ماذاتعرف عن الامام زين العابدين؟؟
مرسل: السبت يناير 24, 2009 6:54 pm
بســـم الله الرحمــن الرحيــم
الســلام عليكــم ورحمــة الله وبركاتــه
اللهــم صــل علــى محمــد وآل محمــد
الإمام على بن الحسين بن علي بن أبي طالب هو الإمام الرابع من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) كما دلت على ذلك النصوص الكثيرة الواردة عن الرسول الكريم (ص) والأئمة (عليهم السلام) هذا بالإضافة إلى الأدلة الاخرى التي أوردها علماء الشيعة في مصنفاتهم.الســلام عليكــم ورحمــة الله وبركاتــه
اللهــم صــل علــى محمــد وآل محمــد
ولادته واستشهاده:
ولد الإمام علي بن الحسين في الكوفة يوم الخامس من شعبان سنة 38 هـ وأدرك من حياة جده أمير المؤمنين (عليه السلام) سنتين واطلع بمسئولية الإمامة بعد استشهاد والده الحسين الشهيد وكان عمره آنذاك 22 سنة أو 23 سنة واستشهد (عليه السلام) على يد الوليد بن عبد الملك-وقيل هشام بن عبد الملك- الخليفة الأموي بعد أن دس إليه السم بواسطة عامله على المدينة وذلك سنة 95هـ.
كنيته وألقابه ونقش خاتمه:
أما كنيته فأبو الحسن وأبو محمد، وأما ألقابه فكثيرة منها ذو الثفنات، سيد العابدين والأمين والزكي وزين الصالحين والبكاء واشتهر بزين العابدين والسجاد، وأما نقش خاتمه فقد كان له أكثر من خاتم، نقشَ على أحدها (خزي وشقي قاتل الحسين) ونقش على آخر (العزة لله).
الإمام كما يصفه الآخرون:
قال: عمر بن عبد العزيز الأموي عندما نُعي عنده الإمام (ذهب سراج الدنيا وجمال الإسلام وزين العابدين).
وقال: سعيد بن المسيب (هذا الذي لا يسع مسلمًا أن يجهله وقال ما رأيت قط أفضل من على بن الحسين وما رأيته قط إلا مقتُّ نفسي).
ويقول الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري (ما رؤي في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين).
آثاره العلمية:
دوَّن العلماء من أبناء الشيعة -وكذلك السنة- الكثير مما أُُثر عن الإمام من أحاديثَ كان يلقيها في المسجد النبوي كل جمعة وفي موسم الحج وفي مجلسه العامر بالعلماء والرواد -وقد كانت أحاديثه تبيانًا للمعارف الإسلامية حيث كان يتصدى فيها لتفسير القرآن الكريم والسنة الشريفة والتعريف بالعقائد الدينية، والأحكام الشرعية ومعالجة ما أشكل منها على الناس، هذا بالإضافة إلى ما زخرت به أحاديثه من مواعظ وحكم، ولهذا وجد العقلاء والزهاد ضالتهم عند منبره وفي مجلسه.
ومن آثاره أيضًا الصحيفة السجادية ورسالة الحقوق:
أما الصحيفة السجادية فهي مجموعة من الأدعية تتألف من 54 دعاءً غير ما اُلحق بها بعد ذلك من أدعية للإمام (عليه السلام) وغير الأدعية الطويلة التي تناقلها الرواة كدعاء أبي حمزة الثمالي، هذا وقد ضمَّن الإمام هذه الأدعية كثيرًا من المعارف الإسلامية والاعتقادات الدينية.
كالتوحيد والعدل الإلهي وسائر الصفات الذاتية لله عز وجل ومسائل النبوة والإمامة، ورغم أنها جاءت بصيغة الدعاء والمناجاة إلا إنها احتفظت بالصبغة البرهانية المتناسبة مع هذه المسائل، ثم إن هذه الأدعية لم تقتصر مضامينها على ما ذكرناه بل أنها اشتملت على الكثير من المعالجات النفسية والتربوية والكثير من القيم والمبادئ الاجتماعية، فكانت بحقٍ واحةٌ لخلق الإنسان الكامل والمجتمع الكامل.
ذلك لأنها سبرت أعماق الإنسان لتضع يده على مكامن الداء ثم تصدَّت لوصف الدواء بأسلوب أخَّاذٍ ورائق يفيض عذوبة ويبعث في النفس عنفوانًا جامحًا ومتمردًا على مباعث الدعة والاسترخاء.
وأما رسالة الحقوق فهي نتاج غير مسبوق إذ لم يُؤثر عن أحد من العلماء أو الفلاسفة في الحضارات التي سبقت الإسلام انه كتب رسالة مستقلة في الحقوق، هذا وقد بلور الإمام (عليه السلام) في هذه الرسالة الرؤية الإسلامية الصافية تجاه ما ينبغي أن يكون عليه نظم العلائق الاجتماعية فحدد بذلك ما لكل فرد وما عليه من حقوق بعد أن صنف أفراد المجتمع على أساس مواقعهم الاجتماعية أو ملكاتهم الشخصية أو وظائفهم الدينية أو علائقهم الإنسانية أو النسبية، هذا وقد صدَّر رسالته الشريفة بتحديد نحو العلاقة بين الإنسان وربه ثم أردف ذلك بتبيان حقِ النفس على الإنسان وحقوق جوارحه عليه.
وختامًا نود أن نشير إلى أن المرحلة التي عايشها الإمام إبَّان إمامته كانت دقيقة وحرجة جدًا حيث لم يعد النظام الأموي يخشى من التعبير عن هويته بعد أن كشفت أحداثُ كربلاء عن طبيعتها، ولذلك أشاع الفساد في أرجاء الحواضر الإسلامية فأظهر الناس الفسوق وتعاطي الخمور وكانت بيوتات مكة والمدينة تضج بالغناء والرقص، هذا بالإضافة إلى أن المجتمع الإسلامي في هذه المرحلة قد انفتح على شعوبٍ وحضارات أخرى نتيجة الفتوحات الكثيرة التي كانت في تلك المرحلة.
من هنا كان دور الإمام يتركز في محورين أساسيين:
الأول: تعئبة الأمة من أجل استئصال مادة الفساد اعني النظام الأموي، وقد استعان على ذلك بمجموعة من الأدوات والوسائل منها استعراض فاجعة كربلاء من اجل فصل الأمة معنويًا عن النظام الأموي وتحريضهم عليه وإلهاب شعورهم بالندم على تقاعسهم عن نصرة الحسين (عليه السلام).
ومنها تشجيع الثورات وإعطاؤها الصبغة الشرعية.
الثاني: بذل الوسع من أجل تحصين الأمة عن الانحراف الفكري والخلقي وبتعبير آخر: إن الإمام لم يكن قادرًا على فصل الأمة عن الأجواء الموبؤة التي فرضتها ظروف انحراف الخلافة الإسلامية عن مسارها الصحيح ولذلك كان دوره يتمحض في تمديد أمد المقاومة للانحراف فكان دوره يشبه إلى حدٍ كبير دور العقاقير المضادة للفيروسات والتي تساهم في إعطاء المريض القدرة على المقاومة للمرض.
وقد نجح الإمام -وكذلك أئمة أهل البيت (عليهم السلام)- في ذلك حيث تمكنوا من إعطاء الأمة والهوية الدينية القدرة على الصمود أمام عوامل الانهيار التام.
سماحة الشيخ محمد صنقور
http://www.alhodacenter.com/masomeen/sajjad/index.php