قله ياخوي نزلتي تدري بختنا مدللـه-ماتحمل الذل والهضم فطمت عا

{{وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}}
أضف رد جديد
حمود
مشاركات: 1363
اشترك في: الاثنين ديسمبر 17, 2007 1:57 pm

قله ياخوي نزلتي تدري بختنا مدللـه-ماتحمل الذل والهضم فطمت عا

مشاركة بواسطة حمود »

ناداها يا مهجة علي يا ختي قومي نريد لكربلا
قالتله خوي محملي يا هو الذي يتكفله
قاللها عيناك ابشري امرك نود نتمثله
قالتله نعمين الذخر بوجودك الممشا حلا
طلعن وعباس يحدي والزمل ضج هلاهله
وكل ساعة عباس ونزل محمل الحرة يعدله
صدله لحسين وناشده شنهي نزلتك للفلا
قله يا خوي نزلتي تدري بختنا مدللـه
ما تحمل الذل والهضم فطمت على العز والعلا
ريتك يا عباس تحضر يوم طلعت من كربلا
سترت وجهها كفوفها والدمعة على الخد سايله
إلـ يعتلي الناقة زجر قايد خواتك حرملة
العقيلة زينب عليها السّلام فرعٌ شامخ من فروع الدَّوحة النبويّة الوارفة، تَرَعرعت في بيتٍ رفيع من بيوت أذِن الله أن تُرفَع ويُذكر فيها اسمُه، ونشأت في بيتٍ كانت الملائكةُ تختلف إليه وتُقدّسه ليلَ نهارَ، وتَرَبّت في حُجُورٍ طابَت وطَهُرت، ورَضَعت الإيمان والطُّهر والعفاف من صدرٍ مُفعَمٍ بحبّ الله .
ويحدّثنا التاريخ أنّ العقيلة زينب عليها السّلام كانت إذا أرادت الخروج لزيارة قبر جدّها رسول الله صلّى الله عليه وآله تَقَدّمها أميرُ المؤمنين عليه السّلام وسار خلفها أخوها العبّاس عليه السّلام واكتَنَفها أخَواها الحسنان عليهما السّلام من اليمين والشمال، كي لا تَلمح عينُ ناظرٍ لها شخصاً ولا خيالاً، حتّى إذا اقتربوا من القبر المطهّر أسرع أمير المؤمنين عليه السّلام فأخمَد نورَ المصابيح زيادةً في رعاية الستر والحجاب لكريمته عقيلة بني هاشم وفخرهم سلام الله عليها .
وروي عن يحيى المازنيّ أنّه قال: كنتُ في جِوارِ عليّ عليه السّلام في المدينة مدّةً مديدةً بالقرب من البيت الذي تَسكنُه زينبَ ابنته، فلا واللهِ ما رأيتُ لها شَخصاً ولا سَمِعتُ لها صوتاً .
إلى هنا نعي وندرك أجواء العز والكرامة والشموخ و العفة التي كانت تعيشها وتتنفس أجوائها عقيلة الهاشميين زينب عليها السلام .. إذا أدركنا ذلك ... وحقيقة ذالك عن حق ...
سندرك حجم وعظمة المصاب الذي ألحق بها عندما نادى عدوا الله الرحيل الرحيل مشير بذلك إلى الكوفة ... فلأول مرة في حياتها تشد رحالها ابنت أمير المؤمنين (ع) دون أن يحيط بها رجالات أسرتها وحماة خدرها ... نعم فقد فقدت أكثر من سبعة عشر بطلاً من أهلها ما لهم على وجه الأرض من شبيه ، اضافة الى حوالي السبعين من أنصارهم والمدافعين عنهم ، وشاهدت السيدة زينب مصارعهم على بوغاء كربلاء بتلك الصورة الفظيعة ...فقد ساقوهنّ كما يُساق سَبيُّ الترك والروم، ولقد عمد ابن سعد إلى قومه إن مروروا السبايا وهن على النياق الهزل على القتلى ليكون أكثرا إيلاما لقوبهن !
ودخلت السيدة زينب الكوفة صباح اليوم الثاني عشر من المحرم تحيط بها كل تلك الهموم والآلام ، وتثقل كاهلها تلك المصائب والأحزان . . .
من جهة أخرى فقد خطط حاكم الكوفة عبيدالله بن زياد للاستفادة من وصول سبايا الحسين في اظهار قوة السلطة وتصميمها على سحق أي محاولة تمرد أو معارضة ، وأن يجعل من قدوم السبايا تظاهرة لإدانة تحرك الامام الحسين وثورته ، وللإحتفاء بانتصاره الزائف على ثورة الحق والعدل . . .
في غمرة هذه الأجواء دخلت السيدة زينب الكوفة مع السبايا على جمال غير مهيأة لإراحة راكبيها ، وفي حال مأساوي فظيع . . .
وللسيدة زينب في الكوفة تاريخ وذكريات ، فقد كانت سيدة الكوفة أيام خلافة أبيها أمير المؤمنين علي قبل عشرين سنة من دخولها الآن . . فلابد وأن تستعيد في نفسها صور تلك الأيام ، وأن تثور في قلبها ومخيلتها الذكريات . . ففي تلك المحلة كانت تقيم ، وذاك محراب أبيها علي ومنبره في مسجد الكوفة . . وهذه الأزقة التي كان يسلكها أبوها علي . . وهذا باب دارها الذي كان يقصده السائلون والمحتاجون . .
وتتوالى الصور والذكريات في مخيلة السيدة زينب ، ولعلها تتمنى وترغب في أن تسرح بفكرها وتسترسل بمشاعرها مع تلك الصور والذكريات العزيزة ، لكن سياط الواقع الأليم تنتزعها من تلك الذكريات انتزاعاً . .
لم انس زينب بعد الخدر حاسرة .. تبدي النياحة الحنا فالحنا
مسجورة القلب إلا أن اعينها .. كالمعصرات تصب الدمع عطيانا
تدعوا اباها امير المؤمنين ألا .. يا والدي حكمت فينا رعايانا
وغاب عنا المحامي والكفيل فمن .. يحمي حمانا ومن يؤوي يتامانا
إن عسعس الليل وارى بذل اوجهنا .. وإن تنفس وجه الصبح أبدانا

وعن حذلم بن كثير قال : قدمت الكوفة سنة 61 هـ عند مجيء علي بن الحسين من كربلاء الى الكوفة ومعه النسوة ، وقد أحاط بهم الجنود ، وقد خرج الناس للنظر اليهم ، وكانوا على جمال بغير وطاء ، فجعلن نساء أهل الكوفة يبكين ويندبن . .
ورأيت علي بن الحسين قد أنهكته العلة ، وفي عنقه الجامعة ، ويده مغلولة الى عنقه ، وهو يقول بصوت ضعيف : إن هؤلاء يبكون وينوحون من أجلنا فمن قتلنا ؟! .
ورُوي أنّه لما أُدخل السبايا على عبيدالله بن زياد في الكوفة تنكّرت زينب عليها السّلام وحَفَّت بها إماؤها، فلمّا دَخَلت جَلَسَت ( زيادةً في التستّر والحجاب )، فقال ابن زياد: مَن هذه الجالسة ؟ فلَم تُكلّمه، فقال ذلك ثلاثاً، فقال بعض إمائها: هذه زينبُ ابنةُ فاطمة،...
( تحياتي لكم )
أضف رد جديد

العودة إلى ”واحة عاشوراء“

الموجودون الآن

المتصفحون للمنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد