نص الحوار مع الكاتبة عواطف الموسى حول الطفل الرضيع عليه السلام
مرسل: الأحد ديسمبر 16, 2007 10:23 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
نص الحوار الذي أجراه موقع باب الحوائج الشهيد عبد الله الرضيع
مع الكاتبة عواطف الموسى من منطقة الخرس في الأحساء في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية:-
أجرى الحوار : الدكتور عماد الخزعلي
السؤال الأول :- هل تعتقدي أن الأمة الاسلامية أستفادت حقا من مبادىء الثورة الحسينية ومن الدماء الطاهرة والسخية التي بذلها ريحانة رسول الله الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه؟
الجواب : - حقا أن ثورة أبا عبد الله الحسين عليه السلام ثورة سامية فجرت في قلوبنا ينابيع الوفاء والعطاء وهذا الينبوع لا ينضح الا من قلب موالي جعل مقام الثورة محل إستفادة فكرية أخلاقية يحارب بها أعداء الاسلام . وهناك الكثير من المواقع العريقة التي جعلت واقعة الطف تتمثل أمام العالم كله وعنيت بذلك الينبوع المتدفق العظيم بجميع تعدد الوسائل الإعلامية ، ونحن نطمح في المزيد من إشعال الثورة الحسينية لسيد الشهداء ، حتى تكون المفاهيم والقيم منتشرة بين أبنائنا ، ونأصل فيهم تلك الواقعة لأبي عبد الله الحسين عليه السلام فيما جرى على أصحابه وسبي نسائه وقتل أبنائه لاسيما المظلوم الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام.
السؤال الثاني :- الا تعتقدين أن ذبح عبد الله الرضيع ذو الستة أشهر فقط بنبلة مسمومة ذات ثلاث شعب من يد حرملة بن كاهل الأسدي الكوفي يفند ويفضح المزاعم التي كان يختبىء وراءها أعداء الله وأعداء الإنسانية .. حيث كانوا يبررون قتلهم للإمام الحسين (عليه السلام) بأنه خارجي وخرج على أمر الخليفة يزيد بن معاوية ؟ فإذا كان للكبار ذنب فما هو ذنب الصغار والأطفال الرضع؟.
الجواب : - فعلا ذبح عبد الله الرضيع عليه السلام يبين لنا تدني القلوب التي ختم عليها بالضلال إذ أن المحارب الذي يدعي ويزعم أن أهل البيت عليهم السلام على خطأ يقابل أسنته الرماح للكبار ولكن نرى مبادئهم المتجردة من قيم الأخلاق والرحمة جعلتهم يتعدون على حرمة الأطفال والنساء ونحن نعلم أنه في كلا الأمرين لا حق لهم في محاربة الأئمة المعصومين الأطهار عليهم السلام . وهذا يبين لنا سوء أخلاقهم فالذي يدعي أن لديه الحق يجعل للحق قيم أخلاقية. وهذا ما لم نجده في جنود بني أمية، إذ يقتل عدو الله حرملة بن كاهل الأسدي رضيع الحسين عبد الله الرضيع ويصيبه بسهم يذبحه من الوريد الى الوريد وهو في حجر أبيه. وبذلك يسجل حرملة لنفسه ولطائفته وصمة قساوة ووصمة عار متوارثة الى يومنا هذا في قتل الطفل الرضيع ولا تأخذهم في ذلك الجسد الصغير رأفة ، يحرق قلب أبيه الإمام الحسين عليه السلام وأمه الرباب وأخته سكينه وعمته الرباب عليهما السلام.
السؤال الثالث := في أحد أعمالي الفنية رسمت فيها للإمام الحسين (عليه السلام) وهو يحمل رأسه بيده ويقول:
خذوا من رأسي ما شئتم دمـــا iiومـسـاجدا
ولا تـنسوا تـقوى iiالله ووصـايـا iiأحـمـدا
ترى كيف تقرئين هذه العبارة ؟
الجواب : لوحة فنية ترسم معاني عظمة الشهيد بالطف وفيها ما يذكرني بفضيلة معجزته عليه السلام عندما تحدث رأسه الشريف والمبارك وهو فوق الرمح تاليا لقوله سبحانه وتعالى (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) آية 9 سورة الكهف. وفيه إشارة قوية في هذه الأبيات قيمة الدماء العظيمة وما نراه من وهج القلوب الموالية المجددة لعزاء الحسين عليه السلام وأن تراب أرض الطف الذي أستشهد عليه الإمام الحسين عليه السلام هي أطهر تربة يسجد عليها المصلي وفيها فضيلة الشفاء وتحت قبته إستجابة الدعاء.
