مجلة النجف الأشرف العدد(39)

وسيحاول قسم الشبهات والردود في مجلة النجف الاشرف في هذا العدد ان يجيب على مجموعة من الاسئلة والشبهات المثارة حول ثورة الحسين (عليهم السلام) والتي وردت اليها من قرائها الاعزاء ، كما يسر منبر النجف الأشرف ان يجدد دعوته واستعداده لاستقبال مختلف أسئلتكم واستفساراتكم حول الشبهات المثارة ضد الإسلام ومذهب أهل البيت عليهم السلام كما يسر المجلة أن تفتح أبوابها لطلاب الحق والحقيقة كي يشاركوها في هذه المسؤولية الإلهية الكبرى، يمكن ارسال الاسئلة والشبهات والمشاركات على العنوان الإلكتروني gheyth@alnajafalashraf.net او najaf@alnajafalashraf.ne365.t أو الى مكتب بريد النجف الاشرف صندوق بريد 365
الشبهة:
يبكي اتباع اهل البيت على الإمام الحسين (عليه السلام) بالرغم من أنهم هم من قتل الإمام الحسين (عليه السلام) (أهل الكوفة) بدليل انهم إرسلوا الكتب لاستقبال الحسين (عليه السلام) فيها آلاف من التواقيع بالبيعة، لذا الشيعة هم من قتل الإمام الحسين (عليه السلام) وفق هذا التصور؟
كريم مهدي نجم / بابل - الهاشمية :
-الرد على الشبهة:
أولا يجب أن نعرف انه لا ارتباط بين كون أهل الكوفة الذين قد أرسلوا الرسائل والعهود والمواثيق لبيعته كخليفة للمسلمين آنذاك وبين كونهم يحملون العقائد الشيعية فإن معظم أهل الكوفة لم يكونوا مدركين لماهية التشيع ولإمامة الحسين (عليه السلام) وإنما كانوا ينظرون إليه كصحابي وانه الأولى بالخلافة السياسية فبيعتهم له كانت تتمحور حول المنصب السياسي للدولة الإسلامية ولم تكن نابعة من اعتقادهم بإمامته وعصمته أما معنى (الشيعة) فهم من يصدق عليهم أنهم يعتقدون بإمامة الأئمة (عليهم السلام) وعصمتهم ومنصبهم الإلهي والذي من لوازمه ذلك المنصب الدنيوي والذي هو زعامة الأمة.
فالحسين (عليه السلام) عندهم سواء أكان مقاتلا أم معارضا أم جالسا على كرسي الخلافة هو إمام قام أو قعد وأما أهل الكوفة حينها فلم يكونوا يعتقدون بتلك الاعتقادات بل المعروف أصلا أنهم لم يكونوا يعتقدون حتى بإمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذا المعنى بل كانوا ينظرون له كقائد عسكري أو خليفة أو صحابي ولذا تجد اعتراضاتهم في قُبال رأيه كثيرة حتى أن الإمام (عليه السلام) قد صرح بها مرارا وتكرارا فهم ليسوا شيعة حتى يتم هذا الاعتراض.
وبهذا يتضح أن أهل الكوفة في أيام الحسين (عليه السلام) ليسوا من الشيعة وإن بايعوا الإمام الحسين (عليه السلام) ، فالبيعة شيء والتشيع شيء آخر.
الشيهة:
مُنع الإمام الحسين (عليه السلام) هو واهل بيته من الماء في واقعة الطف من قبل جيش أبن سعد؟ كما مَنع الرسول (صلى الله عليه وآله) مشركي قريش في معركة بدر الماء كما هو شائع عند المسلمين ، لذا لماذا يلام جيش ابن سعد على فعلهم ذلك برغم من ان الرسول قد قام بنفس العمل ؟
زهير صادق رزاق / النجف الاشرف- الكوفة:
-الرد على الشبهة:
أولا لم يثبت في كتب التاريخ أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد منع جنود المشركين من الشرب من الآبار، ولم يرد في مصادرنا شيء من هذا القبيل وهذه القصة إنما وضعت في أروقة كتب التاريخ للتقليل من شأن قصة عطاشى كربلاء حيث لم يذكرها إلا البيهقي في سننه بروايتين وعلق، وقال البيهقي عليهما بأنهما ضعيفتا السند وحتى مع التسليم بالسند فإن هاتين الروايتين عللت ردم الآبار في بدر لا لمنع الجنود من شرب الماء بل ردم كل الآبار وترك واحدة حتى لا تتشتت جبهة المقاتلين المسلمين حيث ترك بئر واحدة للمشركين لكي يشربوا منها ويتجمعوا حولها كما نصت الرواية، والمستهجن أن معظم الثقافة التاريخية لمجتمعنا تستند في معرفتها إلى الأفلام السينمائية التي تصور القصة كيفما تشاء. ولو سلمنا جدلا أن الرسول (صلى الله عليه وآله) قد منع المشركين من الماء فإن هذا الفعل لا يقارن بقضية الطف وذلك لأن الرسول (صلى الله عليه وآله) على فرض انه منع الماء فإنه بهذا قد منع الماء عن المقاتلين من الجيش المقابل، أما في الطف فقد منع الماء حتى عن الأطفال والنساء ولا زال العرف يفرق وحتى في معارك الوقت الحاضر بين ضرب المدنيين وضرب العسكر ثم أن الرسول (صلى الله عليه وآله) لو سلمنا انه منع فإنما منع الماء عن المشركين ولم يمنعه عن المسلمين أما في الطف فقد منع الماء عن المسلمين وعن أطفال المسلمين ونسائهم ، وأي المسلمين منعوهم عن الماء؟ آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعترته (عليهم السلام) بما فيهم ريحانته الحسين (عليه السلام). وتحدثنا كتب التاريخ عن أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يمنع الماء في حرب صفين في حين أن أصحاب معاوية لعنة الله عليه منعوا جيش أمير المؤمنين (عليه السلام) من الماء والظاهر أن منع الماء سُنّة عند بني أمية ، وقد اعتادوها من جيل إلى جيل ولذا استساغوا أن يكون رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد منع الماء في بدر وتراهم قد توارثوا تلك الصفة وها هو معاوية وابنه يزيد من بعده على نفس النهج مع أمير المؤمنين وابنه الحسين (عليهم السلام).
الشبهة:
يزور المسلمون مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) مشياً على الأقدام ويتحملون من اجل ذلك مشقة كبيرة ، في حين تتوفر وسائل النقل السريعة والمريحة، فما سبب ذلك ؟
محمد رزاق علي /بغداد:
الرد على الشبهة:
- ورد في الأحاديث أن خير الأعمال احمزها أي أشدها وأصعبها ولذا ترى الحجيج في الأزمان السالفة إذا أرادوا الاستزادة في الثواب قطعوا طريق الحج مشيا على الأقدام وهذه من مسلّمات الشريعة السمحاء وزيارة الحسين (عليه السلام) إذا ثبت ثوابها كما هو مفروض السؤال وكما هو الثابت عندنا فلا ضير بأن يكون المشي على الأقدام لتلك الزيارة أعظم ثوابا هذا إضافة إلى ورود نصوص صريحة وصحيحة السند في الحث عليها مشيا على الأقدام منها ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال ((من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين (عليه السلام) ان كان ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحا عنه سيئة حتى اذا صار في الحائر كتب الله من المفلحين المنجحين حتى اذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين حتى اذا اراد الانصراف اتاه ملك فيقول ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرؤك السلام ويقول لك استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى )) وغيرها من الاحاديث الكثيرة عظيمة الثواب ولمن أراد المزيد فعليه بكتاب ((كامل الزيارة)) .
الشبهة:
لماذا عرّض الإمام الحسين (عليه السلام) نفسه وعياله وأصحابه لهذه المآساة الكبيرة ، في حين أنه يعلم بعاقبة هذا الأمر؟
فارس عبد الحمزة /مدينة الديوانية:
الرد على الشبهة:
- أولاً: ان الإمام الحسين (عليه السلام) حينما انطلق إلى الكوفة كان ذلك ليس لملاقاة جيش يزيد بل استجابة لدعوة اهل الكوفة والقاءً للحجة عليهم ولذلك فهو لم يجهز جيشاً جرارا لخوض المعركة بل قدم بعياله للكوفة ولذا تراه عليه السلام حينما حاصره الحر ان طلب الرجوع إلى المدينة .
نعم لك أن تسأل لماذا قدم الحسين (عليه السلام) أساسا إلى العراق مع انه يعلم انه هالك وأهله لا محالة بعلم خاص بالأئمة ، وهذا الأشكال يرد على معظم الأئمة (عليهم السلام) كقصة الإمام الرضا (عليه السلام) من أنه يعلم أنه سيقدم له السم في فاكهة ويأكلها .
فنقول أن هذا الأشكال إنما يرد على القول بالعلم الخاص للإمام (عليه السلام) بحقائق الأمور ونحن نقول به ونقول أن الأئمة (عليهم السلام) يعلمون وقائع الأمور بما وهبهم الله من معرفة، لكن التكليف في الأحكام الشرعية يبقى مناطا بالأحكام الظاهرية وهنا تكمن صعوبة التكليف للأئمة حيث أنهم يعلمون الوقائع ويكلفون بالظواهر وهذه من الصعوبات بمكان حيث ترى الخضر (عليه السلام) حينما علم بوقائع الأمور لم يكلف إلا بها بينما موسى (عليه السلام) حينما علم بظواهر الأمور لم يكلف إلا بها، اما النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) فإنهم يعلمون العلمين، علم ظاهري يحصل لكل أحد وعلم باطني لا يحصل إلا لهم ، ويجب أن يعملوا وفق الحكم الظاهري فترى الرسول صلوات الله عليه وآله قد علم أسماء المنافقين ولكنه عاملهم بالظاهر وقد حكم بالظاهر في القضاء وهو يعلم بأن الواقع خلافه وهو من صعائب الأمور ومن أشد التكاليف حيث الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يعلم أن ابن ملجم (لعنه الله عليه) قاتله في صلاته هذه وهو يهوي إلى السجود منتظراً تلك الضربة ولكَ أن تتصور صعوبة التكليف عندها، والحسين (عليه السلام) كذلك فقد كان الحكم الظاهري بعد بيعة أهل الكوفة له وإرسالهم الرسائل والعهود أن أهل الكوفة قد بايعوه وأنه قادم لاستلام زمام الأمر في الكوفة وأن أهل الكوفة بحسب الظاهر قد ألقوا الحجة عليه في أن يأتيهم فكان لزاما عليه (عليه السلام) أن يأتي إلى الكوفة بأهله وعياله ، وهذا لا ينافي علمه الواقعي بما ستؤول إليه الأحداث. فالإمام يعلم ما سيحدث وتراه يلقي الحجة تلو الأخرى وهو يعلم أنهم لن يستجيبوا له، فأراد الرجوع ولم يسمحوا له وأراد رجوع عياله ولم يأذنوا له. وعلمه بما سيحدث لا ينافي أن يؤدي تكليفه المتعلق بظواهر الأمور.
ثانيا: أن عادة العرب في معاركهم أنهم كانوا يخرجون للقتال وعيالهم خلفهم ولهذه العادة العربية أسباب جعلتها تقليدا متوارثا عندهم فهي تجعل المحارب يقاتل بضراوة وبسالة لأنه حين ذاك يعلم أن قتله وخسارته في الحرب فقد لعياله واسترقاق لهم ولكي يشد العيال من أزر المحاربين ، فلم يكن من المعيب عند العرب أن يقاتل الشخص وعياله معه بل على العكس هي عادة عربية خالصة .
ثالثاً: إن أقوى مظاهر كشف اللثام عن الظلم والهمجية الأموية في معركة الطف حدثت حينما ذبح الرضيع على يد جيش الأمويين وفي هذا إظهار لهمجية وظلم الأمويين وأنهم خارجون عن تصرفات الجيش المسلم وأنهم ليسوا إلا حفنة من طلاب الدنيا والرياسة ولا ينتمون للإسلام بصلة.
يمنع وضع روابط تؤدي لمنتديات او مواقع اخرى