هل تعرف سويد بن عمرو الخفعمي؟

[نو البربغي]

كان هناك أحد أصحاب الحسين «عليه السلام» في يوم عاشوراء اسمه سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخفعمي ، يذكر حوله التاريخ أنه كان رجلاً شريف النسب اجتماعيا وزاهدًا كثير الصلاة ، وذلك قبل التحاقه بالحسين «عليه السلام» ، وفي يوم عاشوراء قاتل قتالاً شديدًا وفي أثناء القتال أتته ضربة في صدره أو في قلبه أو ما أشبه فغشي عليه ووقع ، فاحتسبه الجيش الأموي في عداد القتلى فلم يأتوا إليه ويقتلوه قتلاً مؤكدًا ، فكان حيًا لكنه كان مغشيًا عليه ، وعندما استشهد الإمام الحسين «عليه السلام» قام الجيش الأموي بإبداء فرحه وسروره بمقتل الحسين بكل ما أوتي من قوة بالصياح والعربدة وضرب الأقدام بالأرض فصنعوا ضجة عظيمة اهتزت منها الأرض فاستفاق سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخفعمي من هذه الضجة العظيمة المستمرة ليرى ما الأمر؟ معتقدًا أنه لا زال في الحرب ، فوجد الحرب قد انتهت وشاهد كل الناس يتوجهون إلى نقطة معيّنة وسمع الشعار المردد (قُـتِـلَ الحسين ... قُـتِـلَ الحسين) وفي تلك النقطة رأى رمح طويل في الوسط وعليه رأس الإمام «عليه السلام» ، فتوجّه إلى ما أعده لهذه اللحظة لأن المشترك في الحرب لا يعلم بما سيقع عليه ، فكانت هناك عادة لبعض الجنود بإخفاء سكّينة في حذائهم حتى إذا وقعوا في الأسر وأخذوهم وعذبوهم وأذلوهم وعرّضوهم للضغط النفسي ثم تركوهم في مكان يعانون فيه جراحهم وآثار تعذيبهم ليكونوا موتى بين الأحياء ... ففي تلك الأحيان إذا سنحت لهم الفرصة للرد فعلى الأقل يستخرجون السكّينة وهم في قبضة الأسر فيقتلون بها من كان في حظهم من أفراد ، فكان سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخفعمي قد جهّز نفسه لهذه اللحظة حتى يتمكن من الانتقام لنفسه على أقل تقدير ، فكان سويد الخفعمي هو الوحيد الذي بقى بعد استشهاد الحسين وأهل بيته وأصحابه ، وبعدما نال ثواب دفاعه عن الإمام «عليه السلام» في حياته أضاف لنفسه ثواب الانتقام لأجل الإمام «عليه السلام» من قتلة الإمام ، فسحب السكّينة في حين انشغال الناس وتوجههم في تلك النقطة وحمل عليهم من خلفهم وقتل منهم عددًا كبيرًا فأحسوا بالأمر وعرفوا لماذا كان يقتلهم ويطيح بهم ، ففكروا بأمره حتى تمكنوا من قتله بواسطة (رجلان) هما عروة بن بكار التغلبي وزيد بن ورقاء «لعنهما الله» ، فسقط شهيدًا.

تاريخ الطبري ج4 ص346