الإنعزال .. مرض نفسي ام قمة العقلانية؟
مرسل: الثلاثاء مايو 26, 2009 4:13 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم ياكريم
العزلة او الوحدة .. يعتبرها البعض وخصوصاً الطب النفسي .. مرض نفسي ويحذرون منه ، فالانسان الطبيعي - في نظرهم - هو الانسان الاجتماعي الذي يأنس بالناس ويحب مخالطتهم ولا ينفر منهم ..اما المنعزل فهو عكس ذلك ، فهو انسان مريض وغير طبيعي .. هذا رأيهم وليس رأيي
لكن لو رأينا نظرة الاسلام الى الوحدة والعزلة .. ماذا سنرى !!
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " عليكم بالعزلة فانها عباده "
وجاء في وصية الامام موسى بن جعفر عليه السلام لهشام بن الحكم : يا هشام اياك ومخالطة الناس والانس بهم ، الا ان تجد منهم عاقلا ومأموناً فأنس به ، واهرب من سايرهم كهربك من السباع الضارية ...
يا هشام : الصبر على الوحدة علامة قوة العقل ، فمن عقل عن الله تبارك وتعالى اعتزل أهل الدنيا ، والراغبين فيها ، ورغب فيما عند ربه وكان انسه في الوحشة ، وصاحبه في الوحدة ، وغناه في العيلة ، وعزه من غير عشيرة .
وجاء في وصية الشيخ الفقيه يوسف البحراني طاب ثراه : واتخذ الخلوة والعزلة حجاباً عن البشر ، فليس في الصحبة الا الوبال والضرر .
ولا يخفى عليكم ما نعانيه في زماننا هذا من انتشار الفتن وسوء الظن والنميمة والغيبة .. فلا يخلو مجلس منها ابداً .. بل انهم يسمونها فاكهة المجلس .. فاذا كانت النميمة والغيبة فاكهة المجالس فمالذي ننتظره من هكذا مجالس غير ان نطلق عليها ( مجالس البطالين ) ونعوذ بالله منها ..
يقول خير البشر صلى الله عليه وعلى آله الاطهار في وصف اهل آخر الزمان " كلامهم أحلى من العسل ، وقلوبهم أمر من الحنظل ، ما من يوم الا يقول الله تعالى : " امني تفرون ، أم علي تتجرأون ؟ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ؟! "
كذلك ورد عن الصادق عليه السلام يحذر ايضاً من اهل آخر الزمان " كفوا السنتكم والزموا بيوتكم ، فأنه لا يصيبكم أمر تخصون به ابداً ."
وايضاً .. قال امير المؤمنين عليه السلام عن اهل آخر الزمان :" لقد خالط الشيطان ابدانهم .. وولج في دمائهم ، ويوسوس لهم بالافك حتى تركب الفتن الامصار ، ويقول المؤمن المسكين المحب لنا : اني من المستضعفين ! ، وخير الناس يومئذ من يلزم نفسه ، ويختفي في بيته عن مخالطة الناس ."
" ويقول الباقر سلام الله عليه في هذا الشأن :" اذا صار لاهل الزمان وجوه جميلة وضمائر رديئة ، فمن رآهم اعجبوه ، ومن عاملهم ظلموه "
وجاء في وصية للسيد علي ابن طاووس قدس سره لولده :" اعلم يا ولدي ، ومن بلغه كتابي هذا من ذريتي وغيرهم من الاهل والاخوان ، ان مخالطة الناس داء معضل وشاغل عن الله جل جلاله مذهل وقد بلغ الامر في مخالطتهم الى نحو ماجرى في الجاهلية من الاشتغال بالاصنام عن الجلالة الالهية ، فاقلل ياولدي من مخالطتك لهم ، ومخالطتهم لك بغاية الامكان ، فقد جربته ورأيته يورث مرضاً هايلا في الاديان ."
*****
كلنا يعلم اننا في آخر الزمان .. كثر الفساد في البر والبحر .. ونحن من اهل آخر الزمان شئنا ام ابينا ، لكن هل نحن فيه من المؤمنين .. المستضعفين الذين لا يستطيعون حتى ان يأمروا بمعروف أوينهون عن منكر ؟؟ عرفوا المنكر وانكروه في قلوبهم فقط وهذا اضعف الايمان .. هل منا من يستطيع ان يجلس في بيته ولا يخالط الناس ..؟؟ لا اعتقد ذلك .. لكني اتمنى ان يوجد
كلمة اخيرة وأمل اخير .. ان من يرى في نفسه حب الوحدة والعزلة وكراهية مخالطة الناس .. فهو من المؤمنين الذين يستوحشون من الناس ويأنسون بوحدتهم وعبادتهم لربهم .. اما من
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم ..