بقلمي : المسجد .. بيت الله
مرسل: الثلاثاء إبريل 10, 2012 5:53 pm
المسجد .. بيت الله
عاش العرب في الجاهلية في فوضى وحروب طاحنة لسنوات عديدة كانت الغلبة فيها لمن يحمل منهم الحسب والنسب والجاه ويمتلك الأموال والبنين وقوة الجسم .. الخ على من لا يملكون تلك الأوصاف فيساقون كسوق العبيد إلى أن بزغ فجر الإسلام على يد من أنار الله به دروب البشرية وهو الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم حاملا معه رايات الخير والعدل والمساواة بين بني البشر .
تحقق العدل الإلهي ودخلت الجموع في الإسلام وتهيأت القلوب على الاجتماع قبل الاجتماع المكاني الموحد ، فكان لا بد من وجود مكان مخصص للاستماع إلى توجيهات القائد وتربية الجوانح وبعدها يأتي تفعيل ذلك من خلال الجوارح فيما حمله الإسلام من معاني سامية .. فكان ذلك بداية بناء الصرح العالي المتمثل في المسجد ليتوافد إليه المسلمون بعد أن عرفوا حقيقة أنفسهم كعباد لله ومعبود واحد لا إله سواه .
بناء المسجد في ظل رواسب الجاهلية طيلة السنوات الأولى من عمر الرسالة المحمدية الخالدة لم يكن بالشيء اليسير ، فقد ظلت عائقا أمام تحقيق أمنية من التحق بالركب الاسلامي في العبادة وتثبيت شعائر الاسلام العادلة سنوات إلى أن أذن الله تعالى لنبيه بالهجرة من مسقط رأسه - مكة المكرمة - إلى "يثرب" ، فأمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بتغيير اسمها إلى المدينة المنورة لتنطلق منها منارة الإسلام وبناء أول مسجد عـُرف باسم مسجد "قباء" .
وقد وضع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للمسلمين ضوابط من آداب للمسجد وطهارة مادية ومعنوية .. وغيرها (لم نتطرق لذكرها بالتفصيل في هذا المقام ، ولكنها مذكورة في العديد من الكتب المعتبرة) . فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : " إذا بلغت باب المسجد فاعلم أنك قصدت ملكا عظيما ، لا يطأ بساطه إلا المطهرون ، ولا يؤذن لمجالسته إلا الصديقون " - بحار الأنوار ، الجزء 80 ، ص 373 .
والحديث عن المسجد عند المسلمين الأوائل ليس فقط مكان لتواجدهم فيه أوقات الصلوات ، وإنما مدرسة تخرّج منها الكثير ممن حرصوا على تواجدهم فيه بقلوبهم الصافية لنشر الفضائل والأخلاق الإسلامية بين الناس كافة .. فهم فيه كالأسماك في البحار إذا خرجت منه ماتت .
تلك كانت سجية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام وثلة صالحة من أصحابهم (رضي الله عنهم) في ترسيخ قيم الإسلام الحنيف من خلال هذه المدرسة ، فأين يقف المسلمون اليوم من مساجدهم المغتصبة والمهجورة والمهدمة ؟؟؟
وقد أنشد محمد إقبال :-
منائركم علت في كل حيّ ....... ومسجدكم من العبّاد خالي
فلا تتركوا هذا الصرح العالي ينهدم .. وأنتم عنه غافلون ، فعمارة المسجد من شئون المسلمين جميعا .. لا لغيرهم من الديانات الأخرى مصداقا لقوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم " إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله " - سورة التوبة ، آية رقم 18 .
ولا تكونوا كمن قال عنهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : " يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون : المصحف ، والمسجد ، والعترة .. يقول المصحف : يا ربّ حرّفوني ومزّقوني ، ويقول المسجد : يا ربّ عطّلوني وضيّعوني ، وتقول العترة : يا ربّ قتلونا وطردونا وشرّدونا ، فاجثوا للركبتين للخصومة ، فيقول الله جلّ جلاله : أنا أولى بذلك " - كتاب الخصال : 1 / 174 ، باب الثلاثة ، الحديث: 232 .
وذلك هو الخسران المبين الذي لا محيص عنه يوم الحساب .
بقلم : أم سيد يوسف
عاش العرب في الجاهلية في فوضى وحروب طاحنة لسنوات عديدة كانت الغلبة فيها لمن يحمل منهم الحسب والنسب والجاه ويمتلك الأموال والبنين وقوة الجسم .. الخ على من لا يملكون تلك الأوصاف فيساقون كسوق العبيد إلى أن بزغ فجر الإسلام على يد من أنار الله به دروب البشرية وهو الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم حاملا معه رايات الخير والعدل والمساواة بين بني البشر .
تحقق العدل الإلهي ودخلت الجموع في الإسلام وتهيأت القلوب على الاجتماع قبل الاجتماع المكاني الموحد ، فكان لا بد من وجود مكان مخصص للاستماع إلى توجيهات القائد وتربية الجوانح وبعدها يأتي تفعيل ذلك من خلال الجوارح فيما حمله الإسلام من معاني سامية .. فكان ذلك بداية بناء الصرح العالي المتمثل في المسجد ليتوافد إليه المسلمون بعد أن عرفوا حقيقة أنفسهم كعباد لله ومعبود واحد لا إله سواه .
بناء المسجد في ظل رواسب الجاهلية طيلة السنوات الأولى من عمر الرسالة المحمدية الخالدة لم يكن بالشيء اليسير ، فقد ظلت عائقا أمام تحقيق أمنية من التحق بالركب الاسلامي في العبادة وتثبيت شعائر الاسلام العادلة سنوات إلى أن أذن الله تعالى لنبيه بالهجرة من مسقط رأسه - مكة المكرمة - إلى "يثرب" ، فأمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بتغيير اسمها إلى المدينة المنورة لتنطلق منها منارة الإسلام وبناء أول مسجد عـُرف باسم مسجد "قباء" .
وقد وضع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للمسلمين ضوابط من آداب للمسجد وطهارة مادية ومعنوية .. وغيرها (لم نتطرق لذكرها بالتفصيل في هذا المقام ، ولكنها مذكورة في العديد من الكتب المعتبرة) . فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : " إذا بلغت باب المسجد فاعلم أنك قصدت ملكا عظيما ، لا يطأ بساطه إلا المطهرون ، ولا يؤذن لمجالسته إلا الصديقون " - بحار الأنوار ، الجزء 80 ، ص 373 .
والحديث عن المسجد عند المسلمين الأوائل ليس فقط مكان لتواجدهم فيه أوقات الصلوات ، وإنما مدرسة تخرّج منها الكثير ممن حرصوا على تواجدهم فيه بقلوبهم الصافية لنشر الفضائل والأخلاق الإسلامية بين الناس كافة .. فهم فيه كالأسماك في البحار إذا خرجت منه ماتت .
تلك كانت سجية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام وثلة صالحة من أصحابهم (رضي الله عنهم) في ترسيخ قيم الإسلام الحنيف من خلال هذه المدرسة ، فأين يقف المسلمون اليوم من مساجدهم المغتصبة والمهجورة والمهدمة ؟؟؟
وقد أنشد محمد إقبال :-
منائركم علت في كل حيّ ....... ومسجدكم من العبّاد خالي
فلا تتركوا هذا الصرح العالي ينهدم .. وأنتم عنه غافلون ، فعمارة المسجد من شئون المسلمين جميعا .. لا لغيرهم من الديانات الأخرى مصداقا لقوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم " إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله " - سورة التوبة ، آية رقم 18 .
ولا تكونوا كمن قال عنهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : " يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون : المصحف ، والمسجد ، والعترة .. يقول المصحف : يا ربّ حرّفوني ومزّقوني ، ويقول المسجد : يا ربّ عطّلوني وضيّعوني ، وتقول العترة : يا ربّ قتلونا وطردونا وشرّدونا ، فاجثوا للركبتين للخصومة ، فيقول الله جلّ جلاله : أنا أولى بذلك " - كتاب الخصال : 1 / 174 ، باب الثلاثة ، الحديث: 232 .
وذلك هو الخسران المبين الذي لا محيص عنه يوم الحساب .
بقلم : أم سيد يوسف