البــــــــــــــــــاب السابع والعشرين
27ـ لرؤية أهل بيت العصمة سلام الله عليهم .
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) :أشدّ من يتم اليتيم الذي انقطع عن أبيه ، يتم يتيم انقطع عن إمامه ولا يقدر على الوصول إليه ، ولا يدري كيف حكمه فيما يُبتلى به من شرائع دينه .. ألا فمن كان من شيعتنا عالماً بعلومنا ، وهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيمٌ في حجره ، ألا فمن هداه وأرشده وعلّمه شريعتنا ،كان معنا في الرفيق الأعلى.
إن الارتباط بأئمة أهل البيت عليهم السلام ليس مجرد ارتباطٍ عاطفي أو وجداني يندرج في اطار الحب والمودة والتفاعل العاطفي أو النفسي. ولم يرد الله لنا أن تكون علاقتنا بالنبي (ص) أو بأئمة أهل البيت (ع) مجرد علاقة حب ومودة بقدر ما هي علاقة فكرية وعقيدية وعملية تتصل بما جعله الله لهم من موقع مقدس في الإسلام والعقيدة ((قل إن كنتم تحبون الله فا...تبعوني يحببكم الله)) .
على هذا فإنّ الارتباط بالإمام الحجة المهدي (عج) ليس مجرد ارتباط بفكرة عقيدية غيبية بل بإنسان كامل حيٍّ جسداً وروحاً يعيش بيننا يرانا ولانراه يعرفنا ولا نعرفه يسددنا ويوجهنا إلى حيث مصلحتنا ومصلحة الأمة وهو إمام الانس والجن بل إمام الكون وقوامه، فلولا وجود الإمام لساخت الأرض بأهلها، فهو أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء كما ورد في الأحاديث المأثورة عنهم (ع) وهذا يعني أن الإمام لو سحب ألطافه ولم يتدخل في بعض الشؤون، ولم يعمل على رعاية الأُمة وتسديدها في حركتها ومواقفها فالله وحده يعلم كيف سيصبح حال المجتمع الإسلامي وإلى أي درجة من الانحطاط والضياع يمكن أن يصل.. فقد كتب الإمام (عج) مخاطباً الشيخ المفيد رحمه الله ومن ورائه كل المؤمنين: ((... أنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء أي الشدائد واصطلمكم الأعداء، فاتقوا الله جلّ جلاله، وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم، يهلك فيها من حمّ أجله ويحمى عنها من أدرك أمله)).
لذا فأن رؤية أهل البيت عليهم السلام نستطيع أن نقول إنها ترتكز في مقامين كريمين وهما كالتالي :
المقام الأول
(أعمال لرؤية أهل البيت عليهم السلام في المنام ) .
1ـ التقليد الصحيح للمرجع الأعلم .
2ـ الطاعة الكاملة للاب والام والرأفة والرحمة لهما .
3ـ الالتزام بالشرع المقدس من كل جوانبه .
4ـ التربية الصالحة للاطفال .
5 ـ الطهارة الدائمة .
6 ـ المصالحة الشرعية ( الخمس ) مع الحاكم الشرعي ( مرجع التقليد الاعلم ) .
7 ـ الاعمال الصالحة مثل العطاء الى الفقراء من الارحام والجيران وغيرهم .
8 ـ المواظبة على العبادات في اوقاتها .
9 ـ قراءة دعاء العهد والقران وعاشوراء والمناجاة السجادية يوميا .
10 ـ زيارة المعصومين وابنائهم عليهم السلام .
11ـ أدخال السرور على المؤمنين .
12 ـ زيارة المرضى والمحتاجين ومساعدتهم .
13 ـ المشي في تشييع المؤمنين والمؤمنات .
14ـ المداومة على صلاة الليل .
15 . التوسل لله باهل البيت عليهم السلام مع عدم عمل المحرم عن مولانا الصادق عليه السلام انه قال: ان فوق كل عبادة عبادة وحبنا اهل البيت افضل العبادة..
كل هذه الاعمال تقربنا الى الله برؤية أهل البيت عليهم السلام في عالم
الرؤيا .
المقام الثاني
(أعمال لرؤية أهل البيت عليهم السلام في عالم المكاشفة والحقيقة )
نحن نسمع عن بعض الناس ان فلانا يسلم على امير المؤمنين عليه السلام والامام يرد عليه السلام جهارا ونسمع بان فلانا دعا الله باسم الامام المهدي روحي فداه فأتاه رجل جميل الوجه ليخلصه من شدته والكثير من هذه الحكايات ولا شك بان هذه الحكايات حقيقية وفي عالم اليقظة وليس المنام اي ( مكاشفة حقيقية ) اذا لماذا هذا سمع صوت الامام وهذا راى الامام بعينه وهذا جلس مع الامام وهذا كذا وهذا كذا وماهي الاعمل التي قاموا بها حتى يحصلوا على هذه اللطيفة الربانية والتي لا تحصل الى اي احد فسألنا البعض منهم وقالوا :
يوجد رجل شاب في النجف الاشرف كلما زار مرقد الامام علي عليه السلام وسلم عليه رد الامام السلام من داخل الحضرة وقد صادف احد مراجع الدين في ذاك اليوم بقرب هذا الشاب وعندما انهي الشاب السلام ذهب مسرعا الى بيته وتبعه هذا المرجع الى ان وصل الشاب الى منزله ووقف المرجع وسال الشاب : لماذا الامام علي عليه السلام يرد عليك السلام ولايرد علي انا ؟فأجاب الشاب :ادخل معي الى الدار وسوف تعرف ثم دخل المرجع الى دار هذا الشاب فأدخله الشاب الى غرفة بالدار يشم منها العطورات والبخورات الطيبة ثم دخل المرجع الى داخل الغرفة ورأي شيخنا كبيرا وطاعنا بالسن جدا يجلس على حصير نظيف وغرفته تفوح منها العطورات ثم قال الشاب للمرجع أعرفت لماذا الامام يرد علي السلام كلما سلمت عليه ؟ ثم بكى هذا المرجع بكاءا شديدا وقال نعم نعم السلام عليك يا سيدي يا امير المؤمنين نعم عرفت انك من المراعين لحقوق الاباء ثم قال الشاب لقد حرمت نفسي من كل ملذات الدنيا وحتى الزواج في سبيل راحة والدي هذا ..ونحن نقول هذه احدى المكاشفات .
المكاشفة الثانية
لقد كنا راجعين من زيارة اهل البيت عليهم السلام انا وعائلتي وعمي وزوجاتهم واطفالهم وفي نصف الطريق وعند مرقد السيد عبد الله بن الحسن عليها السلام تعطلت سيارتنا وكان في وقتها قطاع الطرق الكثيرين ثم نزلنا كلنا من السيارة وتوجهنا انا واحد اخواني ويكون اصغر مني الى ابعد من السيارة بحيث لا يسمعوننا وقلنا ( ياصاحب الزمان ادركنا يا مولانا نحن في شدة وانت ترى الامر بعينيك ) فقط وبعد خمسة دقائق او اقل جاءت سيارة بها ثلاثة اشخاص ووقفت عند سيارتنا ونزل منها السائق وبدون سابق معرفة او حتى يسأل عن ماذا لدينا ؟ توجه الى سيارتنا بعد ان سلم علينا وركب بها وقال ادفعوني وبعد ان دفعناه اشتغلت السيارة على اكمل وجه وحتى كان احد اطارات السيارة قد فرغ منه الهواء والباب الخلفي للسيترة انفتح ولم يرجع لسابقه والسيارة من نوع السوبرمان وبعد ان اشتغلت السيارة رأيت اطار السيارة كانه ليس به شيئ والباب الخلفي رجع طبيعي ثم قال الرجل باللسان العراقي ( روحوا روحوا بالسلامة انشاء الله ) نعم ونحن لم يكن لدينا لا انا ولا اخي ما يؤهلنا الى رؤية هذا الرجل سواءهو السائق او احد الرجلين اللذين كانا معه وكأن احدهم هو الامام المهدي روحي فداه .
نعم لقد كنا نصلي صلاة الليل ونعطف على والدينا ونتسامر معهم ونقضي حوائج الناس لان اخي ايضا طبيب .
اذا من كان قاضيا لحوائج الناس فممكن ان يرى المعصومين بعينه ولم ترأف بوالديه وعطف على ارحامه وتصدق على الفقراء وصلي صلاة الليل مع الاستمرار فانه يرى اولياء الله الصالحين يقظة ويطلب منهم ما يريد .
والله الموفق والمسدد لكل المؤمنين .