بسم الله الرحمن الرحيم
ولد الامام علي بن محمد الهادي(عليه السلام) في المدينه المنوره عام( 212هـ) وتولى امامة المسلمين بعد شهادة ابيه الامام الجواد(عليه السلام) (0 22هـ)واستشهد في سامراء عام (254هـ)ودفن فيها، فكانت مدة امامته(عليه السلام)اربعآ وثلاثين سنه. تميزة الفتره التي عاشها الاما علي الهادي(عليه السلام)بشدة الضغط على على الشيعه ،وخاصه اثناء فترة حكم المتوكل العباسي الذي كان شديد العداء لأهل البيت(عليهم السلام)وليشيعتهم ،فقد منع الناس من زيارة امير المؤمنين(عليه السلام) وابنه الحسين(عليه السلام)،وحاول محو اثرهم من الوجود ،وعاقب من خالفه في ذلك حتى بالقتل.
الا ان ذلك لم يمنع الشيعه من الاستمرار على الثبات في عقيدتهم وولائهم للائمه(عليهم السلام)بل اثر فيهم العكس،فقد قويت حركتهم في الحجاز والغراق ،حتى اضطر المتوكل الى جلب الامام الهادي(عليه السلام)الى سامراء وقد ظهرت له معجزه كبيره في الطريق زادت في معنويات الشيعه،وثباتهم ثم وضع الامام(عليه السلام)تحت رقابه شديده خوفآمن اتصال الشيعه به والتفافهم حوله مما قد يهدد الحكم القائم بالخطر.
وكان الوشاة من الحاقدين والمتزلفين ينقلون الى المتوكل عن الامام (عليه السلام)اخبارآ كاذبه ،ويثيرون اخقاد المتوكل ضد الامام(عليه السلام)حتى بعد مجيىء الامام الى سامراء، مما دفع المتوكل الى الامرباقتحام دار الامام(عليه السلام)ليلآ والاتيان به على الحاله التي هو فيها. الا ان الشرطه لم يجدو في البيت اي شيىء مايثبت استعداده للثوره ،بل وجدوه مشغولآ بعبادة ربه وتلاوة كتابه الكريم .ولم يكتف المتوكل بذلك، بل كان يحاول بكل وسيله الحط من منزلة الامام(عليه السلام)عند الشيعه،حتى نقل عنه قوله لبعض اعوانه (ويحكم قد اعياني امر ابن الرضا، ابى ان يشرب معي ،وينادمني أو اوجد منه فرصه في هذا)
وهذا يثبت بوضوح صحة عقيدة الشيعه في عصمة الائمه(عليهم السلام)والا فأن اقتناع ابن اقل من عشر سنين او اكثر منها على ارتكاب بعض الملذات المحرمه من ايسر الامور ولا سيما بالنسبه لمن كان عنده ادنى سلطه او وجاهه ،فضلآ عن الحكام والملوك. كل ذلك لم يمنع الامام (عليه السلام)من القيام بمهمته الكبرى ،وهي نشر الاسلام وبيان احكامه ،والمحافظه عليه بكل وسيله مشروعه يتمكن منها ،ولعل ابرز مايمثل نشاطه(عليه السلام)العقائدي والفكري هو الزياره الجامعه الكبيره المعروفه المرويه عنه (عليه السلام)التي تحكي بوضوح اهم ثولبت عقيدة الشيعه في الائمه (عليهم السلام)لما تضمنته من فقرات كثيره بليغه هي اقرب للعقائد منها لمجرد المدح والثناء او السلام والزياره ،ومن ثم تعاهدها اعلام الشيعه وعامتهم ،بل شرحها جمله من العلماء مما يكشف عن اهميتها في الجانب العقائدي .ونظيرها في ذلك ايضآ زيارة امير المؤمنين(عليه السلام)يوم الغدير .كما ظهرت له جمله من المعجزات وبقي على هذا الحال حتى استشهد على يد المعتز العباسي عام (254هـ)ودفن في داره في سامراء حيث موضع قبره الان .وقد نصب ابنه الامام الحسن العسكري(عليه السلام)امامآ للمسلمين من بعده.