بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وال محمد وعجل فرج قائم ال محمد
كان غزوة أحد على رأس سنة من بدر ، ورئيس المشركين يؤمئذ أبو سفيان بن حرب ، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يؤمئذ سبعمائة ، والمشركون ألفين ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله بعد أن استشار أصحابه وكان رأيه صلى الله عليه وآله أن يقاتل الرجال على أفواه السكك ، ويرمي الضعفاء من فوق البيوت فأبوا إلا الخروج إليهم ، فلما صار على الطريق قالوا : نرجع ، فقال : ما كان لنبي إذا قصد قوما أن يرجع عنهم ، وكانوا ألف رجل ، فلما كانوا في بعض الطريق انخزل عنهم عبدا لله بن أبي بثلث الناس ، وقال: والله ما ندري على ما نقتل أنفسنا والقوم قومه ؟ وهمت بنو حارثه وبنو سلمه بالرجوع ، ثم عصمهم الله عزوجل ، وهو قوله : " إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا " الآية .
وأصبح رسول الله عليه وآله متهيأ للقتال وجعل على راية المهاجرين عليا عليه السلام ، وعلى راية الأنصار سعد بن عبادة ، وقعد رسول الله صلى الله عليه وآله في راية الأنصار ، ثم مر صلى الله عليه وآله على الرماة وكانوا خمسين رجلا وعليهم عبدا لله بن جبير فوعظهم وذكرهم ، وقال : " اتقوا الله واصبروا ، وإن رأيتمونا يخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم حتى أرسل إليكم " وأقامهم عند رأس الشعب ، وكانت الهزيمة على المشركين ، و حسهم المسلمون بالسيوف حسا ، فقال أصحاب عبدا لله بن جبير : الغنيمة ظهر أصحابكم فما تنتظرون ؟ فقال عبدالله : أنسيتم قول رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ أما أنا فلا أبرح موقفي الذي عهد إلي فيه رسول الله ما عهد ، فتركوا أمره وعصوه بعد ما رأوا ما يحبون ، وأقبلوا على الغنائم ، فخرج كمين المشركين عليهم خالد بن الوليد فانتهى إلى عبدالله بن جبير فقتله ، ثم أتى الناس من أدبارهم ، ووضع في المسلمين السلاح فانهزموا ، وصاح إبليس لعنه الله : وقتل محمد ورسول الله يدعوهم في أخراهم : " أيها الناس أني رسول الله إن الله قد وعدني النصر فإلى أين الفرار " ؟ فيسمعون الصوت ولا يلوون على شئ وذهبت صيحة إبليس حتى دخلت بيوت المدينة ، فصاحت فاطمة عليها السلام ولم تبق هاشمية ولا قرشية إلا وضعت يدها على رأسها ، وخرجت فاطمة عليها السلام تصرخ .
قال الصادق عليه السلام : انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه واله فغضب غضبا شديدا ، و كان إذا غضب انحدر من وجهه وجبهته مثل اللؤلؤ من العرق ، فنظر فإذا علي عليه السلام إلى جنبه ، فقال : ما لك لم تلحق ببني أبيك ؟ فقال علي عليه السلام يا رسول الله أكفر بعد إيمان ؟ إن لي بك أسوة ، فقال : أما لا فاكفني هؤلآء ، فحمل علي عليه السلام فضرب أول من لقى منهم ، فقال جبرئيل عليه السلام : أن هذه لهي المواساة يا محمد ، قال : " إنه مني وأنا منه " قال جبرئيل : وأنا منكما .
وثاب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله جماعة من أصحابه ، وأصيب من المسلمين سبعون رجلا منهم أربعة من المهاجرين : حمزة بن عبدالمطلب ، وعبدالله بن جحش ، و مصعب بن عمير ، وشماس بن عثمان بن الشريد ، والباقون من الانصار .
قال : وأقبل يومئذ أبي بن خلف وهو على فرس له وهو يقول : هذا ابن أبي كبشة ، بوء بذنبك ، لا نجوت إن نجوت ، ورسول الله صلى الله عليه وآله بين الحارث بن الصمة وسهل بن حنيف يعتمد عليهما ، فحمل عليه فوقاه مصعب بن عمير بنفسه فطعن مصعبا فقتله ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله عنزة كانت في يد سهل بن حنيف ثم طعن أبيا في جربان الدرع فاعتنق فرسه فانتهى إلى عسكره ، وهو يخور خوار الثور ، فقال أبو سفيان : ويلك ما أجزعك ؟ إنما هو خدش ليس بشئ ، فقال : ويلك يا بن حرب أتدري من طعنني ؟ إنما طعنني محمد وهو قال لي بمكة : إني سأقتلك ، فعلمت أنه قاتلي ، والله لو أن ما بي كان بجميع أهل الحجاز لقضت عليهم ، فلم يزل يخور الملعون حتى صار إلى النار .
وفي كتاب أبان بن عثمان : إنه لما انتهت فاطمة عليها السلام وصفية إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ونظرتا إليه قال لعلي عليه السلام : أما عمتي فاحبسها عني ، وأما فاطمة فدعها ، فلما دنت فاطمة عليها السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله ورأته قد شج في وجهه وأدمي فوه إدمآء صاحت وجعلت تمسح الدم ، وتقول : اشتد غضب الله على من أدمى وجه رسول الله ، وكان يتناول في يده رسول الله صلى الله عليه وآله ما يسيل من الدم فيرميه في الهواء فلا يرجع منه شئ .
قال الصادق عليه السلام : والله لو سقط منه شئ على الارض لنزل العذاب .
قال أبان بن عثمان : حدثني بذلك عنه الصباح بن سيابة ، قال : قلت : كسرت رباعيته كما يقوله هؤلآء ؟ قال : لا والله ما قبضه الله إلا سليما ، ولكنه شج في وجهه قلت : فالغار في أحد الذي يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله صار إليه ، قال : والله ما برح مكانه ، وقيل له : ألا تدعو عليهم ؟ قال : " اللهم اهد قومي " .
ورمى رسول الله صلى الله عليه وآله ابن قميئة بقذافة فأصاب كفه حتى ندر السيف من يده ، وقال خذها مني وأنا ابن قميئة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " أذلك الله و أقمأك " وضربه عتبة بن أبي وقاص بالسيف حتى أدمى فاه ، ورماه عبدالله بن شهاب بقلاعة فأصاب مرفقه ، وليس أحد من هؤلآء مات ميتة سوية ، فأما ابن قميئة فأتاه تيس وهو نائم بنجد فوضع قرنه في مراقه ثم دعسه فجعل ينادي : واذلاه حتى أخرج قرنيه من ترقوته .
وكان وحشي يقول : قال لي جبير بن مطعم : وكنت عبدا له إن عليا قتل عمي يوم بدر ، يعني طعيمة ، فإن قتلت محمد فأنت حر ، وإن قتلت عم محمد فأنت حر وان قتلت ابن عم محمد فأنت حر ، فخرجت بحربة لي مع قريش إلى أحد أريد العتق لا أريد غيره ، ولا أطمع في محمد وقلت لعلي أصيب من علي أو حمزة غرة فأزرقه ، وكنت لا أخطئ في رمي الحراب تعلمته من الحبشة في أرضها ، وكان حمزة يحمل حملاته ، ثم يرجع إلى موقفه .
قال أبوعبدالله عليه السلام وزرقه وحشي فوق الثدي فسقط ، وشدوا عليه فقتلوه ، فأخذ وحشي الكبد فشد بها إلى هند بنت عتبة فأخذتها فطرحتها في فيها ، فصارت مثل الداغصة فلفظتها .
وقال : وكان الحليس بن علقمة نظر إلى أبي سفيان وهو على فرس وبيده رمح يجأبه في شدق حمزة فقال : يامعشر بني كنانة انظروا إلى من يزعم أنه سيد قريش ما يصنع بابن عمه الذي قد صار لحما ؟ وأبوسفيان يقول : ذق عقق ، فقال أبوسفيان : صدقت إنما كانت مني زلة اكتمها علي .
قال : وقام أبوسفيان فنادى بعض المسلمين : أحي ابن أبي كبشة ؟ فأما ابن أبي طالب عليه السلام فقد رأيناه مكانه ، فقال علي : إي والذي بعثه بالحق إنه ليسمع كلامك ، قال : إنه قد كانت في قتلاكم مثله ، والله ما أمرت ولا نهيت ، إن ميعادنا بيننا وبينكم موسم بدر في قابل هذاالشهر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : قل : نعم ، فقال : نعم ، فقال أبوسفيان لعلي : إن ابن قميئة أخبرني أنه قتل محمدا وأنت أصدق عندي منه وأبر ، ثم ولى إلى أصحابه وقال : اتخذواالليل جملا وانصرفوا .
ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا فقال : اتبعهم فانظر أين يريدون فإن كانوا ركبوا الخيل وساقوا الابل فإنهم يريدون المدينة ، وإن كانوا ركبوا الابل و ساقوا الخيل فهم متوجهون إلى مكة .
وقيل : إنه بعث لذلك سعد بن أبي وقاص .
فرجع فقال : رأيت خيلهم تضرب بأذنابها مجنوبة مدبرة ، ورأيت القوم قد تجملوا سائرين ، فطابت أنفس المسلمين بذهاب العدو فانتشروا يتتبعون قتلاهم ، فلم يجدوا قتيلا إلا وقد مثلوا به إلا حنظلة بن أبي عامر كان أبوه مع المشركين فترك له ، ووجدوا حمزة قد شق بطنه ، وجدع أنفه ، وقطعت أذناه ، وأخذ كبده فلما انتهى إليه رسول الله صلى الله عليه وآله خنقته العبرة وقال : لامثلن بسبعين من قريش فأنزل الله سبحانه : " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به " الآية ، فقال : بل أصبر .
وقال : من ذلك الرجل الذي تغسله الملائكة في سفح الجبل ؟ فسألوا امرأته فقالت : إنه خرج وهو جنب ، وهو حنظلة بن أبي عامر الغسيل .
قال أبان : وحدثني أبوبصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ذكر لرسول الله صلى الله عليه وآله رجل من أصحابه يقال له : قزمان بحسن معونته لاخوانه وذكوه ، فقال صلى الله عليه وآله إنه من أهل النار ، فأتي رسول الله صلى الله عليه وآله وقيل : إن قزمان استشهد ، فقال : يفعل الله ما يشاء ، ثم أتي فقيل : إنه قتل نفسه ، فقال : أشهد أني رسول الله ، قال : وكان قزمان قاتل قتالا شديدا ، وقتل من المشركين ستة او سبعة ، فاثبتة الجراح ، فاحتمل إلى دور بني ظفر ، فقال له المسلمون : أبشر يا قزمان فقد ابليت اليوم ، فقال .
بم تبشرون ؟ فوالله ما قاتلت إلا عن أحساب قومي ، ولو لا ذلك ما قاتلت ، فلما اشتدت عليه الجراحة جاء إلى كنانته فأخذ منها مشقصا فقتل به نفسه .
قال : وكانت امرأة من بني النجار قتل أبوها وزوجها وأخوها مع رسول الله صلى الله عليه وآله فدنت من رسول الله صلى الله عليه وآله والمسلمون قيام على رأسه ، فقال لرجل : أحي رسول الله ؟ قال : نعم ، قالت : أستطيع أن أنظر إليه ؟ قال : نعم ، فأوسعوا لها فدنت منه وقالت : كل مصيبة جلل بعدك ، ثم انصرفت .
قال : وانصرف رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة حين دفن القتلى فمر بدور بني الاشهل وبني ظفر ، فسمع بكاء النوائح على قتلاهن ، فترقرقت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله وبكى ، ثم قال : لكن حمزة لا بواكي له اليوم ، فلما سمعها سعد بن معاذ وأسيد بن حضير قالا لا تبكين امرأة حميمها حتى تأتي فاطمة عليها السلام فتسعدها ، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله الواعية على حمزة وهو عند فاطمة عليها السلام على باب المسجد قال : ارجعن رحمكن الله فقد آسيتن بأنفسكن
(1) البحار ج ص 93
غزوة أحد
خاصه بأهل البيت عليهم السلام وسيرتهم ومعجزاتهم وكراماتهم وأقوالهم وأحاديثهم ..
العودة إلى ”منتدى اهل البيت عليهم السلام“
الانتقال إلى
- الاقسام الرئيسيه
- ↲ مسجد الشيخ امير محمد البربغي
- ↲ ركن صور المسجد
- ↲ ركن تقويم الصلاة الشهري
- كتاب الله وعترتي
- ↲ المنتدى الإسلامي
- ↲ منتدى القرآن الكريم وعلومه
- ↲ منتدى المسائل الشرعية
- ↲ منتدى المسائل العقائدية
- ↲ ركــن الأدعية والزيارات
- ↲ منتدى اهل البيت عليهم السلام
- ↲ كرامات ومعجزات أهل البيت عليهم السلام
- ↲ مناسبات أهل البيت عليهم السلام
- ↲ منتدى الأمام الحجة عج
- المنتديات العامة
- ↲ المنتدى العام
- ↲ ركن اقلام الاعضاء
- ↲ منتدى الحوار الهادف
- ↲ معلومات وثقافه عامه
- ↲ علم الفلك
- ↲ التراث وأيام أول
- ↲ معالم وعلماء
- ↲ منتدى السياحة والسفر
- ↲ منتدى الاخبار العالمية والسياسية
- ↲ منتدى الكاركتير
- ↲ منتدى الصوتيات و المرئيات
- ↲ مقاطع فيديو
- المنتديات العلمية والادبيه
- ↲ المنتدى الدراسي
- ↲ ركن البحوث والتقارير المدرسيه
- ↲ تعلم اللغه الانجليزيه
- ↲ القصص والحكايات
- ↲ منتدى الصحة
- ↲ منتدى الشعر و الخواطر
- المنتديات الإجتماعية
- ↲ منتدى الأسرة والتربيـة
- ↲ منتدى الطفل
- ↲ منتدى مطبخ حواء
- ↲ منتدى عجائب العلوم وتحليل الشخصيات
- ↲ منتدى الرياضة و السيارات
- ↲ منتدى السيارات والدراجات النارية
- المنتديات الترفيهية
- ↲ منتدى الترحيبات والتهاني
- ↲ ألبوم الصور
- ↲ منتدى التسلية والمرح
- ↲ منتدى الأنمي والرسوم المتحركة
- المنتديات التقنية
- ↲ منتدى الكمبيوتر و الإنترنت والشبكات
- ↲ ركن برامج الكمبيوتر
- ↲ منتدى التصميم والجرافيكس
- ↲ ركن برامج التصميم وشروحاتها
- ↲ منتدى التكنلوجيا
- ↲ تراجم علماء الإختراع والإكتشاف
- ↲ منتدى الجوال والاتصالات والالكترونيات
- ↲ منتدى استقبال القنوات الفضائية
- المنتديات الإدارية
- ↲ الارشيف
- ↲ واحة عاشوراء
- ↲ منتدى شهر رمضان المبارك
- ↲ منتدى شهري محرم وصفر 1432
- ↲ منتدى ( محرم وصفر 1430 هـ)
- ↲ منتدى شهر رمضان
- ↲ منتدى ( محرم وصفر 1431 هـ)
- ↲ منتدى شهر رمضان 1433
- ↲ منتدى شهر رمضان المبارك 1432 هـ
- ↲ منتدى شهري محرم وصفر 1433 هجرية
- ↲ منتدى شهري محرم وصفر 1434 هجرية
- ↲ منتدى شهر المغفرة و الرحمة 1434
- ↲ منتدى شهري محرم وصفر 1435
- ↲ منتدى شهر رمضان المبارك 1435
- ↲ منتدى شهر رمضان 1429
الموجودون الآن
المتصفحون للمنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد