الشهيد السيد محمد باقر الحكيم ( قدس سره )
( 1358 هـ - 1424هـ )
ولادته
:
ولد السيّد الحكيم في الخامس والعشرين من جمادى الأوّل ( 1358 هـ ) بمدينة النجف الأشرف .
نسبه :
آل الحكيم من الأُسر العلوية التي يعود نسبها إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، وهي من العوائل العلمية ، وقد برز منها علماء عُرِف منهم في أوائل القرن الرابع عشر الهجري العالم الأخلاقي السيّد مهدي الحكيم ، والد الإمام السيّد محسن الحكيم .
نشأته :
نشأ في أحضان والده السيّد محسن الطباطبائي الحكيم ، حيث التُقى والورع والجهاد ، وفي مثل هذا الجو العابق بسيرة الصالحين كانت نشأته ، فكان خير خلفٍ لِخير سَلَف .
دراسته :
تلقَّى علومه الأوّلية في كتاتيب مدينة النجف الأشرف ، ثمّ دخل في مرحلة الدراسة الابتدائية في مدرسة منتدى النشر الابتدائية ، حيث أنهى فيها الصف الرابع ، ونشأت عنده الرغبة في الدخول في الدراسات الحوزوية بصورة مبكّرة ، فبدأ بالدراسة الحوزوية عندما كان في الثانية عشر من عمره ، وكان ذلك سنة ( 1370 هـ ) ، حيث درس عند كبار أساتذة الحوزة العلمية في مدينة النجف الأشرف .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ السيّد محمّد سعيد الحكيم .
2ـ السيّد محمّد حسين الحكيم .
3ـ السيّد يوسف الحكيم أخوه الأكبر .
4ـ السيّد أبو القاسم الخوئي .
5ـ الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر .
مكانته العلمية :
عُرِف منذ سِنٍّ مبكّر بنبوغه العلمي ، وقدرته الذهنية والفكرية العالية ، فَحظِي باحترام كبار العلماء والأوساط العلمية ، كما نال في أوائل شبابه من الشيخ مرتضى آل ياسين شهادة اجتهاد في علوم الفقه وأصوله ، وعلوم القرآن ، وذلك عام ( 1383 هـ ) .
تدريسه :
بعد أن نال السيّد الحكيم مرتبة عالية في العلم بفروعه وفنونه المختلفة ، مارس التدريس لطلاّب السطوح العالية في الفقه والأصول ، وكانت له حلقة للدرس في مسجد الهندي بمدينة النجف الأشرف ، وعُرف بقوة الدليل ، وعمق الاستدلال ، ودِقَّة البحث والنظر ، فتخرَّج على يديه علماء انتشروا في مختلف أنحاء العالم الإسلامي .
ومع ذيوع صيته العلمي ، ومن أجل تحقيق نقلة نوعية في العمل الاجتماعي والثقافي لعلماء الدين في انفتاح الحوزة على الجامعة من ناحية ، وتربية النخبة من المثقّفين بالثقافة الدينية الأصيلة والحديثة ، فقد وافق السيّد محمّد باقر الصدر على انتخابه عام ( 1964 م ) ، ليكون أستاذاً في كلّية أصول الدين في علوم القرآن ، والشريعة ، والفقه المقارن .
وقد استمرَّ في ذلك النشاط حتّى عام ( 1395هـ ) حيث كان عمره الشريف حين شرع بالتدريس خمسة وعشرون عاماً ، وعلى صعيد التدريس في إيران ، فقد مارس تدريس البحث الخارج على مستوى الاجتهاد بشكل محدود ، بسبب انشغاله بقيادة الجهاد السياسي ، كما قام بتدريس التفسير لِعِدَّة سنوات من خلال منهج التفسير الموضوعي .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ شقيقه الشهيد السيّد عبد الصاحب الحكيم .
2ـ السيّد محمّد باقر المهري .
3ـ الشيخ علي الكوراني .
4ـ الشهيد السيّد عباس الموسوي .
5ـ الشيخ أسد الله الحرشي .
6ـ الشيخ عدنان زلغوط .
7ـ السيّد حسن النوري .
8ـ السيّد صدر الدين القبانجي .
9ـ الشيخ حسن شحاده .
10ـ الشيخ هاني الثامر .
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1ـ علوم القرآن .
