الظليمة الظليمة الظليمة الظليمة
مرسل: الأحد سبتمبر 14, 2008 3:53 pm
بسم الله الر حمن الرحيم
ماتزال تقام صلاة جمعة مدينة الشامية في الشارع ولاكثر من ثلاث سنوات لان جامعهم قد اغتصبته ادارة المحافظة منهم ومنعتهم من الصلاة فية لاكثر من ثلاث سنوات ضاربة عرض الجدار كل الفتاوى الشرعية التي لاتجوز وتنهى عن دفع الامام الراتب عن مكانه الشرعي ولكن ادارة المحافظة والمدينة تعدت على كل الاعراف الشرعية والقانونية التي تثبت حق هؤلاء المومنين الشرعي بالصلاة في جامع الصوب الصغير في الشامية وهاهم قد كتبوا لافته يناشدون بها كل الغيارى من المسلمين في بقاع الارض كل من صام في هذا الشهر كل من له انسانية متمسك بها يناشدون اهل الدين بان يقفوا معهم في محنتهم وينصروهم بكل مايستطيعون به هاهم المؤمنون يضجون ويصرخون وينادون
انصفونا..انصفونا..
الظليمة .. الظليمة .. ياصاحب الزمان
وقد أقيمت الجمعة السياسية في مدينة الشامية بإمامة الأستاذ خلف الركابي حيث بدأء الخطبة الأولى بتقديم أحر التهاني والتبريكات إلى مقام الرسول الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ... والى سيدنا ومولانا وشفيعنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه ... والى البضعة الطاهرة فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها والأئمة المعصومين عليهم سلام الله أجمعين .......
كما ونزف التهاني والتبريكات إلى سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الحسني دام ظله المبارك والى الأمة الإسلامية عموما .. بمناسبة ولادة السبط المنتجب ....أبا محمد .. الحسن بن علي عليهما السلام ....
وبهذه المناسبة لابد وان نتوقف عند جوانب مهمة من حياة الإمام المعصوم و القائد المفترض الطاعة ....لنأخذ العبرة والعظة .. ولتكون لنا منارا نهتدي به في زمن كثرة فيه الرايات ... والعناوين ... والمسميات ... والشعارات .. واختلطت فيه الأفكار .. والمفاهيم .. والمعتقدات ..في زمن تعني فيه الأمة من تضييع لمسارها المنجي .. وسلوكها طرق مختلفة ومتقاطعة أختطها لها أعدائها ................ نتوقف أيها الإخوة .... لنراجع التأريخ .. نتصفح أوراقه ..ونقرأ أحداثه قراءة موضوعية شاملة وعميقة ...... لنلاحظ بعدها كيف أن أصحاب المصالح اللامشروعة يعيدون إنتاج منهجيتهم عبر التأريخ .. كيف أنهم يتبعون نفس الأساليب ويسلكون نفس الطرق في محاربة النهج الإسلامي الرسالي الأصيل . فالمنطلق واحد .... والهدف واحد .. ولكن الأساليب مختلفة باختلاف الظروف الموضوعية لكل مرحلة من مراحل التأريخ .... ونجد أيضا كيف إن المظلومية تتكرر على أهل الحق وهم يمارسون تكليفهم ودورهم الشرعي مسؤولياتهم الأخلاقية .... وهم يتحملون نيابة عن أمتهم المشقة والأذى النفسي والجسدي .... فهاهي قيادة الإمام المعصوم الحسن بن على عليهما السلام قد مثلت المنهجية الإسلامية الشاملة ... والواعية ... والمدركة ... والمحيطة بكل جوانب الصراع والمواجهة مع الخصم المنحرف ..... صاحب القوة المادية الكبيرة والإمكانية البشرية الهائلة ... ذلك الخصم الذي يتحرك وفقا لأطار المصلحة الذاتية المعتمدة على استغلال عامل رئيسي . ومرض فتاك أصاب الامة بعد استشهاد الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ... مرض الجهل والانحطاط القيَمي والمفاهيمي مرض الانقياد العاطفي للأعم الأغلب من إفرادها الذين انقادوا خلف عناوين ومسميات مزيفة ... قادتهم في نهاية المطاف إلى السفال ...!
ذلك الخصم الذي ما كان له أن يتربع على عرش السلطة ويتحكم في مصائر ومقدرات لولا افتراقها عن قيادتها الحقيقية ...صاحبة المشروع الإلهي الكامل وأتساع الهوة يوما بعد يوم تحت تأثير الدعاية الإعلامية المضللة وتحت ضغط وتأثير أساليب الترغيب والإغراء من جهة والتنكيل والترهيب والتقتيل الذي كانت تتبعه أجهزة الطرف الأخر من جهة أخرى .
والإمام المعصوم عليه السلام إنما كان يتحرك وينطلق في فضاء العمل السياسي والاجتماعي المحفوف بالمخاطر من منطلق شرعي وأخلاقي يعبر عن الامتثال التام والشامل للأوامر الشرعية والتكاليف الإلهية ..بعبارة أخرى .. من منطلق وعي التكليف وإدراك أهميته والإحساس بضرورة النهوض والتصدي لأعباء العملية التصحيحية ...
فوظيفة الإمام ..... وكذلك القيادات الإسلامية الحقيقية التي تتخذ من التعاليم الإسلامية الأصيلة منطلقا فكريا وعقائديا وسلوكيا يميز عملها .. تتركز في قضية أساسية هي السعي لإنقاذ الأمة من براثن التخلف والاستغلال الذي تتعرض له من قبل أصحاب المصالح اللامشروعة .
أحبتي .. لقد خاض الإمام الحسن عليه السلام صراعا مريرا وقاسيا وهو يؤدي تكليفه الشرعي بعدة اتجاهات أبرزها واهما وأخطرها ذلك الصراع والذي خاضه سلام الله عليه وهو يسعى لإنقاذ الأمة وتحريرها من الجهل والاستغلال ووضعها على طريق المعرفة والوعي الذي يمكن من خلاله إن تلتمس طريقها الصحيح ... طريقها المنجي .. نعم أيها الإخوة المؤمنون .. فالجهل هو نقطة الضعف الرئيسية التي يمكن للأعداء النفاذ من خلالها إلى جسد الأمة الواحد وتمزيقه شر تمزيق ..... فالأمة التي لا تفرق بين الناقة والجمل لا يمكن أن تعي أهمية القضية الإسلامية الكبرى .... كما لا يمكنها أيضا أن تردم الفجوة الهائلة التي تفصل بين المفاهيم العقائدية التي تسعى القيادة الشرعية لإرسائها ... وبين الممارسة السلوكية لأفرادها الذين يتعاملون مع الوقائع والإحداث ببرود وعدم اكتراث .... فجهل العامة بآليات العمل السياسي المجرد من القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية الذي كانت تمارسه الجهة المنحرفة ورجالاتها .. كان احد أهم العوامل المسببة ( للإخفاق السياسي )حسب مفهوم العرف العام المضطرب عاطفيا وعقائديا ... فظلم الإمام الحسن عليه السلام نتيجة لجهل الأمة وتخاذلها عن النصرة .. وأقصي سلام الله عليه عن ساحة العمل السياسي والاجتماعي نتيجة لسيطرة العواطف والمؤثرات المادية والمعنوية .. والمحصلة النهائية .. كانت هي المأساة .. هي النكبة التي أصابت الأمة بعد اغتياله وتصفيته ..فكانت خسارة فادحة ومضاعفة لعموم الأمة وذلك لخسارتها وتفريطها بعنصر القيادة الفذة الواعية والقادرة على تقديم أفضل الحلول لمشاكلها ..فيما لو كانت مطيعة ومنقادة لأوامر وإرشادات الشريعة المحمدية السمحاء ..
فيا أيها الإخوة علينا أن نتعلم .. ونقتبس .. ونتعض من سيرة المعصومين عليهم السلام .. أن نقتبس من أنوار عملهم وإرشاداتهم .. أن نكون عاملين ... فاعلين ... مؤثرين ..مطيعين .. لننال رضا الله سبحانه وتعالى ورسوله والأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ...
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
واما في الخطبة الثانية تحدث الاستاذ خلف الركابي امام جمعة مدينة الشامية حول الجهاز التنفيذي في الدولة قائلاً :
يعتبر الجهاز التنفيذي في كل دولة من دول العالم بمثابة الرئة التي يتنفس منها الناس ....
فهو الذي يمدهم بمختلف الاحتياجات وتوفير أفضل الخدمات للمواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم المختلفة .......
ولأجل توفير بيئة صحية سليمة .. سعت الدول المختلفة لإصدار القوانين والتشريعات التي تنظم عمل هذا الجهاز وتحدد علاقته بالمواطن الذي يكون حسب التصورات الحديثة في النظم المختلفة الغاية الرئيسية التي يسعى الجميع لضمان تمتعها بحقوقها المختلفة ..
