لا تـُــزان الدار إلا بأهلها ( وغادر نور المدينة )
الاستقرار في الأوطان غاية كل كائن حي سواء كان إنسانا أو حيوانا أو مخلوق حي آخر جاء لهذا الوجود بمشيئة الله وسوف لن يكون له بقاءًا أبديا ، ولكن في كل مكان وزمان تلجأ هذه المخلوقات إلى مغادرة أوطانها بسبب ظلم واضطهاد أو بحث عن مأوى آخر أو غياب أمن أو بحث عن لقمة عيش ( ولا فرق في كل الأحوال ) لأن النتيجة ستكون واحدة وهي البعد عن الأوطان وفراق الأحبة . فمن كان ذاك الذي أطلق عليه الناس "نور المدينة" ؟؟؟
تذكر الروايات بأنه في حياة الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء الإمام الحسين (عليه السلام) حفيده من ابنته سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وزوجها الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وجلس على ظهره عندما كان صغيرا .. وما هي إلا هـُنيئة وإذا بالملـَـك جبرائيل (عليه السلام) قد هبط إلى الأرض مسلّما على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلا له هل تحب هذا الصغير ؟ فأجابه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) نعم إنه ريحانتي من الجنة ، عندئذ أخبر جبرائيل (عليه السلام) الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بما سيجري عليه من ظلم وقتل على يد أمته وأحضر له تراب من تلك البقعة الطاهرة التي سيُقتل على أرضها .. فأقام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عزاءًا له في ذلك الوقت وقبل ميعاد استشهاده حتى تعرف الأمة بمكانة هذا الصبي عند الله وتختار طريق الحق على يديه والذي لن يحيد عنه مهما تعاظمت المشاكل وتكاتفت عليه الجموع الضالة عن الحق وإن كثرت عددا وعدة !!!
تدور الأيام ويأتي موعد مغادرة "نور المدينة" في سنة 60 هجرية بأمر من الله تعالى ليقف هذا الإمام المعصوم معلنا خروجه في وجه الظلم متجها لكربلاء .. طريق الشهادة والفداء ، مخاطبا القوم " وإنِّي لم أخرج أشِراً ولا بَطِراً ، ولا مُفسِداً ولا ظَالِماً ، وإنّما خرجتُ لطلب الإصلاح في أُمّة جَدِّي (صلى الله عليه وآله وسلم) .. أُريدُ أنْ آمُرَ بالمعروفِ وأنْهَى عنِ المنكر ، وأسيرُ بِسيرَةِ جَدِّي ، وأبي علي بن أبي طَالِب (عليه السلام) " ، حاملا معه ضعينته من أهله وأحبائه بعد ما رأى بأنه لم يبقى للإسلام إلا اسمه والقرآن إلا رسمه خلافا لما أوصى به سيد المرسلين قبل وفاته ، فانقلب حال الأمة باستئثار الأمويين بالسلطة وبدت مظاهر الفساد تتفشى في المجتمع وغابت قوانين الإسلام وظهرت مجموعة من الناس تضع أحاديث محرّفة على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لتحمي السلطة من مساواتهم بسائر الناس .. وغيرها من الانحرافات التي انتشرت في ذلك الوقت .
عاش الإمام الحسين وهو خامس أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا سنوات وهو يكابد الظلم بفقد جده وأمه وأبيه وأخيه على التوالي فما لبث أن جاءه الوعد الإلهي بالخروج وها هو يودع قبر جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) مخاطبا إياه " ضمني عندك يا جداه في هذا الضريح .. علّني يا جد من بلوى زماني أستريح ، فجاءه النداء من داخل القبر بأن لك منزلة وشأنا عند الله لن تنالها إلا بالشهادة . وبعدها عرّج مودعا قبر أمه فاطمة الزهراء (عليها السلام) وأخيه المسموم الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) ومـَـن لم يُكتب لهم المسير معه إلى كربلاء لتبقى الدور خالية من أهلها .. تسكنها الأشباح في غياب لا عودة لهم فيها أبدا بتتويجهم بالشهادة .
وبخروج أهل الدار تخرج أرواح البيوت منها .. فلا قيمة للحجر بعدها . ونستذكر قول أحد الشعراء عندما قال :
" ألا لا تُــــزان الــــدارُ إلا بـأهـلِـها ... وعـلـى الــدارِ مـن بـعد الـحسينِ سـلامُ .
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين (عليهم السلام) ..
مأجورين
بقلم : أم سيد يوسف
الاستقرار في الأوطان غاية كل كائن حي سواء كان إنسانا أو حيوانا أو مخلوق حي آخر جاء لهذا الوجود بمشيئة الله وسوف لن يكون له بقاءًا أبديا ، ولكن في كل مكان وزمان تلجأ هذه المخلوقات إلى مغادرة أوطانها بسبب ظلم واضطهاد أو بحث عن مأوى آخر أو غياب أمن أو بحث عن لقمة عيش ( ولا فرق في كل الأحوال ) لأن النتيجة ستكون واحدة وهي البعد عن الأوطان وفراق الأحبة . فمن كان ذاك الذي أطلق عليه الناس "نور المدينة" ؟؟؟
تذكر الروايات بأنه في حياة الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء الإمام الحسين (عليه السلام) حفيده من ابنته سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وزوجها الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وجلس على ظهره عندما كان صغيرا .. وما هي إلا هـُنيئة وإذا بالملـَـك جبرائيل (عليه السلام) قد هبط إلى الأرض مسلّما على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلا له هل تحب هذا الصغير ؟ فأجابه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) نعم إنه ريحانتي من الجنة ، عندئذ أخبر جبرائيل (عليه السلام) الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بما سيجري عليه من ظلم وقتل على يد أمته وأحضر له تراب من تلك البقعة الطاهرة التي سيُقتل على أرضها .. فأقام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عزاءًا له في ذلك الوقت وقبل ميعاد استشهاده حتى تعرف الأمة بمكانة هذا الصبي عند الله وتختار طريق الحق على يديه والذي لن يحيد عنه مهما تعاظمت المشاكل وتكاتفت عليه الجموع الضالة عن الحق وإن كثرت عددا وعدة !!!
تدور الأيام ويأتي موعد مغادرة "نور المدينة" في سنة 60 هجرية بأمر من الله تعالى ليقف هذا الإمام المعصوم معلنا خروجه في وجه الظلم متجها لكربلاء .. طريق الشهادة والفداء ، مخاطبا القوم " وإنِّي لم أخرج أشِراً ولا بَطِراً ، ولا مُفسِداً ولا ظَالِماً ، وإنّما خرجتُ لطلب الإصلاح في أُمّة جَدِّي (صلى الله عليه وآله وسلم) .. أُريدُ أنْ آمُرَ بالمعروفِ وأنْهَى عنِ المنكر ، وأسيرُ بِسيرَةِ جَدِّي ، وأبي علي بن أبي طَالِب (عليه السلام) " ، حاملا معه ضعينته من أهله وأحبائه بعد ما رأى بأنه لم يبقى للإسلام إلا اسمه والقرآن إلا رسمه خلافا لما أوصى به سيد المرسلين قبل وفاته ، فانقلب حال الأمة باستئثار الأمويين بالسلطة وبدت مظاهر الفساد تتفشى في المجتمع وغابت قوانين الإسلام وظهرت مجموعة من الناس تضع أحاديث محرّفة على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لتحمي السلطة من مساواتهم بسائر الناس .. وغيرها من الانحرافات التي انتشرت في ذلك الوقت .
عاش الإمام الحسين وهو خامس أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا سنوات وهو يكابد الظلم بفقد جده وأمه وأبيه وأخيه على التوالي فما لبث أن جاءه الوعد الإلهي بالخروج وها هو يودع قبر جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) مخاطبا إياه " ضمني عندك يا جداه في هذا الضريح .. علّني يا جد من بلوى زماني أستريح ، فجاءه النداء من داخل القبر بأن لك منزلة وشأنا عند الله لن تنالها إلا بالشهادة . وبعدها عرّج مودعا قبر أمه فاطمة الزهراء (عليها السلام) وأخيه المسموم الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) ومـَـن لم يُكتب لهم المسير معه إلى كربلاء لتبقى الدور خالية من أهلها .. تسكنها الأشباح في غياب لا عودة لهم فيها أبدا بتتويجهم بالشهادة .
وبخروج أهل الدار تخرج أرواح البيوت منها .. فلا قيمة للحجر بعدها . ونستذكر قول أحد الشعراء عندما قال :
" ألا لا تُــــزان الــــدارُ إلا بـأهـلِـها ... وعـلـى الــدارِ مـن بـعد الـحسينِ سـلامُ .
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين (عليهم السلام) ..
مأجورين
بقلم : أم سيد يوسف