أنتهت في العاصمة المصرية القاهرة صباح أمس السبت فعاليات الإحتفال بالليلة الختامية لمولد سيد الثائرين الإمام الشهيد ابوعبدالله الحسين أبن علي حفيد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم وعلى آله ـ وكانت فعاليات الليلة الختامية قد بدأت بعد صلاة العشاء لليوم الأسبق بحضور قيادات الطرق الصوفية ومئات الآلاف من المنتسبيين اليها ومن محبي اهل البيت من داخل وخارج مصر والذين قدموا خصيصاً للمشاركة في تلك الليلة المباركة، وتمت تلك الإحتفالية الكبرى في سلام وسط حراسة أمنية مشددة، وشارك فى الاحتفالات نقيب الأشراف.
وكان مولد الأمام الشهيد بدأ يوم الأحد الماضي الموافق11من يوليو الجاري، وأقيمت الأحتفالات بمولد حفيد الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أمام مشهده ومقامه في الميدان المسمى بأسمه في القاهرة وأحيا الحفل الذي استمر حتى صلاة الفجر أمس نخبة من قراء القرآن والمنشدين ويتقدمهم كما جرت العادة الشيخ ياسين التهامي، كبيرمداحي آل بيت رسول الله الطيبيين الطاهرين.
o المطاردة الأمنية
وتؤكد السلطات المصرين في الاعلام وفي بيانات اجهزتها ان الأحتفالات بمولد الأمام الشهيد مفتوحة وآمنة ولا يمنع أحد من المشاركة فيها من المصريين او الأجانب، بيد أن المفكر الشيعي الدكتور أحمد راسم النفيس، يرد على تلك التأكيدات بالقول: "أن الشيعة المصريين غير قادرين على إقامة احتفالات تليق بذكرى ميلاد سيد شباب أهل الجنة ورمز الثورة وزعيم الثائرين على الظلم والاستبداد بسبب المطاردة الأمنية التي يواجهها الشيعة المصريون، وقال إن الشيعة في مصر يعيشون في مناخ يجعلهم عاجزين عن القيام بأي طقوس احتفالية أسوة بإخوتهم الشيعة في جميع أنحاء العالم".
اما الجماعة الاسلامية السلفية فقد انتقدت الاحتفال بمولد الحسين وقالت إن الاحتفال بالموالد في مصر ظاهرة تحتاج إلى وقفة من الأزهر أولاً.. ثم من الدولة ثانياً.. ثم من الدعاة أخيراً، واضافت ان الازهر ينبغي أن يبين لعلمائه بكل سبيل وخاصة شيوخ الطرق والعشائر أن مثل هذه المظاهر من الاحتفالات ليست في شرعٍ ولا دين، ينبغي أن يسعوا لإزالتها وإزالة آثارها.
o أجواء المولد
وعلى صعيد الأحتفالات بالمولد الحسيني تنتشر السرادقات والمنشدون حول المسجد، ويقدمون وصلات من المديح والإنشاد الدينى، ويلتف محبي اهل البيت فى حلقات الذكر، وتتعالى أصواتهم «الله الله.. مدد يا حسين. مدد يا آل البيت».نساء ورجال وأطفال جاءوا من محافظات الصعيد والدلتا والوجه البحرى، والسبب «حب آل البيت والتقرب من حضرة النبى»، وإذا سألت أحدهم عن سنده الشرعى يجيب بلا تردد: «قل لا أسألكم عليه من أجر إلا المودة فى القربى".
هذا وظلت احتفالات الطرق الصوفية طوال ايام المولد تبدأ بعد أداء صلاة العصر، حيث تحتفل كل طريقة حسب تقاليدها، وعلى سبيل المثال لا الحصر الرفاعية احتفلوا بالرقص والطبل والمزمار، والشاذلية بالأناشيد والابتهالات، والشبراوية بالحضرة والذكر، وبعد صلاة العشاء ومن داخل المسجد تنطلق الأناشيد والابتهالات بحضور الشيخ فؤاد عبدالعظيم، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون القرآن الكريم ممثلا عن وزارة الأوقاف الى جانب ممثلين عن الأزهر ودار الأفتاء ومختلف المؤسسات الدينية الرسمية والشعبية، وكان أبناء الطرق الصوفية أجتمعوا حول جدران حرم ساحة «الحسين» واقاموا السرادقات الرئيسية التى حملت أعلام ولافتات الطرق الصوفية واجتمع فيها مريدوها طوال ايام المولد، وزينوا المسجد الحسيني بالأنوار الخضراء والحمراء التى تمتد عبر الميدان الذى يحمل اسمه إلى شارع الأزهر، فيما تجهزت المقاهى ومحال «حلوى المولد» واستقبلت على مدار ايام المولد المباركة ملايين الزوار.
o نفحات وبركات
وعلى هامش الاحتفالات تجد أصحاب المهن التى ارتبطت بالمسجد والمولد، فهنا تجد باعة «الطراطير والطبول والهدايا»، وهناك تجد سيدات يرسمن على الأيدى بـ«الحنة»، وعازفى الكمان والعود، الذين يحرصون على تقديم وصلات موسيقية وغنائية لرواد مقاهى منطقة الحسين، من العرب والمصريين والأجانب، وهذا «السقا» بعباءته الخضراء المزينة بسبح كبيرة يوزع المياه على الزوار، ولا يخلو المكان من «المجاذيب»، والزوار الذين يوزعون «النذور» و«النفحات» من المشروبات والأطعمة و«الخبز».
ورصد المراقبون الاختفاء الملحوظ لـ«اللحوم» و«الفتة» من أكلات المريدين في المولد أختفت هذا العام على غير العادة بسبب أرتفاع الأسعار، وقال الشيخ الأمير البرعي، إمام مسجد الحسين: إنه لم يتم رصد أية مخالفات داخل المسجد.
o واعتصمو بحبل الله
ومن جانبه، قام السيد محمود الشريف، نقيب الأشراف بالتجول فى سراديق الطرق الصوفية لتقديم التهنئة لهم بمولد سيدنا الامام الشهيد الحسين وتوجه بحديثه للسلفيون التكفيريون أقول للجميع "اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا" وقد آن الأوان أن يتجمع شمل الأسرة الإسلامية لإستعادة قدسنا العزيزة، وإننا على ثقة بالرغم من كل ما يحدث من انتهاكات من العدو إلا أننا سننتصر وسنسترد القدس".
والإمام الشهيد الحسين سيد شباب اهل الجنة هو أبن الأمام الشهيد على بن أبى طالب، وكنيته أبو عبد الله، حفيد رسول الإسلام محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وقد استشهد الحسين فى معركة كربلاء، يوم العاشر من محرم سنة 61 هـجرية، عندما امر يزيد ابن معاوية ابن ابي سفيان والي الكوفة عبيدالله ابن زياد بقتل الحسين أو القبض عليه.
مولد الحسين يدخل الفرحة لقلوب المصريين
المشرف: ايتام علي
-
- مشاركات: 4173
- اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 3:20 am
- بطلة ** كربلاء
- عضو جديد
- مشاركات: 231
- اشترك في: الجمعة يناير 01, 2010 3:42 pm
الموجودون الآن
المتصفحون للمنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد