التزام الموالي بالتكليف الشرعي
روي ان بهلول الكوفي من كبار الفقهاء والعلماء في زمن الامام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام ) فاراد هارون العباسي ان يوليه القضاء حتى يكون من اعوانه فاستشار بهلول الامام الكاظم (عليه السلام ) فأمره الامام ( عليه السلام ) بالتظاهر بالجنون ففعل ذلك وصار يركب قصبة ويطوف بها بالطرقات وهذا دليل على التزام الموالي بالتكليف الشرعي مع ما فيه من صعوبات
فرجل بمقام البهلول يجعل نفسه أضحوكة وسخرية بين الناس ليلتزم بالتكليف الديني
جواب العاجز
روي ان بهلول اتى الى المسجد يوما" وابو حنيفة يقرر للناس علومه فقال في جملة كلامه ان جعفر بن محمد (يقصد الصادق عليه السلام ) تكلم في مسائل ما يعجبني كلامه فيها
الاول/ يقول ان الله سبحانه وتعالى موجود ولكنه لايرى في الدنيا ولافي الاخرة وهل يكون موجود لايرى ما هذا الا تناقض
الثاني/ انه قال ان الشيطان يعذب في النار مع ان الشيطان خلق من النار فكيف يعذب الشي بما خلق منه
الثالث/ انه يقول انا فعال العباد مستنده اليهم مع ان الايات دالة على ان الله فاعل كل شي
فلما سمعه بهلول اخذ مداة وضرب بها راس ابو حنيفة وشج وصار الدم يسيل على وجهه ولحيته فبادر ذاهبا" الى الخليفة يشكو من بهلول فلما حضر بهلول وسئل عن السبب قال بهلول الى هارون العباسي ان هذا الرجل غلط جعفر بن محمد (عليه السلام ) في ثلاث مسائل الاولى ان ابى حنيفة يزعم ان الافعال كلها لافاعل لها الا الله فهذة الشجة من الله تعالى وما تقصيري
والثانية انه يقول كل شي موجود لابدى ان يرى فهذا الوجع في راسه موجود مع انه لايرى
والثالثة انه مخلوق من التراب وهذة المداة من التراب وهو يقول ان الجنس لايعذب بجنسه فكيف يتالم من هذة المداة فاعجب هارون العباسي من كلامه وبذلك تخلص بهلول من شجة ابي حنيفة وعجز ابو حنيفة عن الاجابة والرد (1)
(1)مجلة الكفيل عدد 215