خطـب المعصـومين

خاصه بأهل البيت عليهم السلام وسيرتهم ومعجزاتهم وكراماتهم وأقوالهم وأحاديثهم ..
بربغي
مشاركات: 4173
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am

مشاركة بواسطة بربغي »

خطبة الإمام السجاد ( عليه السلام ) في الكوفة

بعد أن خطبت أم كلثوم ( عليها السلام ) ، أومأ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) إلى الناس ، أن اسكتوا ! فسكتوا ، فقام قائماً ، فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ قال :

( أيها الناس : من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليهم ) ، أنا ابن المذبوح بشط الفرات ، من غير ذحل ولا ترات أنا ابن من انتهك حريمه ، وسلب نعيمه ، وانتهب ماله ، وسبي عياله ، أنا ابن من قتل صبراً ، وكفى بذلك فخراً .

أيها الناس : ناشدتكم بالله ، هل تعلمون إنّكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه ، وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة ، ثمّ قاتلتموه وخذلتموه ، فتباً لكم لما قدّمتم لأنفسكم ، وسوأة لرأيكم ، بأية عين تنظرون إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إذ يقول لكم : قتلتم عترتي ، وانتهكتم حرمتي ، فلستم من أمّتي ) .

فارتفعت أصوات الناس بالبكاء من كل ناحية ، ويقول بعضهم لبعض : هلكتم وما تعلمون ؟

فقال ( عليه السلام ) : ( رحم الله امرأ قبل نصيحتي ، وحفظ وصيتي في الله ، وفي رسوله وأهل بيته ، فإن لنا في رسول الله أسوة حسنة ) .

فقالوا بأجمعهم : نحن كلّنا يا ابن رسول الله سامعون مطيعون ، حافظون لذمامك ، غير زاهدين فيك ، ولا راغبين عنك ، فمُرنا بأمرك يرحمك الله ، فإنّا حرب لحربك ، وسلم لسلمك ، لنأخذن يزيد ونبرآ ممّن ظلمك وظلمنا .

فقال ( عليه السلام ) : ( هيهات هيهات ، أيّها الغدرة المكرة ، حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم ، أتريدون أن تأتوا إليّ كما أتيتم إلى آبائي من قبل ؟ كلاّ ورب الراقصات إلى منى ، فإنّ الجرح لمّا يندمل ، قتل أبي بالأمس وأهل بيته ومن معه ، ولم ينسني ثكل رسول الله ، وثكل أبي وبني أبي ، ووجده بين لهاتي ، ومرارته بين حناجري وحلقي ، وغصصه تجري في فراش صدري ، ومسألتي أن لا تكونوا لنا ولا علينا ) .

نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
بربغي
مشاركات: 4173
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am

مشاركة بواسطة بربغي »

خطبة الإمام السجاد ( عليه السلام ) في المدينة المنوّرة

ألقى الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) خطاباً في أهل المدينة المنوّرة لدى عودته من الشام والعراق ، حيث جمع الناس خارج المدينة قبل دخوله اليها ، وخطب فيهم قائلاً :

( الحمد لله ربّ العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، بارئ الخلائق أجمعين ، الذي بَعُد فارتفع في السماوات العُلى ، وقَرُب فشهد النجوى ، نحمده على عظائم الأمور ، وفجائع الدهور ، وألم الفجائع ، ومضاضة اللواذع ، وجليل الرزء ، وعظيم المصائب الفاظعة الكاظّة الفادحة الجائحة .

أيّها القوم : إنّ الله وله الحمد ، ابتلانا بمصائب جليلة ، وثلمة في الإسلام عظيمة ، قُتل أبو عبد الله الحسين ( عليه السلام ) ، وسُبي نساؤه وصبيته ، وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان ، وهذه الرزية التي لا مثلها رزيّة .

أيّها الناس : فأي رجالات منكم يسرّون بعد قتله ؟! أم أيّ فؤاد لا يحزن مِن أجله ؟! أم أيّة عين منكم تحبس دمعها وتضنّ عن انْهمالِها ؟! فلقد بكت السبع الشداد لقتله ، وبكت البحار بأمواجها ، والسماوات بأركانها ، والأرض بأرجائها ، والأشجار بأغصانها ، والحيتان ولجج البحار ، والملائكة المقرّبون وأهل السماوات أجمعون .

يا أيّها الناس : أيّ قلب لا ينصدع لقتله ؟! أم أيّ فؤاد لا يحنّ إليه ؟! أم أيّ سمع يسمع هذه الثلمة التي ثلمت في الإسلام ولا يصمّ ؟!

أيّها الناس : أصبحنا مطرودين مشرّدين مذودين وشاسعين عن الأمصار ، كأنّا أولاد ترك وكابل ، من غير جرم اجترمناه ، ولا مكروه ارتكبناه ، ولا ثلمة في الإسلام ثلمناها ، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين ، إنْ هذا إلاّ اختلاق .

والله ، لو أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) تقدّم اليهم في قتالنا ، كما تقدّم اليهم في الوصاية بنا ، لما زادوا على ما فعلوا بنا ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ، من مصيبة ما أعظمها ، وأوجعها وأفجعها ، وأكظّها وأفظعها ، وأمرّها وأفدحها ، فعند الله نحتسب فيما أصابنا ، وأبلغ بنا ، فإنّه عزيز ذو انتقام ) .

نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
بربغي
مشاركات: 4173
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am

مشاركة بواسطة بربغي »

خطبة الإمام السجاد ( عليه السلام ) في مسجد دمشق

ورد في كتاب فتوح ابن اعثم 5 / 247 ، ومقتل الخوارزمي 2 / 69 : إنّ يزيد أمر الخطيب أن يرقى المنبر ، ويثني على معاوية ويزيد ، وينال من الإمام علي والإمام الحسين ، فصعد الخطيب المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وأكثر الوقيعة في علي والحسين ، وأطنب في تقريض معاوية ويزيد ، فصاح به علي بن الحسين : ( ويلك أيها الخاطب ، اشتريت رضا المخلوق بسخط الخالق ؟ فتبوأ مقعدك من النار ) .

ثمّ قال : ( يا يزيد ائذن لي حتى أصعد هذه الأعواد ، فأتكلم بكلمات فيهن لله رضا ، ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب ) ، فأبى يزيد ، فقال الناس : يا أمير المؤمنين ائذن له ليصعد ، فعلنا نسمع منه شيئاً ، فقال لهم : إن صعد المنبر هذا ، لم ينزل إلا بفضيحتي ، وفضيحة آل أبي سفيان ، فقالوا : وما قدر ما يحسن هذا ؟ فقال : إنّه من أهل بيت قد زقوا العلم زقا .

ولم يزالوا به حتى أذن له بالصعود ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : ( أيها الناس ، أعطينا ستاً ، وفضلنا بسبع : أعطينا العلم ، والحلم ، والسماحة والفصاحة ، والشجاعة ، والمحبة في قلوب المؤمنين ، وفضلنا بأن منا النبي المختار محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ومنا الصدّيق ، ومنا الطيار ، ومنا أسد الله وأسد الرسول ، ومنا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول ، ومنا سبطا هذه الأمّة ، وسيدا شباب أهل الجنة ، فمن عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي : أنا ابن مكة ومنى ، أنا ابن زمزم والصفا ، أنا ابن من حمل الزكاة بأطراف الرداء ، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى ، أنا ابن خير من انتعل واحتفى ، أنا ابن خير من طاف وسعى ، أنا ابن خير من حج ولبّى ، أنا ابن من حمل على البراق في الهواء ، أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، فسبحان من أسرى ، أنا ابن من بلغ به جبرائيل إلى سدرة المنتهى ، أنا ابن من دنا فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى ، أنا ابن من صلّى بملائكة السماء ، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى ، أنا ابن محمد المصطفى ، أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق ، حتى قالوا لا اله إلا الله ، أنا ابن من بايع البيعتين ، وصلّى القبلتين ، وقاتل ببدر وحنين ، ولم يكفر بالله طرفة عين ، يعسوب المسلمين ، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، سمح سخي ، بهلول زكي ، ليث الحجاز ، وكبش العراق ، مكّي مدني ، أبطحي تهامي ، خيفى عقبي ، بدري أحدي ، شجري مهاجري ، أبو السبطين ، الحسن والحسين ، علي بن أبي طالب ، أنا ابن فاطمة الزهراء ، أنا ابن سيدة النساء ، أنا ابن بضعة الرسول ... ) .

قال : ولم يزل يقول : أنا أنا ، حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب ، وخشي يزيد أن تكون فتنة ، فأمر المؤذّن يؤذّن ، فقطع عليه الكلام وسكت ، فلمّا قال المؤذّن : الله أكبر .

قال علي بن الحسين : ( كبرت كبيراً لا يقاس ، ولا يدرك بالحواس ، ولا شيء أكبر من الله ) ، فلمّا قال : أشهد أن لا اله إلا الله ، قال علي : ( شهد بها شعري وبشري ، ولحمي ودمي ، ومخي وعظمي ) ، فلمّا قال : أشهد أن محمداً رسول الله ، التفت علي من أعلا المنبر إلى يزيد ، وقال : ( يا يزيد محمد هذا جدّي أم جدّك ؟ فإن زعمت أنه جدّك فقد كذبت ، وان قلت أنه جدّي ، فلم قتلت عترته ؟ ) .

قال : وفرغ المؤذّن من الأذان والإقامة ، فتقدّم يزيد ، وصلّى الظهر ، فلمّا فرغ من صلاته ، أمر بعلي بن الحسين ، وأخواته وعماته ( رضوان الله عليهم ) ، ففرغ لهم دار فنزلوها ، وأقاموا أياماً يبكون ، وينوحون على الحسين ( عليه السلام ) .

نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
بربغي
مشاركات: 4173
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am

مشاركة بواسطة بربغي »

خطبة الإمام السجاد ( عليه السلام ) يحذر فيها من الدنيا

بعدما حمد الله تعالى ، وأثنى عليه ، وذكر جدّه فصلّى عليه ، ثمّ قال :

( أيّها الناس أحذّركم من الدنيا وما فيها ، فإنّها دار زوال وانتقال تنتقل بأهلها من حال إلى حال ، وهي قد أفنت القرون الخالية والأمم الماضية ، وهم الذين كانوا أكثر منكم مالاً ، وأطول اعماراً ، وأكثر آثاراً ، أفنتهم أيدي الزمان ، وأحتوت عليهم الأفاعي والديان ، أفنتهم الدنيا فكأنّهم لا كانوا لها أهلاً ولا سكّاناً ، وقد أكل التراب لحومهم ، وأزال محاسنهم ، وبدّد أوصالهم وشمائلهم ، وغيّر ألوانهم ، وطحنتهم أيدي الزمان ، أفتطمعون بعدهم بالبقاء ؟

هيهات هيهات فلابد من الملتقى ، فتدبّروا ما مضى من عمركم وما بقى ، ما فعلوا فيه ما سوف يلتقى عليكم بالأعمال الصالحة قبل انقضاء الأجل ، وفروغ الأمل ، فعن قريب تؤخذون من القصور إلى القبور ، حزينين غير مسرورين ، فكم والله من فاجر قد استكملت عليه الحسرات ، وكم من عزيز وقع في مسالك الهلكات ، حيث لا ينفعه الندم ، ولا يغاث من ظلم ، وقد وجدوا ما أسلفوا ، واحذروا ما تزوّدوا ، ووجدوا ما عملوا حاضراً ، ولا يظلم ربّك أحداً ، فهم في منازل البلوى همود ، وفي عسكر الموتى خمود ، ينتظرون صيحة القيامة ، وحلول يوم الطامّة ، ( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ) .

نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
بربغي
مشاركات: 4173
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am

مشاركة بواسطة بربغي »

خطبة الإمام الباقر ( عليه السلام ) في الشام

قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لمّا أشخص هشام أبي إلى دمشق ، سمع الناس يقولون : هذا ابن أبي تراب !!

قال : فأسند ظهره إلى جدار القبلة ، ثمّ حمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ قال :

( اجتنبوا أهل الشقاق وذرّية النفاق ، وحشو النار ، وحصب جهنّم عن البدر الزاهر ، والبحر الزاخر ، والشهاب الثاقب ، ونور المؤمنين ، والصراط المستقيم ، ( مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً ) .

ثمّ قال بعد كلام : ( أبصنو رسول الله تستهزئون ؟ أم بيعسوب الدين تلمزون ؟ وأي سبيل بعده تسلكون ؟ وأي حزب بعده تتبعون ؟!

هيهات هيهات برز لله بالسبق ، وفاز بالفضل ، واستوى على الغاية ، وأحرز الخطار ، فانحسرت عنه الأبصار ، وخضعت دونه الرقاب ، وفرع الذروة العليا ، فكذّب من رام من نفسه السعي ، وأعياه الطلب ، فأنّى لهم التناوش من مكان بعيد ) .

وقال :

أقلّـوا أقلّـوا لا أبـاً لأبيــكم ** من اللوم بل سدّوا المكان الذي سدّوا

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البناء ** وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدّوا

فأنى يسد ثلمة أخي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ شفعوا ، وشقيقه إذ نسبوا ، ونديده إذ قتلوا ، وذي قرني كنزها إذ فتحوا ، ومصلي القبلتين إذ انحرفوا ، والمشهود له بالإيمان إذ كفروا ، والمبيد لعهد المشركين إذ نكلوا ، والخليفة على المهاد ليلة الحصار إذ جزعوا ، والمستودع لأسرار ساعة الوداع ) .

نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
بربغي
مشاركات: 4173
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am

مشاركة بواسطة بربغي »

خطبة الإمام الباقر ( عليه السلام ) في مجلس هشام بن عبد الملك

لما حمل الإمام الباقر ( عليه السلام ) إلى الشام ، إلى هشام بن عبد الملك ، وصار ببابه ، قال هشام لأصحابه : إذا سكتت من توبيخ محمّد بن علي فلتوبخوه ، ثمّ أمر أن يؤذن له ، فلمّا دخل عليه أبو جعفر ، قال بيده : ( السلام عليكم ) ، فعمّهم بالسلام جميعاً ، ثم جلس .

فازداد هشام عليه حقداً بتركه السلام عليه بالخلافة ، وجلوسه بغير إذن ، فقال : يا محمّد بن علي : لا يزال الرجل منكم قد شق عصا المسلمين ، ودعا إلى نفسه ، وزعم أنّه الإمام سفهاً وقلّة علم ، وجعل يوبّخه ، فلمّا سكت أقبل القوم عليه رجل بعد رجل يوبّخونه .

فلمّا سكت القوم ، نهض ( عليه السلام ) قائماً ، ثمّ قال : ( أيّها الناس : أين تذهبون ؟ وأين يراد بكم ؟ بنا هدى الله أوّلكم ، وبنا ختم آخركم ، فإن يكن لكم ملك معجّل فإنّ لنا ملكاً مؤجّلاً ، وليس بعد ملكنا ملك ، لأنّا أهل العاقبة ، يقول الله عزّ وجل : ( والعاقبة للمتقين ) .

فأمر به إلى الحبس ، فلم يبق رجل إلاّ قام بخدمته وحسن عليه ، فجاء صاحب الحبس إلى هشام ، وأخبره بخبره ، فأمر به فحمل إلى البريد هو وأصحابه ، لكي يردّوا إلى المدينة المنوّرة .

نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
بربغي
مشاركات: 4173
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am

مشاركة بواسطة بربغي »

خطبة الإمام الباقر ( عليه السلام ) في جمع من أهل الغفلة

حضر عند الإمام الباقر ( عليه السلام ) جمع من الشيعة ، وقد لاحظ أنّهم من أهل الغفلة ، فخطبهم قائلاً :

( إنّ كلامي لو وقع طرف منه في قلب أحدكم لصار ميّتاً ، ألاَ يا أشباحاً بلا أرواح ، وذباباً بلا مصباح ، كأنّكم خشب مسندة ، وأصنام مريدة ، ألاَ تأخذون الذهب من الحجر ، ألاَ تقتبسون الضياء من النور الأزهر ، ألا تأخذون اللؤلؤ من البحر ؟ خذوا الكلمة الطيّبة ممّن قالها ، وإن لم يعمل بها ، فإنّ الله تعالى يقول : ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) .

ويحك يا مغرور : ألاَ تحمد من تعطيه فانياً ؟ ويعطيك باقياً ، درهم يفنى بعشرة تبقى إلى سبعمائة ضعف مضاعفة من جواد كريم .

آتاك الله عند مكافأة هو مطعمك وساقيك ، وكاسيك ، ومعافيك ، وكافيك ، وساترك ممّن يراعيك ، من حفظك في ليلك ونهارك ، وأجابك عند اضطرارك ، وعزم لك على الرشد في اختبارك ، كأنّك قد نسيت ليالي أوجاعك وخوفك ، دعوته فاستجاب لك ، فاستوجب بجميل صنيعه الشكر ، فنسيته فيمن ذكر ، وخالفته فيما أمر .

ويلك إنّما أنت لص من لصوص الذنوب ، كلّما عرضت شهوة أو ارتكاب ذَنْب سارعت إليه ، وأقدمت بجهلك عليه ، فارتكبته كأنّك لست بعين الله ، أو كأنّ الله ليس لك بالمرصاد .

يا طالب الجنة : ما أطول نومك ، وأكلّ مطيّتك ، وأوهى همّتك ، فلله أنت من طالب ومطلوب ، ويا هارباً من النار ، ما أحثّ مطيّتك إليها ، وما أكسبك لما يوقعك فيها !

انظروا إلى هذه القبور ، سطوراً بأفناء الدور ، تدانوا في خططهم ، وقربوا في فرارهم ، وبُعدوا في لقائهم ، عمَّروا فخرّبوا ، وأنسوا فأوحشوا ، وسكنوا فأزعجوا ، وقنطوا فرحلوا ، فمن سمع بدانٍ بعيد ، وشاحط قريب ، وعامر مخرّب ، وآنس موحش ، وساكن مزعج ، وقاطن مرحل غير أهل القبور .

يا ابن الأيام الثلاثة : يومك الذي ولدت فيه ، ويومك الذي تنزل فيه قبرك ، ويومك الذي تخرج فيه إلى ربّك ، فيا له من يوم عظيم .

يا ذي الهيئة المعجبة ، والهيم المعطنة : ما لي أراكم أجسامكم عامرة ، وقلوبكم دامرة ، أمّا والله لو عاينتم ما أنتم ملاقوه ، وأنتم إليه صائرون ، لقلتم : ( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) .

نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
بربغي
مشاركات: 4173
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am

مشاركة بواسطة بربغي »

خطبة الإمام الصادق ( عليه السلام ) عند استلامه مهمّة الإمامة

لمّا أفضى أمر الله تعالى إلى الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، جمع الشيعة وقام فيها خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ، وذكّرهم بأيّام الله ، ثمّ قال ( عليه السلام ) :

( إِنّ الله تعالى أوضح بأئمّة الهدى من أهل بيت نبيّنا عن دينه ، وأبلج بهم عن سبيل منهاجه ، وفتح بهم عن باطن ينابيع علمه ، فمن عرف من أُمّة محمّد ( صلى الله عليه وآله ) واجب حقّ إِمامه ، وجد طعم حلاوة إِيمانه ، وعلم فضل طلاوة إِسلامه ؛ لأنّ الله تعالى نصب الإمام علَماً لخلقه ، وجعله حجّة على أهل مواده وعالمه ، وألبسه تعالى تاج الوقار ، وغشاه من نور الجبّار ، يمدّ بسبب من السماء لا ينقطع عنه مواده ، ولا ينال ما عند الله إِلاّ بجهة أسبابه .

ولا يقبل الله أعمال العباد إِلاّ بمعرفته ، فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الدجى ، ومعميات السنن ، ومشتبهات الفتن ، فلم يزل الله تعالى مختارهم لخلقه ، من ولد الحسين ( عليه السلام ) من عقب كلّ إِمام إِماماً ، يصطفيهم لذلك ويجتبيهم ، ويرضى بهم لخلقه ويرتضيهم ، كلّما مضى منهم إِمام نصب لخلقه من عقبه إِماماً ، عَلماً بيّناً ، وهادياً نيّراً ، وإِماماً قيّماً ، وحجّة عالماً ، أئمّة من الله يهدون بالحقّ وبه يعدلون ، حجج الله ودعاته ، ورعاته على خلقه ، يدين بهداهم العباد ، وتستهلّ بنورهم البلاد ، وينمو ببركتهم التلاد .

جعلهم الله حياة للأنام ، ومصابيح للظلام ، ومفاتيح للكلام ، ودعائم للإسلام ، جرت بذلك فيهم مقادير الله على محتومها ، فالإمام هو المنتجب المرتضى ، والهادي المنتجى ، والقائم المرتجى ، اصطفاه الله بذلك ، واصطنعه على عينه في الذرّ حين ذرأه ، وفي البرية حين برأه ، ظلاً قبل خلق الخلق نسمة عن يمين عرشه ، محبواً بالحكمة في عالم الغيب عنده ، اختاره بعلمه ، وانتجبه لطهره .

بقيّة من آدم ( عليه السلام ) ، وخيرة من ذرّية نوح ، ومصطفى من آل إِبراهيم ، وسلالة من إِسماعيل ، وصفوة من عترة محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، لم يزل مرعيّاً بعين الله يحفظه ويكلأه بستره ، مطروداً عنه حبائل إِبليس وجنوده ، مدفوعاً عنه وقوب الغواسق ، ونفوث كلّ فاسق ، مصروفاً عنه قوارف السوء ، مبرأً من العاهات ، معصوماً من الفواحش كلّها ، معروفاً بالحلم والبرّ في يفاعه ، منسوباً إلى العفاف والعلم والفضل عند انتهائه ، مسنداً إليه أمر والده ، صامتاً عن المنطق في حياته ، فإذا انقضت مدّة والده إلى أن انتهت به مقادير الله إلى مشيّته ، وجاءت الإرادة من الله فيه إلى محبّة ، وبلغ منتهى مدّة والده ( صلى الله عليه وآله ) ، فمضى وصار أمر الله إليه من بعده ، وقلّده دينه ، وجعله الحجّة على عباده ، وقيّمه في بلاده ، وأيّده بروحه ، وآتاه علمه ، وأنبأه فصل بيانه ، ونصبه عَلماً لخلقه ، وجعله حجّةً على أهل عالمه ، وضياءً لأهل دينه ، والقيّم على عباده ، رضي الله به إِماماً لهم ، استودعه سرّه ، واستحفظه علمه ، واستخبأه حكمته ، واسترعاه لدينه ، وانتدبه لعظيم أمره ، وأحيى به مناهج سبيله ، وفرائضه وحدوده .

فقام بالعدل عند تحيّر أهل الجهل ، وتحيير أهل الجدل ، بالنور الساطع ، والشفاء النافع ، بالحقّ الأبلج ، والبيان اللائح من كل مخرج ، على طريق المنهج الذي مضى عليه الصادقون من آبائه ( عليهم السلام ) ، فليس يجهل حقّ هذا العالم إِلاّ شقي ، ولا يجحده إِلاّ غوي ، ولا يصدّ عنه إِلاّ جريء على الله تعالى ) .

نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
بربغي
مشاركات: 4173
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am

مشاركة بواسطة بربغي »

خطبة الإمام الصادق ( عليه السلام ) في رد شكوى بني العباس

لمّا دخل هشام بن الوليد المدينة أتاه بنو العباس ، وشكوا من الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، أنّه أخذ تركات ماهر الخصي دوننا ، فخطب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، فكان ممّا قال :

( إِنّ الله لمّا بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان أبونا أبو طالب المواسي له بنفسه والناصر له ، وأبوكم العباس وأبو لهب يكذّبان ويولّيان عليه شياطين الكفر ، وأبوكم يبغي له الغوائل ، ويقود إليه القبائل في بدر ، وكان في أوّل رعيلها ، وصاحب خيلها ورجلها ، المطعم يومئذٍ ، والناصب له الحرب ) .

ثمّ قال : ( فكان أبوكم طليقنا وعتيقنا ، وأسلم كارهاً تحت سيوفنا ، ولم يهاجر إِلى الله ورسوله هجرة قط ، فقطع الله ولايته منّا ، بقوله : ( الذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء ) .

ثمّ قال : ( مولى لنا مات فخرنا تراثه ، إِذ كان مولانا ولأنّا ولد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأُمّنا فاطمة أحرزت ميراثه ) .

نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
بربغي
مشاركات: 4173
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am

مشاركة بواسطة بربغي »

خطبة الإمام الصادق ( عليه السلام ) في صفة النبي ( صلى الله عليه وآله )

قال ( عليه السلام ) : ( ... فلم يمنع ربّنا لحلمه وأناته وعطفه ، ما كان من عظيم جرمهم وقبيح أفعالهم ، أن انتجب لهم أحبّ أنبيائه إليه ، وأكرمهم عليه ، محمّد بن عبد الله ( صلى الله عليه وآله ) ، في حومة العزّ مولده ، وفي دومة الكرم محتده ، غير مشوب حسَبه ، ولا ممزوج نسَبه ، ولا مجهول عند أهل العلم صفته .

بشّرت به الأنبياء في كتبها ، ونطقت به العلماء بنعتها ، وتأمّلته الحكماء بوصفها ، مهذّب لا يدانى ، هاشمي لا يوازى ، أبطحي لا يسامى ، شيمته الحياء ، وطبيعته السخاء ، مجبول على اوقار النبوَّة وأخلاقها ، مطبوع على أوصاف الرسالة وأحلامها ، إلى أن انتهت به أسباب مقادير الله إلى أوقاتها ، وجرى بأمر الله القضاء فيه إلى نهاياتها ، أدّى محتوم قضاء الله إلى غاياتها ، يبشّر به كلّ أُمّة من بعدها .

ويدفعه كلّ أب إلى أب ، من ظهر إلى ظهر ، لم يخلط في عنصره سفاح ، ولم ينجّسه في ولادته نكاح ، من لدن آدم إِلى أبيه عبد الله ، في خير فرقة ، واكرم سبط ، وأمنع رهط ، وأكلأ حمل ، وأودع حجر ، اصطفاه الله وارتضاه واجتباه ، وآتاه من العلم مفاتيحه ، ومن الحِكم ينابيعه ، ابتعثه رحمةً للعباد ، وربيعاً للبلاد .

وأنزل الله إليه الكتاب ، فيه البيان والتبيان ، قرآناً عربيّاً غير ذي عوج لعلّهم يتّقون ، قد بيّنه للناس ونهجه بعلم قد فصّله ،ودين قد أوضحه ، وفرائض قد أوجبها ، وحدود حدّها للناس وبيّنها ، وأُمور قد كشفها لخلقه وأعلنها ، فيها دلالة إلى النجاة ، ومعالم تدعو إلى هداة .

فبلّغ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما أُرسل به ، وصدع بما أُمر به ، وأدَّى ممّا حمّل من أثقال النبوّة ، وصبر لربّه ، وجاهد في سبيله ، ونصح لأُمّته ، ودعاهم إلى النجاة ، وحثّهم على الذكر ، ودلّهم على سبيل الهدى ، بمناهج ودواع أسّس للعباد أساسها ، ومنازل رفع لهم أعلامها ، كي لا يضلّوا من بعده ، وكان بهم رؤوفاً رحيماً ) .

نقلا عن مركز آل البيت العالمي للمعلومات
مغلق

العودة إلى ”منتدى اهل البيت عليهم السلام“

الموجودون الآن

المتصفحون للمنتدى الآن: Google [Bot] وزائر واحد