ولكن .... ولظروف مختلفة .. قد تتشابه أحيانا وخصوصا في الدول التي تعيش حالات من الاضطراب وعدم الاستقرار نلاحظ أفول وغياب أخلاقيات العمل الحكومي أو شرف المهنة كما يعبر عنه ..التي ساهمت في انتشار حالات الفساد الإداري المختلفة واستشراء القيم المصلحية في الحيلولة دون يأخذ هذا الجهاز دوره الحقيقي في تمثيل مصالح الجميع وبلا تمييز ....
وفي العراق حيث التحولات المستمرة والمتعاقبة للأنظمة الحكومية والسياسية ..... وحيث الهزات الاجتماعية التي تضغط باستمرار على منظومة القيم والتقاليد السائدة ( عرفية كانت أم قانونية ) نجد أن الجهاز التنفيذي عموما يعاني من مشاكل عديدة ومتنوعة .... أبرزها الفساد المستشري في الكثير من المؤسسات الحكومية والذي يضيف عبئا ثقيلا على كاهل المواطن ... ويضع مستقبله وآماله في مهب الريح ......
أيها الإخوة ..... فمؤشرات الفساد قد وصلت إلى أعلى مستوياتها وباتت عامل قلق وتهديد لأمن المجتمع عموما .... في ظل قصور واضح في مستوى أداء الجهات الرقابية والقانونية .. التي أصابها الداء أسوة ببقية المؤسسات ..................
إننا ندرك أيها الإخوة أن القوانين والتشريعات التي تنظم عمل المؤسسات المختلفة لا يمكن أن تكون وحدها كافية لتحقيق الإصلاح الإداري المطلوب ..... بل يجب أن تتظافر أمور أخرى أهمها وأبرزها .... إقرار قيم العدالة والمساواة بين المواطنين وإشاعة ثقافة الولاء والانتماء للوطن ........................
إن الموظف الذي يراعي الصالح العام أثناء تأدية لمهامه الوظيفية ويكون الوازع الأخلاقي هو الدافع والمحرك له يمثل اللبنة الأساسية في عملية الإصلاح المطلوبة ... فنراه لا يتأثر بمختلف الإغراءات المرتبطة باستغلال الوظيفة لمصلحته الفردية ولا يستخدم مؤسسات الدولة لمنفعته أو لمن تهمه مصلحته . فهو يدرك مصلحة بلده وشعبه ...... يحس بآلامهم ..... يعيش معاناتهم ..... تبنى تصوراته على أساس مهني فلا يكون أسير الضغط هذه الجهة أو تلك .....
أيها الإخوة لأي شخص مهما كان عنوانه ومركزه الوظيفي أن ينكر وجود فساد خطير ينخر بمؤسسات الدولة المختلفة ..... فساد تعددت أشكاله ساهم في حرمان شرائح واسعة من التمتع بحقوقها وامتيازاتها التي تقدمها الأجهزة التنفيذية المختلفة ... ساهم في دورانها في حلقة مفرغة من العوز ... والفقر ... والحرمان يصعب الخروج منها ...
أنها مصائب يعيش الجميع تحت وطأتها ... فالذي يأمن العقاب ... يسئ الأدب كما يقول المثل ......فينتهك قواعد العمل المهني ....ويسعى لتحقيق مصلحته الفردية أو مصلحة فئته وعشيرته أو حزبه ..... أو يجعل من الوظيفة مصدرا للثراء وبسط الهيمنة والنفوذ .....
أيها الإخوة .... لقد ساهم مفهوم توزيع السلطة بين الجهات الحزبية والطائفية في تكريس حالة الفساد الإداري .. فتوزيع المناصب والوظائف المختلفة في الجهاز التنفيذي للدولة يقوم على أساس المحاصصة الحزبية والطائفية ...والنتيجة هي حرمان الكثير من أصحاب الكفاءات من ممارسة دورهم الحقيقي في عملية البناء المنشودة ...
أحبتي ... إن الحاجة ماسة لأن تنهض الجهات التشريعية بدورها الحقيقي لمواجهة الفساد الإداري ووضع الأمور في نصابها وإيقاف حالة الانهيار والعجز التي تواجه مؤسسات الدولة المختلفة وسن القوانين والتشريعات التي تسهم في ضمان تمتع المواطن العراقي بكافة الحقوق ... وتضمن كذلك تصريف شؤون حياته اليومية ....وإعادة بناء الثقة بين المواطن والمؤسسات الحكومية المختلفة لضمان مستقبل زاهر وآمن لجميع العراقيين ..............
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .......
ماتزال تقام صلاة جمعة مدينة الشامية في الشارع ولاكثر من ثلاث سنوات لان جامعهم قد اغتصبته ادارة المحافظة منهم ومنعتهم من الصلاة فية لاكثر من ثلاث سنوات ضاربة عرض الجدار كل الفتاوى الشرعية التي لاتجوز وتنهى عن دفع الامام الراتب عن مكانه الشرعي ولكن ادارة المحافظة والمدينة تعدت على كل الاعراف الشرعية والقانونية التي تثبت حق هؤلاء المومنين الشرعي بالصلاة في جامع الصوب الصغير في الشامية وهاهم قد كتبوا لافته يناشدون بها كل الغيارى من المسلمين في بقاع الارض كل من صام في هذا الشهر كل من له انسانية متمسك بها يناشدون اهل الدين بان يقفوا معهم في محنتهم وينصروهم بكل مايستطيعون به هاهم المؤمنون يضجون ويصرخون وينادون
انصفونا..انصفونا..
الظليمة .. الظليمة .. ياصاحب الزمان
وقد أقيمت الجمعة السياسية في مدينة الشامية بإمامة الأستاذ خلف الركابي حيث بدأء الخطبة الأولى بتقديم أحر التهاني والتبريكات إلى مقام الرسول الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ... والى سيدنا ومولانا وشفيعنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه ... والى البضعة الطاهرة فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها والأئمة المعصومين عليهم سلام الله أجمعين .......
كما ونزف التهاني والتبريكات إلى سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الحسني دام ظله المبارك والى الأمة الإسلامية عموما .. بمناسبة ولادة السبط المنتجب ....أبا محمد .. الحسن بن علي عليهما السلام ....
وبهذه المناسبة لابد وان نتوقف عند جوانب مهمة من حياة الإمام المعصوم و القائد المفترض الطاعة ....لنأخذ العبرة والعظة .. ولتكون لنا منارا نهتدي به في زمن كثرة فيه الرايات ... والعناوين ... والمسميات ... والشعارات .. واختلطت فيه الأفكار .. والمفاهيم .. والمعتقدات ..في زمن تعني فيه الأمة من تضييع لمسارها المنجي .. وسلوكها طرق مختلفة ومتقاطعة أختطها لها أعدائها ................ نتوقف أيها الإخوة .... لنراجع التأريخ .. نتصفح أوراقه ..ونقرأ أحداثه قراءة موضوعية شاملة وعميقة ...... لنلاحظ بعدها كيف أن أصحاب المصالح اللامشروعة يعيدون إنتاج منهجيتهم عبر التأريخ .. كيف أنهم يتبعون نفس الأساليب ويسلكون نفس الطرق في محاربة النهج الإسلامي الرسالي الأصيل . فالمنطلق واحد .... والهدف واحد .. ولكن الأساليب مختلفة باختلاف الظروف الموضوعية لكل مرحلة من مراحل التأريخ .... ونجد أيضا كيف إن المظلومية تتكرر على أهل الحق وهم يمارسون تكليفهم ودورهم الشرعي مسؤولياتهم الأخلاقية .... وهم يتحملون نيابة عن أمتهم المشقة والأذى النفسي والجسدي .... فهاهي قيادة الإمام المعصوم الحسن بن على عليهما السلام قد مثلت المنهجية الإسلامية الشاملة ... والواعية ... والمدركة ... والمحيطة بكل جوانب الصراع والمواجهة مع الخصم المنحرف ..... صاحب القوة المادية الكبيرة والإمكانية البشرية الهائلة ... ذلك الخصم الذي يتحرك وفقا لأطار المصلحة الذاتية المعتمدة على استغلال عامل رئيسي . ومرض فتاك أصاب الامة بعد استشهاد الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ... مرض الجهل والانحطاط القيَمي والمفاهيمي مرض الانقياد العاطفي للأعم الأغلب من إفرادها الذين انقادوا خلف عناوين ومسميات مزيفة ... قادتهم في نهاية المطاف إلى السفال ...!
ذلك الخصم الذي ما كان له أن يتربع على عرش السلطة ويتحكم في مصائر ومقدرات لولا افتراقها عن قيادتها الحقيقية ...صاحبة المشروع الإلهي الكامل وأتساع الهوة يوما بعد يوم تحت تأثير الدعاية الإعلامية المضللة وتحت ضغط وتأثير أساليب الترغيب والإغراء من جهة والتنكيل والترهيب والتقتيل الذي كانت تتبعه أجهزة الطرف الأخر من جهة أخرى .
