دفن الأجساد

[بربغي]

دفن الأجساد الطاهرة ( صلى عليك مليك السماء)

لكل فرد منا حياة وموت .. نتشابه جميعا في ولادتنا من حيث رعاية الباري لنا ونحن ما زلنا أجنة في بطون أمهاتنا حتى يأذن الله لنا بالخروج إلى هذه الدنيا والبقاء فيها لأجل مسمى . ولكن عند اختيار الله لأرواحنا نواجه طريقان لا ثالث لهما في مسيرتنا إلى الحياة الأبدية (إما نخرج شرفاء مستشهدين في نصـرة الدين والنفس والعِرض .. وإما متخاذلين قد أغوانا الشيطان بوساوسه وقد أطعناه ذليلين) !!!

فتأتي مسيرة الشهداء منذ أن خلق الله هذه المعمورة إلى قيام يوم الدين لترتفع الأصوات ناطقة بالآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم " ولا تحسبن الذين ُقتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم ُيرزقون " .. صدق الله العليّ العظيم .

وتجسدت هذه الآية المباركة في قمة عطائها عندما واجه الإمام الحسين (ع) وأصحابه زمر الشيطان من آل أمية في اليوم العاشر من المحرم سنة 61 هجرية ، عندها انتصر الحق على الباطل وكما عبّر عنه الإمام الحسين (ع) بقوله عند خروجه من مكة المكرمة متوجها إلى كربلاء الدم " خط الموت على ولـد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة " .

وباستشهـاده واستشهاد أهل بيته وأصحابه (ع) تتضاعف المأساة ويحتار الأعداء في كيفية دفن هذه الأجساد الطاهرة ... فيستقر الأمر بهم أن اتركوهم على الرمضاء صرعى تلفحهم حرارة الشمس ، وقد عبّر لسان الشيخ حسن الدمستاني البحراني في قصيدته الرائعة " أحرم الحجاج" عندما قال : " واطريحاه ثلاثا بالعرى لم يُقبر " .

فبعث الله قبيلة بني أسد بعد ثلاثة أيام ليجدوا تلك الأجساد الطاهرة باقية في منظر مؤلم تتفطر له القلوب بدل الدموع دما ... ولكن ها هي الأجساد الزكية تنبعث منها روائح المسك والعنبر لصعود أرواحهم النقية إلى السماوات العلى بما بذلوه من غالٍ ونفيس لنصرة ابن بنت نبيهم الإمام الحسين (ع) . ولتبقى كلمات الرسول الأعظم (ص) مدوية في مسامعنا على مرّ الدهور بأن لحوم أهل البيت محرمة على السباع وأن أجسادهم لا تبلى بعد الموت بتقادم الزمان لقوله (ص) : " إن الله تبارك وتعالى حرَّم لحومنا على الأرض أن تطعم منها شيئا " .

وقد قال الشيخ أحمد النحوي في أبيات له :

ما إن بقيت من الهوان على الثرى ملقىً ثلاثاً في ربى و وهاد
إلا لكي تقضي عليك صلاتها زمر الملائك فوق سبع شداد

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين

كتبته الأخت أم سيد يوسف

[ايتام علي]

يسلموووووووووووو