التأخي الروحي
مرسل: الجمعة ديسمبر 05, 2008 8:46 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------التآخي الروحي
ما أطول ألأيام التي يقضيها ألإنسان هائما........يتصفح وجه كل من يمر أمامه..........آملاً أن يكون قد وجد مبتغاه.........
وقد تطول ألأيام لتصبح سنين أو عمر كامل........ يعيشه بالتكلم مع أشخاص لا يستطيع معهم أن يتكلم بلسانه هو.......بل يضطر إلى أن يختار لغة يفهمها الذي أمامه !!
مصطلحات مغلفة بملامح لتخفي روحا لا يمكن أن تحلق في سماء لا تتناغم معها......
ولكن متى يحين الوقت الذي يستطيع فيه ان يتكلم بلغته هو ؟؟!!!
متى تتحرر روحه لتعبر عن نفسها لا أن تعبر عن ما يريده المقابل؟؟
ومتى يمكن لهذه الروح أن تجد أرواحا تشابهها.......
تتخاطب معها من دون لغة...........
تتفاهم معها دون واسطة..........
هل يمكن لهذا أن يكون؟؟؟؟؟؟؟؟
ما كانت هذه إلا مقدمة ليسهل توضيح معنى التآخي الروحي:-
يولد ألإنسان وسط عائلة..وغالبا ما تكون مكونة من إخوة وأخوات.. يحملون نفس النسب والعشيرة ......ولكن هل يشتركون بنفس ألاتجاه الفكري ؟؟ ونفس ألأهداف .......نفس لغة التفاهم ؟؟؟؟؟؟؟
بالتأكيد لا فلكل منهم شخصيته التي تختلف عن أقرانها..هذا لا يمنع من أن يكون هناك توافق... ولكن أحيانا هذا الشخص قد يحتاج إلى أخ لا يحمل دماؤه ليشاركه في كل أموره..همومه...مشاعره.. دون قيد أو شرط.. وهنا يأتي دور التآخي الروحي
فيبحث عن من يستطيع أن يبوح له بكل ما يجول بخاطره دون التخوف من ما ينبغي أن يقوله وما لا ينبغي........دون تزو يق وتكلف.......في ذلك الوقت تتوفر له إمكانية أن يكون هو..كما هو..وليس هو..كما هم يريدون!!
وأكثر ما يزيد هذه ألإخوة روعه وجمال لو كانت مجتمعه لله وعلى حب الله....
لتكون إخوة ألاهية مجردة من الماديات الزائلة باقية لا تفنى بفناء المادة....تسبح في عالم من المثال....
عن ألإمام الصادق(ع) قال:
(( إن المتحابين في الله يوم القيامة، على منابر من نور، قد أضاء نور وجوههم، ونور أجسادهم، ونور منابرهم، كل شيء حتى يعرفوا به، فيقال هؤلاء المتحابون في الله))
هل خالجك يوما شعور بأنك تعرف هذا الشخص وتحسه قريب منك بالرغم ليس هذا إلا لقاءكم ألأول.....
فهذا ليس له إلا معنى واحد وهو إن أرواحكم قد تكون التقت في عالم المثال حتى قبل إن تُخلَق ألأجساد
ألم يجمع الله ألأرواح قبل أن يخلق لأجساد ليأخذ العهد بالعبودية...فكانت الفطرة
إذن هذا دليل إن ألأرواح قد التقت قبل إن تكون هناك ارض
لتكون اللُبنة ألأولى في تشييد صرح التآخي الروحي
وهو أن تجد من يشبهك روحيا.. ويمدك معنويا.. ويفهمك ويعينك دون أن ينتظر منك شيء
فهنيئا لمن يملك أخا يمتلك تلك المزايا
يعكس نفس أخاه خير من خير المرايا
يستقبله بالخير ضاحكا منفرج الثنايا
حامل في صدره قلبا صافيا محمود النوايا
راجيا البقاء إخوة وان حانت المنايا
لا يبتليه الله بفقده فهذه كبرى الرزايا
بل يحيوا سوية ويفنوا سوية ويُحشَروا من غير خطايا