الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
اللهُمَ صَلْ عَلىَ مُحَمَدٍ وَآَلِ مُحَمَدٍ الطَيِبِين الطَاهِرَينْ المُنْتَجَبِين
وَعَجِلْ فَرَجَهُمْ ياكريم وألعن أعدائهم إلى قيام يوم العالمين
اللهُمَ صَلْ عَلىَ مُحَمَدٍ وَآَلِ مُحَمَدٍ الطَيِبِين الطَاهِرَينْ المُنْتَجَبِين
وَعَجِلْ فَرَجَهُمْ ياكريم وألعن أعدائهم إلى قيام يوم العالمين
افرحي يا قلوب وشمي أريج الورود واسمعي تغريد الطيور فالليلة مهدينا مولود
أسمى آيات التهاني والتبريكات لمولاي صاحب العصر والزمان عليه السلام . وإلى كل السادة
والمراجع العظام وإلى كافة الشيعة بمناسبة المولد الشريف ومتباركين جميعاً
والمراجع العظام وإلى كافة الشيعة بمناسبة المولد الشريف ومتباركين جميعاً
قد يظن بعض الناس أن الظهور يتوقف على امتلاء الأرض ظلماً وجوراً انطلاقاً من النصوص التي تفيد بأن الإمام عليه السلام يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجورا .
وبالتالي فإنهم يعتقدون بأن تطور الظلم والجور في حياتنا السياسية والاقتصادية والعسكرية والإدارية والقضائية شرط وعامل مؤثر في الظهور وتعجيل الفرج .
فإذا امتلأت الأرض ظلماً وجوراً ظهر الإمام عليه السلام وأعلن ثورته ضد الظالمين وفرّج عن المظلومين والمعذبين والمقهورين .
ومن الواضح أن هذا الاعتقاد إن لم يؤَدِّ إلى المساهمة في توسيع رقعة الفساد والظلم والجور في الأرض فهو يؤدي في الحد الأدنى إلى عدم مكافحة الظلم والجور والخضوع للأمر الواقع الفاسد . لأن العمل خلاف ذلك يؤدي إلى إطالة زمن الغيبة وتأخير الفرج .
ولا شك في أن ذلك مخالف لمفاهيم القرآن الذي يدعو إلى رفض الظلم وعدم الركون إلى الظالمين . فقال الله تعالى : ( وَلا تَركَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) هود : 113 .
كما إن ذلك يعني تعطيل أهم فرائض الإسلام وأحكامه وتشريعاته كفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله والجهاد في سبيله . وهي تكاليف عامة لا تختص بزمان دون زمان .. أو مكان دون آخر .
على أنه ليس معنى ( تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً ) الواردة في بعض النصوص هو أن تنعدم قيم الحق والتوحيد والعدل على وجه الأرض . ولا يبقى موضع يُعبد الله فيه . فهذا الأمر مستحيل وهو على خلاف سنن الله .
وإنما المقصود بهذه الكلمة طغيان سلطان الباطل على الحق في الصراع الدائر بين الحق والباطل .
ولا يمكن أن يزيد طغيان سلطان الباطل على الحق أكثر مما هو عليه الآن . فقد طغى الظلم على وجه الأرض وبلغ ذروته .
فالذي يجري على مسلمين العراق وفلسطين بأيدي الظلمة أمر يقل نظيره في تاريخ الظلم والإرهاب .
كما إن ما تمارسه الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة الإسلام والمسلمين وما تفرضه على العالم الإسلامي بلغ الذروة في الاستكبار والطغيان . والهيمنة وفرض النفوذ والسيطرة على دول المنطقة وشعوبها ومواردها الحيوية .
وقد كانت غيبة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه بسبب طغيان الشر والفساد والظلم . فكيف يكون طغيان الفساد والظلم شرطاً وسبباً لظهور الإمام عليه السلام وخروجه ؟
على أن الموجود في النصوص هو : ( يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً ) . وليس : ( يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجورا ) .
على أن الموجود في النصوص هو : ( يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً ) . وليس : ( يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجورا ) .
فليس معنى ذلك أن الإمام عليه السلام ينتظر أن يطغى الفساد والظلم أكثر مما ظهر إلى اليوم ليخرج .
وإنما معنى النص أن الإمام عليه السلام إذا ظهر يملأ الأرض عدلاً . ويكافح الظلم والفساد في المجتمع حتى يطهر المجتمع البشري منه . كما امتلأ بالظلم والفساد من قبل .
تحياتنا ومتباركين .
نســــألكم الدعاء