آية التطهير .. مدى شموليتها ، ودلالتها

للمسائل العقائدية
أضف رد جديد
بربغي
مشاركات: 4173
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am

آية التطهير .. مدى شموليتها ، ودلالتها

مشاركة بواسطة بربغي »

آية التطهير .. مدى شموليتها ، ودلالتها



قال الله عز وجل :
"إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً" .


اختلف المسلمون - شيعة وسنة - وتباينت آراؤهم في تفسير ( آية التطهير ) من حيث مدى شموليتها ، فيقول الشيعة والكثير من السنة أنها نزلت مختصة بأهل الكساء ، بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام - ، بينما يقول البعض الآخر من السنة أنها شاملة لزوجات النبي (ص) بالإضافة إلى أهل الكساء ، وتطرّف البعض فقالوا أن الآية لم تعنِ إلا زوجات النبي فقط .

واختلفوا أيضاً في دلالة الآية ، هل فيها دلالة قطعية على عصمة من نزلت فيهم أم لا ؟







(1)



حديث الكساء



يعتبر حديث الكساء من الأحاديث الصحيحة الثابتة عند السنة والشيعة ، حتى أن ابن تيمية مع تعصبه الشديد قد اعترف بصحة الحديث قائلاً :



"إن هذا الحديث صحيح في الجملة فإنه ثبت عن النبي (ص) أنه قال لعلي وفاطمة وحسن وحسين : اللهم إن هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، وروى ذلك مسلم عن عائشة ... ، وهو مشهور من رواية أم سلمة من رواية أحمد والترمذ ي" .



ومن نصوص الحديث الصحيحة ما ذكره السيوطي في ( الدر المنثور ) :

"وأخرج الترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : في بيتي نزلت "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت" وفي البيت فاطمة ، وعلي ، والحسن ، والحسين . فجللهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكساء كان عليه ، ثم قال "هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيرا".



وفي الحديث أوضح بيان في المقصودين من ( أهل البيت ) في الآية الكريمة ، وذلك من خلال :



- تغطية رسول الله - صلى الله عليه وآله - لهؤلاء الأربعة دون غيرهم .

- قوله (ص) : "هؤلاء أهل بيتي" ، فلم يقل مثلاً "هؤلاء من أهل بيتي" حتى يمكن القول أن الأزواج من أهل البيت .

- كما أن في الحديث دلالة واضحة على أن قوله تعالى :

" إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً" نزل كآية منفصلة مستقلة ، ليست مرتبطة بأزواج النبي (ص) .



وفي نصوص أخرى من حديث الكساء تقول أم سلمة - رضي الله عنها - "وأنا معكم يا رسول الله؟" ، فيقول (ص) "إنك إلى خير، إنك إلى خير" ، بما يدل على خروجها من مضمون الآية الكريمة .







(2)



التاريخ يشهد على ما نقول !



إن الحوادث التاريخية تشهد على ما نذهب إليه من نزول الآية الكريمة في أهل الكساء عليهم السلام ، وفيما يلي بعضها :



- أولها هو حديث الكساء وقد بينّاه سابقاً .



- جاء في كتب أهل السنة ، أن النبي صلى الله عليه وآله كان يمر ببيت فاطمة عليها السلام عند صلاة الفجر لمدة ستة أشهر ، ويقول :

"الصلاة يا أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" ، وقد خصّ بذلك بيت فاطمة الزهراء (ع) دون غيره ، فتأمل !



روى ذلك : الإمام أحمد بن حنبل في مسنده والحاكم في المستدرك والترمذي في السنن والطبراني في معجمه الكبير وغيرهم .



- لم يؤثر عن عائشة - مع حرصها على ذكر مناقبها - أنها ادّعت نزول الآية في حقها ، ولا عن غيرها من أمهات المؤمنين ، بل إن عائشة وأم سلمة ممن ثبت عنهم نقل حديث الكساء الدال على اختصاص الآية بأهل الكساء .



قال ابن الجوزي :

"... والثاني : أنه خاص في رسول الله (ص) وعلي والحسن والحسين ، قاله أبو سعيد الخدري ، وروي عن أنس وعائشة وأم سلمة نحو ذلك" .



- بينما يروي الشيعة والسنة ادعاء العترة الطاهرة نزول الآية في حقهم ..



جاء في مجمع الزوائد للهيثمي :

"أن الحسن بن علي حين قتل علي استخلف فبينا هو يصلي بالناس إذ وثب إليه رجل فطعنه بخنجر في وركه فتمرض منها أشهراً ثم قام فخطب على المنبر فقال: يا أهل العراق اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم وضيفانكم ونحن أهل البيت الذين قال الله عز وجل : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً . فما زال يومئذ يتكلم حتى ما ترى في المسجد إلا باكيا ً.
رواه الطبراني ورجاله ثقات" .



روى الإمام الطبري في تفسيره :

"قال علي بن الحسين لرجل من أهل الشام : أما قرأت في الأحزاب : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قال : ولأنتم هم ؟ قال : نعم" .



أما روايات الشيعة عن الأئمة من العترة الطاهرة فهي مليئة بذلك .







(3)



الإرادة هنا .. تشريعية أم تكوينية ؟



إرادة الله عز وجل على قسمين :



- إرادة تكوينية : قال سبحانه وتعالى "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" ، والإرادة هنا هي نفس فعل الشيء ، والفعل واقع حتماً "إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ" .



- إرادة تشريعية : كقوله سبحانه في آية الوضوء والتيمم "فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ" ، فالإرادة هنا هي التشريع والأمر كما هو واضح .



ومن هذا الباب يطرح المخالفون إشكالاً مفاده : أن الإرادة هنا ليست إرادة تكوينية ، إنما هي تشريع الله وأمره لهم بالطهارة والابتعاد عن الرجس .



نرد على ذلك بالأمور التالية :



- آية التطهير تُذكر - بإجماع المسلمين - كمنقبة وفضيلة عظيمة لأهل البيت ، فإن كانت الإرادة تشريعية ، فأين الفضيلة فيها وهي مجرد أمر وتشريع ؟!!



روى النسائي بسند صحيح عن سعد بن أبي وقاص قال : أمر معاوية سعدا فقال : ما منعك أن تسبّ أبا تراب ؟ فقال : أنا ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله (ص) فلن أسبّه لأن تكون لي واحدة منها أحبّ إليّ من حمر النعم ؛ سمعت رسول الله (ص) يقول له وخلفه في بعض مغازيه ، فقال علي : يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان ؟ فقال رسول الله (ص) : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبوّة بعدي ؟ وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الرّاية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، فتطاولنا إليها ، فقال : ادعوا لي عليا ، فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الرّاية إليه .. ولما نزلت (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً) دعا رسول الله (ص) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي .



فأي عاقل يقول بأن مجرد أمر تشريعي لأمير المؤمنين - عليه السلام - كان أحب إلى سعد بن أبي وقاص من حمر النعم ؟!!



- إن كان الأمر مجرد إرادة تشريعية ، فلماذا تقول أم سلمة - رضي الله عنها - "وأنا منهم؟" لماذا تسأل أن تكون داخلة تحت عنوان ( أهل البيت ) إذا لم يكن لها إلا قيمة عامة لكل المؤمنين ؟!



- قال الشيخ عبد الله دشتي في ( النفيس ) "إذا كانت تشريعية فالتشريعات الموجودة في الآيات السابقة كلها للنساء فلماذا يتحول ضمير النسوة إلى ضمير المذكر ؟ فإن قيل لدخول رسول الله (ص) بناء على رأي هذا القائل ، وبضميمة أهل الكساء على رأي علماء السنة ، فنقول وما علاقة رسول الله (ص) وأصحاب الكساء (ع) بتشريعات خاصة للنساء ؟!" .



لزيادة التوضيح :

الخطاب في الآيات المحتوية على إرادة تشريعية من الله عز وجل يكون موجه لعامة المسلمين كأحكام الوضوء والتيمم ، فمن الطبيعي أن تكون الإرادة التشريعية شاملة لهم جميعاً وليس في ذلك أي خلل في الكلام ..

أما أن يتحدث الله سبحانه إلى أزواج النبي (ص) ويأمرهم بأحكام خاصة بالنساء ، ثم يتبع ذلك أمر بالالتزام بهذه الأحكام موجه أيضاً إلى رجال كرسول الله (ص) والإمام علي بن أبي طالب (ع) فهذا أمر غير مقبول ومخل ببلاغة القرآن الكريم وبيانه .



مما سبق يتضح بأن الإرادة في آية التطهير ، إرادة تكوينية .. فإذهاب الرجس والتطهير واقع فعلاً .







(4)



دلالة الآية على عصمة أهل البيت



بعد أن تبين أن الآية خاصة بأصحاب الكساء - عليهم السلام - ، وأن إرادة الله هنا تكوينية حتمية ، أي أن إذهاب الرجس والتطهير واقع فعلاً ، تكون دلالة الآية على عصمة أهل البيت قد اتضحت ، فإذهاب الرجس يعني التطهير من كل ذنب وقذارة معنوية .



- قال الشيخ محي الدين بن العربي في الباب 29 من فتوحاته :

"... فإن الرجس هو القذر عند العرب" .



- قال الآلوسي في روح المعاني :

"والرجس في الأصل القذر ... وقيل يقع على الإثم وعلى العذاب وعلى النجاسة وعلى النقائص ، والمراد هنا - أي في آية التطهير - ما يعـم ذلك" .



- قال الفيروز آبادي في القاموس المحيط :

"الرجس - بالكسر - القذر ، ويحرك ويفتح بالراء وتكسر الجيم ، والمأثم وكل ما استقذر من العمل ، والعمل المؤدي إلى العذاب ، والشك والعقاب والغضب ..." .



إذاً فأهل البيت - محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام - معصومون مطهرون من الذنوب بنص كتاب الله عز وجل .





- وفي الدلالة على العصمة - بحد ذاتها - دليل على خروج أزواج النبي (ص) من الآية ..



قال تعالى "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً - وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً" .



وقال سبحانه معنفاً عائشة وحفصة "إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ - عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً" .



وقد ثبتت مخالفات عديدة من بعض أمهات المؤمنين ، كخروج عائشة على أمير المؤمنين (ع) وما نتج عنه من قتال بين المسلمين وقتل عدد كبير من الصحابة .







(5)



لماذا سأل النبي (ص) الله لهم التطهير وإذهاب الرجس ؟



يطرح المخالفون شبهة مفادها :

إن كانت الآية تنص على تطهيرهم وإذهاب الرجس عنهم ، فلماذا قال النبي (ص) :

"اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً" كما جاء في بعض الروايات ؟



والجواب على ذلك :



- بعد مراجعة الروايات الواردة عن طريق الأئمة (ع) ، نرى أن الدعاء كان قبل نزول الآية الكريمة ، وكذلك من خلال بعض روايات السنة .



- وعلى فرض أن الدعاء كان بعد نزول الآية ، فيمكن حمل ذلك على استمرار هذه المنة الإلهية لهم ، كقول إبراهيم عليه السلام "ربنا واجعلنا مسلمين لك" ..

وكدعائنا اليومي "اللهم صل على محمد وآل محمد" مع صلاة الله الدائمة عليهم وغير المنقطعة أبداً ..

"إن الله وملائكته يصلون على النبي" .







(6)



( أهل البيت ) اصطلاح حدده رسول الله (ص)



نقطة مهمة ينبغي الالتفات إليها فقد يستغلها البعض للخداع والتزوير ، فيقولون أن ( الأهل ) في اللغة تشمل أكثر مما يخصصه الشيعة في تفسيرهم لأهل البيت .



فنقول بأن ( أهل البيت ) هنا "اصطلاح" حدده رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وخصصه بأصحاب الكساء دون غيرهم ، وهو واضح قد بينّاه سابقاً .. فقول رسول الله (ص) "اللهم هؤلاء أهل بيتي" واضح في تحديد مفهوم أهل البيت في آية التطهير ، وأنهم هؤلاء الخمسة دون أمهات المؤمنين أو غيرهم ..



ولذلك لم يقل أحد من أهل السنة أن ( أهل البيت ) في الآية الكريمة تشمل بني هاشم بالإضافة إلى أهل الكساء وأزواج النبي .



نعم ، قد تستخدم كلمة ( الأهل ) في مواضع أخرى بقصد : الزوجة أو العشيرة ، ولكن هنا في تفسير آية التطهير ليس لنا إلا الأخذ بتحديد رسول الله (ص) لأصحاب الكساء ، فهم المقصودون وهم شأن نزول الآية .



مثال يوضح الصورة :

كلمة "الصلاة" في ( اللغة ) تعني : الدعاء ، ولكن في الفقه الإسلامي حُددت الصلاة بمعنى ( اصطلاحي ) وهو الصلاة التي نعرفها جميعاً ..

فليس لأحد أن يفسر قولي "أديت صلاة العصر" بدعاء العصر !







(7)



موقع آية التطهير بين الآيات الموجهة إلى أمهات المؤمنين



من الشبهات التقليدية حول هذا الموضوع .. يقولون :

أن آية التطهير جاءت بين آيات موجهة إلى أزواج النبي (ص) ، فكيف تقولون بأن هذه الآية موجهة إلى أصحاب الكساء ؟ أليس في ذلك نقضاً لبلاغة القرآن الكريم ؟!



نرد الإشكال بالنقاط التالية :



- أن ترتيب نزول آيات القرآن الكريم يختلف عن ترتيب التلاوة ( أي الترتيب الموجود في المصحف الكريم ) حتى في السورة الواحدة ، بل وتجد أيضاً في السور المكية آيات نزلت في المدينة . وعلى هذا إجماع المسلمين شيعة وسنة ، والترتيب صار بأمر من رسول الله صلى الله عليه وآله .



- وقد أثبتنا فيما سبق أن آية التطهير "إنما يريد الله ..." قد نزلت كآية منفصلة في حادثة خاصة وشأن خاص ، لا علاقة لها بما قبلها وما بعدها .



- إن كان الانتقال من خطاب الأزواج إلى خطاب أهل الكساء ثم الرجوع إلى الأزواج فيه نقض لبلاغة القرآن الكريم ، فإن الانتقال من خطاب الأزواج إلى خطاب ( الأزواج والرسول وأهل الكساء ) ثم الرجوع إلى الأزواج ، فإن في هذا الانتقال أيضاً نقض لبلاغة القرآن الكريم !! فهل يقبل أصحاب الإشكال ذلك ؟!



- في القرآن الكريم عدة أمثلة على الانتقال في الخطاب ، كقوله عز وجل :

" قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ - وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ" .

فإن "وكذلك يفعلون" قول الله عز وجل ، وما قبلها وما بعدها نقل لقول بلقيس .



كذلك في نقل قول عزيز مصر :

" قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ - يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ" .



فالكلام البليغ يتخلله الاستطراد وليس في ذلك أي نقض للبلاغة .



- أخيراً ، ما علاقة آية التطهير بما قبلها وما بعدها من خطاب لأزواج النبي (ص) ؟



قال السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي :

"وآية التطهير من هذا القبيل جاءت مستطردة بين آيات النساء فتبين بسبب استطرادها أن خطاب الله لهن بتلك الأوامر والنواهي والنصائح والآداب لم يكن إلا لعناية الله تعالى بأهل البيت (أعني الخمسة) لئلا ينالهم - ولو من جهتهن - لوم ، أو ينسب إليهم - ولو بواسطتهن - هناة ، أو يكون عليهم للمنـافقين - ولو بسبههن - سبيـل ولولا هذا الاستطراد ما حصلت هذه النكتة الشريفة التي عظمت بها بلاغة الذكر الحكيم ، وكمل إعجازه الباهر كما لا يخفى" .



وقال الشيخ عبد الله دشتي :

" وإن قيل إن التناسب بين الآيات شرط حتى عندما يضع رسول الله (ص) الآيات في غير ترتيبها النزولي ، نقول : إن آية التطهير لها سياقها الطبيعي في وضعها الحالي فالحديث كأنما توجه إلى مجموعة نساء تم اختيارهن للعمل في أحد البيوتات الرفيعة فتوجه لهن نصائح كي يعرفن موقعهن الخاص والمميز بسبب الارتباط بهذا البيت فلا يصدر منهن ما يسيء للبيت ، ثم يخاطب المتكلم الناصح أهل البيت ويمجدهم ويرجع بعدها للاستمرار في النصح ، إذا والحال هذه أي أضرار بالسياق في الآية ، بل هو الاحتمال المتعين مع تغير الضمير إلى جمع المذكر" .
صورة العضو الرمزية
أبوعلي
مشاركات: 3698
اشترك في: الاثنين ديسمبر 18, 2006 7:36 pm

مشاركة بواسطة أبوعلي »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد

اخي العزيز بربغي شاكر لك هاذا المجهود الطيب

وجزاك الله خير الجزاء
صورة
صورة
صورة العضو الرمزية
مراقب
مشاركات: 4771
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 5:57 am

مشاركة بواسطة مراقب »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه المنتجبين


أحسنت أخي بربغي


جزاك الله خير الجزاء
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى المسائل العقائدية“

الموجودون الآن

المتصفحون للمنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد