مقتل الإمام الحسين عليه السلام

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
عبدالزهراء
مشاركات: 1337
اشترك في: السبت سبتمبر 06, 2008 8:47 am

مقتل الإمام الحسين عليه السلام

مشاركة بواسطة عبدالزهراء »

المقدمة
نظراً لتلاشي كتابة مقتل الإمام الحسين عليه السلام ونحن ندخل عصر العولمة والسرعة فقد قلّ إقتناء الكتب وبما أنّ مصيبة كربلاء تبقى في ذاكرة كل شيعي مؤمن بمدرسة أهل البيت عليهم السلام دأبت على إعادة كتابة المقتل ليوم العاشر من محرّم الحرام وما جرى على سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام حسب ماورد في قراءة الشيخ عبد الزهرة الكعبي الذي يقرأه برواية السيد عبد الرزاق المقرّم سائلاً المولى عزّ وجل أن يجعل ثوابه الجنّة وأهدي ثواب سورة الفاتحة الى المرحومين المرحوم صابر فليح والمرحوم صابر الجلالي.

كتبه شوقي العيسى

قصة مقتل الإمام الحسين (ع) في يوم العاشر من محرّم

لما أصبح الحسين يوم عاشوراء، وصلّى بأصحابه صلاة الصبح، قام خطيباً فيهم، حمدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الله سبحانه وتعالى قد أذن في قتلكم وقتلي في هذا اليوم، فعليكم بالصبر والقتال. ثم صفهم للحرب، وكانوا سبعة وسبعين مابين فارس وراجل، فجعل زهير بن القين في الميمنة، وحبيب بن مظاهر في الميسرة، وأعطى رايته أخاه العباس، وثبت هو عليه السلام وأهل بيته في القلب وأقبل عمر بنُ سعد نحو الحسين في ثلاثين ألفاً، وعلى الميمنة عمر بن الحجاج الزبيدي، وعلى الميسرة شمر بن ذي الجوشن، وعلى الخيل عزرة بن قيس، وعلى الرّجالة شبث بن ربعي، والرايةُ مع ذويد مولاه، وأقبلوا يجولون حول البيوت، فيرون النار تضطرم في الخندق، فنادى شمر بأعلى صوته: ياحسين تعجلّت بالنار قبل يوم القيامة

فقال الحسين: من هذا، كأنه شمر بن ذي الجوشن؟

قيل: نعم

فقال له يابن راعية المعزى أنت أولى بها مني صليّا ورام مسلم بن عوسجه أن يرميه بسهمٌ، فمنعه الحسين وقال: أكره أن أبدأهم بقتال.

ولمّا نظر الحسين الى جمعهم كأنه السيل، رفع يديه بالدعاء وقال: اللهم أنت ثقتي في كل كربٍ، ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمرٍ نزل بي ثقةٌ وعدّه، كم من همٍّ يضعف فيه الفؤاد، وتقّل فيه الحيله، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، أنزلته بك وشكوته إليك، رغبةً مني إليك عمّن سواك، فكشفته وفرّجته، فأنت ولي كل نعمة، ومنتهى كل رغبه ثم دعا براحلته فركبها، ونادى بصوت عال يسمعه جلّهم: فقال أيها الناس إسمعوا قولي ولا تعجلوا، حتى أعظكم بما هو حقٌ لكم علي، وحتى أعتذر إليكم مِن مقدمي عليكم، فإن قبلتم عذري، وصدّقتم قولي، وأعطيتموني النصف من أنفسكم كنتم بذلك أسعد ولم يكن لكم عليّ سبيل، وإن لم تقبلوا مني العذر ولم تعطوا النصف من أنفسكم، فأجمعوا أمركم وشركائكم، ثم لايكن أمركم عليكم غمّه، ثم إقضوا إليّ ولا تنظرون، إنّ وليّ الله الذي نزّل الكتاب، وهو يتولى الصالحين، فلّما سمعنَ النساء هذا منه صحنَ وبكينَ وأرتفعت أصواتهنّ، فأرسل إليهنّ أخاه العباس وإبنه عليّ الأكبر وقال لهما:- سكّتاهنّ فلعمري ليكثر بُكاؤهنّ .

ولّما سكتن حمدَ الله وأثنى عليه، وصلّى على محمد وعلى الملائكة والأنبياء، وقال في ذلك ما لايحصى ذكره، ولم يسمع متكلّم قبله ولابعده أبلغ منه في منطِقه ، ثم قال: الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال، متصرفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرور من غرّته ، والشقيّ من فتنته، فلا تغرنكم هذه الدنيا، فإنها تقطع رجاء من ركنَ إليها، وتخيّب طمعَ من طمع فيها، وأراكم قد إجتمعتم على أمرٍ قد أسخطتم الله فيه عليكم، وأعرض بوجهة الكريم عنكم، وأحلّ بكم نقمته وجنبكم رحمته . فنعمَ الرب ربنا، وبئس العبيد أنتم، أقررتم بالطاعة ، وآمنتم بالرسول محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم. ثّم إنكم زحفتم الى ذريته وعترته، تريدون قتلهم، لقد إستحوذ عليكم الشيطان، فأنساكم ذكر الله العظيم، فتباً لكم ولما تريدون، إنــــا لله وإنا إليه راجعون، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم، فبعداً للقوم الظالمين.

أيهـــــا الناس إنسبوني مَن أنا ؟ ثم إرجعوا الى أنفسكم وعاتبوها، وأنظروا هل يحلُّ لكم قتلي؟ وإنتهاك حرمتي؟ ألستُ إبن بنت نبيكم؟ وأبن وصيّه؟ وأبن عمّه؟ وأول المؤمنين بالله؟ والمصدّق لرسوله بما جاء من عند ربه؟ أوليس حمزة سيد الشهداء عم أبي؟ أوليس جعفر الطيّار عمي؟ أولم يبلغكم قول رسول الله لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنّة؟ فإن صدّقتموني بما أقول وهو الحق ، والله ما تعمّت الكذب منذ علمتُ إنّ الله يمقت عليه أهله، ويضر به من إختلقه، وإن كذّبتموني فإنّ فيكم مَن إن سألمتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري ، وأبا سعيد الخدري ، وسهل بن سعد الساعدي ، وزيد بن أرقم ، وأنس بن مالك ، يخبركم أنهم سمعوا هذه المقالة ، من رسول الله لي ولأخي ، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي ؟ فقال الشمر: هو يعبد الله على حرفٍ إن كان يدري مايقول فقال له حبيب بن مظاهر والله إني أراك تعبد الله على سبعين حرفاً ، وأنا أشهدُ إنك صادق ماتدري مايقول ، قد طبع الله على قلبك ثم قال الحسين : فإن كنتم في شك من هذا القول أفتشكّون أني إبن بنت نبيّكم فوالله مابين المشرق والمغرب إبن بنت نبيٍّ غيري فيكم ولا في غيركم ويْحَكم أتطلبوني بقتيلٍ منكم قتلته أو مالٍ لكم إستهلكته أو بقصاص جراحةٍ ؟ فأخذوا لا يكلّمونه فنادى : يا شبث بن ربعي وياحجار بن أبجر ويا قيس بن الأشعث ويا زيد بن الحارث ألم تكتبوا إليّ أن أقدم قد أينعت الثمار وأخضّر الجناب وإنما تقدم على جندٍ لك مجنّدة ؟؟ فقالوا : لم نفعل

فقال : سبحان الله بلى والله لقد فعلتم ثم قال : أيها الناس إذا كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم الى مأمني من الأرض فقال له قيس بن الأشعث أولا تنزل على حكم بني عمك؟ فإنهم لن يروك إلا ماتحب ولم يصل إليك منهم مكروه فقال الحسين: أنت أخو أخيك ؟ أتريد أن يطلبك بنو هاشم أكثر من دم مسلم بن عقيل ؟ لا والله لا أعطيهم بيدي أعطاء الذليل ، ولا أفر فرار العبيد.

عباد الله إني عذتُ بربي وربكم أن ترجمون ، أعوذ بربي وربكم من كل متكبّر لا يؤمن بيوم الحساب ثم أناخ راحلته وأمرَ عقبه بن سمعان فعقلها







لم أنسه إذ قام فيهـم خاطبـاًفإذا هـم لايملكـون خطابـا
يدعوا ألستُ أنا أبن بنت نبيّكموملاذكم إن صرف دهر نابا
هل جئتُ في دين النبي ببدعةٍأم كنتُ في أحكامـه مرتابـا
أم لم يوصِ بنا النبـي وأودعالثقلين فيكـم عتـرةً وكتابـا
إن لم تدينوا بالمعاد فراجعواأحسابكـم إن كنتـم أعرابـا
فغدوا حيارى لايرون لوعظهإلا الأسنّة والسهـام جوابـا
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى ( محرم وصفر 1430 هـ)“

الموجودون الآن

المتصفحون للمنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد