حب الأئمة المعصومين في الشعر العربي
ابن الحجاج من رواد الشعر الشيعي الامامي النيلي البغدادي وكان من شعراء اهل البيت المتجاهرين . قيل ان السلطان مسعود بن بويه الديلمي لما بنى سور مشهد النجف الاشرف وفرغ من تعمير القبة الزاكية وتجصيص خارجها وداخلها . دخل الحضرة الشريفة وقبل القبة المنيفة وجلس على حسن الادب فوقف ابو عبد الله المذكور بين يديه وانشد قصيدته التي اولها ( ياصحب القبة البيضاء على النجف ) فلما الى الهجاء اغلظ له السيد المرتضى ونهاه ان ينشد ذلك في حضرة الامام علي (عليه السلام ) فانقطع عن الايراد فلما جن عليه الليل راى الامام (عليه السلام ) في المنام وهو يقول لاينكسر خاطرك فقد بعثنا المرتضى علم الهدى يعتذر اليك ولاتخرج اليه فقد امرناه ا ن ياتي دارك فيدخل عليك .
ثم راى السيد المرتضى في تلك الليلة ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) والائمة جلوس حوله فوقف بين ايديهم فسلم عليهم فلم يقبلوا عليه فعظم ذلك عنده وقال يامولاي انا عبدكم وولدكم ومولاكم فيما استحققت هذا منكم .
فقالوا بما كسرت خاطر شاعرنا ابي عبد الله بن الحجاج فتمضي الى منزله وتعتذر اليه وتمضي الى ابن بويه وتعرفه عنايتنا به .
فقام المرتضى من ساعته ومضى اليه فقرع عليه بابه حجرته فقال ياسيدي الذي بعثك الي امرني ان لااخرج اليك وقد قال كذا فقال نعم سمعا" وطاعة لهم ودخل علي معترض ومضى به الى السلطان وقص القصة عليه كما راينا فكرمه وانعم عليه وأمره بإنشاء القصيدة
ياصاحب القبة البيضاء على النجف من زار قبرك واستشفى لديك شفى
زوروا ابى الحسن الهادي لعلكم تحضون بالاجر والاقبال والزلف
زوروا لمن تسمع النجوى لديه فمن يزوره بالقبر ملهوفا" لديه كفي
اذا وصلت فاحرم قبل ان تدخله ملبيا" واسع سعيا" حولهوطف
حتى اذا طفت سبعا" حوله قبته تامل الباب تلقا وجهه فقف
وقل سلام من الله السلام على اهل السلام واهل العلم والشرف
راج بانك يامولاي تشفع لي وتسقني من ريحق شافي اللهف
اني اتيتك يامولاي من بلدي مستمسك من حبال الحق بالطرف
لانك العروه الوثقى فمن علقت بها يداه فلن يشقى ولم يخف
وان اسمائك الحسنى اذا تليت على مريض شفي من سقمه الدنف
لان شانك غير منتقص وان نورك نور غير منكسف
وانك الاية الكبرى التي ظهرت للعارفين بانواع من الطرف
هذي ملائكته الرحمن دائمة يهبطن نحوك بالالطاف والتحف
كالسطل والجام والمنديل جاء به جبرئيل لااحد فيه بمختلف (1)
(1)عشاق الولاية ص 340