2ـ الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق .
3ـ الهدف من نزول القرآن .
4ـ أهل البيت ( عليهم السلام ) ودورهم في الدفاع عن الإسلام .
5ـ دور الفرد في النظرية الاقتصادية الإسلامية .
6ـ حقوق الإنسان من وجهة نظر إسلامية .
7ـ النظرية الإسلامية في العلاقات الاجتماعية .
8ـ منهج التزكية في القرآن .
9ـ المستشرقون وشُبهاتهم حول القرآن .
10ـ الظاهرة الطاغوتية في القرآن .
نشاطاته الثقافية في إيران : نذكر منها ما يلي :
1ـ المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ، حيث كان يحتلّ موقع رئيس المجلس الأعلى لهذا المجمع .
2ـ المجمع العالمي لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، حيث كان يحتلّ موقع نائب رئيس المجلس الأعلى لهذا المجمع .
3ـ تأسيس مركز دراسات تاريخ العراق الحديث .
4ـ تأسيس مؤسّسة دار الحكمة .
5ـ تأسيس مدرسة دار الحكمة .
6ـ تأسيس مركز للنشر .
7ـ تأسيس مركز للبحوث والدراسات .
8ـ تأسيس مكتبة علمية تخصّصية .
حركته السياسية :
قد دخل منذ البداية في دائرة الاهتمام بإيجاد التنظيم السياسي الإسلامي ، الذي يكفل إيجاد القدرة على التحرّك السياسي المدروس في أوساط الشعب العراقي ، وبهدف ردم الهوَّة بين الحوزة العلمية والشرائح الاجتماعية المثقّفة ، حيث كان هناك شعور بالحاجة لتنظيم إسلامي يتبنى النظرية الإسلامية الأصيلة ، المأخوذة عن أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ومرتبط بالحوزة العلمية وهمومها ومشاريعها من ناحية .
ولمواجهة التنظيمات غير الإسلامية التي أسّست على أسس الحضارة الغربية أو الشرقية من ناحية أخرى ، وضرورة مدِّ الجسور إلى الأوساط المثقّفة بالثقافة الحديثة من خِرِّيجي الجامعات ، والموظّفين ، والطلبة ، والمعلِّمين ، وغيرهم ، وكذلك التحوّلات السياسية المهمّة في المنطقة عموماً ، وفي العراق خصوصاً بعد سقوط الملكية وقيام النظام الجمهوري .
وهي الأسباب التي تشكّل خلفية اتخاذ قرار تأسيس التنظيم الإسلامي سنة ( 1958 م ) ، الذي شارك فيه السيّد الحكيم مع آخرين من العلماء الكبار كالشهيد السيّد محمّد باقر الصدر ، استمرَّ مشاركاً في مرحلة التأسيس ، وكان يقوم فيها بدور فكري وثقافي بشكل عام ، وتنظيمي بشكل محدود لمدّة سنتين ، إلاّ أنّ ظروفاً موضوعية أملت عليه وعلى الشهيدين الإمام الصدر ، والسيّد محمّد مهدي الحكيم ، أن يتركوا العمل داخل الإطار الحزبي ، حيث كان ذلك عام ( 1380 هـ ) ، وأن يتخصَّص للعمل الجماهيري بقيادة المرجعية الدينية .
وعلى الرغم من تركه العمل الحزبي ، إلاَّ أنّه بقي على علاقته بالعمل السياسي المنظّم على مستوى الرعاية ، والإسناد والتوجيه من خلال جهاز مرجعية والده الإمام الحكيم ، وبعد ذلك بشكل مستقل ، أو من خلال الموقع القيادي العام للنهوض الإسلامي ، الذي كان يمارسه السيّد الشهيد الصدر ، وكان السيّد قد مارس في حياة والده الإمام الحكيم دوراً مشهوداً في دعم وإسناد الحركة الإسلامية بكلِّ فصائلها ، وقد اتَّصف السيّد الحكيم في نشاطه السياسي بالإقدام والشجاعة ، والجرأة والتدبير .
وفي تلك الظروف التي لم يتجاوز فيها السيّد الحكيم العشرين من عمره ، كان يخرج من البيت متأخّراً وأحياناً في منتصف الليل ، حيث يتوقّع في كل لحظة أن يقع عليه اعتداء من قبل أعدائه أو مناوئيه ، لكنّه كان يواجه كل تلك الأخطار بجرأة وإقدام ، وقد قدَّر الإمام الشهيد الصدر للسيّد الحكيم تلك المواقف الشجاعة الرائدة ، وترجم ذلك التقدير من خلال وصفه بأنّه ( العضد المُفدَّى ) ، كما ورد في مقدَّمة كتابه ( اقتصادُنا ) .
جهاده خارج العراق :
منذ اللحظات الأولى التي تمكَّن فيها السيّد الحكيم الخروج من العراق في تمّوز عام ( 1980 م ) ، توجَّه نحو تنظيم المواجهة ضد نظام صدام المجرم ، وتعبئة كل الطاقات العراقية الموجودة داخل العراق وخارجه ، من أجل دفعها لتحمّل مسؤولياتها في مواجهة هذا النظام الجائر .
وبعد مخاضاتٍ صعبة ، أسفر النشاط المتواصل ، والجهود الكبيرة للسيّد الحكيم عن انبثاق المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ، في أواخر عام ( 1402 هـ ) ، وانتُخِب سماحته ناطقاً رسمياً له ، حيث أُوكِلت له مهمّة إدارة الحركة السياسية للمجلس على الصعيد الميداني ، والإعلامي ، وتمثيله ، ومنذ عام ( 1986 م ) أصبح سماحته رئيساً لهذا المجلس حتى حين استشهاده .
عودته إلى العراق :
بعد سقوط النظام الصدامي في العراق بتاريخ 9 / 4 / 2003 م ، عاد السيّد الحكيم إلى مسقط رأسه مدينة النجف الأشرف ، بعد أن قضى أكثر من عقدين في بلاد الهجرة إيران ، ليواصل من هناك مسيرة الجهاد السياسي التي اختطَّها لنفسه منذ أيّام شبابه ، وفي طريق عودته إلى مدينة النجف الأشرف قامت الجماهير العراقية المؤمنة من أهالي مدن البصرة ، والعمارة ، والديوانية ، والنجف الأشرف ، وكربلاء المقدّسة ، وباقي المُدن الأخرى باستقباله استقبالاً مهيباً ، حيث هرع الجميع إلى الشوارع ابتهاجاً بعودة قائدهم من أرض الهجرة والجهاد .
ومنذ أن استقرَّ السيّد الحكيم في مدينة النجف الأشرف ـ أرض العلم والتضحية والفداء ـ شرع بإقامة صلاة الجمعة العبادية السياسية ، في صحن الإمام علي ( عليه السلام ) ، موضِّحاً من خلالها مواقفه السياسية ، وتصوُّراته المستقبلية لمستقبل العراق .
شهادته :
تعرَّض السيّد الحكيم ( قدس سره ) خلال عمره الشريف إلى أكثر من سبع محاولات اغتيال من قبل أزلام النظام الصدامي البائد ، كان منها اثنان عندما كان في العراق قبل هجرته إلى إيران ، والباقيات كانت خارج العراق أيّام قيادته للجهاد السياسي ضد نظام البعث العميل في العراق .
وفي غرّة رجب 1424 هـ ، وبعد إقامته لمراسم صلاة الجمعة الرابعة عشر في الصحن الحيدري الشريف للإمام علي ( عليه السلام ) ، وفي طريق عودته إلى داره ، تعرَّض ( قدس سره ) إلى عمل جبان ، حيث انفجرت سيّارة مفخَّخة تحمل ( 700 ) كيلو غرام من المتفجّرات بالقرب من الصحن العلوي الشريف ، فاستشهد ( قدس سره ) ، ولم يبقَ من جسمه إلاّ قطعة أو قطعتان ، حيث تقطَّع جسده الشريف ، واستشهد كذلك عدد من مرافقيه ، وعشرات من المصلِّين وزوَّار المرقد الشريف ، ودفن ( قدس سره ) بمقبرة خاصّة له ـ وللشهداء الذين سقطوا معه ـ في النجف الأشرف .
شذرات من فكر الشهيد اية الله السيد محمد باقر الحكيم
ترك الشهيد السعيد اية الله السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) بعد أكثر من خمسة عقود من العمل السياسي والفكري والثقافي تراثا مهما يمكنه ان يساهم في تعميق وعي الامة الاسلامية وفهمها لطبيعة قضاياها والتحديات التي تواجهها، وما ينبغي لها ان تفعله، وكيف لها ان تتصرف.
ولم يكن اهتمام السيد الشهيد مقتصرا على الشأن العراقي، برغم انه وضعه في صدر اولوياته واهتماماته لاعتبارات واسباب عديدة كان يشير اليها سماحته باستمرار .
وهنا في هذه الوقفة السريعة اخترنا مقتطفات ـ أو شذرات ـ من أفكار السيد الشهيد الحكيم حول بعض قضايا العالم الاسلامي :
الوحدة الاسلامية
يقول السيد الشهيد عن الوحدة الاسلامية "تعتبر الوحدة الاسلامية من اهم مستلزمات الوقوف في وجه التحدي الحضاري الغربي، والتي يجب على المسلمين جميعا ـ والحركة الاسلامية بشكل خاص ـ الاهتمام بها وتوفير ظروفها وتبيين مناهجها واساليبها، والعمل على تحقيقها، بل يمكن ان نقول انها الارضية والقاعدة التي يمكن ان تقوم عليها جميع المستلزمات، ولا شك ان الرغبة الاكيدة في نفوس المسلمين، والامل الكبير الذي يعيشه ابناء الامة الاسلامية لتحقيق الوحدة يشكل افضل ارضية يمكن ان يقام عليها بناء الوحدة الاسلامية، حيث تتطلع الامة بإيجابية لاقامة هذا البناء .
كما ان اعداء الاسلام والامة الاسلامية يعملون باستمرار من اجل التركيز على نقاط الخلاف، وابراز معالم التناقض والفرقة بين ابناء الامة، بل يضعون العدسات المكبرة في كثير من الاحيان، ويطلقون الاصوات المنكرة، ويملأون الدنيا ضجيجا من اجل تأكيد ذلك .
الحركات الاسلامية
وعن منطلقات واسس عمل الحركات الاسلامية يقول الشهيد "لا شك ان الحركة الاسلامية تنطلق من فكر واساس واحد، وهو الايمان بالله والوحي الالهي وبالرسالة الاسلامية الخاتمة، وكذلك تعمل من اجل تحقيق هدف واحد، وهو العودة الى تطبيق الشريعة الاسلامية في حياة المسلمين، وكذلك فإن لعموم الحركات الاسلامية موقفاً واحداً تجاه الحضارة المادية، ورفض الهيمنة والتسلط الاجنبي على المسلمين الذي عانوا منه طويلا ولا يزالون يجترون آلامه ومحنه ومصائبه، ويواجهون التهديد به من قبل قوى الاستكبار والكفر العالمي .
ولكن بالرغم من وحدة المنطلق والهدف والموقف العام، نلاحظ وجود اختلافات بينة وواضحة بين اطراف الحركة الاسلامية في المتبنيات السياسية والاقتصادية والوسائل والاساليب المتبعة في المواجهة مع قوى الكفر العالمي وفي العودة الى تطبيق الشرعية الاسلامية، وفي منهج العمل السياسي والاجتماعي، وفي التعامل مع المنجزات والمكتسبات العلمية المادية .
الثورة الاسلامية
ويؤكد في سياق رؤيته للثورة الاسلامية في ايران "ان الثورة الاسلامية في ايران هي النظام الوحيد الذي بادر في فترة اقل من شهرين بعد انتصار الثورة الى اجراء استفتاء عام وقانوني على النظام، ثم لم تمض فترة عشرة اشهر حتى اجرت استفتاء عاما اخر على الدستور الدائم، وبعد اكثر من سنة بقليل كانت جميع مؤسساتها الدستورية قد استقرت من خلال الاستفتاءات، مع ان التغيير الذي حصل في ايران لم يكن انقلابا عسكريا ولا تغييرا سطحيا او اعلاميا، بل كان تغييرا جذريا في الكيان السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعلاقات الخارجية، وهذا لوحده يمكن ان يكشف مدى الاهتمام بالامة والايمان بدورها في الحكم .
فلسطين قضية كل المسلمين
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية يشير السيد الشهيد قائلا "ان القضية الفلسطينية لاتعني الفلسطينيين فحسب، بل انها تعني كل المسلمين بلا استثناء، وهنا فإنه ينبغي ان يكون لكل مسلم اينما كان دور في توضيح ابعاد هذه القضية والدفاع عن هذا الشعب المظلوم المضطهد من قبل الصهاينة الغاصبين، فالدفاع عن القدس - قبلة المسلمين الاولى - واجب على الجميع، والدفاع عن المظلومين والمقموعين هناك واجب على الجميع ايضا، فالقضية فضلا عن طابعها الاسلامي فإنها تنطوي على ابعاد انسانية مهمة. وهذا ينطبق على الموقف من الاحتلال الصهيوني لاراضٍ عربية واسلامية اخرى في لبنان وسوريا .
العمل السياسي
وعن حدود وضوابط العمل السياسي يقول الشهيد السيد الحكيم "ان العمل السياسي لا بد ان يمارس ضمن الاطار الشرعي، والخروج عن هذا الاطار غير جائز، ولكن مع ذلك عرفنا بأن نظرية اهل البيت (ع) تسمح بالتعددية السياسية مع قطع النظر عن حكمها الشرعي، والمؤاخذة الالهية عليها، ولكن بشرط ان تكون التعددية ضمن الاعتراف بالنظام الاسلامي نفسه، فلا يمكن ان يسمح الاسلام - بل ولا حتى الانظمة الديمقراطية - بالعمل السياسي الذي يسعى للاطاحة بالنظام نفسه، وكذلك ان يكون التحرك سياسياً ضمن الالتزام بالقوانبن الاجتماعية العامة التي وضعها النظام الاسلامي لتنظيم حياة الناس، كالواجبات المالية والدفاعية وغيرها. اضافة الى ذلك يجب ان لا يكون العمل السياسي موجبا للاخلال بالامن والنظام العام، كالاعمال المسلحة والاضطرابات التي تهدد امن المجتمع او وحدته وتماسكه .
الامة الاسلامية
وفي سياق عرضه لمتطلبات الامة الاسلامية يقول السيد الشهيد "ان حاجات امتنا الاسلامية بشكل عام، وفي العراق بشكل خاص كثيرة، وخصوصاً انها تتطلع الى يوم الخلاص من الهيمنة الاجنبية وعملائها المرتدين، والى اقامة حكم الاسلام وتحقيق العدل والعزة والكرامة والاستقرار والرفاه من خلاله. كما ان المواجهة شرسة وقاسية وخطط الاعداء خبيثة وامكاناتهم هائلة، لذلك نحن بحاجة الى المزيد من التفكير والتأمل، والمزيد من الوحدة والتعاون، والمزيد من النشاط والعمل، والمزيد من الحذر والوعي والانتباه للوصول الى رؤية واضحة وخطط عملية وواقعية تستجيب لهذه الحاجات والمتطلبات .
أخر خطبة جمعة للسيد الشهيد.. وثيقة سياسية للعراقيين
المرجعية،الأمن، الحكومة، والوحدة الإسلامية
قبل استشهاده بلحظات.. وقبيل أدائه لأخر صلاة.. ألقى آية الله السيد محمد باقر الحكيم آخر خطبة جمعة في حياته تاركاً فيها وصيته السياسية الأخيرة التي تبدو وثيقة سياسية للعراقيين كافة تحدد لهم ضوابط الموقف الإسلامي الشرعي من أهم الأمور وأخطرها:
المرجعية، الأمن، الحكومة والحكم، والوحدة الإسلامية.
اخر خطبة جمعة للسيد الشهيد.. وثيقة سياسية للعراقيين
المرجعية،الامن، الحكومة، والوحدة الاسلامية
أدعو الى تشكيل قوة عراقية متدينة مؤمنة ملتزمة لحماية المراجع والاماكن المقدسة في العراق لان الاميركيين لا يمكن ان يحموها
الاحتلال فشل في تحقيق الامن للعراقيين وعليهم ان يتولوا امنهم بأنفسهم
الحكومة ليست ارثاً او غنيمة والمطلوب وزراء أكفاء، مخلصون، يمثلون كل العراقيين
شيعة العراق اقتدوا بعلي (ع) واكتفوا بتمثيل اقل مما يستحقون نسبياً حرصاً على الوحدة الاسلامية والعراقية
قبل استشهاده بلحظات.. وقبيل أدائه لاخر صلاة.. ألقى آية الله السيد محمد باقر الحكيم آخر خطبة جمعة في حياته تاركاً فيها وصيته السياسية الاخيرة التي تبدو وثيقة سياسية للعراقيين كافة تحدد لهم ضوابط الموقف الاسلامي الشرعي من أهم الامور وأخطرها:
المرجعية، الامن، الحكومة والحكم، والوحدة الاسلامية.
في مقام امير المؤمنين علي (ع) استحضر قوله "لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين، وكان الجور عليّ خاصة"، وفي محرابه استشهد وهنا مقتطفات من آخر الكلمات...
العدوان الذي تعرضت له المرجعية الدينية في النجف الاشرف (محاولة اغتيال آية الله السيد محمد سعيد الحكيم) يمثل ظاهرة خطيرة من أخطر الظواهر التي نواجهها في هذه المرحلة من الناحية السياسية والاجتماعية . وهذه الظاهرة الخطيرة تتمثل في ان هذا العدوان يستهدف اهم مركز مقدس في مجتمعنا العراقي، فالمرجعية الدينية ليست قضية شأنها شأن القوى السياسية او الاحزاب، بل لها تاريخ عريق في العراق يمتد الى اكثر من اثني عشر قرناً من الزمن، وكان لها دور في ادارة مختلف الاوضاع الاجتماعية والعقائدية والثقافية والروحية والدينية. ولا بد ان ننتبه الى ان السياسات السابقة التي كان يتبعها النظام البائد ـ نظام العفالقة المجرمين ـ كانت تعتمد وترتكز بصورة رئيسية على استهداف المرجعية الدينية والحوزات العلمية. أول عمل قام به العفالقة المجرمون البعثيون عندما جاؤوا الى العراق هو الاعتداء على مرجعية الامام الحكيم رضوان الله عليه في بداية مجيئهم ثم تطور الامر حتى انتهى الى قتل المراجع واحداً بعد اخر كما حدث بالنسبة الى المراجع آية الله الشيخ البروجردي وآية الله الشيخ الغروي وآية الله السيد محمد الصدر وايضا استهداف مراجع اخرين كآية الله العظمى السيد السيستاني وآية الله الشيخ بشير النجفي .. هذا النظام السابق استهدف الحوزة العلمية واستهدف المراجع، وكان هذا الاستهداف ليس امراً جديداً ..بل منذ تشكيل ما يسمى بالحكم الوطني في زمن الانتداب الانكليزي نجد ان العمل الاول الذي قام به هذا الحكم الذي كان ابعد ما يكون عن الوطنية، وكان عميلا للانكليز، هو نفي العلماء واخراج المراجع من النجف كما حصل مع المرجع الكبير الشيخ النائيني المدفون في هذه المقبرة وآية الله العظمى المرجع الاكبر والاعلى السيد ابو الحسن الاصفهاني المدفون في المقبرة الاخرى وغيرهم من المراجع، وكان هذا النفي من اجل الضغط على المرجعية الدينية ..صحيح ان ازلام النظام السابق كانوا يأتون في صورة واضحة فيعتدون على المرجعية ثم بعد ذلك بدلوا سياستهم بسياسة الاندساس والتزوير والخداع والتضليل، وما زالت هذه السياسة متبعة يندسون في هذه الجماعة وتلك الجماعة وتحت هذا العنوان او ذاك من اجل ان يقوموا بهذه الاعتداءات، لكن يجب ان نعرف ان وراء هذا العمل هو ازلام النظام البائد.
النقطة الاخرى التي ينبغي الانتباه اليها هي مسؤولية قوات الاحتلال عن هذه الاعتداءات بحيث
انها لم تقم بواجباتها القانونية والواقعية تجاه حماية المرجعية والاماكن المقدسة. وهذا امر مدان بالنسبة الى قوات الاحتلال التي لم تقم بواجباتها تجاه المؤسسات الدولية كمقر الامم المتحدة في بغداد ايضاًَ الذي تعرض الى هذا النوع من العدوان، وكذلك المؤسسات الديبلوماسية كالسفارات الاجنبية الموجودة في بغداد، ومثل هذا العمل يحمل قوات الاحتلال مسؤوليات كبيرة ولا بد من متابعة هذه المسؤوليات ..والشيء الاهم من ذلك في هذا المجال هو اننا طرحنا منذ اليوم الاول وقبل دخولنا الى العراق طرحت على المستوى العلني العام في الخطابات والصحافة وايضا على مستوى الحوار من خلال الاخوة الاعزاء الذين يتحاورون مع قوات الاحتلال بأن يقولوا لهم من واجبكم ان تتركوا الفرصة للعراقيين ان يشكلوا قوة لحماية الاماكن المقدسة والمرجعية الدينية، نحن لسنا بحاجة لكم ولا لقواتكم. العراقيون قادرون على ان يحموا انفسهم ويحموا مرجعيتهم واماكنهم المقدسة، ولكن قوات الاحتلال كانت تمارس الضغط والعدوان وايضا نزع الاسلحة لهذه القوات التي كانت قد اعدت لحماية المرجعية الدينية والاماكن المقدسة، وهذا ايضا يزيد في مسؤولياتهم، ولكن نحن ندعو الى ضرورة تشكيل قوة عراقية متدينة مؤمنة ملتزمة تقوم بحماية المراجع والاماكن المقدسة الموجودة في العراق لان الاميركيين لا يمكن ان يقتربوا من هذه الاماكن المقدسة ..
ولا يسمح لهم الشعب بذلك، إذاً فلا بد أن تقوم القوة العراقية بذلك، ونحن نعتقد بأن هذه المسألة مهمة وضرورية، طبعاً بدأت بعض الخطوات في هذا الاتجاه في النجف الأشرف، ونحن نشجع هذه الخطوات ونأمل أن تكون شاملة لبقية المراكز والمواقع الدينية الموجودة في العراق.
الأمن
في قضية الأمن بصورة عامة في العراق وليست قضية أمن المرجعية والأماكن المقدسة فحسب، نحن نلاحظ أنه لا يوجد هناك أمن في هذا البلد، وقد جربت قوات الاحتلال أن تحقق هذا الأمن ففشلت وسوف تبقى فاشلة بذلك، كما قلنا منذ البداية ولا يوجد طريق لمعالجة هذا الموضوع إلا أولاً بإعطاء السيادة الكاملة للعراقيين في تشكيل قلعة عراقية ذات سيادة كاملة، والأمر الثاني فلتحول القضية الأمنية على العراقيين أنفسهم، فهم أعرف بما يجري في بلادهم، كما ان الشعب العراقي الذي لا بد له في هذه القضية الأمنية أن يتعاون مع الأجهزة الأمنية، أما عندما تكون الأجهزة الأمنية غير عراقية فلا يتعاون معها، لا بد من تشكيل أجهزة أمنية عراقية يتعاون معها الشعب العراقي من أجل حل المشكلة، وأن تتضافر الجهود جميعاً من أجل تحويل السيادة الكاملة للعراقيين في حكومة عراقية، وأن تكون القضية الأمنية هي قضية يتحملها العراقيون بأنفسهم، هذا هو طريق الحل الوحيد لمعالجة القضية الأمنية في العراق.
الحكومة
والقضية الثانية التي أود أن أشير إليها هي الوزارة التي يراد تشكيلها. قلنا ومنذ البداية لا ينبغي أن تكون مجرد غنيمة أو توزع على شكل إرث وحصص على هذا الجانب وذاك الجانب، يجب أن تقوم هذه الوزارة على أسس ثلاثة رئيسية وأساسية دعونا إليها وندعو إليها، وأنا أطلب من جميع الشعب العراقي أن يكون على وعي ومتابعة ومراقبة لهذه الأسس.
أولاً، يجب أن يكون الوزراء أكفاء قادرين على القيام بمسؤولياتهم الوزارية.
ثانياً، أن يكون هؤلاء الوزراء من المخلصين للعراق وشعب العراق ومصالح العراق، وهذه مسألة مهمة جداً. نحن نريد أن نبني عراقاً جديداً، وأن نفتح صفحة جديدة تغييرية في أوضاع العراق، فلا بد أن يأتي الوزير مخلصاً لمصالح العراق لا لمصالحه أو لمصالح فئته أو مصالح الدول الأجنبية الخارجية، بل لا بد أن يكون مخلصاً للعراق وشعبه، وأن يكون هذا الوزير أيضاً إنساناً جاداً في إخلاصه في معالجة المشاكل، وبذلك يمكن أن نواجه مشاكل هذه الوزارة، لا بد أن تتسم بهذه الصفة أيضاً.
ثالثاً، أن تكون هذه الوزارة معبّرة عن أبناء الشعب العراقي بأطيافهم المختلفة، بمذاهبهم، بقومياتهم، بانتساباتهم الدينية والعرقية، حتى تكون هناك مشاركة حقيقية لأبناء الشعب العراقي. وقلت في هذا المجال انه إذا كانت هناك ثغرة في المجلس الحاكم في عدد التمثيل لبعض القوى فلا بد أن تمثل هذه القوى في هذه الوزارة حتى يكون التمثيل والمشاركة واسعة لكل أبناء الشعب العراقي، وبذلك يمكن للعراقيين أن يتعاونوا معها وأن تؤدي واجباتهم، وأن تقوم بمسؤولياتها بصورة كاملة ومناسبة.
الوحدة الإسلامية
هنا في هذا المجال يُشار في بعض وسائل الإعلام العربية وفي المنطقة بأن الوضع في العراق وضع طائفي ويراد بذلك اتهام الشيعة (شيعة أهل البيت) بأنهم أخذوا يتعاملون بصورة طائفية ويأخذون الحصة الكبرى وكأنهم يريدون أن يظلموا الآخرين، نحن منذ البداية دعونا أولاً الى الوحدة الإسلامية، وما زلنا نُصر على هذه الوحدة، وثانياً دعونا الى وحدة العراق حكومة وشعباً وأرضاً، ولا نوافق بأي شكل من الأشكال أن تتزعزع هذه الوحدة. ونعتقد بأن النظام الطائفي والعنصري يزعزع هذه الوحدة، فنظام صدام المجرم كان نظاماً طائفياً عنصرياً ولذلك زعزع وحدة الشعب العراقي. نحن نعتقد بهذه الأمور كأساس، ولذلك اكتفى أخواننا الذين شاركوا في مجلس الحكم بالحد الأدنى لما يستحقه شيعة أهل البيت بالحكم، شيعة أهل البيت إذا أرادوا أن يأخذوا نسبتهم على أساس طائفي وأقل نسبة هي 65% من الناحية العددية لكنهم مع ذلك تنازلوا عن هذا الأمر، واكتفوا بنسبة 52% أي الحد الأدنى من الغالبية من أجل المحافظة على وحدة العراق ووحدة الصف ومن أجل التغلب على المشكلات القائمة في الوقت الحاضر، ودائماً شيعة أهل البيت يقتدون بسيدهم ومولاهم الإمام علي (ع) الذي كان يقول: "لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين وكان الجور عليّ خاصة"، هكذا كان يقول الإمام علي (ع)، عندما كان يتحدث عن حقه وحقوقه، شيعة أهل البيت يسيرون بسيرة علي (ع) ويمتثلون لعلي (ع)، إذا كان الوضع طائفياً فلا بد أن تكون هناك مطالب أخرى بالنسب، نحن لا نؤمن بالنظام الطائفي، ونعتقد بأن الوزارة يجب أن تمثل المشاركة لكل الأطياف العراقية، وأن نأخذ في هذه المرحلة على أقل تقدير المصالح العامة للشعب العراقي والقضايا العامة ونترك التفاصيل للمستقبل عندما تكون هناك انتخابات حرة يعبّر فيها العراقيون عن آرائهم، ويكون هناك إحصاء تتبين منه النسب بصورة واضحة، عندئذ يمكن أن نعرف ما هي الحقائق
منقول
الشهيد محمد باقر الحكيم قدس
-
ام وعد
- عضو جديد
- مشاركات: 61
- اشترك في: الثلاثاء إبريل 29, 2008 6:43 am
- مراقب
- مشاركات: 4771
- اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 5:57 am
رد: الشهيد محمد باقر الحكيم قدس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسمة تعالـــــى
السلام عليك يارسول الله ورحمة الله وبركاته
السلام عليك يامحمد الباقر ورحمة الله
السلام على بنت الهدى ورحمة الله
شكراً لكم اخيتي
بسمة تعالـــــى
السلام عليك يارسول الله ورحمة الله وبركاته
السلام عليك يامحمد الباقر ورحمة الله
السلام على بنت الهدى ورحمة الله
شكراً لكم اخيتي




الموجودون الآن
المتصفحون للمنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد