وقفات مع .......مدعي السفارة
مرسل: الاثنين يونيو 23, 2008 3:52 pm
وقفات مع .......
مدعي السفارة
مقدمة الباحث
بسم الله الرحمن الرحيم
((قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون))سورة النحل/ آية 26
فتن كقطع الليل المظلم تتوالى وتتوالى، لتغرق في ظلامها الكثير من الناس وتلقي بهم في مهاوي الانحراف، فتن حذرنا منها نبينا الكريم الأمين (صلى الله عليه وآله وسلم)، وحذرنا منها آله الطيبين الطاهرين (عليهم السلام)، ولكن لماذا لم نتعظ ؟ ولكن لماذا لا نتعظ ؟ لماذا نأبى أن نتعظ بغيرنا؟ لماذا لا نستفيد الدروس والعبر ممن وقع قبلنا؟أترانا فقدنا عقولنا، أم أن عقولنا قد شابها درن البلاهة والتاثتها حمى فقدان التمييز.
في كل يوم حسرة وفي كل يوم عبرة، والدماء تسيل والفتن تتوالى، والبسطاء تنعق مع كل ناعق، وأصحاب الفتن وشياطين الإنس يصطادون بشباكهم الملعونة الكثير من الناس، مستغفليهم ومستغلين عاطفتهم الدينية وبساطتهم وقلة ثقافتهم الدينية وخصوصاً تعلقهم بقضية إمام العصر والزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.
دعاوى للسفارة والبابية وحتى المهدوية، طالما حذرنا منها المعصومون.(عليهم السلام) فتن تخلط الحق بالباطل وتلبس الحق بلباس الباطل، لتنطلي على ضعفاء العقول وقليلي التمييز، يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أيها الناس إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع، وأحكام تبتدع، يخالف فيها كتاب الله، يتولى فيها رجال رجالا، فلو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى، ولو أن الحق خلص لم يكن اختلاف ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معا فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى).
ومن أوضح مصاديق هذه الفتن فتنة إدعاء السفارة كذباً وزوراً وبهتاناً من قبل المدعو أحمد اسماعيل والذي يسمي نفسه " أحمد الحسن"، دعوة جل ما فيها أوهام وأوهام وخلط الحق بالباطل لتنطلي على البسطاء من الناس، دعوة تعتمد على الكذب والتمويه والتزييف والافتراء، ومن أجل كشف بعض ما فيها كتبنا هذه الوقفات.
الوقفة الأولى: المأزق........ الصعب
لقد واجه أصحاب هذه الدعوة الباطلة مشكلة الأخبار الكثيرة والمختلفة التي فيها الغث والسمين والكاذب والصادق عندما لم يسعهم قبول التقسيم الأصولي للأخبار إلى الصحيح المتواتر وأخبار الآحاد الثقات والى الضعيف وأن الأول يؤخذ به والثاني يهجر فاضطروا إلى أمور:-
1- القول بقبول جميع الأخبار الواردة دون استثناء.
2- القول بأن هناك روايات محكمة وأخرى متشابهة فيرجع المتشابه إلى المحكم.
3- إهمال القول بوجود روايات موضوعة لوجود رواة مجهولين أو مطعون بهم.
4- تفسير باطن للروايات لموافقة الدعوة الضالة.
5- الاستناد إلى كتب المسيح واليهود لدعم دعواهم الضالة والاستدلال على وجود أحمد اسماعيل كاطع في كتب الديانات الأخرى.
6- ترك الصحيح من الأخبار واللجوء إلى الضعيف أو إلى الذي لم يقطع بصحته كروايات وجود مهديين.
7-اللجوء إلى الرؤيا والتي لم يثبت الاستدلال بها على أمور العقيدة لتأيد هذه الدعوة المنحرفة.
8- اللجوء إلى الاستخارة والتي لم يثبت الاستدلال بها في مجال العقائد.
9- تقديم تفسيرات ومعاني جديدة لروايات أهل البيت توافق أهواءهم كوجود مهدي أول ومهدي ثاني أو قائم أول وقائم ثاني أو أن صفات المهدي الأول تختلف عن صفات المهدي الثاني وهلم جرا.
الوقفة الثانية:..........مهازل..............................وإخفاقات واستحسانات.............المتشابهات
ضمن الأسئلة التي وجهت لمدعي رسول الإمام في كتاب المتشابهات سؤال عن معرفة الله واليكم السؤال وجوابه وكيف يناقض منهج الأئمة (عليهم السلام).
المتشابهات ج1 ص5
س: اعرف الله بالله ؟
ج: أي أعرف الله سبحانه وتعالى في الخلق وهو الإمام المهدي (ع) فهو صلوات ربي عليه تجلي وظهور الله في الخلق أي تجلي وظهور مدينة الكمالات الإلهية في الخلق.
وبعبارة أخرى:تجلي وظهور أسماء الله سبحانه في الخلق فهو صلوات ربي عليه وجه الله سبحانه وتعالى الذي يواجه به خلقه، فمن أراد معرفة الله سبحانه لا بد له من معرفة الإمام المهدي (ع) . انتهى كلام المدعي.
روايات المعصومين في معرفة الله
نور البراهين - السيد نعمة الله الجزائري ج2ص117
باب أنه عز وجل لا يعرف إلا به
1- حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق" رحمه الله"، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إني ناظرت قوما فقلت لهم: إن الله أجل وأكرم من أن يعرف بخلقه، بل العباد يعرفون بالله، فقال: رحمك الله.
2- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن علي بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله رفعه قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام بم عرفت ربك ؟ فقال: بما عرفني نفسه، قيل: وكيف عرفك نفسه ؟ فقال: لا تشبهه صورة، ولا يحس بالحواس، ولا يقاس بالناس، قريب في بعده، بعيد في قربه، فوق كل شيء ولا يقال: شيء فوقه، أمام كل شئ ولا يقال: له أمام، داخل في الأشياء لا كشيء في شيء داخل، وخارج من الأشياء لا كشيء من شيء خارج، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره، ولكل شئ مبتدئ.
3- حدثني أبي رحمه الله، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران عن الفضل بن السكن، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: اعرفوا الله بالله والرسول بالرسالة وأولي الأمر بالمعروف والعدل والإحسان.
4- حدثنا أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن إسحاق الفارسي، قال: حدثنا أحمد بن محمد أبو سعيد النسوي، قال: حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد الله الصغدي بمرو قال: حدثنا محمد بن يعقوب بن الحكم العسكري وأخوه معاذ بن يعقوب قالا: حدثنا محمد بن سنان الحنظلي، قال: حدثنا عبد الله بن عاصم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن قيس، عن أبي هاشم الرماني، عن زاذان، عن سلمان الفارسي في حديث طويل يذكر فيه قدوم الجاثليق المدينة مع مائة من النصارى وما سأل عنه أبا بكر فلم يجبه ثم أرشد إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فسأله عن مسائل فأجابه عنها، وكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عرفت الله بمحمد أم عرفت محمدا بالله عز وجل ؟ فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: ما عرفت الله بمحمد صلى الله عليه وآله، ولكن عرفت محمدا بالله عز وجل حين خلقه وأحدث فيه الحدود من طول وعرض، فعرفت أنه مدبر مصنوع باستدلال وإلهام منه وإرادة كما ألهم الملائكة طاعته وعرفهم نفسه بلا شبه ولا كيف
الوقفة الثالثة: دعاء السمات يرد على .......... مدعي رسول الإمام
أن المتتبع لكتيبات المتشابهات التي صدرت عن مدعي رسول الإمام يلاحظ ما يلي:-
1- تفسير باطن للآيات والروايات.
2- بعض الآيات يذكر تفسيرها وهو موجود في أغلب تفاسير الشيعة.
3- الاستدلال في التفسير بأغلب كتب الشيعة، فأين التفسير الذي جاء به من الإمام.
4- هناك بعض التفسير الذي يذكره للآيات يعارض ما ورد عن الأئمة (عليهم السلام) من تفسير لنفس الآية ، فمثلاً الشجرة التي أكل منها آدم ورد في تفسيرها أنها الحنطة وهذا ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام ) وأكثر المفسرين يذكرون هذا الرأي ، تراه يقول في تفسيرها أنها شجرة علم محمد وآل محمد ولا دليل على ذلك.
5- هناك مغالطات كثيرة ومنها ما سنعرضه في أحد أجوبته في تفسير دعاء السمات، فإليكم نص السؤال والجواب
المتشابهات الجزء الثالث ص125
س: ما معنى ما ورد في دعاء السمات ( وبمجدك الذي ظهر على طور سيناء فكلمت به عبدك ورسولك موسى بن عمران (ع) وبطلعتك في ساعير وظهورك في جبل فاران بربوات المقدسين وجنود الملائكة الصافين وخشوع الملائكة المسبحين )؟
ج: ساعير هي أرض العبادة والتوحيد وهي الأرض المقدسة. أي بيت المقدس وما حوله. والنبي الذي بعث في ساعير هو عيسى (ع) والذي بعث في فاران هو محمد (ص).
أما المجد الذي ظهر على طور سيناء فكلم به الله سبحانه وتعالى موسى (ع) فهو علي (ع) وهو باب الفيض في الخلق فعلي (ع) كلم موسى (ع) وعلي (ع) عصى موسى (ع) فحقيقة عصى موسى لم تكن تلك العصى بل أن عصى موسى الحقيقية التي شق بها البحر هي كلمات الله (كلا ان معي ربي سيهدين ) وهي اليقين الراسخ في قلب موسى (ع) وكلمات الله واليقين علي بن أبي طالب (ع).
وأما ( طلعتك في ساعير)
أي طلعت الله سبحانه في ساعير والله سبحان وتعالى طلع في ساعير بعيسى أبن مريم والطلعة أي الإطلالة والظهور الجزئي. غير المكتمل. فعيسى (ع) مثل الله سبحانه وتعالى في الخلق ولكن شكل غير تام ولهذا كان بعثه طلعة الله وبهذا كان عيسى ممهداً لبعث محمد (ص) لأن الطلعة تسبق الظهور (وظهورك في جبل فاران) أي ظهور الله سبحانه وتعالى وكان هذا الظهور ببعث محمد فالرسول الأعظم محمد (ص) هو الله في الخلق ولهذا عبر الإمام (ع) في الدعاء عن بعث محمد بظهور الله سبحانه فالإمام (ع) يريد أن يقول في الدعاء أن محمد (ص) هو الله في الخلق وأن بعثه هو ظهور الله فمن عرف محمد (ص) عرف الله ومن رأى محمد رأى الله ومن نظر إلى محمد نظر إلى الله وهذه الحقائق اليوم بدأت تظهر وتبين بفضل الإمام المهدي (ع) قال تعالى ( والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها * والنهار إذا جلاها)
والشمس رسول الله محمد (ص) والقمر علي أبن أبي طالب (ع) فهو من تلا رسول الله والنهار هو القائم (ع) لأنه هو الذي يظهر ويجلي فضل رسول الله (ص) الحقيقي ومقامه العظيم ومع أنه في الحقيقة الموجودة في هذا العالم الجسماني إن الشمس هي التي تجلي النهار وتظهره، ولكن الله قال في هذه السورة والنهار إذا جلاها-أي الشمس- فالإمام المهدي صحيح أنه ظهر وتجلى من رسول الله(ص) ولكنه في آخر الزمان هو الذي يظهر ويجلي رسول الله(ص) للناس.
هناك عدة ملاحظات:-
1- انه استحسان وتفسير بالرأي.
2- هناك قرينة منفصلة تخالف ما ذكره من تفسير لعصى موسى بأنها (علي ) وهي السؤال الذي وجهه رب العزة لموسى في الآية ((.. وما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي أتوكأ عليه وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى )) وظاهر القرآن حجة وهناك من الأدلة الكثيرة التي تؤكد على حجية ظاهر الكتاب ومنها سيرة المتشرعة.
3- دعاء السمات هو الذي يرد على مدعي رسول الإمام
((اللهم بحق هذا الدعاء وبحق هذه الأسماء التي لا يعلم تفسيرها ولا يعلم باطنها غيرك، صل على محمد وآل محمد....... اللهم بحق هذا الدعاء وبحق هذه الأسماء، التي لا يعلم تفسيرها ولا تأويلها، ولا باطنها ولا ظاهرها غيرك، أن تصلي على محمد وآل محمد............ ))
الوقفة الرابعة: مهازل وتفاهات وخزعبلات ......... مدعي رسول الإمام
أترك لك أخي القاريء الكريم تقييم هذه المهازل والتي لا تصدر من جاهل فضلاً عن عاقل يدعي أنه رسول الإمام فوالله لقد أصبح أضحوكة للصغار قبل الكبار ولم تعد تنفع القدسية التي يتلبس بها لخداع البسطاء من أبناء الطائفة الشيعية، واليك أخي القاريء هذا السؤال الذي وجه لأبن كاطع وأرجو التركيز بدقة على الجواب، ثم سأطرح بعد ذلك الروايات الواردة عن المعصومين في المسألة نفسها ولا تكلف نفسك إلا المقارنة فقط.
المتشابهات الجزء الرابع ص163 تأليف أحمد إسماعيل كاطع
س: لماذا الكلب أنجس وأوفى حيوان في نفس الوقت، بينما النجاسة لا تلائم الوفاء؟
ج: بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
( لما خلق الله آدم (ع) وضعه في باب الجنة، أربعين سنة تطأه الملائكة قبل أن ينفخ فيه الروح، ليكون ذليلاً في نفسه، فلما مر عليه إبليس (لع) وكان من الملائكة بصق عليه، فوقع بصاق ابليس (لع) على بطن آدم (ع) فأمر الله الملائكة برفع الطينة التي وقعت عليها بصقة ابليس (لع) فأصبح موضعها شبيه بالحفرة وهو السرة، والموجودة الآن في بطن الإنسان وخلق الله من تلك الطينة التي عليها بصاق ابليس (لع) الكلب، فالكلب مخلوق من طينة نبي وهو آدم (ع) ومن بصاق ابليس (لع) ولذا فهو أنجس حيوان لأنه خلق من بصاق ابليس (لع) وأوفى حيوان، لأنه خلق من طينة نبي. انتهى كلام أبن كاطع .
وإليكم جواب المعصومين
علل الشرائع - الشيخ الصدوق - ج 2 - ص 496 - 497
) باب 250 - علة خلق الكلب ) 1 - حدثنا أحمد بن محمد بن محمد بن عيسى العلوي الحسيني رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن أسباط قال: حدثنا أحمد بن محمد بن زياد القطان قال: حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد بن عبد الله قال حدثني عيسى بن جعفر العلوي العمري عن آبائه عن عمر بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام: إن النبي صلى الله عليه وآله سئل مما خلق الله تعالى الكلب، قال: خلقه من بزاق إبليس، قيل: وكيف ذاك يا رسول الله ؟ قال: لما أهبط الله تعالى آدم وحواء إلى الأرض أهبطهما كالفرخين المرتعشين، فعدا إبليس الملعون إلى السباع وكانوا قبل آدم في الأرض فقال لهم: إن طيرين قد وقعا من السماء لم ير الراؤن أعظم منهما، تعالوا فكلوهما فتعادت السباع معه وجعل إبليس يحثهم ويصيح ويعدهم بقرب المسافة فوقع من فيه من عجلة كلامه بزاق فخلق الله تعالى من ذلك البزاق كلبين أحدهما ذكر والآخر أنثى فقاما حول آدم وحواء، الكلبة بجدة، والكلب بالهند فلم يتركوا السباع ان يقربوهما، ومن ذلك اليوم الكلب عدو السبع، والسبع عدو الكلب.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 60 - ص 94
ومنه: عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم بن أبي سلمة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل عن الكلاب فقال: كل أسود بهيم، وكل أحمر بهيم، وكل أبيض بهيم فذلك خلق من الكلاب من الجن، وما كان أبلق فهو مسخ من الجن والإنس
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 15 - ص 32
عن أمير المؤمنين (عليه السلام)
فحملت الملائكة جسد آدم عليه السلام ووضعوه على باب الجنة وهو جسد لا روح فيه، والملائكة ينتظرون متى يؤمرون بالسجود، وكان ذلك يوم الجمعة بعد الظهر، ثم إن الله تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام فسجدوا إلا إبليس لعنه الله، ثم خلق الله بعد ذلك الروح
الوقفة الخامسة: لا تخاصمهم .......... بالقرآن
كثيراً مايتبجح أحمد اسماعيل كاطع بطلبه المحاججة بالقرآن وكذلك أتباعه بدعوى أنه أعلم بالقرآن !
