اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
رغم تشعثات وتفرعات الموضوع إلا انني سأرد عليك على قدر عقلك
انت تقول لم تجد دليل واحد تستد عليه لولاية امير المؤمنين عليه السلام
قال تعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)المائدة 55
وقبل الحديث عن الآية وبيان ما تحتويه من كنز عظيم، يقول الله تبارك وتعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)النساء 59
فالمرجع والحكم هو كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولابد من جعل هذه الآية الشريفة في أذهاننا في أي أمرٍ مهما يكن، إن حصل فيه اختلاف فالحكم الأول والأخير لله ولرسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولنحذر أنفسنا من الوقوع في المهالك لقوله تعالى
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)الاحزاب 36
ولمعرفة مكنونات الآية الأولى نطرح هذه التساؤلات:
ما معنى الولاية في الآية، ما دلالتها على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام، ما هي قصة التصدق بالخاتم في الركوع، من رواها من علماء الحديث ؟
وفي مقام الإجابة: نقسم الموضوع إلى أربعة مباحث:
أولاً: معنى الولاية لغةً والدليل عليها...
لو رجعنا إلى كلمات أهل اللغة في هذا الموضوع لرأينا أنهم يقولون أن معنى الولي هو القائم بالشيء أو من له حق الطاعة، فحينما نقول السلطان ولي أي القائم بشؤون الرعية والمسئول عنهم، وكذلك لو قلنا زيد ولي عمرو، وعلي ولي محمّد، أي القائم بأمره والمسئول عنه، ونجد هذا المعنى واضح وجلي في الآيات الشريفة التي تذكر الولاية كالآيتين السابقتين،
و قوله تعالى (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)البقرة 257
وقوله سبحانه (إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئًا وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ)الجاثية 19
وغيرها من الآيات الدالة على هذا المعنى.
وأنت حينما تُسأل من هو وليك ؟ فإن المتبادر إلى ذهنك هو من هو القائم بأمرك والمسئول عنك، وهذا أمر فطري بديهي لا يحتاج إلى تأويل أو تعليل.
ثانياً: دلالتها على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام...
إن دلالة الآية الكريمة (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)، على ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام واضحة بعد أن قرنها الله تعالى بولايته وولاية الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومعلوم أن ولايتهما عامة فالرسول أولى بالمؤمنين من أنفسهم قال تعالى (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) وهذا يقتضي أنّ الرسول هو (الأولى بالتصرف من أنفسهم) بمعنى السيد المطاع، فكذلك ولاية علي عليه السلام بحكم المقارنة، وقليل من التأمل والتدبر البصيري وليس البصري في الآية كريمة يكشف عن ذلك.
ثالثا: قصة التصدق بالخاتم في الركوع..
.
روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: بسند صحيح عن ابن عباس: في قوله تعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ) يعني ناصركم الله، (وَرَسُولُهُ) يعني محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثمَّ قال: (وَالَّذِينَ آمَنُواْ) فخصّ من بين المؤمنين علي بن أبي طالب، فقال: (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ) يعني يتمّون وضوءها وقراءتها وركوعها وسجودها وخشوعها في مواقيتها، (وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)، وذلك أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم صلى يوماً بأصحابه صلاة الظهر وانصرف هو وأصحابه فلم يبق في المسجد غير علي قائماً يصلي بين الظهر والعصر إذ دخل المسجد فقير من فقراء المسلمين فلم ير في المسجد أحداً خلا علياً فأقبل نحوه فقال: يا ولي الله بالذي تصلي له أن تتصدق عليّ بما أمكنك وله خاتم عقيق يماني أحمر كان يلبسه في الصلاة في يمينه فمد يده فوضعها على ظهره وأشار إلى السائل بنزعه فنزعه ودعا له ومضى وهبط جبرائيل فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي: فقد باهى الله بك ملائكته اليوم، اقرأ (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ...)
رابعاً: رواة أسباب النزول في شأن زوج البتول عليهما السلام من علماء الحديث...
تواتر خبر تصدق أمير المؤمنين عليه السلام بالخاتم لذاك الفقير، بين علماء الفريقين - سنة وشيعة - ممّا لا يدع مجالاً للشك والريب في ثبوت الواقعة، ومن المستقبح عقلاً أن يناقش البعض أسانيد الخبر بعد كونه متواترا، وهذه جملة من علماء أهل الحديث، وللعلم فقد رُويَّ هذا الحديث عن جملة من صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، والرواة هم:
أنس بن مالك، جابر بن عبد الله الأنصاري، الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، أبو ذر الغفاري، سلمة بن كهيل، السديّ، عبد الله بن عباس، عبد الله ابن محمّد بن الحنفية، عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، عتبة بن أبي حكيم، عطاء بن السائب، الإمام علي بن الحسين عليهما السلام، أمير المؤمنين علي عليه السلام، عمار بن ياسر، عمرو بن العاص، غالب بن عبد الله، مجاهد، محمّد بن الحنفية، محمّد بن السائب الكلبي، الإمام محمّد بن علي الباقر عليهما السلام، المقداد بن الأسود... وغيرهم.
وأخرج هذا الحديث أكثر من (خمسين)عالما من علماء الحديث في مصنفاتهم، واكتفي بنقل ما بينه العلامة الأميني في كتاب القيم (الغدير في الكتاب والسنة والأدب:3/199)، اذكر جملة منهم ومن أراد الإطلاع أكثر فليراجع الكتاب المذكور:
1 ـ القاضي ابو عبد الله محمَّد بن عمر المدني الواقدي المتوفّى 207، كما في ذخائر العقبى: 102.
2 ـ الحافظ ابو بكر عبد الرَّزاق الصنعاني المتوفّى 211، كما في تفسير ابن كثير 2 / 71 وغيره عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن مجاهد، عن ابن عبّاس.
3 ـ الحافظ ابو الحسن عثمان بن ابي شيبة الكوفي المتوفى 239، في تفسيره.
4 ـ ابو جعفر الاسكافي المعتزلي المتوفّى 240، في رسالته التي ردَّ بها على الجاحظ.
5 ـ الحافظ عبد بن حميد الكشي ابو محمّد المتوفي 249، في تفسيره كما في الدرِّ المنثور.
6 ـ ابو سعيد الاشجّ الكوفي المتوفى 257، في تفسيره، عن ابي نعيم فضل بن دكين، عن موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل، والطريق صحيحٌ رجاله كلّهم ثقات.
7 ـ الحافظ ابو عبد الرحمان النسائي صاحب السنن المتوفى 303، في صحيحه.
8 ـ ابن جرير الطبري المتوفى 310، في تفسيره 6 / 186 بعدّة طرق.
9 ـ ابن ابي حاتم الرازي المتوفى 327، كما في تفسير ابن كثير، والدرّ المنثور، وأسباب النزول للسيوطي، أخرجه بغير طريق ومن طرقه ابو سعيد الاشجّ بإسناده الصحيح الذي أسلفناه.
10 ـ الحافظ ابو القاسم الطبراني المتوفى 360، في معجمه الاوسط.
11 ـ الحافظ ابو الشيخ ابو محمّد عبد الله بن محمّد الانصاري المتوفى 369، في تفسيره.
12 ـ الحافظ ابو بكر الجصّاص الرازي المتوفى 370، في أحكام القرآن 2/542، رواه من عدَّة طرق.
13 ـ ابو الحسن علي بن عيسي الرماني المتوفّى 384 في تفسيره.
14 ـ الحاكم ابن البيع النيسابوري المتوفى 405 في معرفة اُصول الحديث: 102.
15 ـ الحافظ ابو بكر الشيرازي المتوفّى 407 / 11 [4] في كتابه فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين.
16 ـ الحافظ ابو بكر ابن مردويه الاصبهاني المتوفى 416، من طريق سفيان الثوري، عن ابي سنان سعيد بن سنان البرجمي، عن الضحّاك، عن ابن عبّاس، إسنادٌ صحيحٌ رجاله كلّهم ثقاتٌ. ورواه بطريق آخر قال: إسنادٌ لا يُقدح به، واخرجه بطرق اُخرى عن أمير المؤمنين، وعمّار، وابي رافع.
17 ـ ابو اسحاق الثعلبي النيسابوري المتوفّى 427 / 37 [4] في تفسيره عن ابي ذرّ كما مرَّ بلفظه ج 2 ص 52.
18 ـ الحافظ ابو نعيم الاصبهاني المتوفى 430 فيما نزل من القرآن في عليّ عن عمّار، وابي رافع، وابن عبّاس، وجابر، وسلمة بن كهيل.
19 ـ ابو الحسن الماوردي الفقيه الشافعي المتوفى 450، في تفسيره.
20 ـ الحافظ ابو بكر البيهقي المتوفى 458، في كتابه «المصنَّف».
21 ـ الحافظ ابو بكر الخطيب البغدادي الشافعي المتوفى 463، في «المتّفق».
22 ـ ابو القاسم زين الاسلام عبد الكريم بن هوازن النيسابوري المتوفّى 465 في تفسسيره.
23 ـ الحافظ ابو الحسن الواحدي النيسابوري المتوفى 468، في أسباب النزول: 148.
24 ـ الفقيه ابن المغازلي الشافعي المتوفى 483 في المناقب من خمسة طرق.
25 ـ شيخ المعتزلة ابو يوسف عبد السّلام بن محمد القزويني المتوفى 488، في تفسيره الكبير. قال الذهبي: إنّه يقع في ثلاث مائة جزء.
26 ـ الحافظ ابو القاسم الحاكم الحسكاني المتوفى 490، عن ابن عبّاس، وابي ذرّ، وعبد الله بن سلام.
27 ـ الفقيه ابو الحسن علي بن محمّد الكيا الطبري الشافعي المتوفى 507، في تفسيره.
واستدلَّ به على عدم بطلان الصّلاة بالفعل القليل، وتسمية الصدقة التطوّع بالزكاة كما في تفسير القرطبي.
28 ـ الحافظ أبو محمّد الفراء البغوي الشافعي [المتوفى] 516 في تفسيره معالم التنزيل هامش الخازن 2 / 55.
29 ـ ابو الحسن رزين العبدري الاندلسي المتوفى 535، في الجمع بين الصحاح الست نقلاً عن صحيح النسائي.
30 ـ ابو القاسم جار الله الزمخشري الحنفي المتوفى 538 في الكشّاف 1/422. وقال: فإن قلت: كيف صحَّ أن يكون لعليٍّ(رضي الله عنه) واللفظ لفظ جماعة؟ قلت: جيء به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلاً واحداً ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه... وغيرهم.
وهناك عشرات الادلة على ولاية وامامة الامام علي ع الا انها تحتاج الى بحوث ومجلدات ولكن اجمالا الوضوح ناصع في هذا الدليل القرآني ولا يحتاج الى اسهاب او فلسفة لانها من المحكمات والمتواترات والقطعيات انها نزلت في علي (ع)
اللهم صل وسلم على محمد وال محمد
تفسير الطبري :::
حَدَّثَنَا هَنَّاد بْن السَّرِيّ قَالَ : ثنا عَبْدَة عَنْ عَبْد الْمَلِك عَنْ أَبِي جَعْفَر قَالَ : سَأَلْته عَنْ هَذِهِ الْآيَة : { إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُولًا وَاَلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة وَهُمْ رَاكِعُونَ } قُلْنَا : مَنْ الَّذِينَ آمَنُوا ؟ قَالَ : الَّذِينَ آمَنُوا ! قُلْنَا : بَلَغَنَا أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب قَالَ : عَلِيّ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا . *
http://quran.al-islam.com/Tafseer/Di...ARY&tashkeel=0
تفسير ابن كثير
وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان الْمُرَادِيّ حَدَّثَنَا أَيُّوب بْن سُوَيْد عَنْ عُتْبَة بْن أَبِي حَكِيم فِي قَوْله " إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُوله وَاَلَّذِينَ آمَنُوا " قَالَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَعَلِيّ بْن أَبِي طَالِب .
وَحَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد الْأَشَجّ حَدَّثَنَا الْفَضْل بْن دُكَيْن أَبُو نُعَيْم الْأَحْوَل حَدَّثَنَا مُوسَى بْن قَيْس الْحَضْرَمِيّ عَنْ سَلَمَة بْن كُهَيْل قَالَ تَصَدَّقَ عَلِيّ بِخَاتَمِهِ وَهُوَ رَاكِع فَنَزَلَتْ " إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُوله وَاَلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة وَهُمْ رَاكِعُونَ "
وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنِي الْحَارِث حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز حَدَّثَنَا غَالِب بْن عَبْد اللَّه سَمِعْت مُجَاهِدًا يَقُول فِي قَوْله " إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُوله" الْآيَة نَزَلَتْ فِي عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب تَصَدَّقَ وَهُوَ رَاكِع. وَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق حَدَّثَنَا عَبْد الْوَهَّاب بْن مُجَاهِد عَنْ أَبِيهِ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُوله " الْآيَة نَزَلَتْ فِي عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ .
في صحيح البخاري : حدّثنا محمّد بن بشّار ، حدّثنا غندر، حدّثنا شعبة، عن سعد قال : سمعت إبراهيم بن سعد عن أبيه [ أي سعد بن أبي وقّاص ] قال النبي (صلى الله عليه وسلم) لعلي : « أما ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى »(1) .
قال : وحدّثنا مسدّد، حدّثنا يحيى، عن شعبة، عن الحكم، عن مصعب ـ مصعب بن سعد بن أبي وقّاص ـ عن أبيه : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم)خرج إلى تبوك فاستخلف عليّاً فقال : أتكلّفني بالصبيان والنساء ؟ قال : « ألا ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه ليس بعدي نبي »(2)
المصدر
(1) صحيح البخاري 5/24 ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت .
(2) صحيح البخاري 6/3 .
وبسند آخر في صحيح مسلم : عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك أنْ تسبّ أبا التراب ؟ فقال : أمّا ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ له رسول الله فلن أسبّه .... فذكر الخصال الثلاث ومنها حديث المنزلة
(2) صحيح مسلم 4/1871 رقم
فهذا حديث المنزلة في الصحيحين، وأنتم تعلمون بأنّ المشهور بينكم قطعيّة أحاديث الصحيحين، فجمهوركم على أنّ جميع أحاديث الصحيحين مقطوعة الصدور، ولا مجال للبحث عن أسانيد شيء من تلك الأحاديث..
اذا قلت ياخت انا صدقت الحديث لكن لا يعني انه هو الخليفة الحقيقي
اقل لكي ناتي الى القران اذاً
اول منزلة هي الوزارة
قال تعالى عن لسان موسى : ( وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي )سورة طه : 29
( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً )سورة الفرقان : 35
المنزلة الثانية : الخلافة
قال تعالى : ( وَقَالَ مُوسَى لاَِخِيه هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ )سورة الأعراف : 142
قال تعالى عن لسان موسى : ( وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُد بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي )سورة طه : 31
__________
قال تعالى : (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )) المائدة : 55 .
حيث ذهب المفسرون والعلماء من الفريقين إلى أنها نزلت في حق علي ( عليه السلام ) حينما تصدق بخاتمه في أثناء الصلاة .
وإليك بعض مصادرها عند الفريقين :
عند الشيعة:
1. بحار الأنوار 35 / باب 4 .
2. إثبات الهداة 3 / باب 10 .
وعند أهل السنة والجماعة :
1. شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي 1/161 ح 216 .
2. تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب2/409 ح 908
3. تفسير الطبري: 6 .
4. أنساب الأشراف للبلاذري 2/150 ح 151 ، ط بيروت .
5. الصواعق المحرقة لابن حجر .
ودلالة الآية الكريمة على ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام واضحة بعد أن قرنها الله تعالى بولايته وولاية الرسول، ومعلوم أن ولايتهما عامة فالرسول أولى بالمؤمنين من أنفسهم فكذلك ولاية علي (ع) بحكم المقارنة .
تعليق: ولكن هناك من يقول : إن قوله تعالى : (( وهم راكعون )) إنما هي صفة أي : أنهم يصلون وأيضا هم يركعون أي : انها تكرار للجملة فحين ذكر انهم يصلون ذكر انهم يصلون مرة أخرى بقوله : (( وهم راكعون )) لأنه يعبر عن الصلاة تارة بالركوع وهذا يدعو للاستغراب
الجواب:
ان آية الولاية من الآيات الصريحة والواضحة الدلالة على إمامة من آتى الزكاة في حال الركوع وقد ذكرت روايات كثيرة من الفريقين أن سبب نزول الآية هو تصدق الامام أمير المؤمنين (ع) بخاتمه على الفقير في حال الركوع أثناء صلاته . إذن فهي دالة على إمامة أمير المؤمنين (ع) ولكن هذا ما يغيظ نفوس ضعيفة الايمان تحمل في طياتها حالة البغض والحقد لعليّ وآله عليه وعليهم السلام فأخذوا يبثون الشبهة تلو الشبهة حول هذه الآية وامثالها ومن تلك الشبه هي هذه الشبهة التي ذكرتموها من فصل ايتاء الزكاة من حال الركوع
ولعلّ أول من قال بها أو ممن قالها من القدماء هو ابو علي الجبائي كما ذكرها عنه تلميذه في كتاب المغني 20/ق1/137 .
وقد أجاب علماؤنا عن هذه الشبهة ومنهم الشريف المرتضى ( قدس سره ) في كتابه الشافي في الامامة 2/236 بقوله : ( ليس يجوز حمل الآية على ما تأولها شيخك ابو علي من جعله ايتاء الزكاة منفصلاً من حال الركوع ولابد على مقتضى اللسان واللغة من أن يكون الركوع حالاً لايتاء الزكاة والذي يدل على ذلك أن المفهوم من قول أحدنا الكريم المستحق للمدح الذي يجود بماله وهو ضاحك وفلان يغشى إخوانه وهو راكب معنى الحال دون غيرها حتى أن قوله هذا يجري مجرى قوله : أنه يجود بماله في حال ضحكه ويغشى اخوانه في حال ركوبه ويدل أيضا عليه أنّا متى حملنا قوله تعالى : (( يؤتون الزكاة وهم راكعون )) على خلاف الحال وجعلنا المراد بها أنهم يؤتون الزكاة ومن وصفهم أنهم راكعون من غير تعلق لأحد الأمرين بالآخر كنا حاملين الكلام على معنى التكرار لأنه قد أفاد تعالى بوصفه لهم بأنهم يقيمون الصلاة وصفهم بأنهم راكعون لأن الصلاة مشتملة على الركوع وغيره واذا تأولناها على الوجه الذي اخترناه استفدنا بها معنى زائداً وزيادة الفائدة بكلام الحكيم أولى ) .
واترك البقية لعقلك اكتفي بهذا القدر لدلائل ولاية اميرمؤمنين عليه السلام