صفحة 1 من 1

ماهي دلالة حديث الغدير على إمامة أمير المؤمنين

مرسل: الأربعاء نوفمبر 01, 2006 11:58 pm
بواسطة بربغي
ماهي دلالة حديث الغدير على إمامة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وولاية الأمر ؟؟

: الجواب

ننقل الرد على هذه الشبهة من كتاب ( وركبت السفينة ) لمروان خليفات ..

دلالة الحديث :

بعد أن اتفق الشيعة والسنة على صحة الحديث وملابساته ، اختلفوا في مراد النبي بقوله : (( من كنت مولاه فعلي مولاه )) قال أهل السنة : أراد بيان محبة علي ونصرته .

والشيعة يرون هذا الحديث نصاً من النبي على خلافة علي عليه السلام .

مقدمة لفهم الواقعة :

وصل النبي والحجيج منطقة خم ، وهو مكان تفرق الحجاج ، فنزل قول الله : (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغتَ رسالته والله يعصمك من الناس )) فبلّغ النبي ما أُنزل إليه ، فنزل قولـه تعـالى (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً )) .

ثم هنأ الصحابـة - يقدمهم أبو بكر وعمر - عليـاً وقال كل منهما : (( بخٍ بخٍ لك با بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة )) .

هذه الأحاديـث حصلت في يومٍ واحد ومكان واحد على مرأى ومسمع الغالبيـة المطلقـة من الصحابة .

ومن المعروف أن الله عز وجل إذا فرض شيئاً جديداً على المسلميـن ، لا يجعل له مقدمات ولا ترتيبات ، فحين فرضت الصلاة أخبر المسلميـن بذلك مباشرة وهكذا سائـر الفرائض كالصوم والزكاة .

وفي حادثة الغديـر نجد الأمر قد اختلف ، فقد نزلت آية تأمر الرسول بتبليغ ما أنزل الله إليه .. وبعد أن بلّغه النبي نزلت آية الإكمال . وكأنّ إكمال الدين كان متوقفاً على هذا الأمر فما كان ذاك ؟! أهو نص على خلافة علي أم بيان محبته ؟!

شرف الدين يحسم الخلاف :

لقد قيل : لا تنظر إلى من قال ولكـن انظر إلى ما قيل . نعم - أخي المسلـم - تابع معنا هذا الكلام كلمة بكلمة لترى معنى حديث الغدير .

أوّل سليم البشري - شيخ الأزهر - كلمـة مولى بالناصر والمحب ... ليحمل الصحابـة على الصحة .

فأجابه عبد الحسين شرف الدين : (( لو سألكم فلاسفة الأغيار عما كان منه يوم غدير خم فقال
: لماذا منع تلك الألوف المؤلفة يومئذٍ عن المسير (1) ؟ وعلام حبسهم في تلك الرمضاء بهجير ؟
وفيم اهتم بإرجاع من تقدم منهم وإلحاق من تأخر ؟ ولم أنزلهم جميعـاً في ذلك العراء على غير
كلاء ولا ماء ؟ ثم خطبهم عن الله عز وجل في ذلك المكان الذي منه يتفرقون ليبلِّغ الشاهد منهم
الغائب ، وما المقتضى لنعي نفسه إليهم في مستهل خطابه ؟ إذ قال : (( يوشك أن يأتيني رسول
ربي فأجيب ، وإني لمسؤول وإنكم لمسؤولون )) ، وأي أمر يسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم
عن تبليغه ؟ وتسأل الأمـة عن طاعتها فيه ، ولماذا سألهم : ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن
محمداً رسول الله ؟ ... قالوا : بلى ، ولماذا أخذ حينئذٍ على سبيل الفور بيد علي فرفعها إليه
حتى بان بياض إبطيـه ، فقال : (( يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين )) ولماذا فسر
كلمته ( وأنا مولى المؤمنين ) بقوله : وأنا أولى بهم من أنفسهم ؟ ولماذا قال بعد هذا التفسير : ((
فمن كنـت مولاه ، فهـذا علي مولاه . اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره
واخذل من خذله )) ؟ ولم خصه بهذه الدعوات التي لا يليق لها إلا أئمة الحق ، وخلفاء الصدق ؟


ولماذا قرن العتـرة بالكتـاب ، وجعلهم قدوة لأولي الألبـاب؟ وفيم هذا الاهتمـام العظيـم
من هذا النبي الكريم ؟ وما المهمة التي احتاجت إلى كل هذه المقدمات ؟ ...وما الشيء الذي
أمره الله بتبليغه ؟ ... وأي مهمة استوجبت من الله التأكيد ، واقتضت الحض على تبليغها بما
يشبه التهديد ؟ وأي أمر يخشى النبي الفتنة بتبليغه ويحتاج إلى عصمة الله ؟

أكنتم - بجدك لو سألكم عن هذا كله - تجيبونه بأن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله
وسلم إنما أرادا بيان نصرة علي للمسلمين وصداقته لهم ليس إلا ؟ ما أراكم ترتضون هذا الجواب
، ولا أتوهم أنكم ترون مضمونه جائز على رب الأرباب ولا على سيد الحكمـاء وخاتم الرسل
والأنبيـاء ، وأنتم أجل من أن تجوزوا عليه أن يصرف هممه كلها وعزائمه بأسرها إلى تبيين شيء
بيّن لا يحتاج إلى بيان ولا شك ، أنكم تنزهون أفعاله وأقواله عن أن تزدري بها العقلاء أو ينتقدها
الفلاسفة والحكماء ... )) (2) .

ولنأخـذ هذا النص ثم نقف عنده قليـلاً . عن حذيفة بن أسيد قال صلىالله عليه وآله وسلم :
(( ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ... )) قالوا : بلى نشهد بذلك . قال : (( اللهم اشهد - ثم قال - : يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم
من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه )) .

أولاً : نلاحظ أن النبي استدرج المسلمين فأخذ منهم الشهادة لله بالوحدانية ولنفسه بالنبوة ، كي
يمهد للأمر المراد تبليغه . فالرسول ذكر أصلين من أصول الدين : التوحيد والنبوة . فما علاقـة
محبة علي ونصرته للمسلمين بهذين الأصلين ؟! وهل مجرد بيان محبة علي يستلزم ذكر التوحيـد
والنبوة ؟! لعمري إنها لا تجتمع . فإرادة المحبة هنا غير واردة .

نعم ، إن الرسول أخذ الشهادة من الناس بالتوحيد ، ثم بالنبوة ، فثلّث بالإمامة . وهذا ما يقبلـه
السياق . أما إرادة المحبة فلا تجتمع مع التوحيد والنبوة .

ثانياً : قال النبي في كلامـه (( إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن
كنت مولاه فهذا - علي - مولاه )) .

فحين قال النبي : (( وأنا أولى بهم من أنفسهم )) ، قال مباشرة : (( فمن كنت مولاه )) أي من
كنت أولى به من نفسه فعلي كذلك . ففسر النبي كلمة (مولى) بكلمة ( أولى) (3) .

وكلمة (أولى) هنا أعم من الخلافة ، فكما أن طاعة النبي أولى من طاعة الناس لأنفسهم ، فكـذا
علي !!

فهل هناك قرينة أوضح من هذه ؟! وهل يجوز تأويل النص الظاهر في دلالتـه لتصحيح أخطـاء
الخلفاء ؟! (( إنه لقول رسول كريم )) .

ثالثاً : إن محبة علي ونصرته للمسلمين يعرفها الجميع ، وقد فرض الله مودتـه في القرآن داعيـاً
المسلميـن إلى حبه وطاعته ، وجعل النبي حبه علامة الإيمان . وفي خيبر قال : (( لأعطين الراية
غداً لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله )) ، فكان علياً .

فمحبة علي ، ونصرته للمسلمين ، أمر مفروغ منه ، فلا يمكن تفسير الحديث بدعوة الناس لمحبة
علي ، لأن محبتـه مفروضة بالقرآن . فإذا كان النبي دعا الناس لحب علي ، فهو لم يأت بشيء
جديد - حاشاه - وليس هذا إكمالاً للدين .

رابعاً : لقد فهم الصحابة وعلى رأسهم أبي بكر وعمر ما فهمه شيعة آل البيت . فبعد أن بلّغ النبي
أمـر الله ، قال أبو بكر وعمر لعلي : بخ بخ لك با بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كـل
مؤمن ومؤمنـة ، وتبع الصحابة أبا بكر وعمر ببيعة علي - وهم أكثر من مائة ألف - ولمدة
ثلاثة أيام .

إن أبا بكر وعمر قالا لعلي : (( أصبحت مولاي ... )) فلو كان قصد النبي بيان محبة علي
ودعوة الناس لهذا ، فمعنى ذلك أن الشيخين لم يمتثلا أمر الله في حب علي إلا في هذه اللحظة ،
لذلك قالا : (( أصبحت )) ، ولا أعتقد أن أحداً يقبل هذا التفسير ويرضاه للشيخين !

فقولهما : (( أصبحت مولاي )) يدل على أمر جديد . ولنعم ما قال محمد جواد مغنية : (( أي
عاقل يهنئ غيره بحبه له )) ؟!!

فلا أدري هل نحن أعلم من الصحابة بلغة العرب وملابسات الحادثة ؟ فما بال العلماء يشرّقون
ويغرّبون في معنى المولى ؟ وما لنا لا نفهم الواقعة كما فهمها الصحابـة ؟ هذا حسان بن ثابت
الشاعر الفصيح فهم منها ولاية الأمر فأنشد :

فقال له قم يا علي فإنني رضيتك بعدي إماماً وهاديا

هذا ما قاله حسان ، فهل أخطأ بفهمه للحديث ؟! فالعجب ممن لم يحضر الحادثة ويفهم منها ما
لم يفهمه حسان والصحابة !

خامساً : إن قول الرسول بعد نزول آية الإكمال : (( الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ،
ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي )) فيه دلالة واضحة على ما نقول فالنبي قرن النبوة بولايـة
علي ، فالنبوة + محبة علي ، لا يستقيم السياق .

ولكن النبوة + إمامة علي ، يستقيم السياق .

سادساً : لو فرضنا أن الحديث يدعو لحب علي ونصرته ، فهل امتثل السلف هذه الوصية النبوة ؟
سل الجمل وصفين والنهروان و...و...

احتجاج علي بحديث الغدير :

في مسجد الكوفة وبعد أن عادت الخلافة لعلي عليه السلام خطب بالناس : (( أنشد الله من سمع
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، لما قام
فشهد .

فقام اثنا عشر بدرياً فقالوا : نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير
خم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، لما قام فشهد .

فقام اثنا عشر بدرياً فقالوا : نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير
خم : (( ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأزواجي أمهاتهم ؟ )) . فقلنا : بلى يا رسول الله .
قـال : (( فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه )) . وكتـم
الشهادة بعض الصحابة فدعا عليهم فأصابتهم الدعوة (4) .

هذا الإمام علي عليه السلام يعيد ذكرى الغدير على الناس . فماذا أراد من ذلك ؟ هل أراد بيان
نصرتـه ومحبتـه للمسلميـن ؟! لا وربي ليس ذلك هـو الأمـر ، بل إنه أمـر أكبر من ذلك
، فما طلب شهادتهم إلا ليؤكد حقـه في الخلافـة ، وما أصابت منكري الشهادة دعوتـه إلا
لإنكارهم لأمر عظيم .

الغزالي يعترف :

أبو حامد الغزالي الملقب بحجة الإسلام ، يعترف بأن حديث الغدير كان تنصيصاً لعلي خليفـة
على المسلمين قال : (( ولكن أسفرت الحجـة بوجهها وأجمع الجماهيـر على متن الحديث من
خطبته صلى الله عليه وآله وسلم في يوم غدير خم ، باتفاق الجميع وهو يقول :(( من كنت مولاه
فعلي مولاه )) فقال عمر بخ بخ لك يا أبا الحسن ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنـة
فهذا تسليم ورضا وتحكيم . ثم بعد ذلك غلب الهوى بحب الرئاسـة وحمل عود الخلافـة وعقود
البنود ، وخفقـان الهـواء في قعقعـة الرايـات واشتباك ازدحـام الخيـول وفتح الأمصـار
سقاهـم كأس الهوى فعـادوا إلى الخلاف الأول فنبذوا الحق وراء ظهورهم واشتـروا به ثمنـاً
قليلاً فبئس ما يشترون)) (5)0

_____________________________________________________________________________

(1) ما يذكره شرف الدين هنا أمر ثابت في الروايات ومن أراد تفصيلها فليراجع الجزء الأول من الغدير .

(2) المراجعات : ص194-195 المراجعة - 58 .

(3) ذهب إلى تفسير كلمة مولى بأولى كثير من العلماء ونص ابن طلحـة الشافعي في مطالـب السؤول ص16 على ذهاب طائفـة إلى حمل اللفظ في الحديث على الأولى . وذهب لهذا الرأي المبرد ، والزجاج ، وابن الأنباري ، والفراء ، وثعلب ، وابن المبـارك ، وابن الملقن ، والجوهري ومن المفسرين : الطبري ، والبغوي ، وأبو حيان الأندلسي ، والبيضاوي والثعالبي ، وأبو السعود ، والرازي ، والبخاري ، وسبط ابن الجوزي . راجـع منهـج في الانتماء المذهبي ، صائب عبد الحميد : ص110 - 114 .

(4) فراجع مسند أحمد 1/119 ، مجمع الزوائد ، الهيثمي 9/11 وقال : إسناده حسن ، فضائل الصحابـة لأحمد بن حنبل 2/585 . أُسد الغابة 2/233 . خصائص النسائي : ص22-25 . الإصابة 4/182 . السيرة الحلبية 3/302 و 337 . تاريـخ بغداد 14/236 . صفوة الصفوة 1/313 . تاريخ الخلفاء : ص134 . حلية الأولياء 5/26 . الرياض النضرة 3/127 . ترجمـة الإمام علي من تاريـخ دمشق 2/5-25 . الكنى والأسمـاء ، الدولابي . شرح النهج ، ابن أبي الحديد 1/362 . المناقب ، ابن المغازلي الشافعي . مطالـب السؤول : ص54 . البداية والنهاية 5/210 و 7/348 . تذكرة الخواص : ص17 . جمع الجوامع ، السيوطي . وابن أبي عاصم في السنة كما في كنز العمال 6/407 . شرح المواهب ، الزرقاني 7/13 . ذخائر العقبى : ص67 . خصائص النسائي : ص22 . جواهر العقدين ، السمهودي . وسيلة المآل ، الفضل بن با كثيـر الشافعي . المناقب ، الخوارزمي : ص94 . العاصمي في زين الفتى . مشكل الآثار ، الطحـاوي 2/308 . فرائد السمطين الباب العاشر . أسنى المطالب ، شمس الدين الجزري : ص3 . راجـع الغدير 166-185 .

(5) سر العالمين ، المقالة الرابعة .

الرد على الشبهة من كتاب ( وركبت السفينة ) لمروان خليفات .

مرسل: الخميس مايو 31, 2007 6:14 pm
بواسطة أبوعلي
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
بارك الله بك شكراً جزيلا على الموضوع

تقبلوا خالص تحياتي :sm207:

مرسل: الخميس أكتوبر 18, 2007 4:04 am
بواسطة مراقب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


صورة


شكرا لك ... بارك الله فيك ...