وهذا الرأس الشريف هو الذي مثل القبة العظيمة بأرض كربلاء ، وتتابعت تلك الأدبيات بأهم ما ينمي الإنسان هي تقوى الله تعالى والعمل بوصايا الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
والذي يمثل الله تعالى في القرآن الكريم والرسول في أهل البيت عليهم السلام. قال الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم (خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا وقد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليي الحوض)) والوصية باقية واجبة علينا الى آخر إمام منتظر عجل الله ظهوره الشريف .
السؤال الرابع : - هل تعتقدين أن خروج الإمام الحسين (ع) على الأعداء وهو يحمل طفله الرضيع (ع) طالبا له الماء مع علمه بقساوة قلوب الأعداء .. كان فيه رسالة مهمة للعالم ؟
الجواب :- نعم هناك عمق إشارة قوية من الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام عندما خرج راجلا الى القوم وبيده الطفل يضلله من حرارة الشمس ليستسقي له شربة من الماء حيث لم يشرب الماء منذ ثلاثة ايام وأصبح كبده يتلضى عطشا يشير الى المستوى الذي وصل اليه أعداء الله في التعدي على حرمة الأطفال ، فحتى الرضيع في كربلاء لم يسلم من إرهاب بني أمية وبطشهم. وفي دعاء سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وهو يأخذ بدم الرضيع الى السماء حيث قال عليه السلام ((اللهم لا يكن عليك أهون من فصيل ناقة صالح)) .. ((هون ما نزل بي أنه بعين الله ، اللهم لا يكن أهون عليك من فصيل ناقة صالح)) هذه الكلمات يتردد صداها العميق وتظل خالدة لأن الله لا يرد دعوة حبيبه سبط الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا ما نراه اليوم في إحياء المظلومية لعبد الله الرضيع عليه السلام من إستجابة دعاء يتوهج إنتشارا في جميع البقاع الموالية وفي مختلف أنحاء العالم.
السؤال الخامس : - كيف تقيمين فكرة تخصيص يوم للطفل الرضيع (ع) .. بعنوان اليوم العالمي لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع (ع) .. والذي حدده"المجمع العالمي لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع عليه السلام" في صباح أول جمعة من عاشوراء (صباح أول جمعة من شهر محرم الحرام من كل عام)؟.
الجواب :- الفكرة في إحياء ذكرى يوم لعبد الله الرضيع عليه السلام أمر في غاية الأهمية حيث تجعل الشيعة تلتفت الى أبنائها في محل التربية والمبادىء في إنشاء أبناء حسينيون في عقولهم معنى الأباء والتضحية والفداء كما مثلها أصغر الشهداء باب الحوائج عبد الله الرضيع عليه السلام.
حقا ان ثورة أبا عبدالله الحسين عليه السلام ثورة ساميه فجرت في قلوبنا ينابيع الوفاء والعطاء وهذا الينبوع لاينضح الا من قلب موالي جعل مقام الثوره محل إستفادة فكرية أخلاقية يحارب بها أعداء الاسلام ، وهناك الكثير من المواقع العريقة التي جعلت واقعة الطف تتمثل أمام العالم كله، وعنيت بذالك النبع المتدفق العظيم بجميع تعدد الوسائل الاعلامية ، ونحن نطمع في المزيد من إشعال الثورة الحسينية لسيد الشهداء ،حتى تكون جميع المفاهيم والقيم منتشره بين أبنائنا ، ونأصل فيهم تلك الواقعة لأبي عبدالله الحسين عليه السلام فيما جرى على أهل بيته وأولاده وأصحابه ونسائه وقتل أبنائه لاسيما المظلوم الشهيد عبدالله الرضيع عليه السلام.
في أعظم يوم من أيام شهر محرم الحرام وهو صباح أول يوم الجمعة الشريف والمبارك ، وفيه بيان لتلبية نداء الامام الحسين عليه السلام الذي فيه إنتصار للثورة الخالده وإنتصارعظيم لصاحب العصر والزمان عجل الله نعالى فرجه الشريف ، حيث فيه إظهاروتعربية أحقاد بني أميه التي خبؤها عن كافة الناس وهذه حقيقة الثورة مع أعداء الله تعالى التي غفل عنها الآخرون في محاربة أهل البيت عليهم السلام. وأهل البيت عليهم السلام هم الذين مثلوا وجسدوا الإسلام الحقيقي والرسالي حتى في أصغر شهدائهم ، وحقيقة أن هذا اليوم هو إحياء لباقي أيام شهداء الطف عليهم السلام.
ومن هذا الموقع ومن هذا المنبر المبارك الذي يخدم مظلومية باب الحوائج علي الأصغر عليه السلام ، أقول بأن فكرة التوسل بعبد الله الرضيع إنبثقت ، وإن كانت إشارة المولى الإمام الرضا عليه السلام ، أن يجعل هناك يوم عالمي يحيا فيه ذكرى عبد الله الرضيع (ع) ، وما أحسنها من فكرة وما أجملها من طريقة ، ولهذا ترى الأخوة والأخوات حفظهم الله في مختلف أنحاء العالم قد شمروا عن سواعد الجد وبولاء صادق وإخلاص عجيب وأقاموا هذه المراسيم لأربع سنوات مضت ، وإن شاء الله السنة الخامسة والتي هي على الأبواب نكون جميعا إن شاء الله في خدمة رضيع كربلاء وأن يكون لنا شرف المشاركة في إحياء هذه الذكرى العظيمة.
وحقا ما أجملها وما أحسنها من فكرة ، أن يتعين صباح أول جمعة من عاشوراء الإمام الحسين (ع) يوما عالميا لجمعة الطفل الرضيع عليه السلام ، فتقام مجالس التوسل في مختلف أنحاء العالم وبمختلف اللغات العربية والأردية والإنجليزية والتركية والفارسية ، فلتأتي وتشارك كل من لها حاجة أو لها أمنية في كل أرجاء العالم ، تأتي الى هذا البحر المتناهي من البركات ومن قضاء الحوائج والمراد وتحقق الأمنيات في هذا المحفل الشريف والمبارك في (الملتقى الحسيني للنساء الزينبيات والأطفال الرضع ويوزع عليهن لباس عبد الله الرضيع عليه السلام).
فعلى النساء المؤمنات الرساليات أن يشاركن ، وعلى الرجال أن يشاركوا ويساهموا على جانب المراسيم ، وبالخصوص كل من له حاجة وعنده مراد وأمنية ، ويرجو أن يصل أهل البيت عليهم السلام ويدخل السرور على قلوبهم ، وبالخصوص على قلب أمهم وجدتهم الصديقة الطاهرة المظلومة فاطمة الزهراء عليها السلام ، عليه أن يشارك ويحث المؤمنين والمؤمنات للمشاركة مع أطفالهم الرضع في هذا اليوم العالمي للطفل الرضيع عليه السلام. فموعدنا إن شاء الله جميعا للتوسل برضيع الحسين ورضيع الرباب عليه السلام الجمعة الأولى من كل عام ، في الساعة التاسعة صباحا في كل حسينيات وهيئات وتكايا ومساجد العالم ، فلتكن خير مناسبة ودعوة عامة للدفاع عن مظلومية أهل البيت عليهم السلام أجمعين ببركة هذا العبد الصالح باب الحوائج صلوات الله وسلامه عليه. وكم وكم قد قضيت حوائج جمة ببركة التوسل بهذا المظلوم المقتول والمذبوح ضاميا ، حيث أن كل أهل البيت عليهم السلام كما تعلمون قد ذهبوا وأستشهدوا مظلومين فما منهم الا مقتول أو مسموم الا أن هذا المولى المفدى ، ولعل أكثرهم مظلومية ، لأنه لم يضرب بسيف ولم يطعن برمح ولم يرمي بسهم ، بل لم يتكلم بكلمة تجاه الأعداء من معسكر يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد و عمر بن سعد ، مع ذلك ذبحوه بين يدي أبيه أبي عبد الله الحسين (ع) ، فهذا أوجع في الحقيقة للقلوب وأبلغ للمظلومية وكلنا يعرف مدى تعلق النساء المؤمنا ت بباب الحوائج عبد الله الرضيع وأمه الرباب وأبيه سيد الشهداء سلام الله عليهم.
السؤال السادس :- غالبية المسلمين يعرفون الإمام الحسين (ع) عبارة عن طقوس دينية تبدأ في أول محرم وتنتهي في العشرين من صفر .. هل تعتقدين أن هذه المعرفة الضيقة تتناسب وأهداف الثورة الحسينيـــة ؟
الجواب :- في الحقيقة مسألة الإمام الحسين عليه السلام لا تقتصر على شهر محرم وصفر أو حتى مولده الشريف في شهر شعبان المبارك ، إنما الإمام الحسين عليه السلام في كل يوم يولد وفي كل يوم دمائه تتجدد وفي كل أرض له محل مزار ومدمع بكاء، ومسألة هذين الشهرين هي أداء شعيرة من شعائر التلبية لذكرى الإمام الحسين عليه السلام في واقعة الطف العظيمة . ولكن نحن نرى أن الإمام موجود طول العمر وثورته مخلدة في الدنيا وفي الآخرة.
السؤال السابع:- كتب الشعراء والأدباء المسيحيون الكثير عن واقعة الطف أمثال (بولس سلامة وجورج جرداق وجورج شكور وآخرين) في الوقت الذي تقاعس فيه العديد من الأدباء والشعراء العرب والمسلمين .. ما هي الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه المفارقة؟
الجواب :- نعم هذه المسألة تستحق أن يدرسها العقل في أن أصحاب الديانات الأخرى جعلت من الإمام الحسين عليه السلام قديس وأطلقوا على الإمام الحسين "القديس الشهيد" ومعلم ثقافة وقدوة وألفوا عن الحسين الكتب ونظموا الملاحم الشعرية ، بينما شعراؤنا المعاصرون ترى القلة من الذين يجعلون مسمى الإمام عليه السلام مسمى الثورة والحق على الجميع ربما يرجع ذلك الى إنحصار الفكر لأن العقل الممتد الذي يصل الى عنان التفكر يصل الى عنان النور وهؤلاء (المسيحيين ) وجدوا الحق وشهدوا به وله رغم أن ديانتهم غير الاسلام فالحق يحتاج لى بصيرة وتفكر بعيدا عن مسمى الديانة.
السؤال الثامن:- يقول الإمام علي (ع) : وقوع الظلم يعني أن يعين المظلوم الظالم على نفسه ! بينما يقول غاندي : (تعلمت من الإمام الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر) .. ترى كيف تقرئين العبارتين .. بمعنى آخر كيف يمكن للمظلوم أن ينتصر على الظالم ؟.
الجواب:- هناك عبارة قديمة تقال (إذا إبتسم المهزوم فقد المنتصر لذة الإنتصار) لأنه يجد بذلك قوة المهزوم وقناعته رغم ما حدث ـ، ولم أدرك قيمة ذلك الا عندما واجهت مواقف عنيفة حيث مهما تبلغ قيمة الظالم هناك رب عظيم ينتصر لنا فنرسم علامة الرضا على وجوهنا ونجعل الدعاء وسيلة يتكفل بأمره الله سبحانه وتعالى. وهذا يعطي صفة الصبر ويجعل المظلوم في محل الصفاء والعفو .. وإذا تجاوزت المسألة حد الظلم الكبير نجعل الأمر بيد الله عز وجل الذي يبعث النصر لنا كما بعثه لأهل البيت عليهم السلام بخليفة منتظر قائم بنصر الإسلام وأهله سيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا وينتصر لجده الإمام الحسين وطفله الرضيع حينما يذهب الى كربلاء ويرفع جسد الطفل الرضيع عليه السلام وينادي العالم أجمع :" يا أهل العالم ما كان ذنب هذا الرضيع إذ قتلوه على صدر أبيه؟؟!!".
موقع باب الحوائج الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام يتقدم الى خادمة أهل البيت (ع) والإمام الحسين والطفل الرضيع عليهما السلام الأخت الفاضلة والكاتبة والمؤلفة عواطف الموسى بجزيل الشكر والتقدير على إجاباتها القيمة والعميقة .. ونسأل الله سبحانه وتعالى لها ولجميع الأخوات المؤمنات في الأحساء والقطيف والمناطق المجاورة لهما التوفيق والسداد لإحياء ذكرى اليوم العالمي للطفل الرضيع عليه السلام الذي نحن على أعتاب الذكرى السنوية له وذلك في صباح أول جمعة من شهر محرم الساعة التاسعة بتوقيق كل دولة من دول العالم وببرنامج موحد ولباس موحد هو اللباس العربي الأخضر والوشاح الأحمر (العصابة الحمراء التي كتب عليها "بأي ذنب قتلت ؟؟!!"". كما نسأل الله سبحانه وتعالى لسائر النساء المؤمنات الرساليات في مشارق الأرض ومغاربها أن يوفقهم الله سبحانه وتعالى للمشاركة في مجالس التوسل برضيع الإمام الحسين ورضع كربلاء ورضيع الرباب الشهيد علي الأصغر عليه السلام إنه ولي التوفيق.