قبران" في طوس !!!
مما روي عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله : "القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار" وعلى هذه القاعدة التي لا مناص من الفرار منها يكمن عمل الإنسان الصالح منه والطالح في هذه الدنيا .
قبران في طوس خير الناس كلّهم ... و قبر شرهم هذا من العبرِ
ما ينفعُ الرجسُ من قرب الزكي وما ... على الزكي بقرب الرجس من ضررِ
هيهات كل امرئٍ بما كسبت ... له يداه فخذ ما شئت أو فذرِ
أشار شاعر أهل البيت عليهم السلام دعبل الخزاعي بتلك الأبيات عندما دسّ المأمون (لعنه الله) السم في العنب ويقال في الرمان للإمام علي ابن موسى الرضا عليه السلام .. وحان وقت قدومه على الله تعالى في السابع عشر ويقال في التاسع والعشرين من شهر صفر سنة 203 للهجرة النبوية الشريفة ، حيث أنه أراد أن يكون قبر أبيه هارون الرشيد (لعنه الله) أمام قبر الإمام الرضا (عليه السلام) ولكن لم يؤثر الحفر بالمعاول شيئا ، فاستشار أحد مقربي الإمام (عليه السلام) ويقال له هرثمة الذي كان عليه السلام يسّر له بالكثير من المغيبات ، فاقترح عليه أن يجعل قبر الإمام عليه السلام أمام قبر هارون ، ففعلوا وتم حفر القبر من بعد أن تم تغسيل وتكفين الإمام عليه السلام على يد ابنه الإمام محمد الجواد (عليه السلام ) والذي آلت له خلافة المسلمين من بعد استشهاده (عليه السلام) كما هي الوصية من الله لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في خلفائه من بعده .
عاش عليه السلام أربعا وخمسون سنة قضى منها عشرون سنة وهي مدة إمامته بعد استشهاد أبيه الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام عابدا الله ، زاهدا في دنياه ، وصابرا على المحن كآبائه عليهم السلام .
عرض المأمون على الإمام الرضا (عليه السلام) ولاية العهد ليـُشهد الناس بأن الإمام بينكم وأمور المسلمين قد تم التشاور فيها معه ووضع الحقوق والواجبات برعاية الإمام !!! ولكن الإمام قبل هذا المنصب بشرط أن لا يكون شريكا في حكم أو قضاء أو تولي أو خلع .. إلى ذلك من شئون الحياة السياسية ولكن من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ولعل أشهر ألقابه "الرضا" الذي قد رضي به المخالفون إماما قبل الموالون له ، حرصا منه عليه السلام على سلامة الدين من العبث به على أيدي من كانوا غير مؤهلين لحمل راية الاسلام ورعاية المسلمين . وغيرها من الألقاب مثل "غريب طوس" ، إلى جانب " ضامن الجنان" ولعل قصة "ضامن الغزالة" في الدنيا قبل أن يكون "ضامن الجنان" وشفيعا للناس في الآخرة بمشيئة الله .. من القصص التي تداولتها الأقلام في مكانة الإمام الرضا (عليه السلام) عندما لجأت إليه غزالة هاربة من الصياد لتستأذن الإمام لترجع وترضع أطفالها قبل أن يصطادها ، فضمنها الإمام عليه السلام لتعود ثانية إليه .
فهل علمتم الآن بوجود قبر أو قبران في طوس ؟؟؟ وها هو شاعرنا الموالي دعبل الخزاعي يتحف العقول ويبكي القلوب قبل العيون بأبياته المعروفة عندما أنشد شعره أمام الإمام الرضا (عليه السلام) في قصيدته المعروفة " مدارس آيـاتٍ خلـت مـن تـلاوةٍ ومـنزل وحـى مقـفر العرصـات" .. ووصل إلى هذا البيت " وقـبـر بـبغـداد ٍ لـنفـس زكيةٍ تضمنهـا الـرحمـن فـي العرصات" .. وسكت ، فأكمل الإمام قصيدته " وقبـر بـطـوس يـا لهـا من مصيبةٍ تـردد بيـن الـصـدر والحجبات" مشيرًا إلى قبره الشريف بخراسان والذي سوف يكون في هذا المكان الطاهر مهبطا للملائكة فضلا عن زواره ومحبيه الذين لا يفارقونه دون أن تُـستجاب لهم دعوة ببركته عليه السلام .
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا ضامن الجنان يا علي بن موسى الرضا .. رزقنا الله زيارتكم في الدنيا وشفاعتكم فـي الآخرة .
بقلم أم سيد يوسف
مما روي عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله : "القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار" وعلى هذه القاعدة التي لا مناص من الفرار منها يكمن عمل الإنسان الصالح منه والطالح في هذه الدنيا .
قبران في طوس خير الناس كلّهم ... و قبر شرهم هذا من العبرِ
ما ينفعُ الرجسُ من قرب الزكي وما ... على الزكي بقرب الرجس من ضررِ
هيهات كل امرئٍ بما كسبت ... له يداه فخذ ما شئت أو فذرِ
أشار شاعر أهل البيت عليهم السلام دعبل الخزاعي بتلك الأبيات عندما دسّ المأمون (لعنه الله) السم في العنب ويقال في الرمان للإمام علي ابن موسى الرضا عليه السلام .. وحان وقت قدومه على الله تعالى في السابع عشر ويقال في التاسع والعشرين من شهر صفر سنة 203 للهجرة النبوية الشريفة ، حيث أنه أراد أن يكون قبر أبيه هارون الرشيد (لعنه الله) أمام قبر الإمام الرضا (عليه السلام) ولكن لم يؤثر الحفر بالمعاول شيئا ، فاستشار أحد مقربي الإمام (عليه السلام) ويقال له هرثمة الذي كان عليه السلام يسّر له بالكثير من المغيبات ، فاقترح عليه أن يجعل قبر الإمام عليه السلام أمام قبر هارون ، ففعلوا وتم حفر القبر من بعد أن تم تغسيل وتكفين الإمام عليه السلام على يد ابنه الإمام محمد الجواد (عليه السلام ) والذي آلت له خلافة المسلمين من بعد استشهاده (عليه السلام) كما هي الوصية من الله لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في خلفائه من بعده .
عاش عليه السلام أربعا وخمسون سنة قضى منها عشرون سنة وهي مدة إمامته بعد استشهاد أبيه الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام عابدا الله ، زاهدا في دنياه ، وصابرا على المحن كآبائه عليهم السلام .
عرض المأمون على الإمام الرضا (عليه السلام) ولاية العهد ليـُشهد الناس بأن الإمام بينكم وأمور المسلمين قد تم التشاور فيها معه ووضع الحقوق والواجبات برعاية الإمام !!! ولكن الإمام قبل هذا المنصب بشرط أن لا يكون شريكا في حكم أو قضاء أو تولي أو خلع .. إلى ذلك من شئون الحياة السياسية ولكن من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ولعل أشهر ألقابه "الرضا" الذي قد رضي به المخالفون إماما قبل الموالون له ، حرصا منه عليه السلام على سلامة الدين من العبث به على أيدي من كانوا غير مؤهلين لحمل راية الاسلام ورعاية المسلمين . وغيرها من الألقاب مثل "غريب طوس" ، إلى جانب " ضامن الجنان" ولعل قصة "ضامن الغزالة" في الدنيا قبل أن يكون "ضامن الجنان" وشفيعا للناس في الآخرة بمشيئة الله .. من القصص التي تداولتها الأقلام في مكانة الإمام الرضا (عليه السلام) عندما لجأت إليه غزالة هاربة من الصياد لتستأذن الإمام لترجع وترضع أطفالها قبل أن يصطادها ، فضمنها الإمام عليه السلام لتعود ثانية إليه .
فهل علمتم الآن بوجود قبر أو قبران في طوس ؟؟؟ وها هو شاعرنا الموالي دعبل الخزاعي يتحف العقول ويبكي القلوب قبل العيون بأبياته المعروفة عندما أنشد شعره أمام الإمام الرضا (عليه السلام) في قصيدته المعروفة " مدارس آيـاتٍ خلـت مـن تـلاوةٍ ومـنزل وحـى مقـفر العرصـات" .. ووصل إلى هذا البيت " وقـبـر بـبغـداد ٍ لـنفـس زكيةٍ تضمنهـا الـرحمـن فـي العرصات" .. وسكت ، فأكمل الإمام قصيدته " وقبـر بـطـوس يـا لهـا من مصيبةٍ تـردد بيـن الـصـدر والحجبات" مشيرًا إلى قبره الشريف بخراسان والذي سوف يكون في هذا المكان الطاهر مهبطا للملائكة فضلا عن زواره ومحبيه الذين لا يفارقونه دون أن تُـستجاب لهم دعوة ببركته عليه السلام .
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا ضامن الجنان يا علي بن موسى الرضا .. رزقنا الله زيارتكم في الدنيا وشفاعتكم فـي الآخرة .
بقلم أم سيد يوسف