عالم البرزخ ( بعد الموت )
مرسل: الجمعة فبراير 15, 2008 1:19 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي علىمحمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت هذا الموضوع في إحدى المواقع وأحببت أن أنقله لكم للإستفادة وهو يتكلم عن عالم البرزخ ..
عالم البرزخ
وتبدأ أوّل مراحله بالموت الذي هو عبارة عن إنتهاء حياة الإنسان في هذه الدنيا ووضعه في القبر.
ومعنى البرزخ الحاجز بين الشيئين وكل فصل بين شيئين برزخ قال تعالى: {مرج البحرين يلتقيان* بينهما برزخ لايبغيان} (الرحمن -91 -02)
المدّة الزمنية لعالم البرزخ
تستغرق فترة عالم البرزخ المدّة الزمنية الممتدة بين لحظة مابعد الوفاه والموت وتنتهي بمحين فترة البعث والنشور.
نشأتنا في عالم البرزخ
نشأتنا في عالم البرزخ هي نشأة مثالية روحانية لها ضوابط ومبادئ تغاير ما أُلِفَ وتَعارف عليه في عالم الدنيا وللإنسان فيه تجرّد خاص يجمع فيه بين خصيصتي الحياة ومثالية الوجود، حيث تتعلّق بعد مفارقة الأجساد الماديّة عند الموت بأشباح مثالية يخلقها اللّه تعالى بقدرته تشابه وتماثل تلك الأبدان الدنيوية التي كان الإنسان عليها بحيث لو رأيته لفلان لقلت: فلان ، كما تتصف عند ذلك بصفات الأحياء من الأكل والشرب والجلوس والكلام والتعارف والتحاور والإستئناس ببعضها البعض وأنّهم ربما يكونون على تلك الحال في الهواء بين السماء والأرض.
والمستفاد من جملة النصوص المروية أنّ الجنان التي جعلها اللّه عزّ وجل ّللتنعيم وتحصيل اللذات بأشكالها المختلفة على قسمين:
جنان دنيوية وجنان أخروية فأمّا الجنان الدنيويّة فهي المؤقتة ومن لوازمها النفاذ والفناء وهي نوعان:
1- دنيويّة حسيّة وهي تمثل عامة غياط الأرض ورياضها وحدائقها النضرة الغناء وأعظمها وأكملها تلك التي كان فيها آدم أبو البشر (عليه السلام) قال الشيخ الصدوق: {وأمّا جنّة آدم فهي جنّة من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس وتغيب وليست بجنّة الخلد، ولو كانت جنة الخلد ماخرج منها أبداً} .
2- دنيوية مثالية وهي جنّة عالم البرزخ والتنعيم فيها حقيقي لاوهمي لكن بحسب مقتضيات ذلك العالم، وبحسب حالة الروح ووضعها فيه المسانخة لأجوائه وقوانينه الخاصة ومايحصل لها به من الإلتذاذ والتنعّم.
وأمّا الجنان الأخروية فهي السرمدية الدائمة الخالدة وسيأتي الحديث عنها عمّا قريب.
الحالات الخاصة بالروح وأطوارها بعد الموت
بعد خروج الروح من بدن الإنسان ومفارقتها له تمرّ بمراحل متعددة.
(المرحلة الأولى)
بعد خرو ج الروح من البدن يخلق اللّه عزّ وجل ّلها جسداً مثالياً مؤقتاً يكون كالقالب لها ويتصف في هيئته بصفات ذلك الجسد الدنيوي العنصري المادي من ملامح الوجه وقسماته وابعاده وحدوده وسمنه وضعفه ونحو ذلك وتكون هذه الروح معلّقة في الهواء تنظر إلى ذلك الجسد الدنيوي وهو جثة هامدة مُسَجَّاة على الأرض وترافقه في كلّ مراحله من حمل وتغسيل وتقليب وتكفين وتشييع وروي أنّ روح المؤمن ا تطلع محلقة إلى ما أعد اللّه له من الدرجات الرفيعة والنعم الجليلة وتناشدهم ان كان كافراً وهي مذعورة بالإمهال والتباطئ حذراً مما أعد له من العقوبات.
(المرحلة الثانية)
بعد الوضع في القبر تدخل تلك الروح بتلك الهيئة التي عليها إلى القبر وتكون بصف الجسد الملحود ولذلك تسمع التلقين الأول المستحب للموتى والذي سنذكره في آخر مبحث {آدابنا} ويفيدها للمرحلة التي تلي ذلك عند المسألة ومحاسبة الملائكة الموكلين بها.
(المرحلة الثالثة)
وتبدأ بعد إهالة التراب لى القبر حيث تنتقل تلك الروح من ذلك القالب إلى الجسد الأصلي الملحود فيجيئه الملكان منكر ونكير في صورة مهيبة إن كان معذباً ومبشر وبشير في صورة حسنة إن كان من الأبرار فيسألانه عن عقائده ومن يفتقده من الأئمة واحداً بعد واحد فإن لم يجب عن واحد منهم يضربانه بعمود من نار يمتلئ قبره ناراً إلى يوم القيامة وإن أجاب يبشرانه بكرامة اللّه تعالى ويقولان له نم نومة عروس قريره العين.
قال الشيخ المفيد: وليس ينزل الملكان إلاّ على حي ولا يسألان إلا من يفهم المسألة ويعرف معناها وهذا يدل على أن اللّه تعالى يحيى العبد بعد موته للمسألة .
ويمكن تصنف المحاسبين في القبر في هذه المرحلة إلى أقسام ثلاثة حسبما ورد به الأثر عن الامام الصادق (عليه السلام) حيث أنه قال: لايُسأل في القبر إلا من محض الإيمان محضاً أو محَضَ الكفر محضاً. فقلتُ له: فسائر الناس؟ فقال: يُلَهي عنهم .
بهذا النحو:
1- مؤمنون خلّص.
2- كافرون خلّص.
3- غافلون ذاهلون مستضعفون لم يبلغوا كنه حقائق الأشياء.
المساءلة في القبر
قال الإمام الصّادق (عليه السلام) : {من أنكر ثلاثة أشياء، فليس من شيعتنا: المعراج والمسألة في القبر والشفاعة} .
وعنه (عليه السلام) : {إذا مات المؤمن شيّعه سبعون الف ملك إلى قبره، فإذا أدخل قبره أتاه منكر ونكير، فيقعدانه ويقولان له من ربّك ومادينك ومن نبيّك؟ فيقول: ربّي اللّه ومحمّد نبيي والإسلام ديني، فيفسحان له في قبره مدّ بصره ويأتيانه بالطعام من الجنة ويدخلان عليه الرّوح والريحان، وذلك قوله عزّ وجل ّ{فإما إن كان من المقربين فروح وريحان} (الواقعة - 88) يعني في قبره{ وجنة نعيم} يعني في الآخرة.
ثم قال (عليه السلام) : إذا مات الكافر شيّعه سبعون ألفاً من الزبانية إلى قبره، وإنّه ليناشد حامليه بصوت يسمعه كلّ شيء إلاّ الثقلان ويقول: لو أن لي كرة فاكون من المؤمنين ويقول: {أرجعوني لعليّ أعمل صالحاً فيما تركت} فتجيبه الزبانية: {كلا إنّها كلمة هو قائلها} (المؤمنون - 001) ويناديهم ملك لو ردّ لعاد لما نهي عنه، فإذا أدخل قبره وفارقه الناس أتاه منكر ونكير في أهول صورة فيقيمانه،ثم يقولان له: من ربّك؟ ومادينك؟ ومن نبيّك؟ فيقول: لاأدري، فيقولان له، لا دريت ولاهديت ولا أفلحت. ثم يفتحان له باباً إلى النار وينزلان إليه الحميم من جهنم وذلك قول اللّه عزوجلّ: {وأمّا إن كان من المكذّبين الضالين فنزل من حميم} (الواقعة - 39) يعني في القبر {وتصلية جحيم} يعني في الآخرة} .
معنى منكر ونكير
قال شيخ الطائفة الطوسي:الملكان النازلان على الميت سميا منكراً ونكيراً اشتقاقاً من استنكار المُعَاقَب لفعلهما ونفوره عنهما وليس المراد بذلك اشتقاقه من الإنكار.
الحكمة من حساب القبر
ان الميت حديث العهد بالدنيا وقد خرج منها لتوّه فيجب أن يُعَيَّن على وجه العجلة مقدار ما صار إليه من طاعات ومعاصي طيلة فترة حياته في الدنيا وما يستحقه من المجازاة الخاصة في هذا العالم الجديد بسبب تلك الأعمال الدنيوية المؤثرة فيه كما سيأتي ذكره في النص على المنجيات من ضغطة القبر أو المنجيات والمهلكات عند الحساب.
يتبع إن شاء الله تعالى اللهم صلي علىمحمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت هذا الموضوع في إحدى المواقع وأحببت أن أنقله لكم للإستفادة وهو يتكلم عن عالم البرزخ ..
عالم البرزخ
وتبدأ أوّل مراحله بالموت الذي هو عبارة عن إنتهاء حياة الإنسان في هذه الدنيا ووضعه في القبر.
ومعنى البرزخ الحاجز بين الشيئين وكل فصل بين شيئين برزخ قال تعالى: {مرج البحرين يلتقيان* بينهما برزخ لايبغيان} (الرحمن -91 -02)
المدّة الزمنية لعالم البرزخ
تستغرق فترة عالم البرزخ المدّة الزمنية الممتدة بين لحظة مابعد الوفاه والموت وتنتهي بمحين فترة البعث والنشور.
نشأتنا في عالم البرزخ
نشأتنا في عالم البرزخ هي نشأة مثالية روحانية لها ضوابط ومبادئ تغاير ما أُلِفَ وتَعارف عليه في عالم الدنيا وللإنسان فيه تجرّد خاص يجمع فيه بين خصيصتي الحياة ومثالية الوجود، حيث تتعلّق بعد مفارقة الأجساد الماديّة عند الموت بأشباح مثالية يخلقها اللّه تعالى بقدرته تشابه وتماثل تلك الأبدان الدنيوية التي كان الإنسان عليها بحيث لو رأيته لفلان لقلت: فلان ، كما تتصف عند ذلك بصفات الأحياء من الأكل والشرب والجلوس والكلام والتعارف والتحاور والإستئناس ببعضها البعض وأنّهم ربما يكونون على تلك الحال في الهواء بين السماء والأرض.
والمستفاد من جملة النصوص المروية أنّ الجنان التي جعلها اللّه عزّ وجل ّللتنعيم وتحصيل اللذات بأشكالها المختلفة على قسمين:
جنان دنيوية وجنان أخروية فأمّا الجنان الدنيويّة فهي المؤقتة ومن لوازمها النفاذ والفناء وهي نوعان:
1- دنيويّة حسيّة وهي تمثل عامة غياط الأرض ورياضها وحدائقها النضرة الغناء وأعظمها وأكملها تلك التي كان فيها آدم أبو البشر (عليه السلام) قال الشيخ الصدوق: {وأمّا جنّة آدم فهي جنّة من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس وتغيب وليست بجنّة الخلد، ولو كانت جنة الخلد ماخرج منها أبداً} .
2- دنيوية مثالية وهي جنّة عالم البرزخ والتنعيم فيها حقيقي لاوهمي لكن بحسب مقتضيات ذلك العالم، وبحسب حالة الروح ووضعها فيه المسانخة لأجوائه وقوانينه الخاصة ومايحصل لها به من الإلتذاذ والتنعّم.
وأمّا الجنان الأخروية فهي السرمدية الدائمة الخالدة وسيأتي الحديث عنها عمّا قريب.
الحالات الخاصة بالروح وأطوارها بعد الموت
بعد خروج الروح من بدن الإنسان ومفارقتها له تمرّ بمراحل متعددة.
(المرحلة الأولى)
بعد خرو ج الروح من البدن يخلق اللّه عزّ وجل ّلها جسداً مثالياً مؤقتاً يكون كالقالب لها ويتصف في هيئته بصفات ذلك الجسد الدنيوي العنصري المادي من ملامح الوجه وقسماته وابعاده وحدوده وسمنه وضعفه ونحو ذلك وتكون هذه الروح معلّقة في الهواء تنظر إلى ذلك الجسد الدنيوي وهو جثة هامدة مُسَجَّاة على الأرض وترافقه في كلّ مراحله من حمل وتغسيل وتقليب وتكفين وتشييع وروي أنّ روح المؤمن ا تطلع محلقة إلى ما أعد اللّه له من الدرجات الرفيعة والنعم الجليلة وتناشدهم ان كان كافراً وهي مذعورة بالإمهال والتباطئ حذراً مما أعد له من العقوبات.
(المرحلة الثانية)
بعد الوضع في القبر تدخل تلك الروح بتلك الهيئة التي عليها إلى القبر وتكون بصف الجسد الملحود ولذلك تسمع التلقين الأول المستحب للموتى والذي سنذكره في آخر مبحث {آدابنا} ويفيدها للمرحلة التي تلي ذلك عند المسألة ومحاسبة الملائكة الموكلين بها.
(المرحلة الثالثة)
وتبدأ بعد إهالة التراب لى القبر حيث تنتقل تلك الروح من ذلك القالب إلى الجسد الأصلي الملحود فيجيئه الملكان منكر ونكير في صورة مهيبة إن كان معذباً ومبشر وبشير في صورة حسنة إن كان من الأبرار فيسألانه عن عقائده ومن يفتقده من الأئمة واحداً بعد واحد فإن لم يجب عن واحد منهم يضربانه بعمود من نار يمتلئ قبره ناراً إلى يوم القيامة وإن أجاب يبشرانه بكرامة اللّه تعالى ويقولان له نم نومة عروس قريره العين.
قال الشيخ المفيد: وليس ينزل الملكان إلاّ على حي ولا يسألان إلا من يفهم المسألة ويعرف معناها وهذا يدل على أن اللّه تعالى يحيى العبد بعد موته للمسألة .
ويمكن تصنف المحاسبين في القبر في هذه المرحلة إلى أقسام ثلاثة حسبما ورد به الأثر عن الامام الصادق (عليه السلام) حيث أنه قال: لايُسأل في القبر إلا من محض الإيمان محضاً أو محَضَ الكفر محضاً. فقلتُ له: فسائر الناس؟ فقال: يُلَهي عنهم .
بهذا النحو:
1- مؤمنون خلّص.
2- كافرون خلّص.
3- غافلون ذاهلون مستضعفون لم يبلغوا كنه حقائق الأشياء.
المساءلة في القبر
قال الإمام الصّادق (عليه السلام) : {من أنكر ثلاثة أشياء، فليس من شيعتنا: المعراج والمسألة في القبر والشفاعة} .
وعنه (عليه السلام) : {إذا مات المؤمن شيّعه سبعون الف ملك إلى قبره، فإذا أدخل قبره أتاه منكر ونكير، فيقعدانه ويقولان له من ربّك ومادينك ومن نبيّك؟ فيقول: ربّي اللّه ومحمّد نبيي والإسلام ديني، فيفسحان له في قبره مدّ بصره ويأتيانه بالطعام من الجنة ويدخلان عليه الرّوح والريحان، وذلك قوله عزّ وجل ّ{فإما إن كان من المقربين فروح وريحان} (الواقعة - 88) يعني في قبره{ وجنة نعيم} يعني في الآخرة.
ثم قال (عليه السلام) : إذا مات الكافر شيّعه سبعون ألفاً من الزبانية إلى قبره، وإنّه ليناشد حامليه بصوت يسمعه كلّ شيء إلاّ الثقلان ويقول: لو أن لي كرة فاكون من المؤمنين ويقول: {أرجعوني لعليّ أعمل صالحاً فيما تركت} فتجيبه الزبانية: {كلا إنّها كلمة هو قائلها} (المؤمنون - 001) ويناديهم ملك لو ردّ لعاد لما نهي عنه، فإذا أدخل قبره وفارقه الناس أتاه منكر ونكير في أهول صورة فيقيمانه،ثم يقولان له: من ربّك؟ ومادينك؟ ومن نبيّك؟ فيقول: لاأدري، فيقولان له، لا دريت ولاهديت ولا أفلحت. ثم يفتحان له باباً إلى النار وينزلان إليه الحميم من جهنم وذلك قول اللّه عزوجلّ: {وأمّا إن كان من المكذّبين الضالين فنزل من حميم} (الواقعة - 39) يعني في القبر {وتصلية جحيم} يعني في الآخرة} .
معنى منكر ونكير
قال شيخ الطائفة الطوسي:الملكان النازلان على الميت سميا منكراً ونكيراً اشتقاقاً من استنكار المُعَاقَب لفعلهما ونفوره عنهما وليس المراد بذلك اشتقاقه من الإنكار.
الحكمة من حساب القبر
ان الميت حديث العهد بالدنيا وقد خرج منها لتوّه فيجب أن يُعَيَّن على وجه العجلة مقدار ما صار إليه من طاعات ومعاصي طيلة فترة حياته في الدنيا وما يستحقه من المجازاة الخاصة في هذا العالم الجديد بسبب تلك الأعمال الدنيوية المؤثرة فيه كما سيأتي ذكره في النص على المنجيات من ضغطة القبر أو المنجيات والمهلكات عند الحساب.