لكن هناك سؤال موجه له ولأتباعه ؟
ماهو رد أحمد اسماعيل كاطع على وصية أمير المؤمنين علي (عليه السلام ) لعبد الله بن عباس لما بعثه للاحتجاج على الخوارج ، وهذا نص كلم الإمام (( لا تخاصمهم بالقرآن ، فإن القرآن حمالٌ ذو وجوهٍ ، تقول ويقولون ، ولكن حاججهم ( خاصمهم ) بالسنة ، فإنهم لن يجدوا عنها محيصاً )) نهج البلاغة ،وصيته لعبد الله بن العباس ص545
الوقفة السادسة:رؤيا........... فاطمة
كثيراً ما يتبجح أتباع المنحرف الضال الفاسق الكافر صنيعة الاستكبار العالمي وربيب الصهيونية بقضية الرؤى والأحلام واستدلالهم بروايات ضعيفة وساقطة عن الحجية، منها على سبيل المثال لا الحصر الرواية التي تقول (من رآني فقد رآني فأن الشيطان لا يتمثل بي ولا بأوصيائي ولا بشيعتهم ) وأغفل هذا الضال سند هذه الرواية ومتنها، فأني وجدت كثير من التحقيقات لعلمائنا الأبرار حول هذه الرواية ومنهم الشيخ الطوسي والسيد المرتضى ولكثير من الأحياء حيث قالوا عنها أنها من أضعف أخبار الآحاد، إضافة إلى ذلك أن الشيخ الطوسي قال عنها أنها وردت من طريق المخالفين، وهناك تحقيق رائع للشيخ محمد السند حول هذه الرواية.
وهناك سؤال أوجهه إلى أتباع احمد كاطع وهو أنكم تنكرون علم الرجال وتقولون انه استحدث بعد عصر الأئمة، وأنكم تقولون بقبول جميع الروايات الواردة عن أهل البيت، وأنكم تقبلون جميع روايات الكافي بل استثناء كما يقول العقيلي في كتابه ( دفاع عن الوصية )، والسؤال هو ما تقولون في رؤيا فاطمة التي رأتها والتي يرويها الكليني في الكافي ج8 ص142 واليكم نصها ؟
الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - هامش ص 142
أن فاطمة ( عليها السلام ) رأت في منامها أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) هم أن يخرج هو وفاطمة وعلي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) من المدينة فخرجوا حتى جاوزوا من حيطان المدينة فعرض لهم طريقان فأخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات اليمين حتى انتهى بهم إلى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شاة كنزا وهي التي في أحد أذنيها نقط بيض فأمر بذبحها فلما أكلوا ماتوا في مكانهم فانتبهت فاطمة باكية ذعرة فلم تخبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بذلك فلما أصبحت جاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بحمار معه فاركب عليه فاطمة ( عليها السلام ) وأمر أن يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين ( عليهم السلام ) إلى المدينة كما رأت فاطمة ( عليها السلام ) حتى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شاة كنزا كما رأت فاطمة فأمر بذبحها فذبحت وشويت فلما أرادوا أكلها قامت فاطمة وتنحت ناحية منهم تبكي مخافة ان يموتوا طلبها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى وقع عليها وهي تبكي فقال: ما شأنك يا بنية ؟ قالت: يا رسول الله إني رأيت البارحة كذا وكذا في نومي وفعلت أنت كما رأيته فتنحيت عنكم لان لا أراكم تموتون فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فصلى ركعتين ثم ناجى ربه فنزل جبرئيل فقال: يا رسول الله هذا شيطان يقال له : الزها [ الدهان ] وهو الذي أرى فاطمة هذا الرؤيا ويؤذي المؤمنين في نومهم ما يغتمون به فأمر جبرئيل فجاء به إلى رسول الله فقال له: أنت الذي أرى فاطمة هذه الرؤيا قال : نعم يا محمد فبصق عليه ثلاث بصقات فشجه في ثلاث مواضع ثم قال جبرئيل: قل يا رسول الله إذا رأيت في منامك شيئا تكرهه أو رأى أحد من المؤمنين فليقل: " أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبياءه المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيت من رؤياي " وتقرأ الحمد لله و المعوذتين وقل هو الله أحد وتتفل عن يسارك ثلاث تفلات فإنه لا يضره ما رأى ، فأنزل الله على رسوله " إنما النجوى من الشيطان"
الوقفة السابعة: الشريف المرتضى والمجلسي............. ودليل الرؤيا
رسائل المرتضى - الشريف المرتضى - ج 2 - ص 12 - 13
(من رآني فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي ) وقد علمنا أن المحق والمبطل والمؤمن والكافر قد يرون النبي صلى الله عليه وآله ويخبر كل واحد منهم عنه بضد ما يخبر به الآخر، فكيف يكون رائيا له في الحقيقة مع هذا ؟ . قلنا: هذا خبر واحد ضعيف من أضعف أخبار الآحاد، ولا معول على مثل ذلك. على أنه يمكن مع تسليم صحته أن يكون المراد به: من رآني في اليقظة فقد رآني على الحقيقة، لأن الشيطان لا يتمثل بي لليقظان. فقد قيل: إن الشيطان ربما تمثل بصورة البشر. وهذا التشبيه أشبه بظاهر ألفاظ الخبر، لأنه قال: من رآني فقد رآني، فأثبت غيره رائيا له ونفسه مرئية، وفي النوم لا رائي له في الحقيقة ولا مرئي، وإنما ذلك في اليقظة. ولو حملناه على النوم، لكان تقدير الكلام: من اعتقد أنه يراني في منامه وإن كان غير راء له في الحقيقة، فهو في الحكم كأنه قد رآني. وهذا عدول عن ظاهر لفظ الخبر وتبديل لصيغته.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 58 - ص 210 - 212
وقد كان شيخي - رضي الله عنه - قال لي: إن كل من كثر علمه واتسع فهمه قلت مناماته، فإن رأى مع ذلك مناما وكان جسمه من العوارض سليما فلا يكون منامه إلا حقا. يريد بسلامة الجسم عدم الأمراض المهيجة للطباع وغلبة بعضها على ما تقدم به البيان. والسكران أيضا لا يصح منامه، وكذلك الممتلئ من الطعام لأنه كالسكران ولذلك قيل: إن المنامات قل ما يصح في ليالي شهر رمضان. فأما منامات الأنبياء عليهم السلام فلا تكون إلا صادقة، وهي وحي في الحقيقة، ومنامات الأئمة عليهم السلام جارية مجرى الوحي إن لم تسم وحيا، ولا تكون قط إلا حقا وصدقا. وإذا صح منام المؤمن فإنه من قبل الله تعالى كما ذكرناه، وقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: رؤيا المؤمن جزء من سبعة وسبعين جزء من النبوة. وروي عنه عليه السلام أنه قال: رؤيا المؤمن تجري مجرى كلام تكلم به الرب عنده. فأما وسوسة شياطين الجن فقد ورد السمع بذكرها، قال الله تعالى: " من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس وقال: " وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وقال: " شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا " وورد السمع به فلا طريق إلى دفعه. فأما كيفية وسوسة الجني للإنسي فهو أن الجن أجسام رقاق لطاف، فيصح أن يتوصل أحدهم برقة جسمه ولطافته إلى غاية سمع الانسان ونهايته، فيوقع فيه كلاما يلبس عليه إذا سمعه ويشتبه عليه بخواطره، لأنه لا يرد عليه ورود المحسوسات من ظاهر جوارحه. ويصح أن يفعل هذا بالنائم واليقظان جميعا، وليس هو في العقل مستحيلا. روى جابر بن عبد الله أنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله يخطب إذ قام إليه رجل فقال: يا رسول الله إني رأيت كأن رأسي قد قطع، وهو يتدحرج وأنا أتبعه فقال له رسول الله صلى الله عليه وله: لا تحدث بلعب الشيطان بك، ثم قال: إذا لعب الشيطان أحدكم في منامه فلا يحدثن به أحدا. وأما رؤية الانسان للنبي صلى الله عليه وآله أو لأحد الأئمة عليهم السلام في المنام فإن ذلك عندي على ثلاثة أقسام: قسم أقطع على صحته، وقسم أقطع على بطلانه، وقسم أجوز فيه الصحة والبطلان، فلا أقطع فيه على حال. فأما الذي أقطع على صحته فهو كل منام رأى فيه النبي صلى الله عليه وآله أو أحد الأئمة عليهم السلام وهو الفاعل لطاعة أو آمر بها، وناه عن معصية أو مبين لقبحها، وقائل لحق أو داع إليه، وزاجر عن باطل أو ذام لمن هو عليه، وأما الذي أقطع على بطلانه فهو كل ما كان ضد ذلك، لعلمنا أن النبي صلى الله عليه وآله والإمام عليه السلام صاحبا حق، وصاحب الحق بعيد عن الباطل وأما الذي أجوز فيه الصحة والبطلان فهو المنام الذي يرى فيه النبي والإمام عليهما السلام وليس هو آمرا ولا ناهيا وعلى حال يختص بالديانات، مثل أن يراه راكبا أو ماشيا أو جالسا ونحو ذلك. وأما الخبر الذي يروي عن النبي صلى الله عليه وآله من قول " من رآني فقد رآني، فإن الشيطان لا يتشبه بي " فإنه إن كان المراد به المنام يحمل على التخصيص دون أن يكون في كل حال ويكون المراد به القسم الأول من الثلاثة أقسام، لان الشيطان لا يتشبه بالنبي صلى الله عليه وآله في شيء من الحق والطاعات، وأما ما روي عنه صلى الله عليه وآله من قوله " من رآني نائما رآني يقظانا " فإنه يحتمل وجهين: أحدهما أن يكون المراد به رؤية المنام، ويكون خاصا كالخبر الأول على القسم الذي قدمناه والثاني أن يكون أراد به رؤية اليقظة دون المنام، ويكون قوله " نائما " حالا للنبي وليست حالا لمن رآه فكأنه قال: من رآني وأنا نائم فكأنما رآني وأنا منتبه. والفائدة في هذا المقال أن يعلمهم بأنه يدرك في الحالتين إدراكا واحدا، فيمنعهم ذلك إذا حضروا عنده وهو نائم أن يفيضوا فيما لا يحسن أن يذكروه بحضرته وهو منتبه، وقد روي عنه عليه السلام أنه غفا ثم قام يصلي من غير تجديد وضوء، فسئل عن ذلك فقال: إني لست كأحدكم، تنام عيناي ولا ينام قلبي. وجميع هذه الروايات أخبار آحاد، فإن سلمت فعلى هذا المنهاج، وقد كان شيخي - رحمه الله - يقول: إذا جاز من بشر أن يدعي في اليقظة أنه إله كفرعون ومن جرى مجراه مع قلة حيلة البشر وزوال اللبس في اليقظة، فما المانع من أن يدعي إبليس عند النائم بوسوسة له أنه نبي ؟ مع تمكن إبليس مما لا يتمكن منه البشر وكثرة اللبس المعترض في المنام. ومما يوضح لك أن المنامات التي يتخيل للإنسان أنه قد رأى فيها رسول الله والأئمة منها ما هو حق، ومنها ما هو باطل، أنك ترى الشيعي يقول: رأيت في المنام رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يأمرني بالاقتداء به دون غيره، ويعلمني أنه خليفته من بعده وأن أبا بكر وعمر وعثمان ظالموه وأعداؤه، وينهاني عن موالاتهم ويأمرني بالبراءة منهم، ونحو ذلك مما يختص بمذهب الشيعة، ثم يرى الناصبي يقول: رأيت رسول الله في النوم ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، وهو يأمرني بمحبتهم وينهاني عن بغضهم، ويعلمني أنهم أصحابه في الدنيا والآخرة، وأنهم معه في الجنة. ونحو ذلك مما يختص بمذهب الناصبية فنعلم لا محالة أن أحد المنامين حق والآخر باطل، فأولى الأشياء أن يكون الحق منهما ما ثبت الدليل في اليقظة على صحة ما تضمنه، والباطل ما أوضحت الحجة عن فساده وبطلانه. وليس يمكن للشيعي أن يقول للناصبي: إنك كذبت في قولك: إنك رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله لأنه يقدر أن يقول له مثل هذا بعينه، وقد شاهدنا ناصبيا يتشيع وأخبرنا في حال تشيعه بأنه يرى منامات بالضد مما كان يراه في حال نصبه فبان بذلك أن أحد المنامين باطل، وأنه من نتيجة حديث النفس، أو من وسوسة إبليس ونحو ذلك،
الوقفة الثامنة: أمرنا .......... أبين من الشمس
أن المتتبع للدعاوى الضالة التي ظهرت في الآونة الأخيرة أي في ظل الغزو الأمريكي للعراق يلاحظ ظاهرة مميزة ألا وهي ظاهرة ضرب الخط المرجعي ومحاولة تسقيطه وهذه الظاهرة تشترك بها جميع الدعاوى الباطلة التي ظهرت على أرض الرافدين وسمتها المميزة هي الهجوم على علم الأصول والاجتهاد والتقليد وبالأخص خط الحق أو قل المرجعية التي تمثل نهج المعصومين والمتمثلة بسماحة السيد الحسني (دام ظله المبارك ) وهذه الظاهرة هي ما يعبر عنه بـ (الغزو الفكري ) والذي أعتقده حسب علمي القاصر هو غزو ممنهج يقوده الاحتلال وينظر له ويرعاه لإخلاء أرض الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) من كل الطاقات وأهمها القواعد الشعبية الواعية والمدافعة عن دينها والواقفة ضد الشبهات ولكن أنى لهم ذلك ( ... يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون )، والهدف الأكبر لهؤلاء من قمة الهرم الى أسفله هدفهم هو الأخيار الأنصار لا غير لأن العالم كله تحت سيطرتهم إلا هذه الثلة المؤمنة التي يحاولون من خلال هذه الشبهة تشكيكهم بعقيدتهم ومحاولة بث هذه السموم القاتلة والتي مفادها أن المهدي لا يظهر بالأصول أو بالفقه.... وغيرها كثير.
ولكن هذا الحديث على بساطته هو الذي يبين كيف يعرف المهدي(( شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج 29 - ص 587 - 588-
وعن الحارث بن المغيرة النظري قال: قلت لأبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام: بأي شئ يعرف الإمام المهدي ؟ قال: بالسكينة والوقار. قلت: وبأي شئ ؟ قال: بمعرفة الحلال والحرام وبحاجة الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد
الوقفة التاسعة : حال رواة ......... روايات المهديين
دلائل الإمامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - ص 365 - 366
وأخبرني أبو الحسين، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام، قال: حدثنا محمد بن محمد بن مسعود الربعي السمرقندي، قال: حدثني عبد الله بن الحسن، عن الحسن بن علي الوشاء، قال: وجه إلي أبو الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ونحن بخراسان ذات يوم بعد صلاة العصر، فلما دخلت إليه قال لي: يا حسن، توفي علي بن أبي حمزة البطائني في هذا اليوم، وادخل قبره في هذه الساعة، فأتياه ملكا القبر، فقالا له: من ربك ؟ فقال: الله ربي. قالا: فمن نبيك ؟ قال: محمد. قالا: فما دينك ؟ قال: الإسلام قالا: ما كتابك ؟ قال: القرآن. قالا: فمن وليك ؟ قال: علي. قالا: ثم من ؟ قال: ثم الحسن. قالا: ثم من ؟ قال: ثم الحسين. قالا: ثم من ؟ قال: ثم علي بن الحسين. قالا: ثم من ؟ قال: ثم محمد بن علي. قالا: ثم من ؟ قال: ثم جعفر بن محمد. قالا: ثم من ؟ قال: ثم موسى بن جعفر. قالا: ثم من ؟ فتلجلج لسانه، فأعادا عليه، فسكت، قالا له: أفموسى بن جعفر أمرك بهذا ؟ ! ثم ضرباه بإرزبة، فألقياه على قبره، فهو يلتهب إلى يوم القيامة. قال الحسن بن علي: فلما خرجت كتبت اليوم ومنزلته في الشهر، فما مضت الأيام حتى وردت علينا كتب الكوفيين، بأن علي بن أبي حمزة توفي في ذلك اليوم، وادخل قبره في الساعة التي قال أبو الحسن ( عليه السلام ).
الغيبة - الشيخ الطوسي - ص 63 - 71
وقد روي السبب الذي دعا قوما إلى القول بالوقف. فروى الثقات أن أول من أظهر هذا الاعتقاد علي بن أبي حمزة البطائني وزياد بن مروان القندي وعثمان بن عيسى الرواسي طمعوا في الدنيا، ومالوا إلى حطامها واستمالوا قوما فبذلوا لهم شيئا مما اختانوه من الأموال، نحو حمزة بن بزيع وابن المكاري وكرام الخثعمي وأمثالهم. فروى محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن الفضل، عن يونس بن عبد الرحمن قال: مات أبو إبراهيم عليه السلام وليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير، وكان ذلك سبب وقفهم وجحدهم موته، طمعا في الأموال، كان عند زياد بن مروان القندي سبعون ألف دينار، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار. فلما رأيت ذلك وتبينت الحق وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا عليه السلام ما علمت، تكلمت ودعوت الناس إليه، فبعثا إلي وقالا ما يدعوك إلى هذا ؟ إن كنت تريد المال فنحن نغنيك وضمنا لي عشرة آلاف دينار، وقالا [ لي ]: كف. فأبيت، وقلت لهما: إنا روينا عن الصادقين عليهم السلام أنهم قالوا: " إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه، فإن لم يفعل سلب نور الايمان " وما كنت لأدع الجهاد وأمر الله على كل حال، فناصباني وأضمرا لي العداوة وروى محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار وسعد بن عبد الله الأشعري جميعا، عن يعقوب بن يزيد الأنبا ري، عن بعض أصحابه قال: مضى أبو إبراهيم عليه السلام وعند زياد القندي سبعون ألف دينار، وعند عثمان بن عيسى الرواسي ثلاثون ألف دينار وخمس جوار، ومسكنه بمصر. فبعث إليهم أبو الحسن الرضا عليه السلام أن احملوا ما قبلكم من المال وما كان اجتمع لأبي عندكم من أثاث وجوار، فإني وارثه وقائم مقامه، وقد اقتسمنا ميراثه ولا عذر لكم في حبس ما قد اجتمع لي ولوارثه قبلكم وكلام يشبه هذا. فأما ابن أبي حمزة فإنه أنكره ولم يعترف بما عنده وكذلك زياد القندي. وأما عثمان بن عيسى فإنه كتب إليه إن أباك صلوات الله عليه لم يمت وهو حي قائم، ومن ذكر أنه مات فهو مبطل، وأعمل على أنه قد مضى كما تقول: فلم يأمرني بدفع شئ إليك، وأما الجواري فقد أعتقتهن وتزوجت بهن وروى أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، عن محمد بن أحمد بن نصر التيمي قال: سمعت حرب بن الحسن الطحان يحدث يحيى بن الحسن العلوي أن يحيى بن المساور قال: حضرت جماعة من الشيعة، وكان فيهم علي بن أبي حمزة فسمعته يقول: دخل علي بن يقطين على أبي الحسن موسى عليه السلام فسأله عن أشياء فأجابه. ثم قال: أبو الحسن عليه السلام: يا علي صاحبك يقتلني، فبكى علي بن يقطين وقال: يا سيدي وأنا معه ؟ . قال: لا يا علي لا تكون معه ولا تشهد قتلي، قال علي: فمن لنا بعدك يا سيدي ؟ فقال: علي ابني هذا هو خير من أخلف بعدي، هو مني بمنزلة أبي، هو لشيعتي عنده علم ما يحتاجون إليه، سيد في الدنيا وسيد في الآخرة، وإنه لمن المقربين. فقال يحيى بن الحسن لحرب فما حمل علي بن أبي حمزة على أن برء منه وحسده ؟ قال سألت يحيى بن المساور عن ذلك فقال: حمله ما كان عنده من ماله [ الذي ] اقتطعه ليشقيه الله في الدنيا والآخرة، ثم دخل بعض بني هاشم وانقطع الحديث. وروى علي بن حبشي بن قوني، عن الحسين بن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال قال: كنت أرى عند عمي علي بن الحسن بن فضال شيخا من أهل بغداد وكان يهازل عمي. فقال له يوما: ليس في الدنيا شر منكم يا معشر الشيعة - أو قال: الرافضة - فقال له عمي: ولم لعنك الله ؟ . قال: أنا زوج بنت أحمد بن أبي بشر السراج قال لي لما حضرته الوفاة: إنه كان عندي عشرة آلاف دينار وديعة لموسى بن جعفر عليه السلام، فدفعت ابنه عنها بعد موته، وشهدت أنه لم يمت فالله الله خلصوني من النار وسلموها إلى الرضا عليه السلام. فوالله ما أخرجنا حبة، ولقد تركناه يصلى [ بها ] في نار جهنم. وإذا كان أصل هذا المذهب أمثال هؤلاء، كيف يوثق برواياتهم أو يعول عليها ! . وأما ما روي من الطعن على رواة الواقفة، فأكثر من أن يحصى، وهو موجود في كتب أصحابنا، نحن نذكر طرفا منه روى محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري، عن عبد الله بن محمد، عن الخشاب، عن أبي داود قال: كنت أنا وعيينة بياع القصب عند علي بن أبي حمزة البطائني - وكان رئيس الواقفة - فسمعته يقول: قال لي أبو إبراهيم عليه السلام: إنما أنت وأصحابك يا علي أشباه الحمير. فقال لي عيينة: أسمعت ؟ قلت: إي والله لقد سمعت. فقال: لا والله، لا أنقل إليه قدمي ما حييت. وروى ابن عقدة، عن علي بن الحسن بن فضال، عن محمد بن عمر بن يزيد وعلي بن أسباط جميعا، قالا: قال لنا عثمان بن عيسى الرواسي: حدثني زياد القندي وابن مسكان، قالا: كنا عند أبي إبراهيم عليه السلام إذ قال: يدخل عليكم الساعة خير أهل الأرض. فدخل أبو الحسن الرضا عليه السلام - وهو صبي -. فقلنا: خير أهل الأرض ! ثم دنا فضمه إليه فقبله وقال: يا بني تدري ما قال ذان ؟ قال: نعم يا سيدي هذان يشكان في. قال علي بن أسباط: فحدثت بهذا الحديث الحسن بن محبوب فقال: بتر الحديث لا ولكن حدثني علي بن رئاب أن أبا إبراهيم عليه السلام قال لهما: إن جحدتماه حقه أو خنتماه فعليكما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، يا زياد لا تنجب أنت وأصحابك أبدا. قال علي بن رئاب: فلقيت زياد القندي فقلت له: بلغني أن أبا إبراهيم عليه السلام قال لك: كذا وكذا، فقال: أحسبك قد خولطت. فمر وتركني فلم أكلمه ولا مررت به. قال الحسن بن محبوب: فلم نزل نتوقع لزياد دعوة أبي إبراهيم عليه السلام حتى ظهر منه أيام الرضا عليه السلام ما ظهر، ومات زنديقا وروى أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن إبراهيم بن يحيى بن أبي البلاد قال: قال الرضا عليه السلام: ما فعل الشقي: حمزة بن بزيع ؟ قلت: هو ذا هو قد قدم. فقال: يزعم أن أبي حي، هم اليوم شكاك، ولا يموتون غدا إلا على الزندقة. قال صفوان: فقلت فيما بيني وبين نفسي: شكاك قد عرفتهم، فكيف يموتون على الزندقة ؟ ! فما لبثنا إلا قليلا حتى بلغنا عن رجل منهم أنه قال عند موته هو كافر برب أماته. قال صفوان: فقلت هذا تصديق الحديث وروى أبو علي محمد بن همام، عن علي بن رباح قال: قلت للقاسم بن إسماعيل القرشي وكان ممطورا أي شئ سمعت من محمد بن أبي حمزة ؟ قال: ما سمعت منه إلا حديثا واحدا. قال ابن رباح: ثم أخرج بعد ذلك حديثا كثيرا فرواه عن محمد بن أبي حمزة. قال ابن رباح: وسألت القاسم هذا: كم سمعت من حنان ؟ فقال: أربعة أحاديث أو خمسة. قال: ثم أخرج بعد ذلك حديثا كثيرا فرواه عنه وروى أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن سعد، عن أحمد بن عمر قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول في ابن أبي حمزة: أليس هو الذي يروي أن رأس المهدي يهدى إلى عيسى بن موسى، وهو صاحب السفياني. وقال: إن أبا إبراهيم عليه السلام يعود إلى ثمانية أشهر، فما استبان لهم كذبه ؟ وروى محمد بن أحمد بن يحيى، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن محمد بن سنان قال : ذكر علي بن أبي حمزة عند الرضا عليه السلام فلعنه ، ثم قال : إن علي بن أبي حمزة أراد أن لا يعبد الله في سمائه وأرضه ، فأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون ، ولو كره اللعين المشرك . قلت: المشرك ؟ قال: نعم والله وإن رغم أنفه كذلك و هو في كتاب الله ( يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم ). وقد جرت فيه وفي أمثاله أنه أراد أن يطفئ نور الله. والطعون على هذه الطائفة أكثر من أن تحصى لا نطول بذكرها الكتاب، فكيف يوثق بروايات هؤلاء القوم وهذه أحوالهم وأقوال السلف الصالح فيهم. ولولا معاندة من تعلق بهذه الاخبار التي ذكروها لما كان ينبغي أن يصغى إلى من يذكرها لأنا قد بينا من النصوص على الرضا عليه السلام ما فيه كفاية، ويبطل قولهم. ويبطل ذلك أيضا ما ظهر من المعجزات على يد الرضا عليه السلام الدالة على صحة إمامته، وهي مذكورة في الكتب. ولأجلها رجع جماعة من القول بالوقف مثل: عبد الرحمن بن الحجاج، ورفاعة بن موسى، ويونس بن يعقوب، وجميل بن دراج وحماد بن عيسى وغيرهم، وهؤلاء من أصحاب أبيه الذين شكوا فيه ثم رجعوا. وكذلك من كان في عصره، مثل: أحمد بن محمد بن أبي نصر، والحسن بن علي الوشاء وغيرهم ممن ( كان ) قال بالوقف، فالتزموا الحجة وقالوا بإمامته وإمامة من بعده من ولده.
والحمد لله رب العالمين