قناعَاتكَ تحَدِّدُ سُلوكَك .

خاصة بمواضيع غرائب العلوم وتحليلات الشخصية
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
مراقب
مشاركات: 4771
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 5:57 am

قناعَاتكَ تحَدِّدُ سُلوكَك .

مشاركة بواسطة مراقب »

اللَّهُـمّے صَـلٌے و سَلّـمّے علَےَ مُحمَّـدْ وَ آلِےَ مُحمَّـدْ و عجِّـلْ فرَجَهُـمّے وَإِلْعَنْ أَعـدَاءهِمٍےَ إَلےَ يَــومٍےَ الّــدِين


مِنْ أجْلِ تَحْقيقِ تَفكِيرٍ سَليْمٍ فلابُدَّ مِنْ النَّظَرِ إلى الأسْلوبِ الفِكْرِي " الفِكْر " وَالذِي هُوَ عِبَارَةعَنْ مُعتقَدَاتٍ وَقِيَمٍ وقَناعَاتٍ وَقَرَارَاتٍ وإيْمانٍ وثِقَةٍ تبَلوَرَتْ فِيْ تَجَاوِيفِ الفِكُرِ لتًكَوِّنَ أسلوبًا فكْرِيّاً يَعُودُ إليهِ المَرْءُ وَيَعْتمِدُ عَليْهِ أثنَاء تفكِيرِهِ .




وََمِنْ بَابِ غيِّرْ تفكِيرَكَ تتغَيَّرْ نَتائِجُكَ ؛ فلابُدَّ مِنْ تغْييرِ الفِكْرِ لتتغيَّرَ نتائِجَ التَّفكَير .



ففِي كثيرٍ مِنَ الأحْيانِ يَنبغِي فيْهَا أنْ نلجَأ إلى تغييرِ الأسْلوبِ الفِكرِي وَنسْعَى للنضْجِ فِيْ التفكِير وَذلكَ مِنْ خِلالِ العَمَلِ الجَاد الوَاعِي إلى تَغييرِ المَفاهِيمِ المَغلوطةِ للمَقاييسِ وَالقِيـَمِ المَدفونةِ فِي بَواطِنِ عُقولِنا .




وَهْنَا أقوْلُ للتبيَانِ بِشَكْلٍ أكثر : أنَّ ( كُلّ مُتوقَّعٍ آتٍ ) وَهَذِهِ مَقوْلة لإمَامِ المتَّقِيْن الإمَام عَلِيْ (ع) .




وَفِيَْ الحَدِيث القُدْسِي " أنَا عِنْدَ ظنِّ عَبْدِي بِي ، فليظُنْ بِي مَا شَاء " .





أيْضاً ؛ فِيْ حَدِيثِ رَسُوْلِ الله (ص) يَقول : " تفاءَلوا بالخيرِ تجدُوه " .





فالتَّوَقُّع يَكُوْنُ " سَبَباً " للمُضِيِّ وَالتَّوَجُّهِ نحْوَ مَا تمَّ توَقعهُ .




فعِندَمَا يَتوَقَّعُ المَرْءُ السَّيِّءَ مِنَ الأمُوْرِ فإنَّهُ سُرْعَانَ مَا يَتصرَّفُ بمَا يتمَاشى مَعَ توقُّعِهِ ؛ ليُصَادِفهُ رُكامٌ مِنَ العَوَائِقِ والنَّظر بسَوْدَاوِيَّة فيُضخِّمُ الأمُوْرَ وَيجْلبُ الشُّؤمَ ويُكثفُ مِنْ قناعَاتِهِ سَلباً ؛ لِيَنعَكِسَ الأمْرُ عَليْهِ سَلباً ؛ وبالتَّالِي فإنَّ التَّشاؤمَ يَجْلِبُ شُؤماً .





وَدَعُونِيْ أُضِيْفُ هُنَا بَعْضَ مَا وَرَدَ فِيْ هَذا الشَّأنِ مِنْ أحَادِيثِ أهْلِ البَيْتِ ( ع ) :





قالَ أبُو عَبْدِ اللهِ (عَليْهِ السَّلام): الطّيَرَةُ عَلى مَا تجْعَلهَا إنْ هَوَّنتهَا تهَوَّنتْ ، وَإنْ شدَّدْتهَا تشدَّدَتْ ، وَإنْ لمْ تجْعَلهَا شيْئاً لمْ تكُنْ شيْئاً .





أيْضاً مِمَّا وَرَدَ عَنهُمْ عَليْهُمُ السَّلام ، إذا تطيَّرْتَ فامْضِ ، وَإذا ظنَنتَ فلا تَحَقِّقْ .




وَهَذا مِمَّا يَدلُّ عَلى الأثرِ النَّفسِي وَ السِّيْكوْلوْجي الذِي تصْنعُهُ تِلكَ التَّوَقُّعَات ؛ حَيْثُ يُصَدِّقُهَا العَقلُ بَعْدَ قنَاعَتِهِ بهَا ؛ وَنحْنُ نعْلمُ مَدَى قدْرَة اللاشُعُوْر وَقوَّتهِ فِيْ التأثيْرِ عَلى قناعَاتِ الفرْدِ وَبالتَّالِيْ عَلى حيَاتِهِ ؛ إذ أنَّ وَاقِعَ الإنسَانِ جزْءٌ مِنْ خيَالهِ وَتوقعَاتِهِ .




وَالعَكْسُ مِنْ ذلكَ فمَنْ يَتفاءَلُ وَيتوَقَّعُ الخيْرَ والنَّجَاحَ توَقُّعاً قوِيّاً ؛ فإنَّهُ حيْنهَا يَتصرَّفُ بمَا يَتمَاشى مَعَ توَقُّعِهِ الإيْجَابيِّ وَوفقاً لإمْكانِيَّاتِهِ ؛ أيْ " كُنْ جَمِيْلاً ترَى الوُجُوْدَ جَمِيْلاً " .




فالفِكْرَة وَالتَّوَقُّع تتمَكَّنُ مِنَ نفْسِ الفرْدِ حتَّى تـُمْسِيَ قنَاعَاتٍ وإيْمَاناً ؛ فيَكُوْنُ سُلوكُهُمْ وَمَسْعَاهُمْ مُتوَجِّهاً وَبِقوَّةٍ نحْوَ تحْقيْقِهَا .





وَلننظرْ إلى رَسُوْلِ اللهِ هُنَا ؛ وَكمَا فِيْ قصَّةِ كتابهِ إلى خِسْرو برويز يَدعُوهُ إلى الإسْلامِ فمَزَّقَ كِتابَ رَسُوْلِ اللهِ إليْهِ ، بَلْ وَالأكثر مِنْ ذلكَ أرْسَلَ قبْضة مِنَ الترَابِ إلى رَسُوْلِ الله رَدّاً عَلى كِتابهِ ! ولنتأمَّلْ مَا كانَ مِنْ رَسُوْلِ الله (ص) ؛ إذ تفاءَلَ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَآلهِ مِنْ ذلكَ ونظرَ إلى الأمْرِ بأنَّ ذلكَ بَيانٌ أنَّ المُؤمِنينَ سَيمْلكوْنَ أرضَ خِسْرو برويز ، إذ كانَ بيَانُ ذلك التُّرَاب .





وَأختِمُ مَقالِي هُنا بقوْلٍ لأمِيْرِ المُؤمِنين عَلي (ع) :





فالإمَامُ عَليْهِ السَّلامُ يَقُوْل " مَنْ طلبَ شيْئاً وجَدَهُ أوْ بَعْضَهُ ، وَمَنْ لمْ يَطلبْ لمْ يَجدْ وَأفضى إلى الفسَاد " .




وَإنَّمَا طلبُ الشَّيءِ يَكُوْنُ بالتَّفاؤلِ وبقناعَاتٍ عَقليَّةٍ وَفِكْرِيَّةٍ " جَادَّة ."




.

منقوووول :sm1:
صورةصورةصورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى عجائب العلوم وتحليل الشخصيات“

الموجودون الآن

المتصفحون للمنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد