ما معنى "ووجدك ضالاً فهدى" ؟؟ ( الضحى : 7 )
بسم الله الرحمن الرحيم
"ووجدك ضالاً فهدى" ( الضحى : 7 )
هل تدل الآية الكريمة على أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كان على ضلالة غير مؤمن ولا موحد ، ثم هداه الله إلى صراطه المستقيم ؟
كلمة ( الضال ) لغوياً تستخدم في ثلاثة موارد :
1- من الضلالة : ضد الهداية والرشاد .
2- من ضل البعير : إذا لم يعرف مكانه ، وما شابه .
3- من ضل الشيء : إذا ضَوَل وخفى ذكره .
وتفسير ( الضال ) على أي من المعاني السابقة لا يثبت الدعوى بأن النبي (ص) كان على ضلالة ثم هداه الله ..
أما المعنى الأول فهو على قسمين :
أ- تكون الضلالة فيه وصفاً وجودياً ، وحالة واقعية كامنة في النفس ، توجب منقصتها وظلمتها ، كما هو حال الكافر والفاسق .
ب- تكون الضلالة فيه أمراً عدمياً ، بمعنى أنه غير واجد للهداية من عند نفسه وفي نفس الوقت لا تكمن في نفسه صفة وجودية كما هو حال المشرك والعاصي .
وهي توافق القول بأن كل إنسان لا يملك وجوده وفعله وهدايته ورشده إلا عن طريق الله عز وجل ، فيفاض كل شيء منه سبحانه ..
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ" ، "قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَىءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى" ، "وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى" .
فلو كان المقصود من ( الضال ) هذا المعنى ، فهي تقصد القسم الثاني لا الأول بدليل أنّ الآية بصدد تعداد النعم التي أفاضها الله سبحانه على نبيّه يوم افتقد أباه ثم أُمّه فصار يتيماً لا ملجأ له ولا مأوى ، فآواه وأكرمه بجدّه عبد المطلب ثم بعمّه أبي طالب ، وأفاض عليه الهداية من عنده سبحانه .
ويمكن حمل ( الضال ) في الآية الكريمة على المعنى الثاني ، كقولنا "ضل الشيء : إذا لم يعرف مكانه" و"ضلت الدراهم : إذا ضاعت وافتقدت" و "ضل البعير : إذا ضاع في الصحارى والمفاوز" .
وهذا المعنى ينطبق على ما جاء في كتب السيرة بأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد ضل في شعاب مكة وهو صغير ، فمنّ الله عليه أن رده إلى جده .
ويبقى أيضاً الاحتمال الثالث وهو "ضل الشيء إذا خفي وغاب عن الأعين" ، وهو معنى قوله عز وجل "أَءِذَا ضَلَلْنَا فِي الاَرْضِ أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ" فالأموات ضلوا بعد موتهم بأن غابوا وخفي ذكرهم .
فكان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لا يعرفه إلا عدد محدود من الناس فرفع الله ذكرَه وعرّفه بين الناس ، فيكون المقصود من ( الهداية ) هنا هو هداية الناس إليه لا هدايته .
اعتمدت في الرد على كتاب "عصمة الأنبياء في القرآن الكريم" للشيخ جعفر السبحاني .
http://www.imamsadeq.org/book/sub4/esmat/index.htm
بسم الله الرحمن الرحيم
"ووجدك ضالاً فهدى" ( الضحى : 7 )
هل تدل الآية الكريمة على أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كان على ضلالة غير مؤمن ولا موحد ، ثم هداه الله إلى صراطه المستقيم ؟
كلمة ( الضال ) لغوياً تستخدم في ثلاثة موارد :
1- من الضلالة : ضد الهداية والرشاد .
2- من ضل البعير : إذا لم يعرف مكانه ، وما شابه .
3- من ضل الشيء : إذا ضَوَل وخفى ذكره .
وتفسير ( الضال ) على أي من المعاني السابقة لا يثبت الدعوى بأن النبي (ص) كان على ضلالة ثم هداه الله ..
أما المعنى الأول فهو على قسمين :
أ- تكون الضلالة فيه وصفاً وجودياً ، وحالة واقعية كامنة في النفس ، توجب منقصتها وظلمتها ، كما هو حال الكافر والفاسق .
ب- تكون الضلالة فيه أمراً عدمياً ، بمعنى أنه غير واجد للهداية من عند نفسه وفي نفس الوقت لا تكمن في نفسه صفة وجودية كما هو حال المشرك والعاصي .
وهي توافق القول بأن كل إنسان لا يملك وجوده وفعله وهدايته ورشده إلا عن طريق الله عز وجل ، فيفاض كل شيء منه سبحانه ..
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ" ، "قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَىءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى" ، "وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى" .
فلو كان المقصود من ( الضال ) هذا المعنى ، فهي تقصد القسم الثاني لا الأول بدليل أنّ الآية بصدد تعداد النعم التي أفاضها الله سبحانه على نبيّه يوم افتقد أباه ثم أُمّه فصار يتيماً لا ملجأ له ولا مأوى ، فآواه وأكرمه بجدّه عبد المطلب ثم بعمّه أبي طالب ، وأفاض عليه الهداية من عنده سبحانه .
ويمكن حمل ( الضال ) في الآية الكريمة على المعنى الثاني ، كقولنا "ضل الشيء : إذا لم يعرف مكانه" و"ضلت الدراهم : إذا ضاعت وافتقدت" و "ضل البعير : إذا ضاع في الصحارى والمفاوز" .
وهذا المعنى ينطبق على ما جاء في كتب السيرة بأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد ضل في شعاب مكة وهو صغير ، فمنّ الله عليه أن رده إلى جده .
ويبقى أيضاً الاحتمال الثالث وهو "ضل الشيء إذا خفي وغاب عن الأعين" ، وهو معنى قوله عز وجل "أَءِذَا ضَلَلْنَا فِي الاَرْضِ أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ" فالأموات ضلوا بعد موتهم بأن غابوا وخفي ذكرهم .
فكان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لا يعرفه إلا عدد محدود من الناس فرفع الله ذكرَه وعرّفه بين الناس ، فيكون المقصود من ( الهداية ) هنا هو هداية الناس إليه لا هدايته .
اعتمدت في الرد على كتاب "عصمة الأنبياء في القرآن الكريم" للشيخ جعفر السبحاني .
http://www.imamsadeq.org/book/sub4/esmat/index.htm