ما معنى " و هم بها " ؟؟ ( يوسف : 24 )

للمسائل العقائدية
أضف رد جديد
بربغي
مشاركات: 4173
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am

ما معنى " و هم بها " ؟؟ ( يوسف : 24 )

مشاركة بواسطة بربغي »

ما معنى " و هم بها " ؟؟ ( يوسف : 24 )





بسم الله الرحمن الرحيم

"وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ" ( يوسف :24 )





- بماذا يفسر ( المخطّئون ) الآية الكريمة ؟



يستدل البعض من هذه الآية على عدم عصمة الأنبياء عليهم السلام ، من خلال قوله تعالى "وهمَّ بها" أي همّ بالمخالطة ، وأنّ همّه بها كان كهمّها به ، ولولا أنّ رأى برهان ربّه لفعل الفاحشة ، فيجعلون ( همت به - وهم بها ) فعلين متحققين ، إلا أن يوسف (ع) انصرف عن الفاحشة بعد أن رأى برهان ربه .

وقد يقولون البعض : أنه (ع) انجذب إلى المعصية وعزم أن ينال منها ما كانت تريد نيله منه .



يُرد على كلامهم من خلال الأمور الآتية :





- ما معنى الهم ؟



في لسان العرب : همّ بالشىء يهم همّاً : نواه وأراده وعزم عليه ، قال سبحانه : "وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا" .

ويستخدم ( الهم ) أحياناً بمعنى خطور الشيء في البال ، إلا أنه استعمال نادر لا يُحمل عليه صريح الكتاب .





- هل الهم في الموردين بنفس المعنى ؟



(الهم) في الموردين من الآية الكريمة بمعنى واحد ، فهمّ امرأة العزيز كان بنحو العزم والإرادة ، وكذلك يجب حمل الهم في المورد الآخر لا على خطور الشيء بالبال ، لأنه يلزم التفكيك بين اللفظين في المعنى من دون قرينة .





- هل تحقق كلا الهمّين ؟



أما (همّ) امرأة العزيز فمتحقق حتماً ، ولكن (همّ) يوسف (ع) امتنع بتحقق رؤيته برهان ربه "وهم بها لولا أن رأى برهان ربه" فلم يتحقق أي (همّ) من يوسف (ع) .





- أين جواب جملة الشرط في ( لولا أن رأى برهان ربه ) ؟



مما لا شك فيه أن ( لولا ) الابتدائية تحتاج إلى جواب ، يكون الجواب مذكوراً غالباً ، كما في مقولة عمر المشهورة : "لولا علي لهلك عمر" .

وقد يحذف جوابها لدلالة القرينة عليه أو انفهامه من السياق ، كقوله سبحانه "وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ" .

وربما يحذف الجواب لدلالة الجملة المتقدمة ، كما في الآية "ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربّه" ..

فالآية تضمنت جملة مطلقة وهي "ولقد همت به" ، والأخرى مقيدة "وهم بها لولا أن رأى برهان ربه" ، وتقديرها : لولا أن رأى برهان ربه لهمّ بها ..

فقوله "وهم بها" لا يدل على تحقق الفعل لأنها ليست جملة منفصلة عما بعدها ، وإنما هي قائمة محل الجواب فتكون مشروطة ومعلقة مثله .





- كلام العلامة الطباطبائي :



للفائدة نختم الموضوع بنقل كلام العلامة الطباطبائي رحمه الله في ( الميزان ) حول قوله عز وجل "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه كان من عبادنا المخلَصين" ، قال :



الأنسب أنّ المراد بالسوء هو الهم بها والميل إليها ، كما أنّ المراد بالفحشاء اقتراف الفاحشة وهي الزنا ، ثم قال : ومن لطيف الإشارة ما في قوله : "لِنَصرف عنه السوء والفحشاء" حيث جعل السوء والفحشاء مصروفين عنه لا هو مصروفاً عنهما ، لما في الثاني من الدلالة على أنّه كان فيه ما يقتضي اقترافه لهما المحوج إلى صرفه عن ذلك ، وهو ينافي شهادته تعالى بأنّه من عباده المخلَصين ، وهم الذين أخلصهم الله لنفسه فلا يشاركهم فيه شيء ، ولا يطيعون غيره من تسويل شيطان أو تزيين نفس أو أي داع من دون الله سبحانه .

ثم قال : وقوله "إنّه من عبادنا المخلصين" في مقام التعليل لقوله "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء" ، والمعنى عاملنا يوسف كذلك ، لأنه من عبادنا المخلصين ، ويظهر من الآية أن من شأن المخلصين أن يروا برهان رّبهم وأن الله سبحانه يصرف كل سوء وفحشاء عنهم فلا يقترفون معصيته ولا يهمون بها بما يريهم الله من برهانه ، وهذه هي العصمة الإلهية" .
صورة العضو الرمزية
أبوعلي
مشاركات: 3698
اشترك في: الاثنين ديسمبر 18, 2006 7:36 pm

مشاركة بواسطة أبوعلي »

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
بارك الله بك شكراً أخي الكريم

تقبلوا خالص تحياتي
صورة
صورة العضو الرمزية
مراقب
مشاركات: 4771
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 5:57 am

مشاركة بواسطة مراقب »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


صورة

بارك الله فيك اخي الكريم بربغي



صورة
صورةصورةصورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى المسائل العقائدية“

الموجودون الآن

المتصفحون للمنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين فقط