اول القوه

[عاشقة الحوراء]

قال سيد الكونين وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد الأمين صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين: (المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف)نعم أعزائي المؤمن القوي أفضل بكثير من المؤمن الضعيف بل إن المؤمن القوي هو الناصر الحقيقي لمولانا صاحب العصر والزمان عليه السلام ففيه ينتصر الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف وليس بالمؤمن الضعيف وقد أشار الإمام الصادق عليه السلام لهذا المعنى حيث ورد عنه سلام الله عليه أنه قال: (( ما يخرج القائم عليه السلام إلا في أولي القوة وما يكون أولوا القوة أقل من عشرة آلاف... )) .
ويمكن أن نفسر القوة التي يريدها الحديث على عدة مستويات أو احتمالات لا نجزم بصحتها ونسأل الله أن تكون صحيحة ومطابقة للمفهوم الإسلامي الصحيح الذي يريده لنا أهل البيت سلام الله عليهم أجمعين منها : المستوى الأول: القوة بمعناها المادي أي قوة البدن والجسم وهذا المنظار بالرغم من كونه مادي ودنيوي لكنه ينطبق أيضاً على المؤمن فقوة البدن يحتاجها الإنسان لكي يكون جسمه سليماً خالي من الأمراض وبنيته متكاملة فيكون بالتالي عقله سليم لأنه وكما ورد (( العقل السليم في الجسم السليم )).المستوى الثاني: القوة بمعناها الأخلاقي والتي تعني الشجاعة ، فالشجاعة من الأخلاق الفاضلة والمؤمن الشجاع أفضل وأكمل وأحسن وأخير وأقوى من المؤمن الجبان الخائف من كل شيء ، فالشجاعة مطلوبة من المؤمن فإن لم يكن شجاعاً فما فائدة إيمانه وهو جبان لا يستطيع نصرة الإسلام ونصرة قائم آل محمد عليه السلام لأن الشجاعة من صفات أصحاب الإمام المهدي سلام الله عليه التي يجب أن يتحلى بها الناصر الخير فيجب أن يكون على مستوى عالي من التضحية والإيثار وهذا الجانب لا يمكن الوصول إليه إلا بالتحلي بالشجاعة المستمدة من أئمة الهدى ومصابيح الدجى سلام الله عليهم أجمعين ، ولا أقصد هنا التهور بل الشجاعة الممزوجة بالحكمة .المستوى الثالث: القوة بمعناها المعنوي والروحي أي قوة الإيمان والقوة الروحية التي يجب أن يتمتع بها المؤمن حتى يستطيع أن ينتصر في جهاده الأكبر على عدوه اللدود نفسه الأمارة بالسوء ويحارب بها هواه ، فالقوة التي ينتصر بها على نفسه والشيطان هي قوة القلب ، فقد يكون الإنسان مؤمناً ولكنه ضعيف أمام نفسه وهواه ومغريات الدنيا وشهواته الحيوانية مع وجود نسبة من الإيمان لكنها لا تستطيع الصمود أمام مغريات الحياة ، والمؤمن بهذا المستوى لا يتيسر له الفوز بالنصرة للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف إلا إذا اتصف بالقوة الإيمانية التي يستطيع بها محاربة إبليس والدنيا والنفس والهوى .المستوى الرابع: القوة بمعناها الفكري ، أي قوة الفكر ، فينبغي أن يكون المؤمن قوياً في فكرهِ محصناً عن الأفكار المسمومة لا يتأثر بالغزو الثقافي الفكري محصناً فكره متبعاً لعقله بالدليل العلمي ، فالمؤمن الذي يكون فكره ضعيف وثقافته متدنية سرعان ما يتغلب عليه الفكر المعادي والثقافة اللاإسلامية أو الثقافة الإسلامية المنحرفة التي تظهر الإسلام وتبطن الكفر والنفاق ، فالضعف الفكري للمؤمن يجعله في حالة صراع محسومة النتيجة لصالح الثقافة المعادية المدعومة مادياً وإعلامياً من كل الأطراف المعادية للإسلام ، وسرعان ما تنطلي عليه خدع الدجال وخزعبلات السفياني فيخسر الدنيا والآخرة .بينما الإمام المهدي عليه السلام يحتاج إلى ناصر قوي في فكره ملتزما بعقيدته مؤمناً بالدليل العلمي لا بالعاطفة.
المستوىالخامس : القوة العسكرية فهي مطلوبة في كل وقت وكل عصر للدفاع العسكري المقدس وللجهاد الأصغر الذي به قام الإسلام فيجب أن يكون المؤمن مستعد ومتهيئ للدفاع عن حرمة الإسلام وعن الحقوق المغتصبة وعن عرضه وماله وأرضه وعزه وشرفه وكرامته وهذا المستوى مهم بقدر أهمية المستويات السابقة .المستوى السادس: القوة الإعلامية التي يجب أن يتصف بها الخطاب الإسلامي فالإعلام اليوم وسيلة لإعلان الفكر والعقيدة ونشرها ، فلذا يجب أن يكون الإعلام الإسلامي إعلاماً قوياً يفوق الإعلام الغربي المعاصر أو يوازيه على أقل التقديرات ، نعم فإن هذا الإعلام خير وأفضل من أن تحبس نفسك مع أفكارك ولا تدافع عن دينك وعقيدتك برد الشبهات ولا تنشر قضيتك بالوسائل المتاحة لك كالانترنت والفضائيات وغيرها فالخطاب الإسلامي اليوم وصل إلى أدنى مراحل الضعف من الناحية الإعلامية وهذا ما يعود بالضرر على المؤمنين والخير كل الخير في المؤمن الذي يدافع عن قضيته وإمامه بكل الوسائل الإعلامية ... فيكون مؤمناً قوياً في خطابه وإعلامه .في الختام نود الإشارة إلى أننا لا نقصد هنا تحديد الحديث بما ذكرناه من مستويات أعلاه ولكن نريد أن نفهم بعض الجوانب منه ، كما إننا لا نقول بانطباق مستوى دون آخر لفهم هذا الحديث الشريف بل نرجح انطباقها جميعاً فالقوة التي يجب أن يمتلكها المؤمن بكل جوانبها بدنياً وأخلاقياً وروحياً وفكرياً وإعلامياً وعسكرياً وغيرها ... وما يؤكد ذلك قوله تعالى (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة )) فالقوة هنا جاءت نكرة لتشمل كل معاني القوة .ونستغفر الله من الخطأ والزلل ونسأله التوفيق
اختكم عاشقةالحوراء


منقول
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

[بربغي]

عاشقة الحوراء
شكرا على هذا الطرح المتميز

لك مني أجمل تحية .

[مراقب]

اللهُمَ صَلْ عَلىَ مُحَمَدٍ وََ آَلِ مُحَمَدٍ الطَيِبِين الطَاهِرَينْ المُنْتَجَبِين وَعَجِلْ فَرَجَهُمْ وَ سَهِلْ مَخْرَجَهُمّ الشَرَيف

مــوضوع رااااائع

اختي عاشقة الحوراء

جزاكِ الله الف خيــــــــــــرا