شبيه أصحاب الكساء (علي بن الحسين الأكبر) في ذكرى ولادته المباركة
قال الله تعالى في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم " المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا " ( آية رقم 46 - سورة الكهف ) صدق الله العلــّي العظيم . كم هي سعادة المرء عندما يجمع بين نعمة المال والبنين في آن واحد .. ولكن لحكمة إلهية لا نعلم عنها ، فإن الله قد يعطي العبد نعمة ويحجب عنه أخرى ( وهذا في حد ذاته فضل كبير لمن يصبر و يرضى بقضاء الله وقدره ) . فإن كانت نعمة المال فعليه أن يستفيد منها في معيشته بالحلال ، وإن كانت نعمة البنين فيجب عليه القيام بتربيتهم وتنشئتهم على ما يــُحب ويرضى لينعم بسعادة دنيوية وأخروية .. فكل عبد مسئول يوم القيامة عن النعم الإلهية التي لا تــُـعد ولا تــُـحصى ولا يتوهم الفرد منا بأنه قادر على أداء الشكر لله على أكمل وجه ، وإنما المطلوب منا فقط عدم الاغترار بالنعم التي بين أيدينا لأنها يوما ما زائلة ونحن عنها راحلون .
نقف اليوم على أعتاب ذكرى ولادة الإبن البكر للإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) .. إنه ذلك الفتى"علي بن الحسين الأكبر" (عليه السلام) الممتثل لأوامر أبيه في مقام الإمامة قبل أن يكون ولدا مطيعا لوالده و والدته والتي تعرف بــ ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي ، من بيت شرف ومنعة .. فجـدّها عروة أحد العظيمين الذين قالت قريش فيهما : " لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم " .. والقريتان مكة والطائف .
ولد علي الأكبر (عليه السلام) في اليوم الحادي عشر من شهر شعبان قبل استشهاد جده الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في السنة الأربعين من الهجرة النبوية الشريفة (لم تؤكد لنا المصادر العام المحدد لولادته المباركة وإنما ذكرت لنا بأنه عليه السلام كان يكبر أخيه الإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) بعامين ، وله أخوة وأخوات من بينهم علي الأصغر (عليه السلام) المكنى بالطفل الرضيع وأخوات كالسيدة سكينة والسيدة رقية (عليهما السلام ) وغيرهم ولكن من أمهات غير أمه ليلى (عليها السلام) .
يقال بأنه لم يكن شبيها فقط بجده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في منطقه وخـُـلقه ، بل أنه أخذ من أصحاب الكساء الخمسة من بيت العصمة (عليهم السلام) جميعا صفات جديرة بأن يتحلى بها كل ولد . فهو أيضا له شجاعة جده الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) و قصر مدة حياته الشريفة كما كانت جدته الصدّيقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وهيبة وبهاء عمه الإمام الحسن (عليه السلام) وإباء وكرم أبيه الإمام الحسين (عليه السلام) .
عندما ينظر المرء لهكذا ولد تربى في كنف جدٍ وأبٍ خصهما الله بعصمة منه وأمٍ لها من الشأن العظيم في الحسب والنسب والأخلاق الحسنة ، فإننا نــُـجزم بأنه على قدر كبير من العلم والشجاعة والأخلاق الحسنة والمنطق .. وكل هذه الصفات يتمنى الأبوين أن تتحقق في فلذات أكبادها .
تمر الأيام سريعة ليكتشف الناس من حولهم من هذا الشاب الذي لا يفارق أباه في سيره وإنما يخطو خطواته على بعد مسافة قصيرة من وراءه لكي يكون منصتا ومنفذا لأي أمر يصدر عن والده . لذا فإننا قد عرفناه ملبيا لنداء واجب نصرة الإسلام وركب الجهاد يسير إلى كربلاء في السنة 60 من الهجرة النبوية الشريفة عندما سمع والده يكرر (إنا لله وإنا إليه راجعون ، والحمد لله رب العالمين) عندها سأل علي الأكبر (عليه السلام) أباه : ( مم حمدت الله واسترجعت) ؟ فأجابه (عليه السلام) : (يا بني ، إني خفقت خفقة فعــّـن لي فارس على فرس ، وهو يقول : القوم يسيرون والمنايا تسير بهم ، فعلمت أنها أنفسنا نـُـعيت إلينا) . فقال علي الأكبر (عليه السلام) : (يا أبتاه ، لا أراك الله سوء .. ألسنا على الحق)؟ فقال (عليه السلام) : (بلى والذي إليه مرجع العباد) ، فقال بكل شجاعة : (إذا لا نـُبالي أن نموت محقين) .
وتكتمل شخصيته المباركة في يوم كربلاء عندما كان أول من برز من بني هاشم (عليهم السلام) للقوم الظالمين ملبيا نداء الشهادة ليلقى الله بقلب ظمآن محتسبا أمره إلى الله تعالى في السنة 61 من الهجرة النبوية الشريفة .
فسلام عليه يوم ولد .. ويوم استشهد .. ويوم يـٌبعث حيا .. ( متباركين بمولده الميمون .. ونسألكم الدعاء ) .
بقلم : أم سيد يوسف
قال الله تعالى في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم " المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا " ( آية رقم 46 - سورة الكهف ) صدق الله العلــّي العظيم . كم هي سعادة المرء عندما يجمع بين نعمة المال والبنين في آن واحد .. ولكن لحكمة إلهية لا نعلم عنها ، فإن الله قد يعطي العبد نعمة ويحجب عنه أخرى ( وهذا في حد ذاته فضل كبير لمن يصبر و يرضى بقضاء الله وقدره ) . فإن كانت نعمة المال فعليه أن يستفيد منها في معيشته بالحلال ، وإن كانت نعمة البنين فيجب عليه القيام بتربيتهم وتنشئتهم على ما يــُحب ويرضى لينعم بسعادة دنيوية وأخروية .. فكل عبد مسئول يوم القيامة عن النعم الإلهية التي لا تــُـعد ولا تــُـحصى ولا يتوهم الفرد منا بأنه قادر على أداء الشكر لله على أكمل وجه ، وإنما المطلوب منا فقط عدم الاغترار بالنعم التي بين أيدينا لأنها يوما ما زائلة ونحن عنها راحلون .
نقف اليوم على أعتاب ذكرى ولادة الإبن البكر للإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) .. إنه ذلك الفتى"علي بن الحسين الأكبر" (عليه السلام) الممتثل لأوامر أبيه في مقام الإمامة قبل أن يكون ولدا مطيعا لوالده و والدته والتي تعرف بــ ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي ، من بيت شرف ومنعة .. فجـدّها عروة أحد العظيمين الذين قالت قريش فيهما : " لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم " .. والقريتان مكة والطائف .
ولد علي الأكبر (عليه السلام) في اليوم الحادي عشر من شهر شعبان قبل استشهاد جده الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في السنة الأربعين من الهجرة النبوية الشريفة (لم تؤكد لنا المصادر العام المحدد لولادته المباركة وإنما ذكرت لنا بأنه عليه السلام كان يكبر أخيه الإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) بعامين ، وله أخوة وأخوات من بينهم علي الأصغر (عليه السلام) المكنى بالطفل الرضيع وأخوات كالسيدة سكينة والسيدة رقية (عليهما السلام ) وغيرهم ولكن من أمهات غير أمه ليلى (عليها السلام) .
يقال بأنه لم يكن شبيها فقط بجده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في منطقه وخـُـلقه ، بل أنه أخذ من أصحاب الكساء الخمسة من بيت العصمة (عليهم السلام) جميعا صفات جديرة بأن يتحلى بها كل ولد . فهو أيضا له شجاعة جده الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) و قصر مدة حياته الشريفة كما كانت جدته الصدّيقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وهيبة وبهاء عمه الإمام الحسن (عليه السلام) وإباء وكرم أبيه الإمام الحسين (عليه السلام) .
عندما ينظر المرء لهكذا ولد تربى في كنف جدٍ وأبٍ خصهما الله بعصمة منه وأمٍ لها من الشأن العظيم في الحسب والنسب والأخلاق الحسنة ، فإننا نــُـجزم بأنه على قدر كبير من العلم والشجاعة والأخلاق الحسنة والمنطق .. وكل هذه الصفات يتمنى الأبوين أن تتحقق في فلذات أكبادها .
تمر الأيام سريعة ليكتشف الناس من حولهم من هذا الشاب الذي لا يفارق أباه في سيره وإنما يخطو خطواته على بعد مسافة قصيرة من وراءه لكي يكون منصتا ومنفذا لأي أمر يصدر عن والده . لذا فإننا قد عرفناه ملبيا لنداء واجب نصرة الإسلام وركب الجهاد يسير إلى كربلاء في السنة 60 من الهجرة النبوية الشريفة عندما سمع والده يكرر (إنا لله وإنا إليه راجعون ، والحمد لله رب العالمين) عندها سأل علي الأكبر (عليه السلام) أباه : ( مم حمدت الله واسترجعت) ؟ فأجابه (عليه السلام) : (يا بني ، إني خفقت خفقة فعــّـن لي فارس على فرس ، وهو يقول : القوم يسيرون والمنايا تسير بهم ، فعلمت أنها أنفسنا نـُـعيت إلينا) . فقال علي الأكبر (عليه السلام) : (يا أبتاه ، لا أراك الله سوء .. ألسنا على الحق)؟ فقال (عليه السلام) : (بلى والذي إليه مرجع العباد) ، فقال بكل شجاعة : (إذا لا نـُبالي أن نموت محقين) .
وتكتمل شخصيته المباركة في يوم كربلاء عندما كان أول من برز من بني هاشم (عليهم السلام) للقوم الظالمين ملبيا نداء الشهادة ليلقى الله بقلب ظمآن محتسبا أمره إلى الله تعالى في السنة 61 من الهجرة النبوية الشريفة .
فسلام عليه يوم ولد .. ويوم استشهد .. ويوم يـٌبعث حيا .. ( متباركين بمولده الميمون .. ونسألكم الدعاء ) .
بقلم : أم سيد يوسف