غريبة الشام .. السيدة زينب الكبرى (عليها السلام)
عندما يولد الإنسان ويترعرع في بلد ما ، يتمنى أن يعيش أيامه على أرضه ويُـدفن فيها مجاورا أهله وعشيرته . ولكن الحال ليس كذلك لأول حفيدة لرسول البشرية محمد (ص) وبنت لوصيه من بعده الإمام علي بن أبي طالب (ع) وزوجته فاطمة الزهراء (ع) ؟؟؟ فيا ترى من تكون هذه المولودة التي ابتهج بقدومها الرسول (ص) وما برح أن بكى عليها ؟؟؟
تذكر المصادر بأن بيت علي وفاطمة (ع) قد استقبلا في الخامس من جمادى الأولى من السنة الخامسة للهجرة بنتا لم يكونا ليسبقا الرسول محمد (ص) بتسميتها قبله ، فأخذا ابنتهما إليه ليبارك لهما قدومها ، فقال لهما أسمياها " زينب " ، كما فعلا بإبنيهما اللذين سبقوها وهما الإمام الحسن والإمام الحسين (عليهما السلام) .
تترعرع تلك البنت الصغيرة في سنها .. الكبيرة في عقلها ومنطقها لما تراه من أهل بيت نسب وأدب ، فهي التي تربت بين أصحاب الكساء الخمسة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
خمس سنوات كانت في كنف ورعاية جدها الرسول محمد (ص) قبل أن يرتحل إلى جوار ربه ، لتفقد أول أصحاب الكساء في وقت مبكر من عمرها . تلتف تلك الصغيرة حول أمها وأبوها وأخويها لتكابد معهم الحياة بقصر أيام حلوها وطول أيام مرارتها . وما هي إلا شهور قليلة فقط حتى تلحق الأم بأبيها تاركة أطفالها الثلاثة في رعاية أباهم . تصبح تلك البنت المدبرة لشئون البيت بأكمله وتشهد مجريات الأحداث التي جرت على المسلمين .
تكبر البنت وتتزوج من ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (رض) لتنتقل إلى بيت الزوجية وتُـرزق بأولاد تسعد بها نفسها ، ومع ذلك لم تبخل برعايتها لأبيها وأخويها . الليلة الأخيرة لحياة أبيها قضاها في بيت ابنته قبل أن تغتاله يد الطغاة في شهر رمضان . تبقى يتيمة الأبوين إلا من بقي لها من أخوة ( بما فيهم أخوة من أبيها فقط ) ليقفوا حماة ورهن إشارتها في كل ما تطلب . تمر الأيام سريعا وتكابد ظلم بني أمية في أخويها ليرتحل عنها وعن أخوتها الإمام الحسن (ع) مسموما ، فتبقى في كنف الخامس من أصحاب الكساء (الإمام الحسين - عليه السلام) لتكمل المسيرة الجهادية معه خطوة بخطوة .
يأتي ذلك اليوم الموعود من الله لرسوله بأن يقدم التضحية الكبرى لنصرة الإسلام والمسلمين متمثلا بإراقة دم سيد الشهداء .. الإمام الحسين (ع) وجملة من أولاده وإخوانه وأصحابه في كربلاء على يد يزيد بن معاوية (لع) وأعوانه ، والتي لم تكن هذه السيدة الجليلة بعيدة عن هذا الحدث العظيم ، فقد كانت الإعلام الناطق مع ابن أخيها الإمام علي بن الحسين السجاد (ع) الذي قال في حقها أنت يا عمة عالمة غير معلـّمة . ناهيك عن عبادتها وزهدها وتقواها . وعندما نذكر شيئا من سيرتها العطرة ، لا بد لنا أن نقف عند صبرها الجليل من بعد تلك الرزية المؤلمة للقلوب والتي وقفت بثبات أمام كل من صادفها في طريقها لجعل تلك المصيبة خروجا على أمر الحاكم ، في حين أن تلك النهضة الحسينية إنما هي مقارعة للظلم وإعلاء كلمة الحق .
فقدت أحبتها جميعا ، ولم تفقد عزتها و شموخها كونها امرأة في عمر الخمسين ، فغادرت موطنها في المدينة المنورة لترتحل إلى جوار ربها "غريبة" في بلاد الشام .
نرجع قليلا إلى مولدها الشريف لنهنئ مولانا صاحب العصر والزمان .. الإمام المهدي (عج) وجميع الأمة الإسلامية بهذا اليوم المبارك ونستذكر كلمات بما جاد به علينا الشاعر الأديب السيد محمد رضا القزويني بهذه المناسبة السعيدة :-
وُلدت كما يشرق الكوكب ..... فأم تباهي ويزهو أبُ
علـّي و فاطمة أنجباكِ ..... عينا من الخير لا ينضبُ
وجاءا بكِ جدكِ المصطفى ..... ليختار لإسمكِ ما يُـعجبُ
متباركين بمولد بطلة كربلاء .. السيدة الجليلة زينب بنت أمير المؤمنين (ع)
نسألكم الدعاء ..
بقلم : أم سيد يوسف
عندما يولد الإنسان ويترعرع في بلد ما ، يتمنى أن يعيش أيامه على أرضه ويُـدفن فيها مجاورا أهله وعشيرته . ولكن الحال ليس كذلك لأول حفيدة لرسول البشرية محمد (ص) وبنت لوصيه من بعده الإمام علي بن أبي طالب (ع) وزوجته فاطمة الزهراء (ع) ؟؟؟ فيا ترى من تكون هذه المولودة التي ابتهج بقدومها الرسول (ص) وما برح أن بكى عليها ؟؟؟
تذكر المصادر بأن بيت علي وفاطمة (ع) قد استقبلا في الخامس من جمادى الأولى من السنة الخامسة للهجرة بنتا لم يكونا ليسبقا الرسول محمد (ص) بتسميتها قبله ، فأخذا ابنتهما إليه ليبارك لهما قدومها ، فقال لهما أسمياها " زينب " ، كما فعلا بإبنيهما اللذين سبقوها وهما الإمام الحسن والإمام الحسين (عليهما السلام) .
تترعرع تلك البنت الصغيرة في سنها .. الكبيرة في عقلها ومنطقها لما تراه من أهل بيت نسب وأدب ، فهي التي تربت بين أصحاب الكساء الخمسة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
خمس سنوات كانت في كنف ورعاية جدها الرسول محمد (ص) قبل أن يرتحل إلى جوار ربه ، لتفقد أول أصحاب الكساء في وقت مبكر من عمرها . تلتف تلك الصغيرة حول أمها وأبوها وأخويها لتكابد معهم الحياة بقصر أيام حلوها وطول أيام مرارتها . وما هي إلا شهور قليلة فقط حتى تلحق الأم بأبيها تاركة أطفالها الثلاثة في رعاية أباهم . تصبح تلك البنت المدبرة لشئون البيت بأكمله وتشهد مجريات الأحداث التي جرت على المسلمين .
تكبر البنت وتتزوج من ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (رض) لتنتقل إلى بيت الزوجية وتُـرزق بأولاد تسعد بها نفسها ، ومع ذلك لم تبخل برعايتها لأبيها وأخويها . الليلة الأخيرة لحياة أبيها قضاها في بيت ابنته قبل أن تغتاله يد الطغاة في شهر رمضان . تبقى يتيمة الأبوين إلا من بقي لها من أخوة ( بما فيهم أخوة من أبيها فقط ) ليقفوا حماة ورهن إشارتها في كل ما تطلب . تمر الأيام سريعا وتكابد ظلم بني أمية في أخويها ليرتحل عنها وعن أخوتها الإمام الحسن (ع) مسموما ، فتبقى في كنف الخامس من أصحاب الكساء (الإمام الحسين - عليه السلام) لتكمل المسيرة الجهادية معه خطوة بخطوة .
يأتي ذلك اليوم الموعود من الله لرسوله بأن يقدم التضحية الكبرى لنصرة الإسلام والمسلمين متمثلا بإراقة دم سيد الشهداء .. الإمام الحسين (ع) وجملة من أولاده وإخوانه وأصحابه في كربلاء على يد يزيد بن معاوية (لع) وأعوانه ، والتي لم تكن هذه السيدة الجليلة بعيدة عن هذا الحدث العظيم ، فقد كانت الإعلام الناطق مع ابن أخيها الإمام علي بن الحسين السجاد (ع) الذي قال في حقها أنت يا عمة عالمة غير معلـّمة . ناهيك عن عبادتها وزهدها وتقواها . وعندما نذكر شيئا من سيرتها العطرة ، لا بد لنا أن نقف عند صبرها الجليل من بعد تلك الرزية المؤلمة للقلوب والتي وقفت بثبات أمام كل من صادفها في طريقها لجعل تلك المصيبة خروجا على أمر الحاكم ، في حين أن تلك النهضة الحسينية إنما هي مقارعة للظلم وإعلاء كلمة الحق .
فقدت أحبتها جميعا ، ولم تفقد عزتها و شموخها كونها امرأة في عمر الخمسين ، فغادرت موطنها في المدينة المنورة لترتحل إلى جوار ربها "غريبة" في بلاد الشام .
نرجع قليلا إلى مولدها الشريف لنهنئ مولانا صاحب العصر والزمان .. الإمام المهدي (عج) وجميع الأمة الإسلامية بهذا اليوم المبارك ونستذكر كلمات بما جاد به علينا الشاعر الأديب السيد محمد رضا القزويني بهذه المناسبة السعيدة :-
وُلدت كما يشرق الكوكب ..... فأم تباهي ويزهو أبُ
علـّي و فاطمة أنجباكِ ..... عينا من الخير لا ينضبُ
وجاءا بكِ جدكِ المصطفى ..... ليختار لإسمكِ ما يُـعجبُ
متباركين بمولد بطلة كربلاء .. السيدة الجليلة زينب بنت أمير المؤمنين (ع)
نسألكم الدعاء ..
بقلم : أم سيد يوسف