والإمام المعصوم عليه السلام إنما كان يتحرك وينطلق في فضاء العمل السياسي والاجتماعي المحفوف بالمخاطر من منطلق شرعي وأخلاقي يعبر عن الامتثال التام والشامل للأوامر الشرعية والتكاليف الإلهية ..بعبارة أخرى .. من منطلق وعي التكليف وإدراك أهميته والإحساس بضرورة النهوض والتصدي لأعباء العملية التصحيحية ...
فوظيفة الإمام ..... وكذلك القيادات الإسلامية الحقيقية التي تتخذ من التعاليم الإسلامية الأصيلة منطلقا فكريا وعقائديا وسلوكيا يميز عملها .. تتركز في قضية أساسية هي السعي لإنقاذ الأمة من براثن التخلف والاستغلال الذي تتعرض له من قبل أصحاب المصالح اللامشروعة .
أحبتي .. لقد خاض الإمام الحسن عليه السلام صراعا مريرا وقاسيا وهو يؤدي تكليفه الشرعي بعدة اتجاهات أبرزها واهما وأخطرها ذلك الصراع والذي خاضه سلام الله عليه وهو يسعى لإنقاذ الأمة وتحريرها من الجهل والاستغلال ووضعها على طريق المعرفة والوعي الذي يمكن من خلاله إن تلتمس طريقها الصحيح ... طريقها المنجي .. نعم أيها الإخوة المؤمنون .. فالجهل هو نقطة الضعف الرئيسية التي يمكن للأعداء النفاذ من خلالها إلى جسد الأمة الواحد وتمزيقه شر تمزيق ..... فالأمة التي لا تفرق بين الناقة والجمل لا يمكن أن تعي أهمية القضية الإسلامية الكبرى .... كما لا يمكنها أيضا أن تردم الفجوة الهائلة التي تفصل بين المفاهيم العقائدية التي تسعى القيادة الشرعية لإرسائها ... وبين الممارسة السلوكية لأفرادها الذين يتعاملون مع الوقائع والإحداث ببرود وعدم اكتراث .... فجهل العامة بآليات العمل السياسي المجرد من القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية الذي كانت تمارسه الجهة المنحرفة ورجالاتها .. كان احد أهم العوامل المسببة ( للإخفاق السياسي )حسب مفهوم العرف العام المضطرب عاطفيا وعقائديا ... فظلم الإمام الحسن عليه السلام نتيجة لجهل الأمة وتخاذلها عن النصرة .. وأقصي سلام الله عليه عن ساحة العمل السياسي والاجتماعي نتيجة لسيطرة العواطف والمؤثرات المادية والمعنوية .. والمحصلة النهائية .. كانت هي المأساة .. هي النكبة التي أصابت الأمة بعد اغتياله وتصفيته ..فكانت خسارة فادحة ومضاعفة لعموم الأمة وذلك لخسارتها وتفريطها بعنصر القيادة الفذة الواعية والقادرة على تقديم أفضل الحلول لمشاكلها ..فيما لو كانت مطيعة ومنقادة لأوامر وإرشادات الشريعة المحمدية السمحاء ..
فيا أيها الإخوة علينا أن نتعلم .. ونقتبس .. ونتعض من سيرة المعصومين عليهم السلام .. أن نقتبس من أنوار عملهم وإرشاداتهم .. أن نكون عاملين ... فاعلين ... مؤثرين ..مطيعين .. لننال رضا الله سبحانه وتعالى ورسوله والأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ...
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
واما في الخطبة الثانية تحدث الاستاذ خلف الركابي امام جمعة مدينة الشامية حول الجهاز التنفيذي في الدولة قائلاً :
يعتبر الجهاز التنفيذي في كل دولة من دول العالم بمثابة الرئة التي يتنفس منها الناس ....
فهو الذي يمدهم بمختلف الاحتياجات وتوفير أفضل الخدمات للمواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم المختلفة .......
ولأجل توفير بيئة صحية سليمة .. سعت الدول المختلفة لإصدار القوانين والتشريعات التي تنظم عمل هذا الجهاز وتحدد علاقته بالمواطن الذي يكون حسب التصورات الحديثة في النظم المختلفة الغاية الرئيسية التي يسعى الجميع لضمان تمتعها بحقوقها المختلفة ..
ولكن .... ولظروف مختلفة .. قد تتشابه أحيانا وخصوصا في الدول التي تعيش حالات من الاضطراب وعدم الاستقرار نلاحظ أفول وغياب أخلاقيات العمل الحكومي أو شرف المهنة كما يعبر عنه ..التي ساهمت في انتشار حالات الفساد الإداري المختلفة واستشراء القيم المصلحية في الحيلولة دون يأخذ هذا الجهاز دوره الحقيقي في تمثيل مصالح الجميع وبلا تمييز ....
وفي العراق حيث التحولات المستمرة والمتعاقبة للأنظمة الحكومية والسياسية ..... وحيث الهزات الاجتماعية التي تضغط باستمرار على منظومة القيم والتقاليد السائدة ( عرفية كانت أم قانونية ) نجد أن الجهاز التنفيذي عموما يعاني من مشاكل عديدة ومتنوعة .... أبرزها الفساد المستشري في الكثير من المؤسسات الحكومية والذي يضيف عبئا ثقيلا على كاهل المواطن ... ويضع مستقبله وآماله في مهب الريح ......
أيها الإخوة ..... فمؤشرات الفساد قد وصلت إلى أعلى مستوياتها وباتت عامل قلق وتهديد لأمن المجتمع عموما .... في ظل قصور واضح في مستوى أداء الجهات الرقابية والقانونية .. التي أصابها الداء أسوة ببقية المؤسسات ..................
إننا ندرك أيها الإخوة أن القوانين والتشريعات التي تنظم عمل المؤسسات المختلفة لا يمكن أن تكون وحدها كافية لتحقيق الإصلاح الإداري المطلوب ..... بل يجب أن تتظافر أمور أخرى أهمها وأبرزها .... إقرار قيم العدالة والمساواة بين المواطنين وإشاعة ثقافة الولاء والانتماء للوطن ........................
إن الموظف الذي يراعي الصالح العام أثناء تأدية لمهامه الوظيفية ويكون الوازع الأخلاقي هو الدافع والمحرك له يمثل اللبنة الأساسية في عملية الإصلاح المطلوبة ... فنراه لا يتأثر بمختلف الإغراءات المرتبطة باستغلال الوظيفة لمصلحته الفردية ولا يستخدم مؤسسات الدولة لمنفعته أو لمن تهمه مصلحته . فهو يدرك مصلحة بلده وشعبه ...... يحس بآلامهم ..... يعيش معاناتهم ..... تبنى تصوراته على أساس مهني فلا يكون أسير الضغط هذه الجهة أو تلك .....
أيها الإخوة لأي شخص مهما كان عنوانه ومركزه الوظيفي أن ينكر وجود فساد خطير ينخر بمؤسسات الدولة المختلفة ..... فساد تعددت أشكاله ساهم في حرمان شرائح واسعة من التمتع بحقوقها وامتيازاتها التي تقدمها الأجهزة التنفيذية المختلفة ... ساهم في دورانها في حلقة مفرغة من العوز ... والفقر ... والحرمان يصعب الخروج منها ...
أنها مصائب يعيش الجميع تحت وطأتها ... فالذي يأمن العقاب ... يسئ الأدب كما يقول المثل ......فينتهك قواعد العمل المهني ....ويسعى لتحقيق مصلحته الفردية أو مصلحة فئته وعشيرته أو حزبه ..... أو يجعل من الوظيفة مصدرا للثراء وبسط الهيمنة والنفوذ .....
أيها الإخوة .... لقد ساهم مفهوم توزيع السلطة بين الجهات الحزبية والطائفية في تكريس حالة الفساد الإداري .. فتوزيع المناصب والوظائف المختلفة في الجهاز التنفيذي للدولة يقوم على أساس المحاصصة الحزبية والطائفية ...والنتيجة هي حرمان الكثير من أصحاب الكفاءات من ممارسة دورهم الحقيقي في عملية البناء المنشودة ...
أحبتي ... إن الحاجة ماسة لأن تنهض الجهات التشريعية بدورها الحقيقي لمواجهة الفساد الإداري ووضع الأمور في نصابها وإيقاف حالة الانهيار والعجز التي تواجه مؤسسات الدولة المختلفة وسن القوانين والتشريعات التي تسهم في ضمان تمتع المواطن العراقي بكافة الحقوق ... وتضمن كذلك تصريف شؤون حياته اليومية ....وإعادة بناء الثقة بين المواطن والمؤسسات الحكومية المختلفة لضمان مستقبل زاهر وآمن لجميع العراقيين ..............
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .......