عودة الابن المقبور
مرسل: الثلاثاء مارس 31, 2009 10:51 pm
الذكرى السادسة للحرب على العراق التي شنتها الولايات المتحدة الامريكية بذرائع مختلفة وبحجج واهية اثبت السنوات الست العجاف عدم صدقيتها وخداعها .. ولكن السؤال الغامض : لماذا اقدمت امريكا على اسقاط النظام الدموي في العراق رغم انه كان مقدورا عليه وانه سلم كل شيء للارادة الامريكية وانه رفع يديه خانعا خاضعا لراعي البقر الامريكي وهويوجه السلاح اليه ؟؟.
ان الاحداث والوقائع كشفت بما لايقبل الشك ان المخطط الامريكي والسيناريو الموضوع وهو تغيير القيم الاسلامية المتمسك بها الشعب العراقي واحلال محلها قيم امريكا والغرب حيث اعترفت في يوم ما كوندليزا رايس عندما كانت مستشارة للامن القومي الامريكي بان امريكا تريد فرض وسيادة قيم امريكا في العراق .
لاشك ان نسبه لاباس بها من الرياح الامريكية التي هبت على العراق هي رياح الحرب الثقافية والفكرية ومحاولة ضرب القيم الاسلامية والوطنية في الصميم ..
وان اغلب فصول السناريو الموضوع هو افشال المشروع الاسلامي الذي انتظرته الاجيال المتعاقبة في العراق فان الابن المدلل للامريكا ونقصد نظام البعث وصدام لم يستطع ايقاف المد الاسلامي الذي تعاظم في وجدان وضمائر العراقيين رغم ان النظام استخدم كل طاقاته وما يملك من جبروت وطغيان ووسائل الحديد والنار وشن حربا لاهوادة فيها ضد النزعة الدينية للمجتمع العر اقي حتى باتت جرائم النظام تزكم الانوف ولم يستطع اخفائها رغم التعتيم الذي مورس من قبل النظام والمنظمات والمحافل والاعلام الدولي ..
ان استمرار النظام العراقي المتمثل بنظام صدام يعني بقاء جذوة الاسلام مشتعله في القلوب ويعني كذلك تاصل التعاطف الشعبي مع المشروعى الديني فلا حل اذن سوى بدخول الاسلام الامريكي المشرعن بالديمقراطية الجديدة ..
فلم يبق امام امريكا والغرب سوى القيام بعملية ومشروع منظم لافشال النظرية الاسلامية فجاء المشروع الجهنمي بتقديم بعض الجهات والشخصيات الاسلامية التي تتستر بستار الدين وقدمت على انها تمثل الاسلام فدخلت هذه المرة الثورة الاسلامية من الشباك الغربي وعبر عاصفة الصحراء الامريكية ..
ودخلت الرايات المختلفة وطبقت النظريات وتعددت الاحزاب وبوركت الديمقراطية وتعددت السبل ومورس التضليل والتشتيت وسياسة التفرقة والحرب الطائفية وهجرة العقول وفي النهاية ذبح الدين على محراب الدولار الامريكي فكانت الخلطة الامريكية والجرعة التي فتكت بالنفوس وحل الضياع وفقدان الهوية ..
ولكن وبعد فاعلية المخطط الامريكي هل يمكن ان يعود الابن غير الشرعي الميت الى الحكم مرة اخرى ونقصد البعث بعد ان اخمد الى حد ما المشروع الامريكي بركان الروح الوطنية والدينية لدى المجتمع العراقي وهذا مالم يستطع تحقيقه البعث الكافرلمدى عقود ..
فلا مجال في المشروع الامريكي المعدل وتغيير الستراتيجية الا لعودة البعث خاصة بعد ان اصبح الحنين الى الماضي يسري في عروق البعض مما رأو من السياسات الفاسدة والظالمة من قبل المتأمركين الجدد وبعد ان تبين ان الرايات السود القادمة من خراسان ماهي الا رايات ضلالة تريد ان تبتلع الوجود العراقي ..فكانت الارادة الامريكية الاقوى تجبر عملائها الجدد على توقيع الاتفاقيات ونهب الثروات وتنفيذ ما تريد على امل عودة ابنها القديم الميت الى الحياة ..