عشرون وصية لحضور مجالس الحسين عليه السلام

كل ما يخص هذين الشهرين الحزينين
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
مراقب
مشاركات: 4771
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 5:57 am

عشرون وصية لحضور مجالس الحسين عليه السلام

مشاركة بواسطة مراقب »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم ياكريم




عشرون وصية لحضور مجالس الحسين عليه السلام


إن كل حركة يقوم بها المؤمن ، لا بد لها من فقهٍ ظاهري وباطني .. وواضح أن حضورمجالس عزاء سيد الشهداء (ع) يمثل إقامة لشعيرة من شعائر الدين الحنيف .. إذ لولادمه الطاهر ، لما بقي من الاسلام إلا اسمه ، ومن القرآن إلا رسمه .. وهي من مصاديقإحياء الأمر الذي دعا الإمام الصادق (ع) لمن أحياه قائلا: ( رحم الله من أحيا أمرنا )..





ولا شك ان الحركة العاشورائية التى قام بها الحسين (ع) وصحبه من ابرز محطاتالتاريخ بحيث يمكن القول بانها الثالثة بعد خلقة آدم من حيث اصل اقامة المشروعالالهى المتمثل بجعل الخليفة فى الارض وبعد بعثة المصطفى (ص) من حيث تاسيس الرسالبةالخاتمة الى يوم القيامة وكانت الثالثة حركة الحسين (ع) من حيث تجديد هذه الرسالة وتخليصها مما علق بها طوال نصف قرن من غياب صاحب الرسالة بحيث اصبح على راس هرمالمسلمين ( وهو اعلى قمة فى هيكلية الامة الخاتمة ) شخصية تعد فى اسفل القائمة خارجنطاق هيكل الامة الا وهو يزيد الذى نجل ونكرم الاسلام والانسانية ان يكون هو احدافرادها .. ومن هذا المنطلق ، أحببنا التنويه على ملاحظات مهمة في هذا المجال وذلكلان عطاء هذه المواسم كعطاء الشمس ، فهي واحدة في أصل العطاء ، ومتعددة في أثارهاالخارجية ، بحسب القابليات ، واختلاف درجات المستقبلين لهذا العطاء .. واليكم بعضما انعم الله تعالى علينا من الملاحظات فى هذا المجال:






(1) لا بدلاصحاب المجالس من أن يقصدوا القربة الخالصة لله تعالى فان الناقد كما نعلم بصير ،بعيدين عن كل صور الشرك الخفي ، ومما لا شك فيه ان البركات التى ذكرت من خلالالنصوص الكثيرة مترتبة على مثل هذه النية الخالصة، وعلامة ذلك عدم الاهتمام بعددالحضور واطرائهم وما يعود الى مثل هذه العوالم التى قد تستهوى عامة الخلق ، فالأجرمرتبط بما يقوم به هو ، لا بما يقوم به الآخرون .. فما عليك إلا أن تفتح بابك ،وتنشر بساطك ، كما ذكر الصادق (ع) في باب المعاملة.




(2) ان مجالس ذكر الحسين (ع) إنما هي في واقعها ذكر لله تعالى ، فإنه انما اكتسب الخلود ،بتحقيقه اعلى صور العبودية لرب العالمين ، وهي الفداء بالنفس ، واية نفس ؟! .. وعليه فلا بد من توقير تلك المجالس بالدخول فيها بالتسمية والطهور، واستحضارهاكجامعة من اعرق الجامعات الاسلامية الشعبية ، والتي تضم في قاعاتها المتعددة ( مناكواخ البوادى الى افخم الابنية ) مختلف الطبقات الاجتماعية ، وهذا ايضا من اسبابالتفوق العلمي في القاعدة الشعبية للموالين نسبة الى غيرهم ، وذلك لتعرضهم لهذاالاشعاع النوري منذ نعومة اظفارهم.




(3) لا بدمن الاستعداد النفسي قبل دخول المجلس ، فيستحسن الاستغفار وذكر الله تعالى كثيرا ،والصلوات على النبي وآله الطاهرين ، والتهيؤ النفسي لنزول النفحات الالهية في ذلكالمكان ، إذ ما من شك ان لله تعالى في أيام دهرنا نفحات ، بحسب الازمنة والامكنة ،ولا شك ان مجلس ذكر الامام الشهيد في مضان نزول انواع الرحمة الالهية التي لا يمكنان نحصل عليها في غير تلك المجالس ، ولا يفوتنا ان ننوه الى ان الامام الرضا (ع) وعدنا بذلك من خلال قوله (ع) : فان البكاء عليه يحط الذنوب العظام.



(4) إذا كان المجلس مقاما في بيت من بيوت الله تعالى ، فلا ننسى تحية المسجد بركعتين معتوجه ، بالاضافة الى مراعاة جميع آداب المساجد المعروفة في الفقه ، وخاصة الالتزامبالحجاب الشرعي للنساء ، وعدم اختلاط الرجال بالنساء في الطريق العام ، فإن موجباتحبط الاجر موجودة دائمة ، ولا ينبغي التعويل على قداسة الجو للتفريط ببعض الواجباتالواضحة فقها واخلاقا ، ولطالما فوتنا على انفسنا المكاسب الكبيرة بعد تحققها وذلكبالتفريط فى التحرز من موانع القبول.




(5) ليكن الهدف من استماع الخطب ، هو استخلاص النقاط العملية التي يمكن ان تغير مسيرة الفردفي الحياة ، وعليه فانظر إلى ما يقال ، ولا تنظر الى من يقول ، وعلى المستمع انيفترض نفسه انه هو المعني بالخطاب الذي يتوجه للعموم ، ولا ينبغي نسيان هذه الحقيقةالمتكررة فى حياتنا وهى أن الله تعالى قد يجري معلومة ضرورية للفرد على لسان متكلمغير قاصد لما يقول ، ولكن الله تعالى يجعل في ذلك خطابا لمن يريد ان يوقظه من غفلةمن الغفلات القاتلة.




(6) لنحاول أن نعيش بانفسنا الاجواء التي يمكن ان تثير عندنا الدمعة ، فانمن اقرب المجالس الى القبول ما كان فى الخلوات كجوف الليل ومن دون اثارة خارجية ،ليعيش العبد مرارة ما جرى يوم الطف تلك المرارة التى آلمت قلوب جميع الصديقين حتى الذين سمعوا بماساة سيد الشهداء (ع) قبل ان يولد ، وذلك باستذكار ما جرى في واقعةالطف ، من دون الاعتماد على ما يذكره الخطيب فحسب .. ومن المعلوم ايضا ان التوفيقفي هذا المجال مرتبط بمطالعة اجمالية لمجمل هذه السيرة العطرة بما فيها الجانبالماساوى، وذلك من المصادر المعتبرة.




(7) اذا لم نوفق للبكاء ، فلنحاول أن نتباكى ، ونتظاهر بمظهر الحزن والتلهف على ما دهى سيدالشهداء (ع) مع عدم الاعتناء بالجالسين حولك ، فإن من تلبيس ابليس ان يمنعنا من ذلكبدعوى الرياء .. وليس من الادب ان يعامل المستمع ساعة النعي كساعة الوعظ حتى فيطريقة الاستماع .. ولا يخفى على المتأمل ان رقة القلب حصيلة تفاعلات سابقة ، فالذيلا يمتلك منهجا تربويا لنفسه في حياته ، من الطبيعي ان يعيش حالة الذهول الفكرياضافة االى الجفاف العاطفي.




(8) اذا استمرت قسوة القلب طوال الموسم ، فلنبحث عن العوامل الموجبة لهذا الخذلان ، فقد وردعن علي (ع) أنه قال : ( ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب ، وما قست القلوب إلا لكثرةالذنوب ) .. وخاصة اذا استمرت هذه الحالة فترة من الزمن ، فإنها مشعرة بعلاقةمتوترة مع الغيب ، إذ كيف لا يتألم الانسان لما جرى على من يحب ، إن كان هنالك حبفي البين ؟!.. ولا شك ان الذى يعيش هذا الجفاف المحزن فى وقت احوج ما يكون فيهالعبد الى الرقة العاطفية عليه ان يلتجئ للاستغفار الحقيقى والذى اثره ترك المعصية، وكم من الجميل ان ينتهى موسم الولاية بخاتمة توحيدية بمعنى الانابة الى اللهتعالى ، وهذا بدوره مما سيجعل للمواسم العزائية وقعا فى نفوس الذين قد لا يتفاعلونمع هذه المشاعر فى بادئ النظر.




(9) لنستغل ساعة الدعاء بعد انتهاء المجلس ، فإنها من ساعات الاستجابة ،وحاول أن يكون لك جو من الدعاء الخاص ، غير مكتف بما دعا به الخطيب ، فالملاحظ انالدعاء بعد المجلس لا روح فيه بشكل عام ، أي بمعنى ان الناس لا ينظرون الى هذهالفقرة نظرة جد واعتناء ، وكأن الحديث مع الرب المتعال امر هامشي ، لا يعطى له مايستحقه من الالتفات والحال انه من الممكن ان يحقق العبد حاجاته الكبرى بعد الدموعالتى جرت على احب الخلق الى الله تعالى فى زمانه.




(10) لنحاول أن نبحث عن التنوع في مجالس العزاء ، إذ لكل مجلس هيئته الخاصة، ولكل خطيب تأثيره الخاص .. وعلى المستمع ان يبحث عن المجلس الذي يثير فيه العبرةوالاعتبار ، تاركا كل الجهات الباطلة الاخرى : كارضاء اصحاب المجالس ، او التعصبلجهات معينة ، او الميل القلبي الذي لا مبرر له سوى الارتياح الذاتي لا الرسالي .. ونعتقد ان نزول البركات المادية والمعنوية مرتبط بنسبة طردية مع هذه النوايا التىلا يعلمها الا الله تعالى.




(11) لنحاول أن نفرغ انفسنا أيام عاشوراء من جهة : العمل والدراسة والتجارةوذلك اقامة للحداد على سبط النبي (ص) الذى كان يؤذيه بكاؤه وهو صغير ، وذلك لئلايكون يومنا في يوم عاشوراء كباقي الايام مشتغلين بأمور الدنيا ، تاركين مشاطرة صاحبالامر (ع) في مصيبته التي يبكى عليها بدل الدموع دما .. والامر يعطي ثماره عندمايكون ذلك مقترنا بشيء من المجاهدة في هذا المجال فان افضل الاعمال احمزها اى اشقهاعلى النفس.




(12) اذا كنت في بلد خال من مجالس الحسين (ع) فاستعن بالمسموعات والمرئيات والمواقع الهادفة، لئلا تحرم بركات الموسم ، بل ان احياء الذكر في اماكن غير متعارفة له اثره الخاص .. وهذه من المجربات التي لا تخلف لاثرها ، إذ ان الذكر في الخلوات ، يخلو من كلشوائب الجلوات ، ومن هنا كان العمل اقرب للقبول من غيره وخاصة اذا اقترن ذلك بترويجلتلك الاهداف السامية فى قلوب الذين يجهلون هذه المعارف فان الناس لو عرفوا محاسنسيرتهم لاتبعوهم.




(13) ان منالامور الراجحة - سواء داخل البيت او خارجه - أن يعيش الاجواء المثيرة للعواطف ،بالاستماع الى ما أمكن من محاضرات ، ومجالس عزاء ، وقراءة الكتب المتعلقة بالسيرةوالمقتل.. وكم من الجدير ان يحول المؤمن هذه الايام الى اسبوع شحن فكري وعاطفي ، فيمختلف المجالات ، حتى العبادية منها.. فإن احياء هذه الذكرى مقدمة لاحياء الدين ،بكل حدوده وثغوره ، ومن الراجح ايضا ان لا يقتصر الامر على مجرد الشحن العاطفىبمعزل عن الشحن الفكرى ، فان من اهداف هذه الحركة المباركة هو تحريك العباد الىالمنهج الربانى الذى كادت تضيع معالمه عندما اقصى الظالمون الامام عنالامة.




(14) إن علامة قبول العزاء : وعظاً ، واستماعاً ، وبكاءً ، وإبكاءً هو الخروج بالتوبةالصادقة بعد الموسم ، إقلاعاً عن الذنوب ، وتشديداً للمراقبة فان الذى كان يعطىالحسين (ع) هويته المتميزة هو الذكر الالهى فى كل مراحل حركته المباركة بما فى ذلكساعة عروجه الى الملكوت الاعلى .. والملاحظة - مع الاسف الشديد - ان الانسان يفرطبسرعة في المكاسب التي اكتسبها في الموسم ، وذلك بمجرد الخروج منه.. وهذا الامريتكرر في كل عام مما يعظم لصاحبه الحسرة يوم القيامة .. فالامر بمثابة انسان وردالغدير ، ولم يغترف منه الا لعطش ساعته ، من دون ان يتزود لسفره البعيد ، في القاحلمن الارض.




(15) حاول أن تصطحب اهلك وأولادك واصدقائك لمجالس الحسين (ع) فإنها مضان التحول الجوهري حتىللنفوس العاصية ، ولا شك أنه يترك أثراً لا شعورياً في نفوس الاحداث.. وذلك لانللمعصوم (ع)عنايته واشرافه بعد وفاته ، كما ان الامر كذلك في حياته ، فاذا كانالشهيد حيا مرزوقا فكيف بامام الشهداء ؟!.. ومن المعلوم ان الفرق بين المعصوم الحيوالمستشهد ، كالفارق بين الراكب والراجل ، إذ انه بانتقاله من هذه النشأة الدنياترجل عن بدنه الشريف .. فهل تجد فرقا بينهما؟!




(16) يغلب على بعض المستمعين - مع الأسف - جو الاسترسال واللغو بعد انتهاء المجلس مباشرة ،وفي ذلك خسارة كبرى لما اكتسبه اثناء المجلس ، فحاول أن تغادر المجلس إن كنت تخشىمن الوقوع في الباطل .. ومن المعروف في هذا المجال ، أن الادبار الاختياري بعدالاقبال العبادي مع رب العالمين أو في مجالس اهل البيت (ع) ، من موجبات العقوبةالالهية .. وقد ورد انه ما ضرب عبد بعقوبة اشد من قساوة القلب.. وهذا ايضا يفسر بعضصور الادبار الشديد ، بعد الاقبال الشديد ، وذلك لعدم قيام العبد برعاية آدابالاقبال ، كما هو حقه.




(17) إن البعض يحضر المجلس طلباً لحاجة من الحوائج ، فيدخل في باب المعاملة مع رب العالمين، والحال أن الهدف الاساسي من هذه المجالس هو التذكير بالله تعالى ، وبما ارادهامراً ونهياً وهى الاهداف التى قدم الامام نفسه من اجل تحقيقها ، فشعارنا ( تبكيكعيني لا لأجل مثوبة ، لكنما عيني لاجلك باكية ) .. و ما قيمة بعض الحوائج الماديةالفانية في مقابل النظرة الالهية للعبد التي تقلب كيانه رأسا على عقب.




(18) إن المعزى في هذه المواسم بالدرجة الاولى هو بقية الماضين منهم ، ألا وهو صاحبالامر(ع) ، فحاول استحضار درجة الالم الذي يعتصر قلبه الشريف ، وذلك بانه الخبيربما جرى على جده الحسين (ع) في واقعة الطف ، إذ أن ما وصل الينا - رغم فداحته - لايمثل الا القليل بالنسبة الى ما جرى على آل الله تعالى ومن هنا يعد امامنا المهدى (ع) من البكائين ولك ان تتصور حال من يندب جده الشهيد فى هذه القرونالمتطاولة.




(19) إن البعض ينظر الى ما جرى في واقعة الطف و كأنه ملف فتح ليختم والحال اننا مأمورونبالتأسي بالنبي الاكرم واله علسهم السلام ، ومنهم سيد الشهداء (ع) : رفضا للظلم ،وذكرا لله تعالى على كل حال ، وفناء في العقيدة ، واستقامة في جهاد الاعداء ،وبصيرة في فهم حدود الشريعة ، فان ضريبة تمنى الكون معهم من اجل نصرتهم هو السعىالعملى للتشبه بهم فى الحدود المتاحة الممكنة فى اى موقع من مواقع الجهاد فىالحياة.




(20) إن منالملفت حقا تنوع العناصر التي شاركت في واقعة الطف .. فمنهم الشيخ الكبير كحبيب بنمظاهر الاسدي ، ومنهم الطفل الرضيع ، ومنهم الشاب في ريعانة شبابه كالقاسم والاكبر، ومنهم العبد الاسود كجون ، ومنهم النساء اللواتى شاركن في قسم من المعركة ، ومابعد المعركة كعقيلة الهاشميين زينب الكبرى (ع).. اليس في ذلك درس للجميع وانالتكليف لا يختص بفئة دون فئة اخرى ، وان الله تعالى يريد من كل واحد منا ان يكونرافعا للواء التوحيد اينما كان؟!






منقول من موقع السراج لسماحة الشيخ حبيب الكاظمي
صورةصورةصورة
صورة
بربغي
مشاركات: 4173
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am

مشاركة بواسطة بربغي »

لو اتبع الكل هذه الوصايا لكنا في أحسن حال

وصايا راقية

شكرًا أختي مراقب
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى شهري محرم وصفر 1432“

الموجودون الآن

المتصفحون للمنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد