صفحة 1 من 1

قبسات من وحي ذكرى إستشهاد الامام الكاظم(عليه السلام)

مرسل: الجمعة يوليو 17, 2009 4:39 pm
بواسطة مراقب
إستشهاد الإمام موسى الكاظم عليه السلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله أجوركم جميعاً بوفاة الإمام موسى الكاظم عليه السلام .

حياة الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) تشع بالنور والجمال والخير، وتحمل العطاء السمح، والتوجيه المشرق للأمة.

إن حياة الإمام موسى بجميع أبعادها تتميز بالصلابة في الحق، والصمود أمام الأحداث، وبالسلوك النير الذي لم يؤثر فيه أي انحراف أو التواء، وإنما كان متسماً بالتوازن، ومنسجماً مع سيرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وهديه واتجاهه، والتزامه بحرفية الإسلام.

وكان من بين تلك المظاهر الفذة التي تميزت بها شخصيته هو الصبر على الأحداث الجسام، والمحن الشاقة التي لاقاها من طغاة عصره، فقد أمعنوا في اضطهاده، والتنكيل به، وقد أصر طغاة عصره على ظلمه فعمدوا إلى اعتقاله وزجّه في ظلمات السجون، وبقي فيها حفنة من السنين يعاني الآلام والخطوب. ولم يؤثر عنه أنه أبدي أي تذمر أو شكوى أو جزع مما ألم به، وإنما كان على العكس من ذلك يبدي الشكر لله، ويكثر من الحمد له على تفرغه لعبادته، وانقطاعه لطاعته.

فكان على ما ألمّ به من ظلم واضطهاد من أعظم الناس طاعة، وأكثرهم عبادة لله تعالى، حتى بهر هارون الرشيد بما رآه من تقوى هذا الإمام وكثرة عبادته فراح يبدي إعجابه قائلاً (إنه من رهبان بني هاشم).

ولما سجن في بيت السندي بن شاهك، كانت عائلة السندي تطلّ عليه فترى هذه السيرة التي تحاكي سيرة الأنبياء، فاعتنقت شقيقة السندي فكرة الإمامة، وكان من آثار ذلك أن أصبح حفيد السندي من أعلام الشيعة في عصره.

إنها سيرة تملك القلوب والمشاعر فهي مترعة بجميع معاني السمو والنبل والزهد في الدنيا والإقبال على الله. لقد كانت سيرة الإمام موسى بن جعفر مناراً نستضيء بها حياتنا.

ومن ظواهر شخصيته الكريمة هي السخاء، وإنه كان من أندى الناس كفاً، وأكثرهم عطاءً للمعوزين. لقد قام الإمام موسى (عليه السلام) بعد أبيه الإمام الصادق (عليه السلام) بإدارة شؤون جامعته العلمية التي تعتبر أول مؤسسة ثقافية في الإسلام، وأول معهد تخرجت منه كوكبة من العلماء وقد قامت بدور مهم في تطوير الحياة الفكرية، ونحو الحركة العلمية في ذلك العصر، وامتدت موجاتها إلى سائر العصور وهي تحمل روح الإسلام وهديه، وتبث رسالته الهادفة إلى الوعي المتحرّر واليقظة الفكرية، لقد كان الإمام موسى (عليه السلام) من ألمع أئمة المسلمين في علمه، وسهره على نشر الثقافة الإسلامية وإبراز الواقع الإسلامي وحقيقته.

ويضاف إلى نزعاته الفذّة التي لا تُحصى حلمه وكظمه للغيظ، فكان الحلم من خصائصه ومقوماته، وقد أجمع المؤرخون أنه كان يقابل الإساءة بالإحسان، والذنب بالعفو، شأنه في ذلك شأن جدّه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وقد قابل جميع ما لاقاه من سوء وأذى، ومكروه من الحاقدين عليه، بالصبر والصفح الجميل حتى لقب بالكاظم وكان ذلك من أشهر ألقابه.

وما أحوج المسلمين إلى التوجيه المشرق، والرسالة التي سطرها لنا هذا الإمام في التضحية في سبيل الله والانطلاق نحو العمل المثمر البناء.



سفر العذابات و الألم في حياةالإمام الكاظم عليه السلام

عهد هارون
عاصرالإمام الكاظم (عليه السلام) المنصور والمهدي و(الهادي) وقد قام بنشر التعاليم الإسلامية والأحكام الشرعية بسرية تامة وتكتم، ولم يصبه أي أذى في هذه الفترة. ولكن عندما جاء (الرشيد) إلى الحكم كان من أشد الحاكمين ضراوة وطغياناً وأكثرهم عداوة لأهل البيت (عليهم السلام)، وقد كانت أيامه على الشيعة والعلويين من أسوأ الأيام التي مرت عليهم فقد اصابهم الخوف والتشتت ولم يكن يجرؤ أحد على الجهر بحبه لأهل البيت (عليهم السلام)، خوفاً وتشتيتاً ومطاردة، وقد صب كل حقده وانتقامه على الإمام الكاظم (عليه السلام) وحمله من المدينة وأودعه سجونه طيلة أعوام كثيرة، فقد حبسه أولاً بالبصرة عند واليها عيسى بن جعفر الربيع، فبقي في حبسه سنة واحدة، ثم نقله إلى بغداد وسلمه إلى وزيره الفضل بن الربيع، فبقي في حبسه مدة طويلة، ثم نقله الى حبس الفضل بن يحيى البرمكي.

رحلة العذاب
لقد كان الإمام الكاظم (عليه السلام) عابداً زاهداً شأنه شأن جميع أهل البيت (عليهم السلام) فقد كان يقوم ليله ونهاره، فالأرض كلها خلقت في نظر الإمام الكاظم (عليه السلام) لتكون معبداً ومسجداً ـ كما جاء في حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووجدت الدنيا لتكون محراباً للعبادة ومجالاً للتسبيح والتقديس، ورحلة للتقريب إلى الله سبحانه والوصول الى معرفته، فلم يكن هناك أي فرق يذكر في كونه في السجن أم لا، ولا تختلف لديه الأماكن، بل كلما ضاقت عليه حلقات المضي
</I>