شهر رمضان وصكوك الله التي يهبها لعباده
يهل علينا شهر فضيل وكريم على أمة محمد والعالم هو شهر فضله الله على كل أشهر السنة الأخرى وقد منح فيها رب العزة والجلال فيها ما أسميته بصكوك الرحمة التي يمنحها لعباده المؤمنين من خلال هذا الشهر الفضيل شهر الخير والبركة التي يبارك فيها سبحانه وتعالى بنشر هذه الصكوك التي تعادل عبادات العديد من السنين لعبادته والتي من المفروض من العبد المسلم إن يستغل هذا الشهر لكي ينال قسم أو أكثر هذه الصكوك التي ينشرها على عباده المؤمنين فهو رب الرحمة الغفور الحليم ذو العرش المجيد والذي وسعت رحمته كل شيء. ولنستعرض هذه الصكوك التي نحاول بها إن نستعرض قسم منها علنا نحظى بعدد منها.
الصك الأول : هو إن الله سبحانه وتعالى جعل المجازاة لهذا الشهر من قبله سبحانه وتعالى ففي الحديث القدسي يقول جل وعلا((كل شهر له عمله إلا شهر رمضان فهو لي وأنا أجزي به))ومن هنا ما تكون مجازاة العمل الذي يقوم به العبد في شهر رمضان من صيام وقيام وذكر وأداء إعماله وعباداته فهل يجازي الله عبده (حاشا لله) بالجحود حتماً الجواب كلا!! لأن الرب هو رب الرحمة وهو ذو الرحمة الواسعة التي وسعت رحمته كل شيء كما ذكرنا آنفاً فعندما يصوم العبد المؤمن في هذا الشهر الكريم امتثالا لأوامر ربه ويصومه احتساباً ومغفرة حتماً سيعطيه ربه أفضل الصكوك في المغفرة وارحمة التي ينشرها وتتمثل بأعلاها بقبول أعماله كلها والمجازاة ستكون كلها مجازاة ربه لعبده التي هي فيها الرحمة والمغفرة التي ينشرها على عباده .
فسارعوا واغتنموا هذا الشهر الفضيل بالصيام والقيام في الليل والمسارعة في الالتزام بأعماله ونوافله لكي تنالوا هذا الصك الأول.
الصك الثاني : هناك حديث ويتناوله الكثير من علماؤنا وفقهاؤنا إن هذا الشهر ((هو أوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النار))فهذا الصك الذي منحه ربنا ما أعظمه فهو في العشرة الأولى يرحم عباده فعندما يرحم سبحانه وتعالى في هذا الشهر فقد من على عباده المتقين لأنه عندما تنزل رحمة الله فهي تتجلى بابهى صورها لكي يتنعم عباده المؤمنين وعندما تنزل الرحمة الآلهية في هذا الشهر الشريف تكون نعمة من نعم الرب لأنه سوف تكون يعني كل الخير والبركة لعباده المؤمنين والتي بها يستظل العباد بشجرة الرحمة التي ينشرها في شهر رمضان.
الصك الثالث : وهو العشرة الثانية التي بها يغفر لعباده ما تقدم من ذنبهم وهذا هو غاية الغايات التي يسعى إليها العبد المؤمن ، العباد كلهم خطاءون والكمال إلا الله والعصمة وقفت على النبي محمد(ص) والأئمة المعصومين(سلام الله عليهم أجمعين) وفي الحديث الشريف النبوي((كل عبادي خطاءون وخير الخطاءون التوابون)) ولهذا في هذا الشهر الكريم المبارك تتفتح رحمة الله لغفران الذنوب عن عباده الذين يصومون هذا الشهر أيماناً واحتسابا فيا له من صك قد أعطي وفضل في شهر رمضان والذي فضل على باقي الشهور بغفران الذنوب ما تقدم من ذنبه ويا فرحة العبد المؤمن الصائم الذي يجد غفرت ذنوبه بالرحمة الآلهية لهذا الشهر المبارك ولتكن في نهاية شهرنا قد مسحت ذنوبنا وقد صرنا كما يوم ولدتنا أمهاتنا صفحة بيضاء لا فيها ذنب ولا جرم ولا خطيئة فهنيئاًً للصائمين بهذا الصك المبارك المعطي في هذا الشهر وأختم قولي عن هذا الصك بقول سيدي ومولاي أمير المؤمنين أبا الحسن(ع)بقوله ((من صام رمضان أيماناً واحتساباً وكف سمعه وبصره ولسانه عن الناس قبل الله صومه وغفر له ماتقدم من ذنبه وأعطاه ثواب الصابرين)).
الصك الرابع : وهو العشرة الأخيرة والتي هي بتقديري المتواضع قمة الصكوك هو العشرة الأخيرة في عتق رقابنا من النار والتي يلتزم بها عبادنا الصائمون في الاجتهاد في القيام وأحياء ليلة القدر التي تقع في العشرة الأخيرة والتي فيها ليلة تعادل عبادة ألف شهر لكي يجزل العطاء رب العفو والمغفرة على عباده الصائمون والتي في هذه الليالي الكريمة ذات الخير والبركة يهب الصكوك رب العزة والجلالة في عتق رقاب عباده من النار والتي هي حسن الخاتمة لكل عبدٌ مؤمنٌ الذي يسعى حثيثاً لأبعاد وجهه عن نار جهنم وزفيرها (والعياذ بالله منها) فاجتهدوا في هذه العشرة الأخيرة التي ترفع بها كافة أعمالكم وخصوصاً في شهر رمضان الكريم وتعرض على سبحانه وتعالى وبعدها تتنزل رحمته بالعفو وغفران الذنوب وعتق رقابنا من النار ولكي يباهي الله ملائكته بعباده الذين أمرهم بالصيام وتحمل ظروف العطش والجوع والترفع عن كل الأمور الدنيوية والالتزام بإحكام الدين والتزموا بهم خير التزام.
الصك الخامس : وهذه نجمل عدة منها أنه وعند الفطور وعند أول لقمة تدخل إلى جوف المؤمن يتم عتق ألف رقبة من النار برحمة من الله سبحانه وتعالى لكي يرحم عباده الصائمون ولكي تجللنا رحمة العفو الغفور بأبهى صرها الرحيمة.
وفي هذا الشهر تفتح أبواب السماء وتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين لأنه شهر خير ورحمة وبركة فيتم فيه تسجيل أسماء الذين عتقوا من نار جهنم وتسجيلهم في قائمة الداخلين إلى الجنة لكي يفوزوا بمعقد صدقٍِ عند مليك مقتدر وفي هذا الشهر تفتح أبواب السماء لتقبل الدعوات لأن في هذا الشهر الفضيل تقبل الدعوات ومن الصائم حيث في الحديث الشريف(دعوة الصائم تقبل حتى يفطر) دلالة على عظم منزلة الصائم عند الله فما أعظم هذا الصك الذي أعطاه لكي ندعوه وضمن لنا رب الرحمة باستجابة الدعاء وكما في الدعاء المعهود يقول (اللهم أمرتنا بالدعاء وضمنت لنا الاستجابة) فأكثروا من الدعاء لقضاء حوائجكم وقضاء حوائج المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها واجتهدوا في الدعاء لأنه شهر تفتح به أبواب السماء والرحمة في قبول الدعوات فما أحلى هذا الصك الذي وهبه لنا رب العلا في طلب الحاجات والدعوات لكي يتم قبولها بقبول حسن عند الله سبحانه وتعالى.
فهلموا إلى مائدة الرحمن الرحيم لكي تنهلوا وتفوزوا من هذه الصكوك التي أعدها ربنا لعباده الصائمين واجتهدوا في صيامكم وقيامكم وتلاوة القرآن وتدبر معانيه الذي في قراءة كل حرف حسنة وتسحروا وقوموا في الليل واذكروا الله كثيراً لقوله تعالى ((الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ)) آل عمران آية 17 وتزودوا من حديقة الرضوان في هذا الشهر الشريف الذي هو كله خير وبركة على العالمين.
وأخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين.
والصلاة على خير خلق الله سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ونسألكم الدعاء
م،،ن