه السلام .
قال : وكنت مضيّقاً فأردت أن أطلب منه دنانير في كتابي فاستحييت ، فلمّا صرت إلى منزلي وجّه إليّ بمائة دينار وكتب إليّ : « إذا كانت لك حاجة فلا تستح ولا تحتشم ، واطلبها فإنّك ترى ما تحبّ » (6) .
قال : وكان أبو هاشم حُبس مع أبي محمد عليه السلام ، كان المعتزّ حبسهما مع عدّة من الطالبيّين في سنة ثمان وخمسين ومائتين (7) .
حدثنا أحمد بن زياد الهمدانيّ ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال : حدّثني أبو هاشم داود بن القاسم قال : كنت في الحبس المعروف بحبس صالح بن وصيف الاَحمر ، أنا ، والحسن بن محمد العقيقي ، ومحمد بن إبراهيم العمري ، وفلان وفلان ، إذ دخل علينا أبو محمد الحسن عليه السلام وأخوه جعفر ، فحففنا به ، وكان المتولّي لحبسه صالح بن وصيف ، وكان معنا في الحبس رجل جمحي يقول : أنّه علويّ .
قال : فالتفت أبو محمد عليه السلام فقال : « لولا أنّ فيكم من ليس منكم لاَعلمتكم متى يفرّج عنكم » ، وأومأ إلى الجمحي أن يخرج فخرج ، فقال أبو محمد عليه السلام : « هذا الرجل ليس منكم فاحذروه ، فإنّ في ثيابه قصّة قد كتبها إلى السلطان يخبره بما تقولون فيه » .
فقام بعضهم ففتّش ثيابه فوجد فيها القصّة يذكرنا فيها بكلّ عظيمة .
وكان أبو الحسن عليه السلام يصوم فإذا أفطر أكلنا معه من طعام كان يحمله غلامه إليه في جونة مختومة ، وكنت أصوم معه ، فلمّا كان ذات يوم ضعفت فأفطرت في بيت آخر على كعكة وما شعر بي والله أحد ، ثمّ جئت فجلست معه ، فقال لغلامه : « أطعم أبا هاشم شيئاً فإنّه مفطر » .
فتبسّمت ، فقال : « ما يضحكك يا أبا هاشم؟ إذا أردت القوّة فكل اللحم فإنّ الكعك لا قوّة فيه » .
فقلت : صدق الله ورسوله وأنتم ، فأكلت فقال لي : « أفطر ثلاثاً ، فإنّ المنّة لا ترجع إذا انهكها الصوم في أقلّ من ثلاث » .
فلمّا كان في اليوم الذي أراد الله سبحانه أن يفرّج عنه جاءه الغلام فقال : يا سيّدي أحمل فطورك؟
فقال : « إحمل ، وما أحسبنا نأكل منه » .
فحمل الطعام الظهر ، واُطلق عنه عند العصر وهو صائم ، فقال : « كلوا هنّاكم الله » (8) .
قال : وحدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر قال : حدّثنا أبو هاشم قال : كنت عند أبي محمد عليه السلام فقال : « إذا خرج القائمُ أمر بهدم المنائر والمقاصير التي في المساجد » .
فقلت في نفسي : لاَي معنى هذا؟ فأقبل عليّ وقال : « معنى هذا أنّها محدثة مبتدعة لم يبنها نبيّ ولا حجّة » (9) .
وبهذا الاِسناد ، عن أبي هاشم قال : سأل الفهفكي أبا محمد : ما بال المرأة المسكينة تأخذ سهماً واحداً ويأخذ الرّجل سهمين؟
فقال : « إنّ المرأة ليس عليها جهاد ولا نفقة ولا عليها مَعْقُلة (10) ،
إنّما ذلك على الرجال » .
فقلت في نفسي : قد كان قيل لي إن ابن أبي العوجاء سأل أبا عبدالله عليه السلام عن هذه المسألة فأجابه بمثل هذا الجواب ، فأقبل أبو محمد عليَّ فقال : « نعم هذه مسألة بن أبي العوجاء ، والجواب منّا واحد ، إذا كان معنى المسألة واحداً جرى لاخرنا ما جرى لاَوّلنا ، وأوّلنا وآخرنا في العلم والاَمر سواء ، ولرسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما فضلهما » (11) .
وبهذا الاِسناد ، عن أبي هاشم قال : كتب إليه ـ يعني أبا محمد عليه السلام ـ بعض مواليه يسأله أن يعلمه دعاءً ، فكتب إليه : « ادع بهذا الدعاء : يا أسمع السامعين ، ويا أبصر المبصرين ، ويا أنظر الناظرين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أرحم الراحمين ، ويا أحكم الحاكمين ، صلّ على محمدٍ وآل محمد ، وأوسع لي في رزقي ، ومدّلي في عمري ، وامنن عليّ برحمتك ، واجعلني ممّن تنتصر به لدينك ، ولا تستبدل به غيري » .
قال أبو هاشم فقلت في نفسي : اللهم اجعلني في حزبك وفي زمرتك ، فأقبل عليّ أبو محمد عليه السلام فقال : « أنت في حزبه وفي زمرته إن كنت بالله مؤمناً ولرسوله مصدّقاً ، وبأوليائه عارفاً ، ولهم تابعاً ، فابشر ثمّ أبشر » (12) .
وبهذا الاِسناد ، عن أبي هاشم قال : سمعت أبا محمد عليه السلام يقول : « من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل ليتني لا اُؤاخذ إلاّ بهذا » .
فقلت في نفسي : إنّ هذا لهو الدقيق ، وقد ينبغي للرجل أن يتفقّد من نفسه كلّ شيء .
فأقبل عليّ أبو محمد فقال : « صدقت يا أبا هاشم ، ألزم ما حدّثتك به نفسك ، فإنّ الاِشراك في الناس أخفى من دبيب الذرّ على الصفا في اللّيلة الظلماء ومن دبيب الدرّ على المسح الاَسود » (13) .
وبهذا الاِسناد قال : سمعت أبا محمد عليه السلام يقول : « إنّ في الجنّة باباً يقال له المعروف لا يدخله إلاّ أهل المعروف » فحمدت الله تعالى في نفسي وفرحت ممّا أتكلّفه من حوائج الناس ، فنظر إليّ أبو محمد عليه السلام وقال : « نعم قد علمت ما أنت عليه ، وإنّ أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ، جعلك الله منهم يا أبا هاشم ورحمك » (14) .
وبهذا الاِسناد ، عن أبي هاشم قال : دخلت على أبي محمد وأنا اُريد أن أسأله ما أصوغ به خاتماً أتبرّك به ، فجلست واُنسيت ما جئت له ، فلمّا ودّعته ونهضت رمى إليّ بخاتم فقال : « أردت فضةً فأعطيناك خاتماً وربحت الفصّ والكرى ، هنّاك الله يا أبا هاشم » .
فتعجّبت من ذلك فقلت : يا سيّدي ، إنّك وليّ الله وإمامي الذي أدين الله بفضله وطاعته .
فقال : « غفرالله لك يا أبا هاشم » (15) .
وهذا قليل من كثير ما شاهده أبو هاشم من آياته عليه السلام ودلالاته ، وقد ذكر ذلك أبو هاشم فيما روي لنا عنه بالاِسناد الذي ذكرناه ، قال : ما دخلت على أبي الحسن وأبي محمد عليهما السلام يوماً قطُّ إلاّ رأيت منهما دلالة وبرهاناً (16) .
محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمد ، عن إسحاق بن محمد ، عن محمد بن الحسن بن شمّون ، عن أحمد بن محمد قال : كتبت إلى أبي محمد عليهما السلام حين أخذ المهتدي في قتل الموالي وقلت : يا سيّدي ، الحمدلله الذي شغله عنك ، فقد بلغني أنّه يتهدّدك ويقول : والله لاَجلينّهم عن جديد الاَرض .
فوقّع أبو محمد عليه السلام بخطّه : « ذاك أقصر لعمره ، عدّ من يومك هذا خمسة أيّام ويُقتل في اليوم السادس بعد هوان واستخفاف يمرّ به » .
فكان كما قال عليه السلام (17) .
وبإسناده ، عن أحمد بن محمد الاَقرع قال : حدّثنا أبو حمزة نصير الخادم قال : سمعت أبا محمد عليه السلام غير مّرة يكلّم غلمانه بلغاتهم وفيهم ترك وروم وصقالبة ، فتعجّبت من ذلك وقلت : هذا ولد بالمدينة ولم يظهر لاَحد حتّى مضى أبو الحسن ولا رآه أحدٌ فكيف هذا ؟ ـ اُحدّث نفسي بهذا ـ فاقبل عليّ وقال : « الله تبارك وتعالى بيّن حجّته من سائر خلقه ، وأعطاه معرفة كلّ شيء ، فهو يعرف اللغات والاَنساب والحوادث ، ولولا ذلك لم يكن بين الحجّة والمحجوج فرقٌ » (18) .
وبإسناده ، عن الحسن بن ظريف قال : اختلج في صدري مسألتان أردت الكتاب بهما إلى أبي محمد عليهما السلام ، فكتبت أسأله عن القائم إذا قام بم يقضي؟ وأين مجلسه الذي يقضي فيه بين الناس؟ وأردت أن أكتب أسأله عن شيء لحمّى الربع فأغفلت ذكر الحمّى ، فجاء الجواب : « سألت عن القائم وإذا قام قضى في الناس بعلمه كقضاء داود لا يسأل عن بيّنة ، وكنت أردت أن تسأل عن حمّى الربع فأُنسيت ، فاكتب في ورقة وعلّقها على المحموم( يا نارُ كُوني بَرداً وسَلاماً على إبراهيم) (19) » .
فكتبت ذلك وعلّقته على محموم لنا فأفاق وبرئ (20) .
وأمثال هذه الاَخبار كثرة لا نطوّل الكتاب بذكرها .
(1) الكافي 1 : 426 | 14 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 332 ، الخرائج والجرائح 1 : 427 | 6 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 432 ، ثاقب المناقب : 578 | 527 ، كشف الغمة 2 : 413 ، اثبات الوصية للمسعودي : 214
(2) الكافي 1 : 427 | 15 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 332 ، الخرائج والجرائح 1 : 434 | 12 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 430 ، ثاقب المناقب : 572 | 516 ، كشف الغمة 2 : 413 ، وذكره المسعودي في اثبات الوصية : 215 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 267 | 26 .
(3) الكافي 1 : 281 | 4 ، غيبة الطوسي : 203 | 171 ، الخرائج والجرائح 1 : 428| 7 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 441 ، ثاقب المناقب : 561 | 500 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 302 | 78 .
(4) ثاقب المناقب : 561 | ذيل حديث 500 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 302 | 78 .
(5) نقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 302 | ذيل حديث 78 .
(6) الكافي 1 : 426 | 10 ، ارشاد المفيد 2 : 330 ، اثبات الوصية : 211و 213 ، الخرائج والجرائح 1 : 435 | 13 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 432 و439 ، وثاقب المناقب : 566 | 505و 576 | 525 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 1 : 435 | 13 .
(7) نقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 311 | 10 .
(8) الخرائج والجرائح 2 : 682 | 1 ، 683 | 2 ، وباختصار في : مناقب ابن شهرآشوب 4 :437 و439 ، ودون ذيله في : كشف الغمة 2 : 432 ، ثاقب المناقب : 577 | 526 ، الفصول المهمة : 286 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 254 | 10 .
(9) الغيبة للطوسي : 206 | 175 ، اثبات الوصية للمسعودي : 215 ، الخرائج والجرائح 1 : 453 | 39 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 437 ، كشف الغمة 2 : 418 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 250 | 3 .
(10) المعقلة : الدية . « النهاية 2 : 279 » .
(11) الكافي 7 : 85 | 2 ، التهذيب 9 : 274 | 992 ، الخرائج والجرائح 2 : 685 | 5 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 437 ، كشف الغمة 2 : 420 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 255 | 11 .
(12) مناقب ابن شهرآشوب 4 : 439 ، كشف الغمة 2 : 421 .
(13) الغيبة للطوسي : 206 | 175 ، إثبات الوصية للمسعودي : 212 ، الخرائج والجرائح 2 : 688 | 11 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 439 ، كشف الغمة 2 : 420 ، ثاقب المناقب : 567 | 509 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 250 | 4 .
(14) الخرائج والجرائح 2 : 689 | 12 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 432 ، كشف الغمة 2 : 420 ، ثاقب المناقب : 564 | 501 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 258 | 16 .
(15) الكافي 1 : 429 | 21 ، كشف الغمة 2 : 421 ، ثاقب المناقب : 565 | 503 ، ودون ذيله في : خرائج الجرائح 2 : 684 | 4 ، ومناقب ابن شهرآشوب 4 : 437 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 254 | 8 .
(16) الخرائج والجرائح 2 : 684 | صدر رواية 4 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 254 | صدر رواية 8 .
(17) الكافي 1 : 427 | 16 .
(18) الكافي 1 : 426 | 11 ، وكذا في ارشاد المفيد 2 : 331 ، ومناقب ابن شهرآشوب 4 : 428 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 268 | 28 .
(19) الانبياْ 21 : 69
(20) الكافي 1 : 426 | 13 ، وكذا في ارشاد المفيد 2 : 331 ، ومناقب ابن شهرآشوب 4 : 431 ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 50 : 264 | 24 .
كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى ، للشيخ الطبرسي ، تحقيق مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث