بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجّل فرج قائمهم يا كريم
شهيد النهضة الحسينية الأول ( مسلم بن عقيل )
من المتعارف عند القادة والملوك سواء قبل مجيء الإسلام أو بعده ، إرسال سفراء عنهم ليستطلعو أمرا ما قبل مجيئهم إلى تلك البلدان بأنفسهم . فاختيار السفير ليس بالمهمة السهلة ، وإنما هي مسؤولية كبرى تقع على المرسـِل وعلى الرسول ، فكلاهما يتحملان عبء الاختيار ونقل الوقائع وتحليلها ومن ثم اتخاذ القرار المناسب بشأنها .
وقد أوكل الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم مع بدء الدعوة الإسلامية هذه المهمة بالنيابة عنه إلى أشخاص ثقة للقيام بها عندما بعثهم برسائل منه مبلغين بالدين الإسلامي للكثير من البلدان التي قام المسلمون لاحقا بإرساء دعائم الإسلام عليها .. وقد استمر هذا العمل إلى أيامنا هذه ، إما بتوصيل رسائل والرجوع بالجواب أو بالمكوث لفترة من الزمن في تلك البلدان ليستمر التواصل في ما بين الدول .
فها هو شهيد النهضة الحسينية الأول .. مسلم بن عقيل عليه السلام قد وقع الاختيار عليه من قبل الإمام الحسين عليه السلام لا لنسب له بأهل البيت عليهم السلام ، وإنما لشجاعته ليكون سفيرا إلى أهل الكوفة لأخذ البيعة منهم بعد أن ضاقت بأهلها من ظلم بني أمية وكتبوا إلى الإمام الحسين عليه السلام أن أقبل علينا فنحن لك خير مناصرين .
تحرك السفير مذعنا طائعا وملبيا طلب الإمام بكل رضى في 15 رمضان سنة 60 هجرية قبل تحرك الإمام عليه السلام بأهله وأصحابه من مدينة جده المدينة المنورة قاصدا أرض العراق سنة 60 للهجرة النبوية الشريفة في أقدس ملحمة تاريخية شهــدها التاريخ ، ألا وهي معركة كربلاء التي خاضها معسكر الإمام الحسين عليه السلام في مواجهة معسكر بني أمية الذين لم يتوانوا عن سفك دماء طاهرة زكية سالت من أهل البيت عليه السلام على أيديهم وجسدت فيها التضحيات رفضا للظلم وانتهت بانتصار الدم على السيف .
تذكر المصادر التاريخية بأن مسلم بن عقيل عليه السلام وصل في 5 شوال سنة 60 هجرية بمفرده إلى الكوفة بعد أن هلك الدليلين اللذان كانا معه في الطريق ، ولم يكن يعرف أرض الكوفة من قبل ، فنزل ضيفا في دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي .. وأخذ يبشرهم بقدوم الإمام الحسين عليه السلام إليهم ، فاجتمع حوله الكثير من الناس ، وكتب رسالته إلى الإمام الحسين عليه السلام بأن أهل الكوفة بانتظار وصولك إليهم .. ولكن عيون بني أمية كانت لهم بالمرصاد ، فتم تفريقهم وسجن المختار بأمر من عبيد الله بن زياد ، لينتقل بعدها مسلم بن عقيل عليه السلام إلى دار هانئ بن عروة ، وما أن لبث قليلا حتى تم التعرف على مكانه وسجن من كان معه ، ولكنه أفلت منهم ولم يبقى معه أحد .. فبقى وحيدا في أزقة الكوفة حتى استضافته امرأة مؤمنة تسمى طوعة وكانت له خير مناصر ، ولكن القوم قد أعدوا له مكيدة .. فسقط في حبائل مكرهم .
كيف يكون حال الإنسان وهو يرى نفسه وحيدا في دار غربة وهو مرسل لينقل حقيقة ما شاهده من ظلم ، ولكن تربيته على يد عمه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام آنذاك ومشاركته في حرب صفين وترويض نفسه بأن يضع نصب عينيه ما قد قيل له من تقصي للأحوال والنيات وأخذ البيعة وليس قتال من لم يبايع ، وهذه مفخرة يذكرها التاريخ لهذا البطل بالرغم من شجاعته إلا أنه لم يأتِ بفعل لم يأمره به الإمام الحسين عليه السلام دون أخذ أذنه مباشرة منه ، وهذا المعنى السامي للتسليم والطاعة لمن اختارهم الله خلفاء على البشرية من أوصياء جاءوا من بعد الرسول صل الله عليه وآله وسلم .
استشهد ظلما .. وكان أول رسول يـُستشهد قبل بدء المعركة الفعلية .. وقد وصل خبر استشهاده إلى الإمام الحسين عليه السلام يوم الثامن من ذي الحجة سنة 60 هجرية والقافلة في طريقها لأرض العراق .
فسلام عليه يوم ولد ويوم لبى نداء الشهادة وحيدا غريبا كإبن عمه الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليه السلام ويوم يـُبعث حيا محتسبا أمره عند الله تعالى .
مأجورين .. نسألكم الدعاء
بقلم : أم سيد يوسف
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجّل فرج قائمهم يا كريم
شهيد النهضة الحسينية الأول ( مسلم بن عقيل )
من المتعارف عند القادة والملوك سواء قبل مجيء الإسلام أو بعده ، إرسال سفراء عنهم ليستطلعو أمرا ما قبل مجيئهم إلى تلك البلدان بأنفسهم . فاختيار السفير ليس بالمهمة السهلة ، وإنما هي مسؤولية كبرى تقع على المرسـِل وعلى الرسول ، فكلاهما يتحملان عبء الاختيار ونقل الوقائع وتحليلها ومن ثم اتخاذ القرار المناسب بشأنها .
وقد أوكل الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم مع بدء الدعوة الإسلامية هذه المهمة بالنيابة عنه إلى أشخاص ثقة للقيام بها عندما بعثهم برسائل منه مبلغين بالدين الإسلامي للكثير من البلدان التي قام المسلمون لاحقا بإرساء دعائم الإسلام عليها .. وقد استمر هذا العمل إلى أيامنا هذه ، إما بتوصيل رسائل والرجوع بالجواب أو بالمكوث لفترة من الزمن في تلك البلدان ليستمر التواصل في ما بين الدول .
فها هو شهيد النهضة الحسينية الأول .. مسلم بن عقيل عليه السلام قد وقع الاختيار عليه من قبل الإمام الحسين عليه السلام لا لنسب له بأهل البيت عليهم السلام ، وإنما لشجاعته ليكون سفيرا إلى أهل الكوفة لأخذ البيعة منهم بعد أن ضاقت بأهلها من ظلم بني أمية وكتبوا إلى الإمام الحسين عليه السلام أن أقبل علينا فنحن لك خير مناصرين .
تحرك السفير مذعنا طائعا وملبيا طلب الإمام بكل رضى في 15 رمضان سنة 60 هجرية قبل تحرك الإمام عليه السلام بأهله وأصحابه من مدينة جده المدينة المنورة قاصدا أرض العراق سنة 60 للهجرة النبوية الشريفة في أقدس ملحمة تاريخية شهــدها التاريخ ، ألا وهي معركة كربلاء التي خاضها معسكر الإمام الحسين عليه السلام في مواجهة معسكر بني أمية الذين لم يتوانوا عن سفك دماء طاهرة زكية سالت من أهل البيت عليه السلام على أيديهم وجسدت فيها التضحيات رفضا للظلم وانتهت بانتصار الدم على السيف .
تذكر المصادر التاريخية بأن مسلم بن عقيل عليه السلام وصل في 5 شوال سنة 60 هجرية بمفرده إلى الكوفة بعد أن هلك الدليلين اللذان كانا معه في الطريق ، ولم يكن يعرف أرض الكوفة من قبل ، فنزل ضيفا في دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي .. وأخذ يبشرهم بقدوم الإمام الحسين عليه السلام إليهم ، فاجتمع حوله الكثير من الناس ، وكتب رسالته إلى الإمام الحسين عليه السلام بأن أهل الكوفة بانتظار وصولك إليهم .. ولكن عيون بني أمية كانت لهم بالمرصاد ، فتم تفريقهم وسجن المختار بأمر من عبيد الله بن زياد ، لينتقل بعدها مسلم بن عقيل عليه السلام إلى دار هانئ بن عروة ، وما أن لبث قليلا حتى تم التعرف على مكانه وسجن من كان معه ، ولكنه أفلت منهم ولم يبقى معه أحد .. فبقى وحيدا في أزقة الكوفة حتى استضافته امرأة مؤمنة تسمى طوعة وكانت له خير مناصر ، ولكن القوم قد أعدوا له مكيدة .. فسقط في حبائل مكرهم .
كيف يكون حال الإنسان وهو يرى نفسه وحيدا في دار غربة وهو مرسل لينقل حقيقة ما شاهده من ظلم ، ولكن تربيته على يد عمه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام آنذاك ومشاركته في حرب صفين وترويض نفسه بأن يضع نصب عينيه ما قد قيل له من تقصي للأحوال والنيات وأخذ البيعة وليس قتال من لم يبايع ، وهذه مفخرة يذكرها التاريخ لهذا البطل بالرغم من شجاعته إلا أنه لم يأتِ بفعل لم يأمره به الإمام الحسين عليه السلام دون أخذ أذنه مباشرة منه ، وهذا المعنى السامي للتسليم والطاعة لمن اختارهم الله خلفاء على البشرية من أوصياء جاءوا من بعد الرسول صل الله عليه وآله وسلم .
استشهد ظلما .. وكان أول رسول يـُستشهد قبل بدء المعركة الفعلية .. وقد وصل خبر استشهاده إلى الإمام الحسين عليه السلام يوم الثامن من ذي الحجة سنة 60 هجرية والقافلة في طريقها لأرض العراق .
فسلام عليه يوم ولد ويوم لبى نداء الشهادة وحيدا غريبا كإبن عمه الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليه السلام ويوم يـُبعث حيا محتسبا أمره عند الله تعالى .
مأجورين .. نسألكم الدعاء
بقلم : أم سيد يوسف