فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ قصص وعبر

كل مايخص القصص والعبر
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
مراقب
مشاركات: 4771
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 5:57 am

رد: فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ قصص وعبر

مشاركة بواسطة مراقب »

(10)
الشيخ محمد تقي الشيرازي ونكران الذات*


كان المرحوم آية الله العظمى الشيخ محمد تقي الشيرازي رضوان الله تعالى عليه (مفجّر ثورة العشرين في العراق ومحرّره من الاستعمار الإنجليزي وهو في الثمانين من العمر) مرجعاً دينياً كبيراً عُرف بالورع والتقوى، حتى أنّ تلاميذه عندما كانوا يُسألون عن عدالته كانوا يجيبون:
سلوا عن عصمته وهل هو معصوم أو لا. (ولاشك أنه غير معصوم)
هذا الرجل العالِم الورع كان يفتي بأنّه لا يجوز استئجار غير العادل لقضاء ما فات الميت من صلاة وصيام وإن كان ثقة، بل يشترط فيه العدالة. ولا يخفى أنّ الفقهاء يختلفون في هذه المسألة، فبعض لا يشترط العدالة ويرى أنّ مجرّد الثقة بأنّ الشخص سيؤدّي هذه الصلوات والعبادات يكفي ولا يلزم أن يكون عادلاً، بينما يشترط آخرون ـ كالشيخ محمد تقي الشيرازي قدّس سرّه مثلاً ـ العدالة في الشخص الذي يتقاضى أجوراً لقاء قضاء ما فات الميت من صلاة وصيام.
ينقل المرحوم الوالد رضوان الله تعالى عليه أنّ أحد المؤمنين جاء يوماً إلى الشيخ (الشيرازي) وشكا عنده الفقر والعسر، وطلب منه أن يحوّل إليه قضاء صلاة أو صوم عن بعض الأموات ـ فإنّ الورثة والأوصياء يعطونها في العادة للمرجع لكي يحوّلها إلى مَن يراه صالحاً ـ ولكن الشيخ محمد تقي الشيرازي قدّس سرّه اتفق أنه لم يكن آنذاك عنده من العبادات الاستيجارية شيء، فاعتذر وقال:
لا يوجد عندي الآن.
ولما كان الرجل (السائل) قد أضرّ به الفقر وضغط عليه لم يتمالك نفسه، فأخذ يسبّ الشيخ (هذا العالِم الورع الذي كان تلامذته يرونه في التقوى تالي تلو المعصوم)!
وبعد بضعة أيام جاءوا للشيخ بصلاة وصيام قضاء عن الميت أي جاء له بعض المؤمنين وأعطاه مالاً لاستئجار مَن يصلّي عن أبيه مثلاً. وهنا بادر الشيخ محمد تقي الشيرازي ووجّه أحد أفراد حاشيته ليذهب بذلك المال إلى ذلك الرجل الذي سبّه لاستئجاره في قضاء هذه الصلوات!
وهنا تعجّب هذا الشخص الذي هو من أصحاب الشيخ وحاشيته وقال: شيخنا، ألستم تشترطون العدالة فيمَن يُستأجر للقضاء عن الميّت؟
قال: بلى، فقال: ولكن هذا الرجل على فرض أنّه كان عادلاً ولكنّه فقد العدالة عندما سبّكم، وكلنا نعلم أنّ سبّ المؤمن حرام، وارتكاب الحرام مسقط للعدالة. ولا شكّ أنّه يصدق على الشيخ أنّه مؤمن، فضلاً عن أنّه مرجع تقليد ومضرب المثل في الورع والتقوى.
فتبسّم الشيخ ثم قال: سبّ الفقراء للعلماء غير مسقط للعدالة. اذهب وأعطه المال؛ فإنّه لم يكن ملتفتاً حينما سبّ.
أجل إنّ مَن تملّكه حالة الغضب لا يشعر ما الذي يقول، وخاصة الفقير الذي لا يدري كيف يرجع بلا قوت إلى عائلته، وهو لا يتوقع الرد من العالم.
أجل، كل هذا صحيح، ولكن لو لم يكن نكران الذات عند الشيخ الشيرازي قدّس سرّه لما قال إنّ الرجل لم يكن يشعر حين شتمني! خاصة وأنّه غير مستعدّ لتحمّل مسؤولية قضاء صلاة الأموات وصيامهم من أجل فذلكة خلقية، لكنه شخّص أنّ هذا الرجل غير فاسق، وإلاّ لما أعطاه المال لقضاء الصلوات وهو المشترط للعدالة في هذا الأمر.


* من محاضرة (القيام لله أبلغ الموعظة) ألقاها سماحته عام 1421 للهجرة.
صورةصورةصورة
صورة
صورة العضو الرمزية
مراقب
مشاركات: 4771
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 5:57 am

رد: فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ قصص وعبر

مشاركة بواسطة مراقب »

(11)
لا شيء أجمل من الإسلام وهو مذهب أهل البيت سلام الله عليهم*


يكفينا دليلاً على أحقيّة مذهب أهل البيت سلام الله عليهم، ما يشهد به التاريخ الإسلامي على امتداده من تحوّل الآلاف من علماء النصارى واليهود والمجوس والعامّة إلى مذهب التشيّع الحق، في حين لم يسجل التاريخ أن عالماً شيعياً تخلّى عن التشيّع. فلو لم يكن لنا سوى هذا الدليل لكفى.
إن الذين تحوّلوا إلى مذهب الحق وهو مذهب أهل البيت صلوات الله عليهم أدركوا جماله، ومن شأن هذا الجمال أن يأسر القلوب ويكسب العقول.
روي أن شاميّاً رأى الإمام الحسن المجتبى سلام الله عليه راكباً فجعل يلعنه والإمام الحسن سلام الله عليه لا يردّ، فلما فرغ أقبل الحسن سلام الله عليه فسلّم عليه وضحك فقال:
«أيها الشيخ أظنّك غريباً ولعلّك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا احملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك لأنّ لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كثيراً».
فلما سمع الرجل كلامه بكى، ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ، والآن أنت أحبّ خلق الله اليّ، وحوّل رحله إليه وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبّتهم(1).
ما الذي دعا ذلك الشامي الذي كان الإمام الحسن سلام الله عليه أبغض خلق الله عنده ليصير أحبّهم لديه؟!
اعلموا أن أغلب الشباب الفارين من الدين والمذهب هم مثل هذا الرجل، وعلينا أن نهتم بهم ونسعى لإنقاذهم فرداً فرداً، وهذا العمل يتطلب صبراً وتحملاً ولكنه خيارنا الوحيد.
فذات مرّة حيث كان الفصل صيفاً دخل عليّ في أحد الأيام شاب مع مجموعة من الشباب العرب الوافدين من الحجاز ومناطق أخرى فظننته منهم، وبعد أن سألت عن أحوالهم، توجّهت إليه قائلاً: من أيّ البلاد؟
فأجابني بالفارسية: (من طهران).
سألته: ما الذي جاء بك؟
قال: جئتك، وسكت.
سألته: من أين تعرفني؟
أجاب: رأيت منك أموراً.
أجلسته بجانبي وقلت له: تفضل.
قال: أنا أكره العلماء... أكره الدين وأكره الله!! وعندما نطق بهذه الألفاظ اقشعرّ بدني وتألمت كثيراً.
سألته: حتى متى أنت موجود هنا؟
قال: أعود الليلة.
قلت: حان الآن وقت الصلاة، أراك بعد الصلاة في جلسة خاصة نتحدث معاً.
ولقّنت نفسي قبل لقائه أن أتعامل معه كما يتعامل الطبيب مع المريض؛ فإن الطبيب يفهم المريض، أما المريض فقد لا يعرف الطبيب، ولذلك عليه أن لا ينزعج إذا صدر منه كلام غير لائق.
جلست معه مدة (15 ـ 20) دقيقة تأثر خلالها الشاب كثيراً وتحوّل رأساً على عقب وبلغ حداً قال فيه: أريد أن أصلّي ولكنني خجل لأنني لم أصلّ لربّي منذ مدة طويلة.
قلت له: ومن حقك أن تخجل ولكنك لا تعرف الله حقاً فإنه ربّ غفور رحيم.
وأردت أن أقول له: اِستغفرِ الله، ولكن خشيت أن لا يدرك معنى ذلك فقلت له: قبل أن تدخل الصلاة اطلب المعذرة من الله وقل له: لقد أخطأتُ يا ربّ.
وهنا لم يتمالك الشاب من حبس دموعه، فقام وقال: هل يمكنني زيارتك مجدداً؟
قلت: أنا ههنا كل يوم.
ودّعني ثم عاد في اليوم التالي، ولما دخل سلّم وقال: منذ فارقتك أمس حتى الساعة كنت أقضي ما فاتني من صلوات!
فإذا كان الشاب الذي يقول إني أكره الدين والعلماء يتحول هكذا بمقدار 180 درجة خلال 20 دقيقة فقط، فما بالك بغيره؟ ولو كنت قد نهرته وقلت إنه مرتدّ لبقي على إصراره وكرهه للدين!
* من حديث لسماحته بالعلماء والفضلاء في إحدى ليالي شهر رمضان المبارك لعام 1425 للهجرة (بين يدي المرجع لسنة 1425 للهجرة ـ رقم7).
(1) المناقب/ ج4/ فصل في مكارم أخلاق الإمام الحسن سلام الله عليه/ ص19.
صورةصورةصورة
صورة
صورة العضو الرمزية
مراقب
مشاركات: 4771
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 5:57 am

رد: فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ قصص وعبر

مشاركة بواسطة مراقب »

(12)
ثمرة كبح شهوات النفس*

كان في كربلاء ـ قبل زهاء ثلاثين سنة ـ خطيب معروف ومشهور وهو الشيخ مهدي المازندراني صاحب المؤلفات (شجرة طوبى، معالي السبطين، والكوكب الدرّي) وقد رأيته وحضرت عدداً من مجالسه، وكان جدّه وهو أبو الحسن المازندراني صديقاً للشيخ مرتضى الأنصاري قدّس سره وزميلاً له في الدراسة حيث كانا يدرسان سوية في النجف الأشرف.
ذات مرة ذهبا معاً إلى مسجد الكوفة وصمّما على المبيت ليلتهما في المسجد. وعندما حان وقت العشاء قال الشيخ الأنصاري لزميله الشيخ أبي الحسن: عندي فلس واحد، وأنت كم لديك؟
قال أبو الحسن: لا يوجد معي أي شيء، فقال الشيخ الأنصاري: حسناً اذهب إلى البقال واشتر لنا قرصاً من الخبز (حيث إن قيمة الخبز في ذلك الزمان كانت فلساً واحداً) حتى نقسمه نصفين، نصف لك ونصف لي. فذهب ابوالحسن وعاد بالخبز، وعندما وضعه أمام الشيخ الأنصاري، شاهد الشيخ في وسطه مقداراً من الدّبس (عصارة التمر) فقال لأبي الحسن:
كيف اشتريت الدبس وقد قلت ليس معي أي شيء؟
فقال أبو الحسن:اشتريت الخبز بفلسك والدبس استقرضته بمقدار فلس من البقال.
فقال الشيخ الأنصاري: أنا وأنت غداً نريد العودة إلى النجف فمن أين تعلم أننا سنعود أحياء؟ وكيف استقرضت وأنت لا تدري هل تستطيع إرجاعه إلى البقال أم لا؟
قال أبو الحسن: شيخنا: الله كريم.
فقال الشيخ الأنصاري: نعم الله كريم هذا صحيح، والقرض أيضاً صحيح، لكني لا آكل الخبز الملطّخ بالدبس بل أكتفي بحاشيته حيث لم تلطخ بالدبس. وبعد أن أكلا باتا ليلتهم في المسجد وعند الصباح رجعا إلى النجف الأشرف.
وبعدها بسنوات انفصلا عن بعض وقد سكن الشيخ أبو الحسن المازندراني في إحدى مدن إيران الشمالية، وفي مرة قدم إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة، وعند زيارته للنجف الأشرف شاهد أن الشيخ الأنصاري قد أصبح مرجعاً عاماً للشيعة ويقلّده معظم الناس ويدرس عنده المئات. فجاءه وسلّم عليه وقال هامساً في أذنيه ـ حيث إن الشيخ كان وسط طلابه ـ ممازحاً إياه:
شيخنا لقد درسنا وتربّينا سوية عند جوار مولانا أمير المؤمنين سلام الله عليه، فكيف وصلت إلى هذا المقام ولم أصل أنا إليه؟
فأجابه الشيخ الأنصاري أيضاً (بمزاح يريد منه الجدّ) وهامساً في أذنيه: لأني قد غضضت النظر عن الدبس ولم آكله، أما أنت فلم تغض عن الدبس وأكلته!
* من كلمة لسماحته بجمع من الإخوة العراقيين/ 15 شعبان المعظّم 1424 للهجرة.
صورةصورةصورة
صورة
صورة العضو الرمزية
مراقب
مشاركات: 4771
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 5:57 am

رد: فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ قصص وعبر

مشاركة بواسطة مراقب »

(13)
وهل رأيتم رئيس دولة كعليّ صلوات الله عليه*


كان الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه مبتلىً بأشخاص ذوي نفسيات وضيعة تردّ عليه وتقطع كلامه وتجادله بالباطل بل تتطاول عليه، وهو مع ذلك لا يأمر بسجنهم أو بقطع رؤوسهم وهو الحاكم الأعلى الذي بايعته الأمّة قاطبة، ناهيك عن كونه منصّباً من قِبل رسول الله صلى الله عليه وآله وبأمر من العليّ القدير، بل كان يجيبهم ويترك لهم حرية العقيدة ما لم يتآمروا ويلجأوا إلى استعمال القوة والسيف.
فثم شخص يُسمى ابن الكوا، ملحد زنديق، مشاغب مشعوذ، ذو مشاكل ومتاعب، كان يردّ على أمير المؤمنين سلام الله عليه ويناقشه كلّ حين، حتى والإمام على المنبر، ومع ذلك تركه الإمام وشأنه يعيش في المجتمع دون أن يفرض عليه شيئاً.
وهناك جرثومة أخرى باسم (عمرو بن حريث) من طراز معاوية وأبيه، منافق سافل، ومهما تقل فيه فقليل بحقّه، كان ممّن يحضر المسجد ويستمع إلى خُطب أمير المؤمنين سلام الله عليه ثم يقطع حديثه منتقداً. وإذا أخبر أمير المؤمنين سلام الله عليه عن أمور غير ظاهرة (غيبية) ترك ابن حريث هذا أعماله وجرى خلف ما أخبر به أمير المؤمنين سلام الله عليه يزعم أنّه يريد أن يكشف للناس كذب أبي تراب!! وظلّت هذه الحسرة في نفس ابن حريث تنغّص عليه حياته حتى ذهب إلى القبر دون أن يفلح في كشف كذبة لأبي تراب؛ فليس لأبي تراب كذبة. وعاش هذا المنافق في ظلّ عليّ سلام الله عليه وبعده، والإمام علي سلام الله عليه لم يصنع معه أيّ شيء، ولم يقل له يوماً تخلّ عمّا أنت عليه وإلاّ ضربت عنقك! لأنّه إمام الإسلام؛ دين حرية الفكر والعقيدة.
أجل، إنّ من عرف الحقّ ولم يترك الباطل فإنّ مصيره يوم القيامة إلى جهنّم وبئس المصير. أمّا في الدنيا ?﴿لا إكراه في الدين﴾ ليتمّ الامتحان ويُعرف الطالح من الصالح، والخبيث من الطيّب . فإنّ ابن حريث هذا امتدّ به العمر حتى كان من الشهود ضدّ ميثم التمّار (رضوان الله عليه) حينما أراد الطغاة الطغام من بني أمية قتله، فقال في حقّه؛ يدلي بشهادته ضد ميثم أنّه من أصحاب عليّ الحق: (هذا الكذّاب مولى الكذّاب) ـ يعني علي بن أبي طالب سلام الله عليه مولى الصادقين وإمام المتّقين ـ .
أرأيت نفسية هذا المنافق الحقيرة؟! إنّ رجلاً مثل هذا عاش مع أمير المؤمنين سلام الله عليه ثلاثين سنة وكان سلام الله عليه رئيساً وحاكماً بيده القوّة، ومع ذلك لم ينل منه! فهل رأيتم في تاريخ العالَم رئيس دولة كعليّ؟! وهل رأيتم سماحة كسماحة الإسلام؟ وهل رأيتم حرية كقوله تعالى: ﴿لا إكراه في الدين﴾؟!
* من محاضرة (الحرية في الإسلام) ألقاها سماحته عام 1396 للهجرة.
صورةصورةصورة
صورة
صورة العضو الرمزية
مراقب
مشاركات: 4771
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 5:57 am

رد: فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ قصص وعبر

مشاركة بواسطة مراقب »

(14)
من بركات إيمان وإخلاص الشيخ عباس القمّي قدّس سرّه*



في أحد الأيام؛ زرت المرجع الديني السيد المرعشي النجفي قدّس سرّه، فنقل لي قصة عن الشيخ عباس القمّي رحمة الله عليه، فقال:
ذات يوم جاء الشيخ عباس القمي إلى منزلنا، وكان يوماً حارّاً، فذهبت لأحضر له كأساً من الزنجبيل، وحينما جئته به، رأيت أنني نسيت أن أضع فيه الملعقة ليخلطه قبل شربه، وحينما ذهبت مرة ثانية، تأخّرت قليلاً، إذ قمت بغسل الملعقة التي كانت متسخة ولم يكن لدينا غيرها... وحينما عدت إليه رأيته يخلط الشراب بإصبعه. فبادرني إلى القول:
لا تظنني على عجلة لشرب الكأس، ولكنني تذكّرت بأنني أكتب وأنقل روايات وأحاديث الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم، وظننت أن تكون البركة بإصبعي فيرتفع بها ما أشعر من الحمى.
وأضاف السيد المرعشي النجفي رحمه الله: وبعد هنيئة وضع الشيخ عباس القمّي يده على الأخرى وقال لي: لقد انقطعت الحمى!
إن الإيمان والإخلاص أمران مهمان للغاية، ولهما تأثيراتهما الكثيرة في الحياة الدنيا. فالمرحوم الشيخ عباس القمّي كانت له مؤلّفات كثيرة جداً، ولكن الأشهر من بينها كان كتابه المسمّى «مفاتيح الجنان». وقد سُئل قدّس سره الشريف عن السبب وراء شهرة هذا الكتاب من بين سائر الكتب، فأجاب:
لقد صرفت لدى تأليفي هذا الكتاب أقلّ الوقت، ولكنني أهديت ثوابه مخلصاً إلى السيدة الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها.
كان من خصوصيات المرحوم الشيخ عباس القمّي أنه عاش طيلة عمره الشريف مجاوراً لمراقد المعصومين الأربعة عشر صلوات الله وسلامه عليهم، الأمر الذي لم يتسنّ لغيره من الصالحين.
* من حديث لسماحته بالعلماء والفضلاء في إحدى ليالي شهر رمضان المبارك لعام 1425 للهجرة (بين يدي المرجع لسنة 1425 للهجرة ـ رقم12).
صورةصورةصورة
صورة
صورة العضو الرمزية
مراقب
مشاركات: 4771
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 5:57 am

رد: فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ قصص وعبر

مشاركة بواسطة مراقب »

(15)
هذا كلّ إرث رسول الله صلى الله عليه وآله*

... عن أبان بن عثمان عن الإمام أبي عبد الله الصادق عن أبيه عن جدّه صلوات الله عليهم قال: لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة دعا العباس بن عبد المطلب وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه، فقال للعباس:
يا عم محمد تأخذ تراث محمد وتقضي دَينه وتنجز عداته(1)؟
فردّ عليه وقال: يا رسول الله أنا شيخ كبير، كثير العيال، قليل المال، مَن يطيقك وأنت تباري الريح؟
قال: فأطرق صلى الله عليه وآله هنيئة ثم قال:
يا عباس أتأخذ تراث رسول الله وتنجز عداته وتؤدّي دَينه؟
فقال: بأبي أنت وأمّي أنا شيخ كبير، كثير العيال، قليل المال، مَن يطيقك وأنت تباري الريح؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أما إني سأعطيها من يأخذ بحقّها.
ثم قال: ياعلي، ياأخا محمد أتنجز عداة محمد وتقضي دَينه(2) وتأخذ تراثه(3)؟
قال عليّ سلام الله عليه: نعم بأبي أنت وأمي.
قال: فنظرت إليه حتى نزع خاتمه من إصبعه، فقال: تختّم بهذا في حياتي.
قال الراوي: فنظرت إلى الخاتم حين وضعه علي سلام الله عليه في إصبعه اليمنى فصاح رسول الله صلى الله عليه وآله:
يابلال عليَّ بالمغفر(4) والدرع والراية وسيفي ذي الفقار وعمامتي السحاب(5) والبرد(6) والأبرقة(7) والقضيب. فو الله ما رأيتها قبل ساعتي تيك ـ أي تلك ـ كادت تخطف الأبصار، فإذا هي من أبرق الجنة. (والدليل على ذلك قوله):
فقال: ياعلي إن جبرئيل أتاني بها فقال: يامحمد اجعلها في حلقة الدرع واستوفر بها مكان المنطقة.
ثم دعا بزوجي نعال عربيين أحدهما مخصوفة والأخرى غير مخصوفة والقميص الذي أسري به (إلى السماء) فيه، والقميص الذي خرج فيه يوم أُحد، والقلانس الثلاث: قلنسوة السفر، وقلنسوة العيدين، وقلنسوة كان يلبسها ويقعد مع أصحابه.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا بلال عليَّ بالبغلتين الشهباء والدلدل، والناقتين العضباء والصهباء والفرسين:
(الأولصورة الجناح الذي كان يوقف بباب مسجد رسول الله لحوائج الناس يبعث رسول الله صلى الله عليه وآله الرجل في حاجة فيركبه.
و(الفرس الثانيصورة حيزوم وهو الذي يقول أقدم حيزوم، والحمار اليعفور.
ثم قال: يا علي اقبضها في حياتي لا ينازعك فيها أحد بعدي(8).
هذا كلّ إرث رسول الله صلى الله عليه وآله!
* من محاضرة لسماحته ألقاها بجمع من المؤمنين من قم المقدسة في 26/ صفر/ 1421 للهجرة.
(1) العداة: الوعود أو الأموال التي كان النبي صلى الله عليه وآله قد وعد بها بعض الناس ولم ينجزها حتى وفاته.
(2) وفي بعض الروايات: ديونه. ولا شك أنها لم تكن ديوناً اقترضها لنفسه، بل لقضاء حوائج الآخرين.
(3) التراث: الإرث وهو اسم للأموال التي يتركها الشخص عند موته، ولا يكون الإرث إلاّ بعد الموت، ولذلك فالتعبير هنا مجاز مشارفة وأوْل، باعتبار أنه صلى الله عليه وآله مشرف على الموت.
(4) وهو ما يلبسه الدارع في الحرب على رأسه من الزرد ونحوه ويوضع تحت القلنسوة عادة.
(5) وهي عمامة سوداء كانت للنبي صلى الله عليه وآله.
(6) البرد: الثوب.
(7) الأبرقة: حبال ملوّنة يفتلونها فيكون لها بريق ولمعان يتمنطقون بها في المعركة، أي يشدونها على المنطقة وسط البطن.
(8) علل الشرائع/ ج1/ باب 131/ العلة التي من أجلها أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي دون.../ ص166/ ح1.
صورةصورةصورة
صورة
صورة العضو الرمزية
مراقب
مشاركات: 4771
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 5:57 am

رد: فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ قصص وعبر

مشاركة بواسطة مراقب »

(16)
هذا يقتل الناس*



عن مولانا الإمام الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليهما أن عيسى ابن مريم على نبينا وآله وعليهما الصلاة والسلام توجّه في بعض حوائجه ومعه ثلاثة نفر من أصحابه، فمرّ بلبنات ثلاث من ذهب على ظهر الطريق، فقال عيسى عليه السلام لأصحابه:
إنّ هذا ـ أي الذهب ـ يقتل الناس.
ثم مضى، فقال أحدهم: إن لي حاجة. قال: فانصرف.
ثم قال الآخر: إن لي حاجة، فانصرف.
ثم قال الآخر: لي حاجة، فانصرف. فوافوا عند الذهب ثلاثتهم فقال اثنان لواحد: اشتر لنا طعاماً. فذهب يشتري لهما طعاماً، فجعل فيه سُمّاً ليقتلهما كيلا يشاركاه في الذهب.
وقال الاثنان: إذا جاء قتلناه كي لا يشاركنا. فلما جاء قاما إليه فقتلاه، ثم تغذّيا، فماتا، فرجع إليهم عيسى عليه السلام وهم موتى حوله، فأحياهم بإذن الله تعالى ذكره، ثم قال:
ألم أقل لكم إن هذا يقتل الناس(1).


* من كلمة لسماحته بجمع من الشباب المؤمن من قم المقدسة/ 20 رجب الأصب/ 1424 للهجرة.
(1) روضة الواعظين/ مجلس في ذكر المال والولد و.../ ص 428.
صورةصورةصورة
صورة
صورة العضو الرمزية
مراقب
مشاركات: 4771
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 5:57 am

رد: فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ قصص وعبر

مشاركة بواسطة مراقب »

(17)
الشيخ عبد الزهرة الكعبي جسّد الإخلاص في حياته*


كان الخطيب الحسيني الشهير المرحوم الشيخ عبد الزهرة الكعبي رحمة الله عليه، رجلاً مخلصاً لله تعالى، لم يُر مثله خطيب لا يُبَحُّ صوته رغم خطابته المستمرة والمتعددة.
قال لي مباشرة وكنت ضمن جمعٍ من المؤمنين: قد أرتقي في كلّ يوم من أيام عاشوراء ثمانية عشر منبراً، وحينما يدعوني أشخاص آخرون للخطابة في مجلس أهل البيت عليهم الصلاة والسلام الخاصة بهم، وأعتذر لهم في البداية، يعودون عليَّ بالإصرار والتأكيد على أن أقطع من كل مجلس أخطب فيه قليلاً من الوقت ليتوفر في النهاية وقت خاص بمجلسهم.. فأقوم بتلبية طلبهم المبارك هذا.
وذات مرّة؛ قصده الشيخ رديف وكان خطيباً منبرياً وسأله قائلاًَ: ماذا تعمل لكي لا يُبحّ صوتك، لاسيما في ليلة عاشوراء حيث تكون حنجرتك في أفضل حال؟
فأجابه الشيخ الكعبي: إنني أذهب إلى السوق في يوم تاسوعاء لأشتري شيئاً من الخل وأشربه، ثم أقصد ضريح الإمام الحسين سلام الله عليه، وأمرّ بحنجرتي على الضريح المقدس..
فقام الشيخ رديف بما قاله الشيخ الكعبي في يوم تاسوعاء، ولكن صوته اضطرب أيما اضطراب وعجز عن القراءة والخطابة في مجالسه طيلة السنة تلك.
ثم إن الشيخ عبد الزهرة الكعبي كان على درجة عالية وعجيبة من الإيمان والإخلاص اللذين كانا سبب سلامة صوته الدائمة.
وقد كان من فضائل هذا الخطيب الحسيني أنه ولد في يوم ذكرى ولادة الصديقة الزهراء سلام الله عليها. كما رحل عن الدنيا في يوم استشهادها، وهو الأمر الذي لم أسمع به ولم أعرفه لشخص آخر.
وحينما توفي الشيخ الكعبي لم يكن يملك أكثر من بيت واحد كان مَديناً بنصف قيمته، مع ما كان يتسلم من أموال طائلة كمكافأة على خطابته، ولكنه كان ينفق جميع أمواله في سبيل الله تعالى سرّاً وعلانية.
ولعلنا سنرى المقام العظيم لخادم أهل البيت عليهم السلام الشيخ الكعبي في الجنان لما قدّمه من أعمال فذة وبنيّة مخلصة قامت على حبّ الله تعالى وحبّ أهل بيت نبيه صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.


* من حديث لسماحته بالعلماء والفضلاء في إحدى ليالي شهر رمضان المبارك لعام 1425 للهجرة (بين يدي المرجع لسنة 1425 للهجرة ـ رقم13).
صورةصورةصورة
صورة
صورة العضو الرمزية
مراقب
مشاركات: 4771
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 5:57 am

رد: فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ قصص وعبر

مشاركة بواسطة مراقب »

(18)
يحرق إصبعه ليتغلّب على شهوته*



كانت بنت الأمير ـ في إحدى المقاطعات الإيرانية ـ عائدة إلى بيتها في وقت متأخر نسبياً في ليلة شتائية باردة، عندها صادفت في طريقها مدرسة دينية، ففكّرت أن تلجأ إليها حتى الصباح، طلباً للأمان ـ فربما ضلّت الطريق أو تفرقت عنها صاحباتها وربما كانت مضطربة بسبب أوضاع خاصة ـ ولم يكن في المدرسة في تلك الليلة إلا طالب علم أعزب ينام في إحدى الغرف وحيداً فريداً.
طرقت الفتاة الباب وفوجئ الطالب بشابّة تطلب اللجوء حتى الصباح عنده وهي مطمئنة إليه لكونه طالباً في مدرسة دينية. وهذا يكشف عن عِظَم مسؤولية علماء الدين وطلبة العلوم الدينية، لأن الناس يضعون فيهم كامل ثقتهم ولا يحتملون صدور الخطيئة منهم.
أدخلها الطالب حجرته الوحيدة ونامت آمنة مطمئنة حتى الصباح، ثم غادرت إلى بيت أبيها الأمير. وعندما سألها عن مكان مبيتها البارحة حكت له القصة. فشكّ الأمير وأرسل خلف طالب العلم ليحقق معه، وتبيّن له بعد ذلك أن هذا الطالب منعه تقواه من أن يتكلم معها فضلاً عن أن يدنو منها أو يقوم بلمسها!
وعندما أراد الأمير أن يشكر الطالب اكتشف أن إحدى أصابعه محروقة حديثاً فسأله عن السبب فقال:
تعلم أني شاب وأعزب، واتفق أن نامت في غرفتي ابنتك وهي امرأة شابة ولم يكن معنا أحد غيرنا، فأخذ الشيطان يوسوس لي، فخفت أن أفشل في مقاومته، فكانت في غرفتي شعلة نفطية، فبدأت أقرّب إصبعي من النار كلّما وسوس لي الشيطان فصرتُ أسكّن ألم الشهوة بألم الاحتراق وبقيت هكذا إلى الصباح حتى نجّاني الله من الوقوع في فخّ الشيطان والنفس الأمّارة بالسوء، (وقديماً قيل: والجرح يُسكنه الذي هو آلم).
وعندما سمعت الفتاة ذلك قالت: هو كذلك، لأني كنت أشمّ رائحة شواء، ولم أكن أعلم أن هذا المسكين إنما يشوي إصبعه!
وقيل: إن الأمير زوّجها إياه بعد ذلك لما رأى من جلده وتقواه.
هذا الرجل من علمائنا الأعلام وهو المعروف بـ «الميرداماد» أي صهر الأمير.
* من محاضرة (أكمل الإيمان) من محاضرات شرح (دعاء مكارم الأخلاق)، ألقاها سماحته في 10 ذي القعدة الحرام 1420 للهجرة.
صورةصورةصورة
صورة
صورة العضو الرمزية
مراقب
مشاركات: 4771
اشترك في: الخميس سبتمبر 28, 2006 5:57 am

رد: فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ قصص وعبر

مشاركة بواسطة مراقب »

(19)
كرامة سيدتنا خديجة الكبرى عليها السلام*



حكى لي بعض أهل العلم هذه القصة الطريفة، قال:
كنت أبحث عن موضوع يتعلّق بسيدتنا خديجة الكبرى عليها السلام، ولكنني لم أجده رغم أنني بحثت كثيراً، وتبيّن لي بعدئذ أنّه لا يوجد هناك كتاب مستقل باسمها عليها السلام؛ وتأثّرت كثيراً كيف أنه لم يؤلَّف للآن حتى كتاب واحد عن هذه الشخصية العظيمة، مع أنني رأيت كتاباً عن فضة خادمة الزهراء سلام الله عليها.
وفي أحد الأيام التقيت صديقي الشيخ غالب السيلاوي وهو من الفضلاء والمؤلّفين العراقيين فشكوت له الحالة وقلت له: إن استطعت أن تعمل شيئاً في هذا المجال فستكون مأجوراً.
استجاب الشيخ السيلاوي للدعوة وبذل جهداً حتى استطاع إتمام تأليف كتاب عن السيدة خديجة في غضون ستة أشهر، وطُبع الكتاب والحمد لله.
يقول الشيخ غالب: بعد أن انتهيت من تأليف الكتاب خطرتْ في ذهني هذه الخاطرة، لقد قلت للسيدة خديجة عليها السلام: إنني أنجزت ما وسعني، فلننظر ماذا ستفعلين أنت يا سيدتي؟
يضيف الشيخ: في الليلة نفسها رنّ جرس الهاتف، وعندما رفعت السماعة كان المتحدث رجلاً لا أعرفه، سألني: هل أنت مؤلّف الكتاب الفلاني؟
أجبته: نعم.
قال: فلماذا كتبت اسمك على الغلاف دون ذكر كلمة (الحاج)؟
قلت: لأنني لم أذهب إلى بيت الله الحرام.
قال: ولماذا لم تذهب؟
قلت: لأنني لا أملك المال؟
قال: أرجوك تأتي غداً إلى طهران في المكان الفلاني لأعطيك المال اللازم للذهاب إلى الحجّ.
وبالفعل ذهبتُ في اليوم التالي إلى العنوان الذي ذكره لي، واستلمت منه المبلغ، ثم قيّض الله لي صديقاً قام بإنجاز الأعمال والترتيبات المطلوبة للسفر إلى مكّة المكرّمة.
وهكذا تشرّف الشيخ غالب السيلاوي في تلك السنة بالذهاب إلى الحجّ وكنت رفيقه في تلك السفرة، فقال لي الشيخ يوماً: أريد أن أذهب لزيارة قبر أبي طالب سلام الله عليه، وتواعدنا وذهبنا فرأيته يتأبّط كتاباً فسألته عنه فقال: هذا كتاب مولاتنا خديجة الكبرى عليها السلام؟
قلت: ما تصنع به؟
قال: جئت لأهديه لها عليها السلام.
* من حديث لسماحته بالعلماء والفضلاء في إحدى ليالي شهر رمضان المبارك لعام 1425 للهجرة (بين يدي المرجع لسنة 1425 للهجرة ـ رقم2).
صورةصورةصورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”القصص والحكايات“

الموجودون الآن

المتصفحون للمنتدى الآن: Ahrefs [Bot] وزائر واحد