السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم ياكريم
المرحوم محمد تقي المجلسي ولقائه بالإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف
جاء في (شرح من لا يحضره الفقيه) ضمن ترجمة المتوكل بن عمير راوي الصحيفة السجادية الكاملة قال رحمة الله:
كنت في أوائل البلوغ طالباً لمرضاة الله تعالى وساعياً في طلب رضاه عز وجل ولم يكن لي قرار بذكره إلى أن رأيت بين النوم واليقظة أن صاحب الزمان (ع) كان واقفاً في الجامع القديم بأصفهان قريباً من باب الطنابي الذي هو الآن مدرسي فسلمت عليه وأردت أن أقبل رجله فلم يدعني فقبلت يده وسألته مسائل قد أشكلت علي منها أني كنت أوسوس في صلاتي وكنت أقول إنها ليست كما طلبت مني وأنا مشتغل بالقضاء ولا يمكنني إتيان صلاة الليل وسألت عنه شيخنا البهائي (رحمه الله تعالى) فقال: صلى صلاة الظهر والعصر والمغرب بقصد صلاة الليل فسألت الحجة (ع) أصلي صلاة الليل؟ فقال صلها ولا تفعل كالمصنوع الذي كنت تفعل إلى غير ذلك من المسائل التي لم تبق في بالي.
ثم قلت: يا مولاي لا يتيسر لي أن أصل إلى خدمتك كل وقت فأعطني كتاباً أعمل عليه دائماً فقال (ع): أعطيت لأجلك كتاباً إلى المولى محمد التاج وكنت أعرفه في النوم وقال (ع) اذهب وخذه منه فخرجت من باب المسجد إلى ذلك الشخص فلما رآني قال لي بعثك الصاحب (ع) إلي؟ قلت نعم فأخرج من جيبه كتاباً قديماً فلما فتحته ظهر لي أنه كتاب الدعاء فقبلته ووضعته على عيني وانصرفت عنه متوجهاً إلى الصاحب (ع) وهنا انتهت من النوم ولم يكن معي ذلك الكتاب.
فشرعت في التضرع والبكاء لفوات ذلك الكتاب إلى أن طلع الفجر فلما فرغت من الصلاة والتعقيب وقع في خاطري أن مولانا محمد التاج هو الشيخ البهائي نفسه وأن تسميته بالتاج لاشتهاره من بين العلماء فجئت إلى مدرسه وكان في جوار المسجد الجامع فرأيته مشتغلاً بمقابلة الصحيفة (السجادية) وكان معه القارئ السيد صالح أمير ذو الفقار الكالبايكاني فجلست ساعة حتى فرغ من عمله والظاهر أن كلامهما كان في سند الصحيفة لكن للغم الذي أن عندي لم أفهم كلامهما وكنت أبكي فتوجهت إلى الشيخ وقصصت عليه رؤياي وأنا أبكي لفوات الكتاب فقال الشيخ أبشر بالعلوم الإلهية والمعارف اليقينية وجميع ما كنت تطلب دائماً وكان أكثر صحبتي مع الشيخ في التصوف وكان مائلاً إليه.
فلم يسكن قلبي وخرجت باكياً متفكراً فألقي في روعي أن أذهب إلى الجانب الذي ذهبت إليه في النوم فلما وصلت إلى دار البطيخ رأيت رجلاً صالحاً اسمه آغا حسن فأتيته وسلمت عليه فقال الكتب الوقفية عندي وكل من يأخذ منها من الطلبة لا يعمل بشروط الوقف ولعلك تعمل بها أنظر إلى هذه الكتب فما احتجت إليه منها فخذه فذهبت معه إلى بيت كتبه فأعطاني أول ما أعطاني الكتاب الذي رأيته في النوم فشرعت في البكاء وقلت هذا يكفيني وليس في بالي أني ذكرت له المنام أم لا ثم أتيت إلى الشيخ وشرعت في المقابلة مع نسخته التي متبها جد أبيه عن نسخه الشهيد وكان الشهيد (ره) قد كتب نسخته عن نسخه عميد الرؤساء وابن السكون وكان قابلها مع نسخه ابن إدريس واسطة أو بواسطة واحدة.
وكانت النسخة التي أعطا فيها الصاحب (ع) مكتوبة بخط الشهيد وكانت موفقة لها غاية الموافقة حتى في النسخ التي كان مكتوباً على هامشها وبعد أن فرغت من المقابلة شرع الناس في المقابلة مع النسخة التي عندي وببركة عطاء الحجة (ع) صارت الصحيفة الكاملة في جميع البلاد كالشمس الطالعة في كل بيت، وسيما في إصفهان فإن لدى أكثر الناس صحائف متعددة وأكثرهم صلحاء ومن أهل الدعاء وكثير منهم مستجابوا الدعوة وهذه آثار إعجاز صاحب الأمر (ع) وما أعطانيه الله تعالى من العلوم بسبب الصحيفة لا أحصيها.
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم ياكريم
المرحوم محمد تقي المجلسي ولقائه بالإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف
جاء في (شرح من لا يحضره الفقيه) ضمن ترجمة المتوكل بن عمير راوي الصحيفة السجادية الكاملة قال رحمة الله:
كنت في أوائل البلوغ طالباً لمرضاة الله تعالى وساعياً في طلب رضاه عز وجل ولم يكن لي قرار بذكره إلى أن رأيت بين النوم واليقظة أن صاحب الزمان (ع) كان واقفاً في الجامع القديم بأصفهان قريباً من باب الطنابي الذي هو الآن مدرسي فسلمت عليه وأردت أن أقبل رجله فلم يدعني فقبلت يده وسألته مسائل قد أشكلت علي منها أني كنت أوسوس في صلاتي وكنت أقول إنها ليست كما طلبت مني وأنا مشتغل بالقضاء ولا يمكنني إتيان صلاة الليل وسألت عنه شيخنا البهائي (رحمه الله تعالى) فقال: صلى صلاة الظهر والعصر والمغرب بقصد صلاة الليل فسألت الحجة (ع) أصلي صلاة الليل؟ فقال صلها ولا تفعل كالمصنوع الذي كنت تفعل إلى غير ذلك من المسائل التي لم تبق في بالي.
ثم قلت: يا مولاي لا يتيسر لي أن أصل إلى خدمتك كل وقت فأعطني كتاباً أعمل عليه دائماً فقال (ع): أعطيت لأجلك كتاباً إلى المولى محمد التاج وكنت أعرفه في النوم وقال (ع) اذهب وخذه منه فخرجت من باب المسجد إلى ذلك الشخص فلما رآني قال لي بعثك الصاحب (ع) إلي؟ قلت نعم فأخرج من جيبه كتاباً قديماً فلما فتحته ظهر لي أنه كتاب الدعاء فقبلته ووضعته على عيني وانصرفت عنه متوجهاً إلى الصاحب (ع) وهنا انتهت من النوم ولم يكن معي ذلك الكتاب.
فشرعت في التضرع والبكاء لفوات ذلك الكتاب إلى أن طلع الفجر فلما فرغت من الصلاة والتعقيب وقع في خاطري أن مولانا محمد التاج هو الشيخ البهائي نفسه وأن تسميته بالتاج لاشتهاره من بين العلماء فجئت إلى مدرسه وكان في جوار المسجد الجامع فرأيته مشتغلاً بمقابلة الصحيفة (السجادية) وكان معه القارئ السيد صالح أمير ذو الفقار الكالبايكاني فجلست ساعة حتى فرغ من عمله والظاهر أن كلامهما كان في سند الصحيفة لكن للغم الذي أن عندي لم أفهم كلامهما وكنت أبكي فتوجهت إلى الشيخ وقصصت عليه رؤياي وأنا أبكي لفوات الكتاب فقال الشيخ أبشر بالعلوم الإلهية والمعارف اليقينية وجميع ما كنت تطلب دائماً وكان أكثر صحبتي مع الشيخ في التصوف وكان مائلاً إليه.
فلم يسكن قلبي وخرجت باكياً متفكراً فألقي في روعي أن أذهب إلى الجانب الذي ذهبت إليه في النوم فلما وصلت إلى دار البطيخ رأيت رجلاً صالحاً اسمه آغا حسن فأتيته وسلمت عليه فقال الكتب الوقفية عندي وكل من يأخذ منها من الطلبة لا يعمل بشروط الوقف ولعلك تعمل بها أنظر إلى هذه الكتب فما احتجت إليه منها فخذه فذهبت معه إلى بيت كتبه فأعطاني أول ما أعطاني الكتاب الذي رأيته في النوم فشرعت في البكاء وقلت هذا يكفيني وليس في بالي أني ذكرت له المنام أم لا ثم أتيت إلى الشيخ وشرعت في المقابلة مع نسخته التي متبها جد أبيه عن نسخه الشهيد وكان الشهيد (ره) قد كتب نسخته عن نسخه عميد الرؤساء وابن السكون وكان قابلها مع نسخه ابن إدريس واسطة أو بواسطة واحدة.
وكانت النسخة التي أعطا فيها الصاحب (ع) مكتوبة بخط الشهيد وكانت موفقة لها غاية الموافقة حتى في النسخ التي كان مكتوباً على هامشها وبعد أن فرغت من المقابلة شرع الناس في المقابلة مع النسخة التي عندي وببركة عطاء الحجة (ع) صارت الصحيفة الكاملة في جميع البلاد كالشمس الطالعة في كل بيت، وسيما في إصفهان فإن لدى أكثر الناس صحائف متعددة وأكثرهم صلحاء ومن أهل الدعاء وكثير منهم مستجابوا الدعوة وهذه آثار إعجاز صاحب الأمر (ع) وما أعطانيه الله تعالى من العلوم بسبب الصحيفة لا أحصيها.