وظائف القارئ عند القراءة القرآن

مكتبة أسلامية لطرح القضايا والمسائل الدينية
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
أبوعلي
مشاركات: 3698
اشترك في: الاثنين ديسمبر 18, 2006 7:36 pm

وظائف القارئ عند القراءة القرآن

مشاركة بواسطة أبوعلي »

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين

اليك عزيزي القارىء للقرآن بعض الالنصائح اذاكنت ممن يتلو كتاب الله الكريم



لأول: حضور القلب وترك حديث النفس.


قيل في تفسير قوله تعالى: ﴿يا يحيى خذ الكتاب بقوة﴾ أي: بجد واجتهاد وأخذه بالجد أن يتجرد عند قراءته بحذف جميع المشغلات والهموم عنه.



الثاني: التدبر وهو طور وراء حضور القلب فإن الإنسان قد لا يتفكر في غير القرآن على سماع القرآن وهو لا يتدبر والمقصود من التلاوة والتدبر.



قال سبحانه: ﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً﴾، وقال تعالى﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً﴾. لأن الترتيل يمكن الإنسان من تدبر الباطن. قال (ص): ( لا خير في عبادة لا فقه فيها، ولا خير في قراءة لا تدبر فيها).



الثالث: التفهم وهو أن يستوضح من كل آية ما يليق بها إذ القرآن يشتمل على ذكر صفات الله تعالى وأفعاله وأحوال أنبيائه والمكذبين لهم، وأحوال ملائكته وذكر أوامره وزواجره، وذكر الجنة والنار .



قال ابن مسعود: ( من أردا ان يعلم علم الأولين والآخرين فعليه بالقرآن).



قال الله تعالى: ﴿قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً﴾. إلخ



وقال علي (ع): ( لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً من تفسير فاتحة الكتاب).



فمن لم يتفهم معاني القرآن في تلاوته وسماعه ولو في أذني المراتب ودخل في قوله تعالى:﴿أُولَـئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾، وقوله:﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾.



الرابع: التخلي عن موانع الفهم: فإن أكثر الناس منعوا عن فهم القرآن لأستار وحجب أسدلها الشيطان على قلوبهم فحجبت عن عجائب أسراره قال (ص): ( لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى الملكوت) ومعاني القرآن وأسراره من جملة الملكوت.


وأعظم ضحكة للشيطان من كان مطيعاُ مثل هذا التلبيس.



الخامس: أن يخصص نفسه بكل خطاب من القرآن من أمر أو نهي أو وعد أو وعيد أنه هو المقصود.


وكذلك إن سمع قصص الأولين والأنبياء عليهم السلام علم أن مجرد القصة غير المقصود الاعتبار ولا يعتقد أن كل خطاب خاص في القرآن المراد به الخصوص فإن القرآن وساير الخطابات الشرعية واردة على طريقة (إياك أعني واسمعي يا جارة) وهي كلها نور، وهدى، ورحمة للعالمين.



ولذلك أمر الله تعالى الكافة بشكر نعمة الكتاب فقال:﴿ َاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ﴾ إذا قدر أنه المقصود لم يتخذ دراسة القرآن عملاً، بل قراءته كقراءة العبد كتاب مولاه الذي كتبه إليه ليتدبره ويعمل بمقتضاه.



وقال حكيم: ( هذا القرآن أتانا من قبل ربنا بعهوده نتدبرها في الصلاة ونقف عليها في الخلوات، ونعدها في الطاعات بالسنن المتبعات).



السادس: التأثر وهو أن يتأثر قلبه بآثار مختلفة بحسب اختلاف الآيات فيكون له بحسب كل فهم حال ووجد يتصف به عندما يوجه نفسه في كل حالة إلى الجهة التي فهمها: من خوف أو حزن أو رجاء.


وكذلك قوله تعالى:﴿ وَالْعَصْرِ** إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ إلى آخر السورة وذكر فيه أربعة شروط.



وحيث أوجز واختصر ذكر شرطاً واحداً لكل الشرايط فقال تعالى: ﴿إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ إذ كان الإحسان جامعاً لكل الشرايط.



وتأثر العبد بالتلاوة أن يصير بصفة الآية المتلوة. فعند الوعيد يتضاءل من خشية الله وعند الوعد يستبشر فرحاً بالله، وعند ذكر الله وأسمائه يتطأطأ خضوعاُ لجلاله.


وذلك لاستغراق تلك الحالة لقلبه بالكلية.

والقرآن إنما يراد لهذه الأحوال واستجلابها إلى القلب والعمل بها.



قال رسول الله (ص): ( إقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم ولانت له جلودكم فإذا اختلفتم فلستم تقرؤونه).



وقال الله تعالى: ﴿نَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً﴾ وإلا فالمؤونة في تحريك اللسان خفيفة.


وروي أن رجلاً جاء إلى النبي ليعلمه القرآن فعلمه فانتهى إلى قوله تعالى:﴿ َمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ﴾ فقال يكفني هذا وانصرف.



وأما التالي باللسان المعرض عن العمل بالقلب، فجديراً أن يكون المراد يقوله تعالى:﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ الآية.


السابع: الترقي: وهو أن يوجه قلبه وعقله إلى القبلة الحقيقة فيسمع الكلام من الله تعالى لا من نفسه.
صورة
نجمةالأحساء
عضو جديد
مشاركات: 78
اشترك في: الأحد يونيو 24, 2007 12:03 pm

مشاركة بواسطة نجمةالأحساء »


جزاك الله خير أخى الكريم على موضوعك الرائع
وجعله الله في ميزان حسناتك..
تقبل تحياتي ومروري...
صورة العضو الرمزية
أبوعلي
مشاركات: 3698
اشترك في: الاثنين ديسمبر 18, 2006 7:36 pm

مشاركة بواسطة أبوعلي »

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
شكرا لمرورك الكريم وردودك الطيبة

تقبلوا خالص تحياتي
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”المنتدى الإسلامي“

الموجودون الآن

المتصفحون للمنتدى الآن: Bing [Bot] وزائر واحد