بقلمي : القيود والأغلال (المعنوية) للإمام موسى الكاظم عليه السلام

خاص لكتابات الأعضاء الكرام يحوي كل كتاباتهم في جميع المجالات
أضف رد جديد
أم سيد يوسف
عضو جديد
مشاركات: 937
اشترك في: الجمعة مارس 13, 2009 12:31 pm

بقلمي : القيود والأغلال (المعنوية) للإمام موسى الكاظم عليه السلام

مشاركة بواسطة أم سيد يوسف »

القيود والأغلال (المعنوية) للإمام موسى الكاظم عليه السلام

كل كائن حي على هذه الأرض يسعى جاهدا لينعم بالحرية أينما وجدت .. وينئ بنفسه عن كل ما يسوقه إلى دروب القيود والأغلال .. هذا إذا كان باختياره ( ولكن كيف يكون حاله إذا غدر الزمان به و وضعه مـُـكرها تحت هذه الظروف ) .. فهل هو قادر على تحمل تلك الصعاب وإرسال صوته خارج تلك القيود وحمل رسالته كما أمره الله تعالى بها تأدية لواجب عليه وعزة وكرامة لدين شرفه الله على الأديان بأن أمره أن يعيش حرا في دنياه .

كلنا يعرف بأن مصطلح القيود والأغلال تعني تلك الأدوات التي يتم وضعها في يد الإنسان لتعيق حركته الطبيعية إما تأديبا ، أو إصلاحا ، أو عقابا له على عمل قام به لم يرتضيه الله والناس ... ( و إما حقدا وانتقاما وظلما كما فـُـعل بالإمام الكاظم عليه السلام ) . ولكننا في هذا المقام نقف أمام إمام معصوم ومفترض الطاعة وعليه واجبات تجاه الإنسانية جمعاء .. فهل تلك القيود كانت له مانعا من أن يؤدي رسالته السماوية وهو بتلك الحال ؟؟؟ سؤال لا بد لنا من أن نقف عليه متأملين جيدا في وضع الإمام السابع من أئمة أهل الهدى (عليهم السلام) .. إنه الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام الذي كان سجينا ويـُـنقل من سجن إلى سجن لسنوات طويلة على أيدي الحكام الذين عاصرهم خلال حياته المباركة وما لاقاه من ظلم على أيديهم .

قيوده وأغلاله (عليه السلام) شبيهة بأغلال وقيود نبي الله يوسف (عليه السلام) عندما ساقوه أسيرا واستخدموه عبدا لهم وفرضوا عليه السجن ظلما والذي مكث فيه سنينا طويلة ولم يعرفوه ولم يعرفوا حقه وقربه من الله إلى أن أذن الله له بالخلاص من أيديهم ... ولكن الفارق والاختلاف كبير في لقاء الأحبة بين الزمنين والشخصيتين .

نبي الله يوسف (عليه السلام) عاد فرحا مسرورا ملتقيا بأبيه وأخوته وأهله سالما .. ولكن الإمام الكاظم (عليه السلام) التقت به أحبته وهو محمول على الأكتاف مطروح على جسر بغداد ينادى به " هذا إمام الرافضة " !!!

ما يقارب الــ 35 عاما بين مولده الشريف في السابع من صفر عام 127 هجرية واستشهاده مسموما قد دس له في رطب في الخامس والعشرين من رجب عام 183 هجرية في سجن السندي بن شاهك والذي كان شديد العداء لأهل البيت (عليهم السلام) في زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد ، زمنا حافلا بالعطاء والخير لكل الناس (قريبهم وبعيدهم ، كبيرهم وصغيرهم ، محبي ومبغضي أهل البيت - عليهم السلام .. لا فرق) بالرغم من السجن ولكن رسالته قد بلغــّها للناس جميعا و وصلت إليهم عن طريق بعض أصحابه المخلصين أمثال علي بن يقطين مولى بني أسد وأبو الصلت .. وغيرهم الكثير .

قضى عمره الشريف صائما نهاره ، قائما ليله في العبادة والطاعة لله حتى أنه لــُقب (عليه السلام) بــ "راهب آل محمد" لكثرة سجوده .. وكان في فترات قصيرة جدا يطلقون سراحه ليعود بين أهله وأصحابه كاظما لغيظه في كل ما يحيط به من آلام .. إلا أن تكون كلمة حق ينطق بها رضا لله وتهذيبا للنفوس الضعيفة . أو ليس هو القائل " المؤمن مثل كفتي ميزان : كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه " .

عندما يكون الإنسان في هكذا معترك من الحياة مقيدا لا يستطيع أن ينطق بكلمة حق أو يقوم بحركة بدنية .. عندها فقط نطلق عليه "السجين" ، ولكن الحال ليس هكذا لمن أعطاه الله كرامات في الدنيا قبل الآخرة من اطلاع على نفوس البشر وقضاء حوائجهم وهو في مكانه تكريما لطاعته لله وهو لا يزال في عالم الذر مثله مثل آبائه وأولاده من أئمة الهدى (عليهم السلام) . فمن كانت له حاجة يبتغي قضاءها ، فليناديه بقلب حزين يا "باب الحوائج" .. لأن بابه لم ولن ينغلق على من يطلبه .

اسكبوا دمع العيون لرهينٍ ٍ بالسجون
و اندبوه باكتئاب سيدي جــّـل المصاب

... مأجورين ...

بقلم : أم سيد يوسف
مــــلاك
عضو جديد
مشاركات: 135
اشترك في: الأربعاء أغسطس 04, 2010 8:24 pm

مشاركة بواسطة مــــلاك »

السلام على الزاهد العابد

السلام على راهب بني هاشم

السلام على قاضي الحوائج

السلام على الإمام العالم

كل الشكر على مقالتكِ المؤثرة أختي أم سيد يوسف

مأجورين بهذا المصاب الحزين
بربغي
مشاركات: 4173
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am

مشاركة بواسطة بربغي »

السلام على المعذب في السجون الامام باب الحوائج موسى ابن جعفر عليه السلام

مقال رائع جدا ومؤثر اسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتك

شكرًا لك كاتبتنا الفاضلة ام سيد يوسف

خالص التحية والتقدير مني لك
أضف رد جديد

العودة إلى ”ركن اقلام الاعضاء“

الموجودون الآن

المتصفحون للمنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد